المقال رقم 2 من 9 في سلسلة مقدمات وتعليقات على العهد القديم
في المقال دا هتكلم بشكل مختصر عن روايتين الخلق في سفر التكوين في الإصحاح الأول () والاصحاح الثاني () في ضوء 3 نصوص أدبية (أسطورة أتراحاسيس، وأسطورة ، وملحمة ).
أسطورة أتراحاسيس:

كانت الآلهة في البداية بدلًا من البشر هي اللي بتقوم بالأعمال، (ملك ال، الجيل الأكبر من الآلهة) صعد للسماء (إله السماء)، وأخذ الأرض لشعبه (إله الأرض، اتسمى بعد كدا إليل)، وانتسبت البحار للإله (إله البحار، فيما بعد بقى اسمه إيا)، وآلهة الآبسو (المياه العميقة) ذهبوا للأعماق. وتم خلق ال (الجيل الأصغر من الآلهة) للقيام بالأعمال بدلًا من الأنوناكي. فيما بعد من مشقة الأعمال ثارت الإيجيجي على الأنوناكي وبيتقرر خلق الإنسان للقيام بالأعمال بدل الإيجيجي، وبيتطلب من بيليت إيلي- Belet Ili (معروفة برضو باسم نينتو، وباسم مامي، وهي إلهة الرحم) انها تخلق الإنسان للقيام بعمل الآلهة (حراثة الأرض)، فبتطلب مساعدة الإله أنكي، فبيقرر ان لازم إله يتم ذبحه ليتم خلق الإنسان من لحمه ودمه (وبكدا بتسكن الروح في الإنسان)، وبيتم ذبح إلاوِلا- Ilawela (إله الذكاء)، فبتخلط نينتو الطين بلحم ودم الإله ليتحد الإله والإنسان في الطين وبيتم بالشكل دا خلق الإنسان، 7 رجال و7 نساء. (اللوح الأول)

أسطورة إنوما إليش:

اللوح الأول:
في البدء لم يكُن للسماء اسم ولا كانت الأرض قد سُميت، لم يكُن سوى آبسو ومومو و (آلهة المياه الأولى)، منهم اتولد لخمو ولَخامو، ومنهم اتولد انشار وكيشار، ومنهم اتولد آنو، وآنو ولد نوديمود (إيا) اللي مكنش له مثيل بين اخوته، ومع اخوته أزعجوا تعامة، اقترح آبسو قتل الآلهة المولودة لكن تعامة رفضت فتآمر آبسو مع مومو لقتلهم ولكن إيا عرف الخطة وثاروا على الآلهة الأولى وقتلوا آبسو وقيّد مومو، ومن آبسو خلق إيا ودامينكا (زوجته) ابنهم الإله طفل الشمس المُضيء بين الآلهة (كما تمت تسميته في اللوح 6: 127).

اللوح الثاني والثالث:
إيا بيعرف خطة تعامة للانتقام لموت آبسو، والآلهة بتتفق على تفويض مردوخ للوقوف ضدها وانه اذا انتصر يصبح إله الآلهة.

اللوح الرابع:
تم تتويج مردوخ وتمت الحرب مع تعامة وجيشها، مردوخ أسر كينجو، رئيس جيشها وقتل تعامة وقسمها نصفين، النص العلوي رفعه وامتد ليصبح السماء وأمر بوجود حراس عليه عشان المياه في الجزء دا فوق السماء متقعش، والجزء السفلي اصبح المياه اللي تحت السماء (على الأرض).
أصبح آنو إله السماء، وإنليل إله الهواء وسطح الأرض، وإيا إله المياه العذبة.

اللوح الخامس:
بيخلق مردوخ محطات للآلهة؛ النجوم وامثالها والأبراج الفلكية لحكم المواقيت والسنين، القمر للليل والشمس للنهار.

اللوح السادس:
بيطمح مردوخ لخلق اشياء مبتكرة، وبيقول لإيا (ابوه) على ارادته في خلق دم وعضم، عايز يخلق الإنسان عشان يحمل اعباء الآلهة لكي تستريح، فتم ذبح كينجو رئيس جيش تعامة وخلق إيا من دمه الإنسان، وتم بناء بابل.
بيتم البدء في سرد اسماء مردوخ الخمسين، بيُذكر أول 9 منهم.

اللوح السابع:
بيستكمل ذكر اسماء مردوخ الخمسين.

