المقال رقم 9 من 9 في سلسلة مقدمات وتعليقات على العهد القديم
الأسماء في قصص التاريخ البدائي وتاريخ الأجداد مش بتكون تدوين لتاريخ أو أسماء أشخاص، في الأساطير الأسماء بتلعب دور تفسيري لحدث معين في القصة، أو كتفسير لماهية الشخصية محل الموضوع، واحيانًا تستخدم للربط بين الأحداث.

بيقدم سلسلة أنساب بتبدأ ب و اللي تم تفسير اساميهم في النص نفسه،

آدم بمعنى “الترابي/الأرضي”،
حواء بمعنى “أم الأحياء / أم كل حي”،
حواء بتخلف قايين، واسمه متفسر في النص “المُقتنى” (لإنها اقتنت رجلًا من الرب)،
أما “هابيل” مش متفسر بس غالبًا معناه “الابن”،
شيث “البديل” (لإنه بديل
وأنوش “الإنسان”.

 

[٩] آباء ما بعد الطوفان 1

فيما بعد بيخلف أخنوخ وهو اسم معناه مش واضح قد يكون معناه “الذكي/الماهر/المُخصص-dedicated” وبالتالي في التقليد اليهوي بيوضح إن أول مدينة تم بناءها على أيد قايين اتسمت باسم ابنه أخنوخ، وعلى الجانب الآخر لما ظهر تاني في كان بيتفهم الاسم في سياق انه سار مع الله “dedicated to ”.

أخنوخ خلف عيراد، وقد يكون تم تسميته نسبة لمدينة إريدو-Eridu.

خلف محويائيل، اللي اسمه معناه “إيل يُحيي- El Enlivens / God Enlivens”

، و خلف متوشائيل (متوشالح) اللي بيعتبر عاش أطول عمر مُسجل في الكتاب المقدس، بس التقليد اليهوي مفيهوش ذكر للأعمار، لكن التقليد دا بيظهر عند التقليد (المُحرر؟) الكهنوتي، وغالبًا فضل عايش لحد الطوفان (بحسب أعمار التقليد الكهنوتي دا اللي حصل فعلًا)، ومعنى اسمه “رَجُل الله/إيل”.

متوشائيل بيخلف لامك – اللي اسمه مرتبط بـ”القوة” لكن مش واضح بظبط معناه ايه وبينسب ليه أنشودة السيف (تك 4: 23-24)

وبيتزوج من عادة (معنى اسمها “الفجر”) وصلّة (معنى اسمها “الظل/الظلمة”).

عادة “الفجر” خلفت يابل، اللي اسمه يعتبر تحور لاسم هابيل وهو يعتبر الراعي لكن الموجود في الحضارة،

وخلفت برضو يوبل (اسمه قد يدل على مجرى المياه أو الأنهار لكن مش معروف بالضبط) اللي بيوصف بأنه أبو كل عازف بالكنارة والمزمار، الجانبين مع بعض بظهور الفجر كأمهم بيُظهروا الجانب المُشرق للوجود الإنساني وبيفكرنا بالارتباط الكلاسيكي ما بين الرعاة والموسيقى، قارن دا بشخصية داود مثلًا، أو بالآلهة أبولو و في الحضارة اليونانية وغيرهم.

صلّة “الظل”، بتخلف توبل-قاين، مش واضح بظبط معنى اسمه لكن بيُذكر انه حداد،
وبتخلف نعمة اللي معنى اسمها “الجمال”، قارن مع هيفيستوس و عند اليونان مثلًا برضو وغيرهم.

فيما بعد مش بيتم إيضاح نسب نوح لكن في نص في (تك 5: 29) بالرغم من إن المقطع ككل كهنوتي لكن واضح إن السطر دا يهوي لاستعماله اسم “” وهو بيوضح إن غالبًا قد يكون في التقليد اليهوي تم نسب نوح ل زي التقليد الكهنوتي لكنه موصلش بشكل واضح بسبب التحرير- Redaction،
نوح زي ما النص بيوضح معنى اسمه “الراحة/التعزية”.

