Search
Close this search box.
المقال رقم 11 من 23 في سلسلة دفتر تبرعات

كانت عشية واحتفال استقبال أبونا بطرس بعد رجوعه من الدير احتفال مهيب ومزدحم بالشباب والشعب، كان واضح إنه شخصية محبوبة و مؤثرة، دخل الكنيسة بالألحان و الزغاريد، الناس كانوا بيحدفوه بالورود ولبسوه طوق من الورد كالقلادة، وكهنة الكنيسة كلهم كانوا حاضرين، وكمان كهنة من كنايس تانية من الإيبارشية وبرة الإيبارشية،

وقف أبونا أنجيلوس ليقدم التهنئة:
بسم الأب والابن والروح القدس، الله الواحد، آمين.
في الحقيقة يا أبنائي أنا اليوم في غاية السرور، فقد كان دكتور سامي ابنًا لنا، واليوم صار أبونا شريكًا في الخدمة وأبًا ومعلمًا لنا جميعًا، في الحقيقة مش عارف أهنئ أبونا بطرس على نعمة الكهنوت، ولا أهنيكم انتم يا شعب الكنيسة على محبة ربنا ليكم فاختار ليكم خادم نشيط ومتعدد المواهب زي أبونا بطرس، أنا شخصيًا مش قادر أوصف لكم مقدار السعادة والفرحة اللي في قلبي، حقيقي مبسوط، وحقيقي فرحان، فرحان وسعيد وبقولكم كلكم إن ربنا بيحبكم لأنه اختار أبونا بطرس يكون وكيل سرائره المقدسة، باسم أبائي الحضور وباسمكم جميعًا بنقدم أرق التهاني والتبريكات لقدس أبونا بطرس وهو بنفسه هيقول لكم كلمة شكر على حضوركم لتهنئته.

الكنيسة امتلأت بالزغاريد والتصفيق أول ما أبونا بطرس مسك المايك وطلب الحِل من الآباء:
حقيقي مش قادر أوصف لكم مقدار فرحتي بمحبتكم الغامرة، اللي حقيقي واصلة جدًا لقلبي، بس اسمحولي أتكلم معاكم من قلبي، أنا هنا واقف وسطيكم مش عشان أنا حد كويس وقديس فربنا اختارني، أبدًا، أنا يمكن أقل من أي حد فيكم، أنا اختيار ربنا ليَّ إن كان دليل على شيء فهو دليل على محبة الله وستره لضعفات البشر، يمكن أنا وسطيكم عشان أكون دليل إن ربنا بيشتغل بالوحشين والقديسين، انتم القديسين، أيوة انتم شعب الكنيسة القديسين، وأن كنت نلت نعمة الكهنوت وبقيت أب فانتم لسه آبائي وأمهاتي، أنا اللي أبوس أيديكم وأتقوى في خدمتكم وخدمة الكنيسة ببركة صلواتكم ليَّ، إن كان الكاهن باليوناني “إبريسفيتيروس” يعني شفيع عن الشعب، فأنا كمان النهاردة بقولكم محتاج كل يوم وكل لحظة صلاتكم وشفاعتكم عشاني، السلطان اللي إداه السيد المسيح للتلاميذ كهنة الكنيسة الأولى كان سلطان الحب، والسيد المسيح نفسه شعر الجميع أن له سلطان يختلف عن الكتبة والفريسيين لأن سلطانه كان الحب و الغفران، رفض الجميع المرأة نازفة الدم وقبلها السيد المسيح، ورفض الجميع المرأة التي أمسكت في ذات الفعل وأرادوا إنهاء حياتها وقبلها المسيح وغفر خطيتها، وقاده الحب إلى أن بذل ذاته معلقًا على الصليب ليعطي حياة وغفرانا وخلاصًا لكل من يقبل الخلاص، لذلك يا أحبائي إن كنت مسئولا عن خلاصكم، فأتجاسر وأقول وانتم أيضًا مسئولون عن خلاصي، لا تتوانوا عن الصلاة لأجلي وإن أعثرت أحدكم يومًا لا تنصرف قبل أن تعاتبني فقد تكون أسأت فهم قصدي أو قد أكون بحماقة أسأت التصرف.

