المقال رقم 53 من 53 في سلسلة تاريخ الإخوان والسلطة
«( تاريخ الإخوان والسلطةwp-content/uploads/2024/09/تاريخ-الإخوان-والسلطة.webp

في عام 2009، وقف الدكتور النائب الإخواني في مؤتمر لأعضاء جماعة ، وأكد من خلاله أن الإخوان المسلمين ليسوا دعاة ثورة، وأن تلك الثورة إن قامت فلن تكون من صنع الإخوان، مؤكداً نظرية د. بشأن الإخوان المسلمين.

لا ندعو إلى ثورة دموية أبدًا. هذا ذعر، سنرهق الصهاينة، نرهقهم. نحن لسنا دعاة ثورة، ولكن إذا استمر الحال على ما هو عليه فقد يؤدي لثورة ليست من صنعنا؛ لأننا لا نحرص عليها، بل نحرص على وطننا. ولو قامت تلك الثورة فلن تُبقي على شيء يفرح به الصهاينة، لكننا نتحدث عن انتفاضة النفوس، نتحدث عن ثورة العقلاء بالرأي، نتحدث عن مواجهة الظالم بالكلمة والموقف والثبات والاستمرار.

(محمد مرسي العياط، ٢٠٠٩)

في السادس عشر من مايو 2009، أُصيب حفيد الرئيس بمرض غامض، وبعد يومين فقط كان قد فارق الحياة، وهنا أُصيب مبارك بالانهيار الكامل. فكان موت محمد الحفيد بالنسبة لمبارك هو موت مبارك وتحطم الرئيس، حتى أنه لم يشارك في جنازة حفيده، واعتكف في بيته وكان يرفض الظهور.

كانت الفرصة الأخيرة لمبارك للتنحي بشكل وقور يحفظ له تاريخه، لكن مبارك الذي اعتاد على إضاعة الفرص لم يكن ليستغل تلك الفرصة الأخيرة أبدًا، وخسر مبارك أخر فرصة للانصراف المشرف، وأصر إلا أن يخرج من مصر إلا ولعنات المصريين تلاحقه. ربما ذلك لم يكن واضحًا للمصريين، لكن الرجل العجوز في الواقع كان قد استسلم للضغوط عندما استقبل الرئيس في القاهرة بعد وفاة حفيده بأسبوعين، فلم يبذل أي جهد يذكر لإخفاء أحزانه. ربما كان على استعداد أن يتنحى، لكن التوقيت في رأي المحيطين به لم يكن مناسبًا، لقد فضلوا أن يبقى إلى أن تتاح الفرصة لجمال كي يمر عبر بوابة الترشح لانتخابات الة التي كان مقررًا إجراؤها عام 2011.

كبر مخك

في 31 أكتوبر 2009، وفي اليوم الأول للمؤتمر السادس للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، قال مبارك متحدثًا عن إنجازاته:

أتابع آراء المواطنين حول قضايا الساعة، وتحرك الحكومة والحزب في التعامل معها. أتابع التحرك لتحسين جودة الخبز والتصدي لمشكلات النظافة ومعالجة المخلفات الصلبة. أتابع تعامل الحكومة مع مخاطر انتشار الإنفلونزا الوبائية وانعكاساتها على العام الدراسي. كما أتابع يومًا بيوم غير ذلك من القضايا محل انشغال المواطنين…

(، أكتوبر ٢٠٠٩)

قاطع أحد الحضور بسؤال مبهم غير مسموع، فأجاب مبارك بسخرية وتهكم: أنت فاكر يعني هأقعد أفر كل حاجة في البلد يعني؟ يا راجل.. كبر مخك! وهنا ضجت القاعة بالتصفيق الحاد على خفة دم الزعيم والقائد. أتت تلك الإجابة الصادقة كاشفة لأسلوب العمل داخل أروقة القصر، فها هو مبارك الذي يخطب لساعات عن إنجازاته، لكن لا يلبث في لحظة مصارحه أن يؤكد عكس ما كان يقوله من دقائق ويؤكد أنه لا يكترث بأشياء كثيرة تحدث في البلد.