ملحمة جلجامش:

• بتاخد أرورو طين وبترميه في البرية لتخلق ، إنسان جبار وشعر جسمه كثير بيعيش في البداية مع الحيوانات في البرية، بيشوفه فيما بعد احد الصيادين من بعيد وبيترعب من قوته فبيقول للإله عنه، وبيتم ارسال (وهي هاريمتو / كاهنة الحب / مومس معبد) لترويض إنكيدو، فبتغويه وبينام معاها 7 أيام و7 ليالي، فيما بعد لما بيقابل الحيوانات بيخافوا منه ويهربوا، وجسمه بيعيقه عن اللحاق بالحيوانات، إلا إنه اكتسب الفهم وأصبح واسع الحس.
بيرجع إنكيدو بعد كدا لشمخات وهي بدورها بتاخده للمدينة عشان يقابل جلجامش وتعرفه على الحياة الحضارية. (اللوح الأول)
• في رحلة جلجامش للبحث عن الخلود بيوصل لنبتة الخلود وبيحاول يرجع بيها لمدينة ، لكن اثناء رجوعه بيقف للاستحمام فبتظهر حية وتخطف النبتة من جلجامش وبيشوفها جلجامش وهي بتفقد جلدها بعد ما سرقت النبتة. (اللوح الحداشر)

التقليد اليهوي (تكوين 2):
  • عند خلق السماوات (هَـ شمايم-הַשָּׁמַיִם) والأرض لم يكُن هناك عشب حقول او نباتات لأن الرب لم يكُن أمطر على الأرض ولم يكُن هناك انسان (-אָדָם) ليحرث الأرض (هَـ ادمه-הָאֲדָמָה) ولكن كان يخرج منها نهر يسقي الأرض.
  • خلق الرب الإله ( ) آدم (آدم-אָדָם) من الأرض (هَـ ادمه-הָאֲדָמָה) ونفخ فيه الحياة.
  • خلق جنة عدن ووضع آدم فيها، خلق الاشجار والنباتات و وشجرة معرفة الخير والشر.
  • أمر آدم بالأكل من جميع شجر الجنة ماعدا شجرة معرفة الخير والشر، فإن أكل منها يموت.
  • خلق الحيوانات من الأرض ليسميها الإنسان ويختار منها عونًا له، فسماها الإنسان ولكنه لم يجد له عونًا منها يناسبه.
  • إيقاع سبات عميق على آدم وخلق من ضلعه امرأة، سماها آدم “المرأة” لإنها من إمريء أُخذت.
  • الحيّة بتغوي المرأة للأكل من شجرة معرفة الخير والشر والمرأة بتاكل وتدي لادم ياكل فبيكتشفوا إنهم عريانيين.
  • بيتم لعن الحيّة بالزحف على بطنها وطرد الإنسان من الجنة ومنعه من الأكل من شجرة الحياة.
التقليد الكهنوتي (تكوين 1):

اليوم الأول:
عند خلق السماوات (هَـ شمايم-הַשָּׁמַיִם) والأرض كانت الأرض خاوية خالية وعلى وجه الغمر (تِهوم-תְהוֹם) ظلام.
تم خلق النور.

اليوم الثاني:
خلق الجلد “السماء”-firmament (ركيع-רָקִיעַ) لتفصل بين المياه التي على الأرض والتي فوق السماء.

اليوم الثالث:
تمييز اليابس عن البحار، وخلق النباتات.

اليوم الرابع:
خلق الكواكب والنجوم للمواقيت والشمس والقمر (بدون تسميتهم شمس وقمر).

اليوم الخامس:
خلق الحياة المائية وخلق الطيور.

اليوم السادس:
خلق بهائم وحيوانات الأرض.
خلق الإنسان (آدم-אָדָם) (ذكرًا وانثى في نفس الوقت) على صورة الله/الآلهة.

اليوم السابع:
انتهاء الخلق واستراح الله.

يمكن ملاحظة اﻵتي:

من السهل ملاحظة بعض التشابهات بين التقليد اليهوي واسطورة أتراحاسيس، في الحالتين الإنسان بيتخلق من طين وبتوضع روح الإله/الآلهة فيه، في النص اليهوي عن طريق نفخة يهوه، واسطورة أتراحاسيس عن طريق دم الإله المذبوح، في النص اليهوي يهوه هو اللي بيزرع جنة عدن وبينبت الأشجار فيها، في أسطورة أتراحاسيس الآلهة هي اللي بتقوم بالأعمال، على الرغم من كدا سهل اكتر ملاحظة الاختلافات بشكل مباشر، في أسطورة أتراحاسيس الإنسان اتخلق عشان يشيل حمل الآلهة ويزرع هو الأرض عوضًا عنها، لكن في التقليد اليهوي مفيش فكرة زي دي موجودة ومفيش فكرة ان الإنسان هو اللي يزرع الأرض إلا بعد طرده من الجنة،

شيء جدير بالملاحظة برضو إن في اسطورة أتراحاسيس تم خلق الإنسان 7 ازواج، لكن في التقليد اليهوي اتخلق الإنسان الأول وبعدين أُخذت المرأة من ضلعه، وبيعتبر الموضوع دا محل جدل عن إذا كانت الرواية فيها فكرة التراتبية بين الرجل والمرأة، واحيانًا بيُستدل على التراتبية برضو مش بس لأنها اتخلقت من ضلعه لكن لأنه سماها، في النص اليهوي الحيوانات بتتخلق وبتُعطى لآدم عشان يسميها، فكرة التسمية في النص اليهوي وفي أدب القديم بتعبر احيانًا عن السيادة (اسطورة إنوما إليش مثال كويس لكدا).

