المقال رقم 8 من 9 في سلسلة مقدمات وتعليقات على العهد القديم
بعد قصة نوح اللي بتنتهي في الإصحاح 9 من التكوين بيظهر تقليد كهنوتي عن توزيع وتنوع الشعوب في الأرض بعد الطوفان وبيليه سلسلة سام وصولًا لإبراهيم، التقليد دا بيتخلله في النص بعض الأعداد التابعة للتقليد اليهوي لكنها غير كاملة.

أنا هتعرض للجزء الخاص بالأنساب المرة الجاية، لكن في المقال دا هتكلم عن قصة (تك 11: 1-9)، وهي أسطورة بتنتمي للتقليد اليهوي، وهعلق على الأعداد السابقة عليه، والمُتقاطعة مع (تك 10: 8-19، 21، 24-30).

النص اليهوي بعد قصة سُكر نوح هيكون كالتالي:

… و ولد ، وهو أول جبار في الأرض. وكان صيادا جبارا أمام الرب، ولذلك يقال:”كنمرود صياد جبار أمام الرب”.
وكان أول مملكته بابل وأرك وأكد وكلنة في أرض شنعار. ومن تلك الأرض خرج إلى أشور فبنى نينوى ورحبوت عير وكالح، وراسن بين نينوى وكالح، وهي المدينة العظيمة.

و ولد اللوديم والعناميم واللهابيم والنفتوحيم والفتروسيم والكسلوحيم والكفتوريم الذين خرج منهم الفلسطينيون.
وكنعان ولد صيدون بكره وحثا واليبوسي والأموري والجرجاشي والحوي والعرقي والسيني والأروادي والصماري والحماتى. وبعد ذلك تفرقت عشائر الكنعانيين. وكانت حدود الكنعانيين من صيدون وأنت آت نحو جرار إلى غزة، وأنت آت نحو وأدمة وصبوئيم إلى لاشع.

(سفر التكوين، الإصحاح 10: 8-19)

وسام أبو كل بني عابر، أخو يافث الكبير، ولد له أيضا بنون.

(سفر التكوين، الإصحاح 10: 21)

…و ولد شالح، وشالح ولد عابر. وولد لعابر ابنان: اسم أحدهما فالج لأنه في أيامه آنقسمت الأرض، واسم أخيه يقطان. ويقطان ولد ألموداد وشالف وحضرموت ويارح. وهدورام وأوزال ودقلة وعوبال وأبيمائيل وشبأ وأوفير وحويلة ويوباب. جميع هؤلاء بنو يقطان. وكانوا يقيمون من ميشا وأنت آت نحو سفار، جبل المشرق.

(سفر التكوين، الإصحاح 10: 24-30)

…وكانت الأرض كلها لغة واحدة وكلاما واحدا. وكان أنهم لما رحلوا من المشرق وجدوا سهلا في أرض شنعار فأقاموا هناك. وقال بعضهم لبعض: “تعالوا نصنع لبنا ولنحرقه حرقا”. فكان لهم اللبن بدل الحجارة، والحمر كان لهم بدل الطين. وقالوا: “تعالوا نبن لنا مدينة وبرجا رأسه في السماء، ونقم لنا آسما كي لا نتفرق على وجه الأرض كلها”. فنزل الرب ليرى المدينة والبرج اللذين بناهما بنو . وقال الرب: “هوذا هم شعب واحد ولجميعهم لغة واحدة، وهذا ما أخذوا يفعلونه. والآن لا يكفون عما هموا به حتى يصنعوه. فلننزل ونبلبل هناك لغتهم، حتى لا يفهم بعضهم لغة بعض”. ففرقهم الرب من هناك على وجه الأرض كلها، فكفوا عن بناء المدينة. ولذلك سميت بابل، لأن الرب هناك بلبل لغة الأرض كلها. ومن هناك فرقهم الرب على وجه الأرض كلها.

(سفر التكوين، الإصحاح 11: 1-9)

بيفسر تنوع الشعوب واللغات باعتباره نتيجة تدخل مُباشر من (الرب)، نتيجة لمُحاولات البشر مرة أُخرى انهم يوصلوا للألوهة سابقًا بالأكل من ، وفيما بعد بزواج بنات الناس من نسل الآلهة في قصة ال، وحاليًا في القصة دي ببناء برج بيصل للسماء، لكن النصوص اللي قبل أسطورة البرج بنلاقي توصيف للشعوب/الأجناس، ودا لمرة كمان بيرجح إمكانية وجود اكتر من طبقة للتقليد اليهوي، على الرغم من كدا النصوص اللي قبل أسطورة البرج مقتطعة وباين إنها ناقصة، وارد يكون دا نتيجة وضعها في سياق الكاتب الكهنوتي فيما بعد.

النصوص قبل أسطورة البرج بتفسر تمايز الشعوب/الأجناس بتصور قبائلي بيتصور إن كل شعب اتسمى بالاسم دا نتيجة وجود “قائد أعلى/أب أعلى/أب أول” للقبيلة/للشعب/للجنس اتسموا باسمه.

في اسطورة الإله بعد انتصاره على وخلق العالم بيأمر ببناء مدينة بابل ومعابد الآلهة، البابليين كان عندهم معابد ضخمة للتعبد للآلهة معروفة باسم الزقورات- Ziggurats، وكانت من مميزاتها إنها أشبه بالأبراج المتصلة بالسما عشان تتجلى فيها الآلهة.

[٨] برج بابل 1في الصورة إعادة تصور لزقورة إيتمإنانكي- Etemenanki، مكانها في العراق-بابل، وهي زقورة تم بنائها للإله مردوخ، غالبًا تم بنائها ما بين القرن الـ14 والقرن الـ9 ق.م. وقد تكون هي المنسوب القيام ببنائها للآلهة نفسهم في الإنوما إليش،
في القرن السادس قبل الميلاد كانت الزقورة اتهدت وأعاد بنائها الملك  الثاني مرة تانية، فيما بعد تم هدمها ومتبنتش تاني.

كاتب التقليد اليهوي في قصة برج بابل تلاعب بالاسم “بابل” وفسره بانها اتسمت بالاسم دا لإن فيها تم بلبلة ألسنة البشر، وفكرة برج البابل أقرب فهم وتصور ليها هو فكرة الزقورة اللي تم تأويلها بالشكل دا عشان يهاجمها كاتب التقليد اليهوي.

أسطورة برج بابل بيكون من المنطقي جدًا تفهم طبيعتها لو تم افتراض زمن متأخر لكتابة التقليد اليهوي، القصة بيستدل بيها على ترجيح إرجاع زمن كتابة التقليد اليهوي لعصر ، بدلًا من القرن التاسع للسابع ق.م.، في الزمن دا ممكن يكون مفهوم جدًا ليه الكاتب كان بيهاجم بابل بالشكل دا.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: مقدمات وتعليقات على العهد القديم[الجزء السابق] 🠼 [٧] سُكر نوح ولعنة كنعان[الجزء التالي] 🠼 [٩] آباء ما بعد الطوفان
مايكل لويس
[ + مقالات ]