احتقار مبارك الأب لشعبه لم يكن يختلف كثيرًا عن احتقار مبارك الابن، ففي إحدى اللقاءات الصحفية التي تخللت مؤتمر الحزب السادس مع ، وجه أحد الصحفيين سؤالًا لجمال حول طريقة تعامله مع المعارضة قائلًا: في اتهام دلوقتي بيتوجه لشخصكم أن حضرتك ما فيش متسع أن أنت تقعد مع معارضين في مناظرة أو مواجهة علنية.. كنت عايز أعرف رأي حضرتك في النقطة دي ومين الشخص اللي ممكن تقعد معاه سواء الإخوان أو الأحزاب أو 6 أبريل أو كفاية؟، فأجاب جمال على السؤال بضحكة ساخرة قائلًا للحضور: طب ردوا أنتم عليه ده، متابعًا موجهًا حديثه للإعلامي حسين عبد الغني: رد يا حسين، بينما ضجت القاعة بالضحك الهستيري لسخرية جمال السمجة من المعارضة.

عودة البرادعي

في 24 أكتوبر 2009، دعا د. ، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، جموع المعارضة المصرية لمبادرة سُميت بـ الحملة المصرية ضد التوريث كي تجمع كل صفوف الحركة الوطنية المعارضة تحت مظلة واحدة لتوحيد الجهود والتنسيق فيما بينهم. وفي حلول ديسمبر 2009، كانت نهاية فترة رئاسة د. محمد البرادعي لهيئة الطاقة الذرية، والحاصل على جائزة نوبل للسلام وقلادة النيل من مبارك.

في 7 ديسمبر 2009، وفي خضم جدل سياسي حول انتخابات رئاسة الجمهورية المستحقة في مصر سنة 2011، والعوائق الدستورية الموضوعة أمام المترشحين بموجب المادة 76، وتكهنات حول تصعيد جمال ابن الرئيس السابق محمد حسني مبارك، أعلن د. محمد البرادعي في مقابلة تلفزيونية أجراها مع شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، عن احتمال ترشحه لانتخابات الرئاسة في مصر، مشترطًا لإعلان قراره بشكل قاطع، وجود ضمانات مكتوبة حول نزاهة وحرية العملية الانتخابية، وبشرط إعادة تعديل المواد 76 و77 و88 من الدستور المصري ليسمح لأي مصري بخوض الانتخابات الرئاسية، كما طالب ببعض التعهدات الكتابية لضمان نزاهة العملية الانتخابية وبعض الضمانات مثل المراقبة القضائية والدولية.

سأدرس إمكانية الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية في مصر إذا وجدت ضمانات مكتوبة بأن العملية الانتخابية ستكون حرة ونزيهة.

(محمد مصطفى البرادعي، ديسمبر ٢٠٠٩)

أثار إعلان البرادعي ردود أفعال متباينة في الشارع السياسي المصري، حيث اعتبره البعض رسالة محرجة للنظام من شخصية ذات ثقل دولي، مفادها أن عملية تداول السلطة في مصر تحتاج إلى إعادة نظر، بينما رأى آخرون أن تصريح البرادعي يعد سعيًا حقيقيًا لفتح آفاق جديدة للحياة السياسية المخنوقة في مصر حسب وصفه، وقال البرادعي في بيان أرسله من مكتبه في ڤينّا ل، إنه لم يعلن بعد رغبته أو عدم رغبته في المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكان حزب الوفد وقوى سياسية معارضة أخرى قد أعلنت أنها مستعدة لمساندة البرادعي إن قرر الترشح، وقد رحبت أحزاب وتيارات المعارضة المختلفة بهذا القرار.

بمجرد أن أعلن الرجل نيته عن الاقتراب من عرش مبارك أو وريثه، تبارى أعلام مبارك والصحفيون المحسوبون على النظام واللجان الإلكترونية للحزب الوطني في الخوض في عرض الرجل وشرف ابنته ودينه، واتهامه بأنه عميل لأمريكا وخائن ومزدوج الجنسية، وأن زوجته ذات أصول إيرانية، وأنه متقاعد يبحث عن شعبية وأشياء أخرى كثيرة. تقبلها الدكتور البرادعي بكل هدوء وصبر دون أن يخرج عن أعصابه، مما كان له أثره الواضح على اكتسابه المزيد من الشعبية نتيجة لذلك. بالرغم من أن نفس الإعلاميين الذين خاضوا هجومًا ضاريًا على البرادعي، هم أنفسهم من انتظموا في جوقة المهنئين لفوزه بجائزة نوبل في السلام في 2005، التي تبعها تقليده قلادة النيل من حسني مبارك، وكتبت صحف النظام مقالات لا تعد ولا تحصى عن البرادعي، أهمها:

فؤاد الهاشم: البرادعي.. كرازى مصر، محمد العزبي: نوبل وملكة الجمال، كريم صلاح: أبطال مسرح العرائس فشلوا في الإسكندرية، مجدي بدران: المصريون لديهم مناعة ضد الخيانة، هاجر دياب: البرادعي مضمون الأمريكان، محمد إبراهيم: البرادعي عديم الخبرة السياسية ومزدوج الجنسية، فاطمة سويري: رئيس مستورد لمصر، مؤمن المحمدي: الرئيس المحمول جوًا، مؤمن المحمدي: البرادعي يعلن إسلامه، أنور الهواري: بردعة لكل مواطن، أنور الهواري: ، : رئيس جمهورية الـFacebook، عبد الله كمال: البرادعي والنفاق الديني، عبد الله كمال: السياسي السائح، عبد الله كمال: النبي عربي.. نهاية ظاهرة البرادعي، صبحي شبانة: البرادعي والرقص على سيرك التغيير، محمد النشائي: جائزة نوبل في الطعمية، محمد النشائي: مرشح أمريكا لرئاسة الجمهورية، أميرة بهي الدين: متقاعد.. يبحث عن وظيفة رئيس جمهورية، محمد عبد النور: البرادعي.. زعيم أونطة، الممثل عادل إمام: البرادعي انتهازي وجمال مبارك الأمل، هاني هلال وزير التعليم العالي الأسبق: لن يسمح للبرادعي بممارسة أي عمل سياسي داخل الجامعات، علي الدين هلال أمين لجنة الإعلام ب الديمقراطي: ما يفعله البرادعي اسمه بالبلدي تلقيح جتت، علي الدين هلال: لا تعديل للدستور حتى لو جمع مليون توقيع، علي الدين هلال: الدولة اللي تغير الدستور عشان شخص أو فئة، تبقى هزوء.

ونشرت عدد من الصحف المصرية صورًا عائلية خاصة بأسرة د. محمد البرادعي، نقلتها من صفحتها التي أنشأتها “صديقة مجهولة” لابنته ليلى البرادعي على موقع فيسبوك، وادعت تلك الصديقة المجهولة أن ليلى متزوجة من بريطاني مسيحي بالمخالفة للشريعة الإسلامية، وهذا ما تم نفيه من سفير مصر السابق في النمسا رمزي عز الدين رمزي، الذي كان قد شهد على عقد زواج ليلى البرادعي على الشريعة الإسلامية في سفارة مصر بالنمسا بعد إعلان زوجها إسلامه.

في الليلة السابقة لعودة البرادعي للقاهرة في 18 فبراير 2010، سافر المذيع ليلتقي بالدكتور البرادعي في منزله بڤينّا بالنمسا ليصور معه حلقة من برنامجه . أذيعت الحلقة بعدها بيومين في 20 فبراير 2010، أي بعد عودة البرادعي بالفعل. في هذا اللقاء، أعلن البرادعي صراحة أنه إذا لم تكن هناك ضمانات حقيقية في الانتخابات وتوفر حق الترشح له ولغيره، فإنه لن يترشح. فهو لا يريد أن يصبح رئيسًا لمصر وإنما يريد تغيير مصر للأفضل، وربما يكون هو وسيلة التغيير. فرؤيته هي بناء مجتمع حديث في مصر. ثم طرح البرادعي إمكانية تعبير الشعب عن رغبته في التغيير عن طريق التوقيعات مثلًا، أو عن طريق أي وسيلة سلمية للتعبير. ودلل على ذلك بالتغيير الذي حدث في أوروبا الشرقية الذي لم يستغرق سوى شهور قليلة. فإذا لم يتحقق التغيير المنشود فلن يترشح البرادعي للرئاسة.

ورفض البرادعي أن يتم “زرعه” في الهيئة العليا لأحد الأحزاب القائمة بالفعل، حتى يتمكن من الترشح للرئاسة كما يقتضي الدستور، لأنه لا ينتمي حقيقة لتلك الأحزاب، بل أن الطريقة التي أنشئت بها تلك الأحزاب طريقة معيبة وغير ديمقراطية، ورأى الدكتور البرادعي أن الأمل الحقيقي لخروج مصر من محنتها هو التغيير الذي لا يزال غير محدد المعالم، وأضاف البرادعي أن مشكلته ليست مع شخص مبارك وإنما مع النظام الحاكم، وسخر من اتهامه بالخيانة والعمالة، وقال إن من اتهموه بذلك إنما فعلوا هذا محاباة للنظام، وأن الجرائد التي كتبت عنه بصورة سيئة إنما قد صنعت منه بطلًا قوميًا، وساعدت في أن يعرفه الجميع، ونفى البرادعي أنه يحمل أي جنسية غير الجنسية المصرية.