عاد الشعب ليصفق بقوة، ولكن أبونا بطرس رفع يده قائلًا: أنا عارف إن ديه مشاعر محبة، بس لازم نخلي بالنا إننا في الكنيسة ومينفعش مشاعرنا تلهينا عن احترام هيبة بيت الله وحضور روح الله بالحقيقة وسطنا.

انتهت العشية وانصرف الجمع، وبقى الكهنة.

ونظر أبونا أنجيلوس للكهنة قائلًا:
النهاردة بس ضاعت هيبة الكهنوت في الكنيسة، إيه الكلام اللي كنت بتقوله ده، التواضع مش كده، المسيح إداك سلطان وقالك كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء، نقف ونعلم الناس إن تعاليم المسيح غلط ومفيش سلطان للكهنوت على الشعب، ده اللي قدسك قريته في الكتب وهتعلم بيه الشعب الفترة الجاية؟، ثم كل الآباء اللي كانوا حاضرين محدش فيهم وبخ الشعب علشان بيحتفلوا بيك، تروح قدسك تكسف الكل و تقولهم عيب وكأن أنت الوحيد اللي تعرف العيب وإحنا لأ؟

– يا أبونا أنا مش قصدي كده خالص، بلاش تحمل كلامي وأفعالي أكتر من حجمها.

– يا أبونا أنا ولا بحمل ولا بتاع، إحنا هنشوف أيام ما يعلم بيها إلا ربنا، بس أنا متوقع ده من بدري، طول ما الكبار قاعدين وسامعين وساكتين، يبقى لازم يحصل كده، وأكتر من كده كمان!

– يا أبونا قدسك مكبر الموضوع، طب حقك عليا..

– ولا حقك و لا حقي، أهو يوم وعدى، لما نشوف اخرتها، بس عشان يكون في معلوم قدسك، أنا مش هسمح لأي حد مهما كان، أي حد وتحتها ألف خط، إنه يبوظ الشعب أو يعصيه على الكهنوت أو يقلل احترام الشعب ليه، طول ما أنا موجود وطول ما أنا عايش.

وراح سايب الكل و مشي ..

أبونا بطرس وقف مستغرب جدًا ووجه كلامه لأبونا يوناثان وأبونا إيلاريون:
– هو ليه بيعمل معايا كده؟! هو أنا قلت إيه غلط؟! أنا عملت له إيه؟! إحنا حتى مبتديناش.

– كان لازم يعمل كده يا أبونا، أنا كنت متوقع جدًا إنه يعمل كده، كان لازم يقلب الترابيزة من الأول، عشان يقول إنه فريق لوحده، وإنه مش معانا، مع إنه عمره ما كان معانا، وطول عمره لوحده، بس كان لازم يقولها بصوت عالي عشان قدام نفسه يحس إنه بيدافع على الكنيسة والكهنوت وإننا بنعمل عكس ده.

– طب هو اللي أنا قلته غلط؟!!

– يا أبونا كل كلمة بتترجم حسب مزاج اللي بيسمع، صدقني عمر المشكلة ما كانت في الكلام اللي بيتقال، طول عمر المشكلة في مين بيقول ومين بيسمع وإيه علاقة اللي بيقول باللي بيسمع.

و راح ربت على كتفه ومسكه من ايد، وأبونا إيلاريون من ايد، وخرجوا هما الثلاثة من الكنيسة.

يتبع ..

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: دفتر تبرعات[الجزء السابق] 🠼 [١٠] الراهب يوئيل[الجزء التالي] 🠼 [١٢] الاجتماع الأوّل
مايكل جميل
[ + مقالات ]