نوح بعد الطوفان بيخلف سام وحام ويافث.
يافث، غالبًا اسمه مرتبط بشعوب البحر المتوسط من الشَمال واسمه قد يكون مشتق من اسم أحد الجبابرة (Titans) في الميثولوجيا الإغريقية وهو إيابيتوس- Iapetus.
حام، اسمه بالعبري قد يعني “حار (حامي)” وقد يعني “أسود” لو ارتبط بـ”كيمي” الاسم اللي كان بيُطلق على أرض مصر قديمًا، لكن يظل الاسم معناه غير واضح تمامًا.
سام، معنى اسمه “اسم أو شهرة” (قارن بقصة إبراهيم اللي هيجي من نسله في (تك 12: 2)).

بيذكر التقليد اليهوي إن بيخلف نمرود، و بتكون قلب مملكته بابل و (Uruk) وأكد (Akkad) كلهم في أرض شنعار (الرافدين)، ومنها راح آشور وبنى نينوى وكالح، مش معروف بالظبط معنى اسم نمرود، ولا معروف هو تأثُر بأنهي شخصية، كلمة גִּבֹּר (جبار-Gibbor) اللي بتوصفه في النص هي نفس الكلمة اللي اتوصف بيها ال سابقًا، والبعض رجح انه قد يكون تأثر بالإله (تشابه اسمي)، والبعض رجح تأثُر ب (تأثر موضوعي، لإن ثلثاه إله وثلثه إنسان)، لكن مفيش اجابة واضحة.

التقليد اليهوي مش بيذكر مين أبو كوش، التقليد الكهنوتي بينسب كوش لحام على اعتبار إن أرض كوش كانت في أفريقيا في جنوب مصر، لكن دا بيعمل مشكلة لو جينا نقرا التقليد اليهوي لإن مش منطقي انه يربط بين وكوش، التفسير الأوقع هو انه قد يكون كوش في التقليد اليهوي كان ابن “يافث” (الشَمال) وتم ربطه ببابل وبلاد الرافدين على أساس سلالة الكيشيون اللي حكموا بابل ما بين القرن الـ16 والـ12 ق.م.

بعد كدا التقليد اليهوي بينسب المصريين لمصرائيم، الأرض كان بيُطلق عليها اسم مصر (تحور  للاسم)، الاسم كان بيُطلقه الأجانب (غير المصريين) ومعناه قد يكون “الحدود” أو “الحصن”، الكاتب فسر الاسم بأنه نسبة لشخص اسمه .

مصرائيم بيخلف اللوديم، والعناميم، واللهابيم، والنفتوحيم، والفتروسيم، والكسلوحيم، والكفتوريم، والمفروض إن الأسامي دي بتعبر عن أماكن أو بلاد أو شعوب إما تابعة لمصر أو تحت سيادتها بشكل أو بآخر.

أنا هذكر بشكل مختصر لما قد يُشيروا إليه واللي عايز يقرا زيادة ممكن يدور بنفسه أو يرجع لكتاب جون .
اللوديم (לוּדִים) الباحثين بيرجحوا انها غلطة لكلمة “لوبييم-לוּבים” وبالتالي اشارة لليبيين/ليبيا.
العناميم (עֲנָמִים) قد يكون اشارة لمنطقة واحة الخارجة.
اللهابيم (לְהָבִים) غالبًا اشارة لليبيا بشكل او بآخر برضو.
النفتوحيم (נַפְתֻּחִים) يُمكن مُقاربتها لـNa-patuh وهيبقى معناها “شعب بتاح” وبالتالي اشارة لمصر الشمالية (مصر السُفلى- Lower Egypt).
الفتروسيم (פַּתְרֻסִים) من Pathros اشارة لمصر الجنوبية (مصر العُليا- Upper Egypt).
الكسلوحيم (כַּסְלֻחִים) قد تكون اشارة لمنطقة واحة آمون/واحة سيوة.
الكفتوريم (כַּפְתֹּרִים) غالبًا اشارة لجزيرة كريت او قبرص في البحر المتوسط.