عندما سأله عمرو أديب عن وضع الإخوان المسلمين في حال أنه أصبح الرئيس، فأجاب البرادعي أنهم ولا بد أن يكونوا جزءًا من المشاركة في العمل السياسي، وأنه لا يمانع أن يكون لهم حزب طالما يلتزم بالقيم التي وافق عليها الشعب في الدستور، وأنه لا يمانع في قيام الأحزاب على أساس ديني، ما دام الدستور نفسه لا يمنع، استنادًا إلى المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، بل إنه لا يمانع أن تدخل جماعة الإخوان الانتخابات الرئاسية وتحكم مصر ما دامت تعمل بأسلوب سلمي، فكيف يمكن أن يكون لهم 88 نائبًا في مجلس الشعب ثم نطلق عليهم جماعة محظورة؟

ثم تحدث البرادعي عن إطلاق حرية العقيدة وعن تمثيل عادل للمسيحيين وحرية بناء الكنائس لهم، وقال إنه لا يمانع في أن يكون هناك رئيس مسيحي لمصر وأن تكون هناك سيدة رئيسة لمصر. وعندما سأله أديب عن رؤيته لمصر في العامين القادمين، أجابه البرادعي بأنه في الحقيقة لا يعلم ماذا سيحدث، فربما يظهر الشعب المصري بوضوح أن هناك حاجة للتغيير، وأشار أنه لا بد أن يكون هناك تداول للسلطة في مصر بعيدًا عن الحزب الوطني بعد خمسين عامًا من الحكم غير الديمقراطي.

في اليوم التالي لهذا اللقاء، الجمعة 19 فبراير 2010، عاد د. محمد البرادعي إلى مصر، وكان في استقباله في مطار القاهرة العديد من النشطاء السياسيين المصريين وعدد كبير من الشباب من مختلف محافظات مصر من أعمار وفئات اجتماعية مختلفة، رافعين أعلام مصر وصور البرادعي في مظاهرة ترحيب بعودته لوطنه وتأييدهم للرجل في ما أعتزمه من إصلاحات سياسية وإعادة الديمقراطية التي افتقدها الشباب المصري في ظل النظام الحالي.

يوم الأحد 21 فبراير 2010 التقى محمد البرادعي مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج العاشرة مساءً، وقال البرادعي خلال اللقاء:

إن التغيير عاجل وضمني، وأنا لم آتِ باختراع، وإنما فقط تعرفت على عدد من التجارب العالمية. ومصر تعاني بصورة كبيرة، فهي حاصلة على الترتيب رقم ١٢٣ في تقرير الأمن الإنساني، وتعتبر بهذا في قاع والمجتمع الدولي. فالحكومة تقدم إصلاحًا، لكنه ليس بالصورة المنتظرة، كما أن ٤٢% من الشعب المصري يذهب إلى القاع ويتجه نحو خط الفقر.

(محمد مصطفى البرادعي، فبراير ٢٠١٠)

وطالب البرادعي بضرورة تعديل الدستور، وأكد البرادعي على ضرورة إرساء مبادئ الدولة المدنية التي تضع الحدود المدنية والسياسية فالدولة هي مجرد موظف عند الشعب، وعن مراهنته في الفترة القادمة على الأطراف السياسية، أكد البرادعي أنه يراهن على الشعب المصري وحده، حيث تعامل معه الجميع خلال الـ 50 عامًا الماضية باعتباره مهمشًا ومهانًا، وأضاف أنه ليس له أي مصالح من هذه المبادرات فهو لديه مال ونفوذ، وسيخوض المعارك بغض النظر عن خوضه للانتخابات أم لا، المهم أن تتغير أوضاع المصريين للأفضل.

وحول إمكانية تأسيسه لحزب ليُرشح نفسه من خلاله، أكد أن الإطار الدستوري المصري هش ومُهلهل وغير ديمقراطي ولا قيمة لأي حزب، كما أنه إذا أراد إنشاء حزب سيذهب لرئيس لجنة شؤون الأحزاب الذي يعمل في الحزب الوطني بدوره، بالتالي فسيرجع للحزب الوطني الذي سيمنعه. وقال البرادعي إن هذا الشعب قد تم إغراقه في مشاكل الحياة اليومية فبات لا يعلم شيئًا عما يدور في مصر، وأن الشعب قد بات مفصولًا تمامًا عن السياسة، فقد تم إفهام الشعب أن السياسة شيء وأكل العيش شيء آخر مختلف تمامًا، مع أن الواقع يقول إن سعر أنبوبة البوتاجاز مرتبط كل الارتباط بتغيير النظام السياسي، لأن الشعب المصري قد عاش لمدة خمسين عامًا بدون أي إرادة في اختيار من يحكمه، ويأس في أن يكون له أي دور في المستقبل.