من السهل برضو ملاحظة فكرة وجود Trial and Error في الخلق، في أسطورة أتراحاسيس بتبان في محاولة الأنوناكي خلق الإيجيجي الأول وبعدين الإنسان للقيام بعمل الآلهة، في التقليد اليهوي بيتم خلق الحيوانات الأول وبعدين المرأة لإيجاد عون مناسب لآدم.

في مقارنة التقليد اليهوي مع ملحمة جلجامش، بنلاحظ برضو فكرة خلق الإنسان من الطين، لكن دي فكرة تقريبًا موجودة في كل أساطير الخلق في العالم القديم، لكن الجدير بالملاحظة في ملحمة جلجامش هو تحول إنكيدو ومقارنته بتحول الإنسان في النص اليهوي، النص اليهوي بينظر للحالة الأولى للإنسان في الجنة قبل ما ياكل من باعتبارها حالة مثالية، وأكله من الشجرة واكتشافه لإنه عريان وانه مختلف عن الحيوانات كانت خطوة سيئة ومكروهة، في ملحمة جلجامش كان إنكيدو عايش مع الحيوانات ومش بيخافوا منه (زي آدم في حالته الأولى)، لكن التحول بيتم عن طريق كاهنة معبد عن طريق ممارسة الجنس، فيما بعد بيكتسب منها إنكيدو المعرفة والفطنة وبيصبح حكيمًا كالإله، وبيلاقي إن الحيوانات اصبحت بتخاف منه، لكن ملحمة جلجامش بتبص للتحول دا باعتباره تحول إيجابي اتحول فيه الإنسان الغير متمايز عن الحيوانات إلى إنسان حضاري. نظرة “سقوط الإنسان” منقدرش نقرأها في النص لكنها تأويل يوناني-ي تم اسقاطه على النص، النص من الأوقع إنه يتم قراءته في ضوء “التحول الإنساني” من الحالة البدائية الخاصة بالصيد للحضارة الزراعية، ودا هيتضح أكتر مرة تانية لما نناقش قصة و.

من السهل ملاحظة التشابه في قصة الحيّة وشجرة الحياة في التقليد اليهوي وملحمة جلجامش، الاتنين بيحطوا قصص تفسيرية (إيتيولوجي)، التقليد اليهوي عنده مفهوم شعبي إن الحية بتاكل تراب لأنها بتمشي على بطنها فبيفسر دا على إنه لعنة، وملحمة جلجامش عنده مفهوم شعبي إن الحية لما بتجدد جلدها فهي بتجدد شبابها وبيفسر دا بخطفها لنبتة الحياة من جلجامش، الحية فيما بعد بيتم تأويلها على إنها ، لكن في الواقع فكرة الشيطان ككيان ميثولوجي شرير معادي للالوهة مكانتش موجودة في النص التورآتي، الحية يجب التعامل معاها كحيوان متكلم ذكي زي ما بتظهر في نصوص أدبية أُخرى ومن المفترض إنها تنبه القاريء إن النص اللي بيقرأه عبارة عن أسطورة وتنبهه للطبيعة الخيالية للقصة.

جدير بالملاحظة برضو ان مفيش أي اشارة ان الإنسان كان مخلوق خالد، دي فكرة برضو تم اسقاطها على النص غالبًا كأحد تفسيرات عبارة ان الإنسان مخلوق على صورة الله، اللي هي أصلًا مصدرها التقليد الكهنوتي مش اليهوي، في التقليد اليهوي مفيش ذكر لخلق الإنسان على صورة الله، ومن هنا بنلاحظ شيء مهم جدًا، وهي ان الحية في الواقع مكانتش بتكذب، الحية قالت للمرأة إنها لو أكلت من الشجرة مش هتموت لكنها هي والرجل هيصبحوا كالآلهة عارفين الخير والشر (تكوين 3: 5)، ودا اللي حصل فعلًا (تكوين 3: 22) الرجل والمرأة مماتوش يوم ما أكلوا من الشجرة، لكنهم أصبحوا كالآلهة عارفين الخير والشر وتم طردهم من جنة عدن عشان وش من شجرة الحياة ويعيشوا للأبد زي الآلهة فعلًا. على مدار التقليد اليهوي زي ما هنشوف في أحداث أُخرى بعد كدا بيتم النظر لمحاولات الإنسان للتحول المعرفي والحضاري بشكل سلبي نظرًا لما حمله التحول دا من عنف مُتزايد وغير متوقف.