في النص مش واضح بالظبط الفلسطينيين خرجوا من مين (الكسلوحيم ولا الكفتوريم)، لكن (إر 47: 4) و(عا 9: 7) بيرجحوا قراءة خروجهم من الكفتوريم، تاريخيًا الفلسطينيين كانت جماعة حاولت في القرن الـ12 ق.م. احتلال مصر من شرق المتوسط وكان صدهم الملك رمسيس الثالث واستوطنوا الساحل الجنوبي لكنعان (غزة حاليًا) لحد ما في القرن السابع قبل الميلاد تم إبادتهم بالكامل على يد ملك بابل الملك نبوخذنصر الكبير (نبوخذنصر الثاني) ومش متبقي أي آثار ليهم ولا معروف هما مين ولا معتقداتهم إيه ولا حتى معروف معنى اسمهم (فلسطينيين/فلسطين)، كل اللي نعرفه عنهم جه من الآثار المصرية والعهد القديم وبعض الآثار الأُخرى، لكن مش من شيء منسوب ليهم هما، على الرغم من كدا اسمهم فضل مرتبط بالمنطقة لحد النهاردة.

فيما بعد بينتقل التقليد اليهوي للكلام عن كنعان ونسله بنفس الطريقة، وبعد كدا بينتقل للكلام عن سام وبيتم نسب قبائل العرب ليه،
النقطة دي جديرة بالملاحظة لإن في التقليد الكهنوتي انه بيتم نسب العرب لحام، بس إنا هكتفي لحد هنا فيما يخص التقليد اليهوي عشان مطولش زيادة عن اللزوم واللي عايز يعرف اكتر ممكن يدور بنفسه، كتاب جون سكينر مفيد جدًا في تعليقاته على النقطة دي، لكن بالشكل دا بينتهي التقليد اليهوي فيما يخص التاريخ البدائي.

التقليد الكهنوتي فيما بعد سلاسل الأنساب في الإصحاح 10 بيذكر تقسيمة للشعوب برضو، وفيما بعد في ألإصحاح 11 بيركز على نسل سام وصولًا لإبراهيم (أبو الآباء) اللي هيجي منه شعب بني إسرائيل، الأنساب تم تقسيمها من آدم لنوح 10 أجيال، ومن سام لإبراهيم 10 أجيال، الأعمار في الأجيال من سام لإبراهيم ملهاش نمط واضح أوي زي في الأعمار من آدم لنوح غير إنها بتقل،

وبشكل عام واضح إن قائمة الأنساب والأعمار مرت بتعديل لإن الأعمار مختلفة ما بين النص الماسوري والسبعيني والسامري، في النص السبعيني مثلًا بنلاقي إن فضل عايش لحد بعد الطوفان بـ14 سنة (بدون ذكر لدخوله السفينة) فغالبًا تم تعديل القائمة من كل من النص الماسوري والسبعيني والسامري لتفادي إشكاليات زي دي، وبنلاقي برضو إن النص السبعيني زود شخصية زيادة في قائمة آباء ما بعد الطوفان وهي شخصية (قايين) الثاني وبيبقى ابن وأبو شالح (والأرجح إنها شخصية مُضافة، مش إنها كانت موجودة وانحذفت، لإنه مش مذكور في سفر أخبار الأيام)
السبب لكدا إن لما النص بيذكر فيما بعد إن تارح لما أخذ ابنه أبرام وساراي (اللي هيبقوا فيما إبراهيم وسارة) وخرج من أور الكلدانيين عشان يروحوا كنعان، وبحسب الأعمار المذكورة في آباء ما بعد الطوفان بنلاقي إن كان في آباء هيكونوا اتسابوا وهما لسة عايشيين في أور الكلدانيين (سام وأرفكشاد وشالح وعابر ورعو وسروج)، فالنص السبعيني غير في بعض الأعمار وأضاف شخصية قينان عشان يتفادى فكرة ترك آباء أبرام في أور الكلدانيين.

أنا هكتفي لحد هنا واللي حابب يستزيد ممكن يقرا اكتر بنفسه، وفي ورقة بعنوان The Genealogical Lists in Genesis 5 and 11 in Three Different Versions كاتبها “إيمانويل توف- Emmanuel Tov” ممكن الرجوع ليها.

بالشكل دا بينتهي التاريخ البدائي (الـ11 إصحاح الأولنيين من سفر التكوين).

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: مقدمات وتعليقات على العهد القديم[الجزء السابق] 🠼 [٨] برج بابل
مايكل لويس
[ + مقالات ]