وقارنت منى الشاذلي بين الآلاف المؤلفة التي ذهبت لاستقبال المنتخب المصري عقب فوزه في أي مباراة دولية وبين المئات الذين ذهبوا لاستقبال البرادعي، فعزى البرادعي ذلك إلى ثقافة التغييب التي اجتاحت الشعب، فلم يجد إلا كرة القدم ليروح بها عن نفسه، متناسيًا في سبيل ذلك سبل البحث عن حياة كريمة، وسألته منى الشاذلي إن كان يراهن في بحثه عن التغيير عن المئات القلائل الذين أتوا لاستقباله في المطار وفقط؟ فأجابها أنه نتيجة لغياب الديمقراطية لمدة خمسين عامًا على الأقل، بات الشعب لا يعي معنى الديمقراطية، وأصبحوا يأسون لدرجة أنهم قد نظروه إليه باعتباره المخلص، في حين أنه أكد مرارًا وتكرارًا أنه لا يوجد ما يسمى بالمخلص ولا المنقذ، وإن أراد الشعب الديمقراطية فلابد أن يعمل على الانتقال من دولة النظام الفرعوني إلى دولة المؤسسات.

وأكد البرادعي أنه إذا أراد هذا الشعب التغيير، فلابد لهم أن يساعدوه كي يساعدهم، وطالب الجميع بالمشاركة في إظهار الرغبة في التغيير، ووجهت متصلة مريضة بالسرطان رسالة للبرادعي ترجوه فيها ألا يترك المصريين مهما فعل النظام، لأن الشعب تعبان على حد قولها، وطلبت منه أن يرشح نفسه للرئاسة بأي طريقة، وشارك د. بمداخلة هاتفية قال فيها إن البرادعي يومًا فيوم أصبح يتحول إلى ظاهرة في الشارع المصري، وأنه يؤيد منهج البرادعي في عدم ترشيح نفسه في ظل الدستور الحالي، ولو فعل البرادعي ذلك لصار كومبارس في المسرحية الانتخابية، وأكد البرادعي لمنَى الشاذلي أنه لو نزل مليون واحد الشارع هيحصل تغيير يا منى.

في الأسبوع الأول لوصوله، اجتمع البرادعي مع عدد من قادة التيارات السياسية المختلفة والنشطاء السياسيين، كما قام بزيارة الأمين العام ل عمرو موسى. كما قامت عدد من القنوات الفضائية المستقلة باستضافته في عدد من البرامج الحوارية لتقديم نفسه للشعب والتعرف على رؤيته السياسية وخططه للمستقبل، إلا أن هذه البرامج جاءت مبكرة بعض الشيء، مما أعطى انطباعًا مبكرًا بأن الرجل لم يعد نفسه الإعداد الكامل للمرحلة القادمة. إلا أن الأسبوع الأول لوصوله إلى مصر قد انتهى بإعلان تشكيل الجمعية الوطنية للتغيير برئاسته، للضغط على النظام لتعديل الدستور وإلغاء الطوارئ.

الجمعية الوطنية للتغيير

ضمت الجمعية في عضويتها مجموعة من النشطاء من التيارات المعارضة المختلفة مثل مرشح الرئاسة الأسبق د. أيمن نور والإعلامي حمدي قنديل والدكتور محمد غنيم وأحزاب الجبهة الديمقراطية والكرامة والوسط تحت التأسيس والون الثوريون، وشارك فيها الإخوان المسلمون بعد أن فشلوا في السابق في التوافق مع أحزاب المعارضة مثل الحزب الناصري و الذي رفض آراءهم المتشددة بخصوص المرأة والأقباط، إلا أن البرادعي اعتبرهم فصيلًا وطنيًا يمكن الثقة فيه والتعامل معه كشريك حقيقي في المعارضة المصرية، وفي المقابل دعم الإخوان البرادعي، لا لكونه أملًا جديدًا للمعارضة، ولكن كونه أعطى الجماعة الوجود السياسي المطلوب بين فصائل المعارضة الرافضة لوجود الجماعة.