من السهل مقارنة التقليد الكهنوتي مع اسطورة إنوما إليش، افتتاح النصين متشابه بنسبة ما، إنوما إليش النص بتاعها بيُفتتح بالشكل الآتي:

عندما في الأعالي لم تكُن السماء قد سُميت، ولا في الأسفل الأرض قد دُعيت باسمًا، عندما كان آبسو مُنجبهم، ومومو، وتعامة التي ولدتهم جميعًا مازالت مياههم مختلطة معًا

النص الكهنوتي من الأفضل ترجمة افتتاحيته كالتالي:

عندما بدأ الله خلق السماوات والأرض، لمّا كانت الأرض خاوية خالية وعلى وجه الغمر [تِهوم-תְהוֹם] ظلام ورياح الله ممتدة فوق المياه

مفيهوش فكرة الخلق من العدم، وفي اليوم الأول السما والأرض مش بيتخلقوا فعلًا لكن الأصح النظر ليهم باعتبارهم فوضى غير مُرتبة، السماء مبتتخلقش فعلًا غير في اليوم الثاني والأرض في اليوم التالت، مفيش في النص ما يدعم تصور الخلق من العدم، اللفظ العبري “برأ- בָּרָא” مش معناه الخلق من العدم لكنه لفظ بيخصصه كاتب التقليد الكهنوتي في الكلام عن الله في عملية الخلق،

من السهل ملاحظة التشابه اللفظي بين (الغمر-تِهوم) وتعامة وملاحظة تشابه أدوارهم باعتبارهم الفوضى الأولى، ومن السهل ملاحظة وجود المياه الأولى غير المخلوقة في النصين.
اعتقد برضو انه من المشروع عقد مقارنة بين خلق الضوء في اليوم الأول وميلاد الإله مردوخ.

من السهل ملاحظة التشابه بين خلق السماء (ركيع-רָקִיעַ) في اليوم الثاني للفصل بين المياه اللي فوقها وبين خلق السماء في اللوح الرابع من النصف العلوي لتعامة وحجز المياه فوقها لتكون مفصولة عن نصفها السفلي اللي أصبح الأرض.

من السهل مقارنة خلق الأجرام السماوية في اليوم الرابع وبين خلق الأجرام السماوية في اللوح الخامس.

من السهل ملاحظة تشابه الترتيب في الخلق بين الاثنين، ومن السهل برضو ملاحظة الاختلاف بين غرض الإنسان في الخلق في أسطورة إنوما إليش (حمل أعمال الآلهة خاصًة زراعة الأرض) وفي التقليد الكهنوتي (التسلط على الحيوانات والأرض)، وجدير بالذكر مقارنة خلق الإنسان على صورة الله/الآلهة بمفهوم الملك المؤله اللي بيعتبر صورة الإله على الأرض في الحضارات المُجاورة، وبالتالي فأقرب فهم لعبارة ان الإنسان مخلوق على صورة الله/الآلهة هو انه مخلوق للسيادة وهو ما تم توضيحه في نفس النص، لكن برضو مفيش ذكر ان الإنسان كان مخلوق خالد.

الكلام بصيغة الجمع عند خلق الإنسان تم تأويله فيما بعد بطرق كثيرة منها انه اشارة للثالوث او انه اسلوب تعظيم، لكن زي ما هيتضح اكتر بعد كدا الأوقع فهمه في ضوء الكلام عن “مجمع آلهة/مجمع سماوي/Pantheon” باعتبار إيل/إيلوهيم  انه هو رئيس/أب المجمع.

من السهل ملاحظة الاختلافات بين التقليد اليهوي والكهنوتي، أبرزها ترتيب الخلق وأهمها ان التقليد الكهنوتي مفيهوش قصة وجود جنة والطرد منها لكن الإنسان اتخلق على الأرض بشكل مباشر، كلمة آدم في التقليد الكهنوتي بتشير للإنسان بشكل عام وتم خلقهم ذكر وأنثى في نفس الوقت، في التقليد اليهوي كانت بتشير لشخص مُعين وتم خلق الرجل ثم الأنثى.

يُتبع..

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: مقدمات وتعليقات على العهد القديم[الجزء السابق] 🠼 [١] أنواع ومنهجيات البحث[الجزء التالي] 🠼 [٣] قايين وهابيل
مايكل لويس
[ + مقالات ]