أنا أعتقد أن أهم إنجازات البرادعي أمرين، الأمر الأول أنه أوقف قطار التوريث الذي كان يسير باندفاع كبير، لأنه طرح فكرة تغيير شروط الترشيح، وطرح أسماء جديدة. النقطة الثانية أنه أوقع حجرًا في مياه النخبة المصرية الراكدة. النخبة المصرية كانت قد فقدت الأمل في إحداث أي إصلاح أو تغيير. الدكتور البرادعي جاء ليحيي هذا الأمل، في وسط النخبة والقوى السياسية، وأنا أعتقد أن الدكتور البرادعي أوقد شمعة أمل على كل النخبة، وعلى كل القوى السياسية أن تحافظ على هذا النور، هذه الشمعة التي تسمى شمعة أمل أوجدت نورًا يمكن أن يضيء نفقًا مظلمًا كان المصريون يتصورون أنهم سائرون إليه لا محالة، وهو نفق مسدود ينتهي بعدم التغيير وعدم الإصلاح.

()

مرحباً بالدكتور محمد البرادعي المصري الأصيل الذي ألقى حجرًا في المياه السياسية الراكدة المصرية. أثارت تصريحاته جدلاً شديدًا في مصر، بين مرحب بها وهم الغالبية من الشعب المصري، وبين قلة مندسة من الشعب المصري أثارت قدرًا كبيرًا من الغوغائية، خدمة لمصالح الركود، وما يسمونه استقرارًا في مصر. تصريحات الدكتور البرادعي لم تكن جديدة على الشعب المصري، فهي مطالب القوى الوطنية التي تطالب بها منذ أكثر من 25 سنة، منذ انطلاق تحالف قوى وطنية بقيادة أكبر الحركات المصرية: حزب الوفد، الإخوان المسلمون، حزب العمل، حزب التجمع والين، الحزب الناصري والقوميين. هذه المطالب التي طالبت بتعديلات دستورية حقيقية أو بدستور جاد حقيقي جديد لمصر، وأعدت بالفعل بواسطة المرحوم الأستاذ الدكتور محمد حلمي بكر مشروع دستور جديد لمصر، نساه الناس مع الوقت. هذه التصريحات أعادت من جديد للحياة إلى هذه المطالب الوطنية، وكونها جاءت من رجل في قامة الدكتور محمد البرادعي، كان مديرًا عامًا للوكالة الدولية للطاقة لثلاث فترات متوالية، رجل يحظى في المحافل الدولية بالاحترام والتقدير، ويحصل على جائزة نوبل، ثم حظي في مصر نفسها باحترام وتقدير رسمي، جعله يحصل على أكبر وسام مصري هو قلادة النيل وكرمه رئيس الدولة نفسه. هذه التصريحات جعلت آمال ومطالب الحركة الوطنية المصرية بكل فصائلها حقيقة ملموسة تحتاج إلى أن يحتشد خلف هذه المطالب كل مخلص من أجل هذا البلد، بغض النظر عن اختلافهم أو اتفاقهم مع شخصية الدكتور البرادعي، وبغض النظر عن اختلافهم أو اتفاقهم مع البرامج التي يمكن أن يطرحها الدكتور البرادعي؛ لأنه يطالب بديموقراطية. والديموقراطية تعني أننا نختلف، نختلف على البرامج، نختلف حول الشخصيات، حول التصويت، ولكن أن تكون هناك قواعد موضوعية لانتقال سلمي للسلطة في مصر، ولانتخابات حرة نزيهة، ولحياة حزبية حقيقية لا يتحكم فيها الحزب الوطني والذي أوصل التعددية الحزبية الحالية إلى ما وصلت إليه، فإننا يجب أن ندعم مثل هذه المطالب، بغض النظر عن دعمنا أو اتفاقنا أو عدم اتفاقنا مع شخص الدكتور البرادعي. أنا أدعو كل مخلص أن ينضم إلى قائمة المطالب وإلى الحملة التي تطالب بتحقيق هذه المطالب في الواقع على الأرض. والذين يلتفون حول الدكتور البرادعي لا يلتفون حول شخصه، بل يلتفون حول هذه المطالب، لا يلتفون حول أفكاره فقد يختلفون معها، لكنهم جميعًا يدركون أن هذه المطالب هي الكفيلة بإخراج مصر من الانسداد السياسي الذي وصلنا إليه، ومن الركود الذي أصبح مواتًا، ومن الانسداد والاستقرار الزائف الذي ينذر بالفوضى العارمة أو الانفجار، كما صرح أكثر من شخص في قامة البرادعي أو في نفس مستوى البرادعي أو من المخلصين لهذا البلد. مرحباً بالدكتور البرادعي في مصر، ابن من أبناء مصر يعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا.

(عصام العريان)

استخدم البرادعي وسيلة قديمة ناجحة تم تجربتها في ثورة 1919، وهي جمع التوقيعات على المبادئ السبعة للتغيير سواء بطريقة ورقية أو عن طريق التوقيعات الإلكترونية على موقع الجمعية الوطنية للتغيير، وشاركت جماعة الإخوان المسلمين بموقع مماثل يتبعها لجمع التوقيعات لصالح الجمعية الوطنية للتغيير أيضًا، وكلها آليات سلمية فعالة. المطالب السبعة للتغيير هي:

1- إنهاء حالة الطوارئ.
2- تمكين القضاء المصري من الإشراف الكامل على الانتخابات.
3- الرقابة على الانتخابات من قبل منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي.
4- توفير فرص متكافئة في وسائل الإعلام لجميع المرشحين، خاصة في الانتخابات الرئاسية.
5- تمكين المصريين في الخارج من ممارسة حقهم في التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية.
6- كفالة حق الترشح في الانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية، اتساقًا مع التزامات مصر طبقًا للاتفاقية الدولية للحقوق السياسية والمدنية، وقصر حق الترشح للرئاسة على فترتين.
7- الانتخابات عن طريق الرقم القومي. ويستلزم تحقيق بعض تلك الإجراءات والضمانات تعديل المواد 76 و77 و88 من الدستور في أقرب وقت ممكن.

أهم ما قدمه البرادعي هو ثقته اللامحدودة في الشباب، وتواضعه، ودماثة أخلاقه، ونكرانه لذاته، مما جعل الشباب يشبهونه بـالمهاتما غاندي، الأب الروحي والدافع الحقيقي لشعب الهند لنوال الاستقلال. نظرة الدكتور البرادعي إلى الشباب وثقته بهم جعلت شباب الجمعية الوطنية للتغيير يفعلون المستحيل لكي يكونوا أهلًا لتلك الثقة المفقودة من جيل الآباء، ثقة بالنفس وعزيمة ضد القمع والتسلط. كان البرادعي ملهمًا حينما قال: مصر لا تحتاج لمنقذ، الشعب هو من سينقذ نفسه بنفسه، وقال في واحدة من أشهر رسائله: إذا لم تشارك اليوم، فلا تشكو غدًا.

في 4 مارس 2010، وفي المؤتمر الصحفي الذي جمع مبارك بالمستشارة الألمانية أنچيلا ميركل في بروكسل بألمانيا، سأل أحد الصحفيين مبارك قائلاً: السؤال موجه إلى فخامة الرئيس مبارك، أود أن أسأل هل أنتم تنظرون إلى السيد محمد البرادعي كبطل قومي؟ وهل سترحبون به أن يدخل في الحزب؟ [يقصد الحزب الوطني الحاكم] أجاب مبارك: “لا نحتاج لبطل قومي من هنا أو هناك. إذا كان عايز يخش أي حزب وهو مواطن، يقدر يخش في أي حزب، ملناش أبدًا أي قيود على هذا، عايز يرشح نفسه من خلال حزب يتفضل، عايز يرشح نفسه مستقل يتفضل. مفيش عندنا قيود في هذا المجال طبقًا للدستور.

في 25 مارس 2010، وفي لقاء للبرادعي مع مذيعة رندة أبو العزم، سألته المذيعة عن تصريحه السابق بشأن سماحه لجماعة الإخوان المسلمين بتأسيس حزب سياسي، الذي سيكون بالقطع حزبًا دينيًا، حال أنه أصبح رئيسًا للجمهورية. أجاب البرادعي مؤكدًا أنه لا يعرف الكثير عن الجماعة، لكنه، وبالرغم من عدم معرفته بهم، فهو يؤكد أنهم جزء من المجتمع المصري، بل أنهم أكبر فصيل معارض في مصر ولا يمكن تجاهلهم بأي صورة من الصور، فلا يمكن أن يكون خُمس البرلمان (وهو عدد المقاعد التي حصل عليها الإخوان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة) ينتمون إلى جماعة محظورة.

وأضاف البرادعي أنه في أخر لقاء له مع د. سعد ال رئيس الهيئة البرلمانية للإخوان المسلمين، أكد الكتاتني أن موقف الإخوان هو العمل في إطار ديمقراطي في إطار دولة مدنية وليس دولة دينية لتحقيق ، بل إنهم قدّموا مشروع قانون لإنشاء الأحزاب في مجلس الشعب ينص على حرية تكوين الأحزاب بشرط ألا يكون الحزب له طابع عسكري أو ديني، ومن ثم فهو ليس من أهدافهم أن يكون لهم حزب سياسي ديني، وأكد البرادعي على رفضه لتأسيس الأحزاب على أي أساس ديني أو عرقي، لكنه لا يقلق إن كان الحزب الذي يعتزم الإخوان تأسيسه له مرجعية دينية على حد قوله، فتلك الأحزاب موجودة في كل مكان في العالم، وأثارت تصريحات البرادعي باقي الفصائل السياسية خصوصًا في الجمعية الوطنية للتغيير، وتسببت تصريحاته في هجوم عنيف عليه.

مساء الأربعاء 28 أبريل، استضافت المذيعة البريطانية من أصول إيرانية الشهيرة كريستين أمان پور في برنامجها مع أمان پور على شبكة CNN الإخبارية الأمريكية كلًا من د. محمد البرادعي، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، و، أمين التنظيم في الحزب الوطني، في مناظرة بين الطرفين بدون مواجهة. حيث تم التسجيل مع كل منهما بشكل منفرد، حيث حل البرادعي ضيفًا على استوديوهات الشبكة بمدينة نيويورك، بينما تم التسجيل مع عز عبر الأقمار الصناعية من القاهرة. وأكد البرادعي في تصريحاته أن أهم ما يريد تحقيقه هو إعادة الكرامة والفخر إلى حياة المصريين. وقال البرادعي في إجابته لسؤال المذيعة أمان پور حول مدى استعداده للتضحية بسلامته الشخصية في سبيل إحداث تغيير في مصر، قال إنه لا يهتم بسلامته الشخصية بقدر ما يهمه أن يكون قادرًا على إحداث تغيير بشكل سلمي وبالطرق الشرعية. وأضاف أن تغيير شكل الحياة السياسية في مصر من شأنه أن يغير شكل منطقة ال بأكملها. وأشار إلى أن الحكومة المصرية تعتبره شيئًا نظريًا أو كيانًا افتراضيًا، ونوّه إلى أن رغبة الجماهير في التغيير من شأنها أن تجعله كيانًا واقعيًا.

بينما قال أحمد عز في معرض تعليقه على تصريحات البرادعي إن مصر تمر بفترة مزدهرة من الديمقراطية وحرية التعبير لم تتح من قبل، نافيًا أن تكون الحكومة هي من تضع العراقيل أمام ترشح البرادعي للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأضاف عز أن البرادعي هو من يضع العراقيل أمام نفسه برفضه الانضمام لأي حزب من الأحزاب القائمة، وأشار عز إلى أن أتباع البرادعي هم من يين الذين أثبت فكرهم فشله في حقبة الستينيات، ومن الإخوان المسلمين الذين يشبهون أتباع أحمدي نجاد. ورداً على سؤال أمان پور عن أسباب مد العمل بقانون الطوارئ في مصر لأكثر من ثلاثين عامًا، قال عز إن مصر دولة محورية ومعرضة لأعمال إرهابية، وأكد أن قانون الطوارئ لا يستخدم إلا لمنع الإرهاب والمحرضين عليه، وهنا قاطعته المذيعة قائلة ولكن مصر قامت مؤخرًا بقمع مظاهرة سلمية تحت مظلة قانون الطوارئ، فعقب عز قائلًا إنه وفي طريقه إلى مجلس الشعب يرى بشكل يومي اعتصامات واحتجاجات سلمية لمواطنين طيبين دون إثارة شغب وتحت حماية الأمن.

في عددها الصادر في الثلاثاء 3 يونيو 2010، وجهت صحيفة “وورلد بوليتكس ريفيو” الأمريكية 3 أسئلة وصفتها بالحرجة للدكتور محمد البرادعي، ليجيب عنها في إطار حملته لدعم التغيير قبيل سفره إلى لندن لكسب تأييد الجالية المصرية هناك وتقديم نفسه كشخصية سياسية جادة تتمتع برؤية محددة ومستدامة. وحددت الصحيفة في تقريرها الذي أعدته إليزابيث أليكساندر وميناس منير السؤال الأول حول رؤية البرادعي لمصر تحت رئاسته إذا استطاع الوصول إلى السلطة، خاصة فيما يتعلق بتطبيق حقوق المواطنة على جميع القوى السياسية والاجتماعية، وفي ظل وجود المادة الثانية من الدستور التي تجعل الإسلام مصدر التشريع الرئيسي. وأوضحت أن البرادعي يقدم نفسه على أنه مرشح يكرس الإصلاح الديمقراطي للنظام السياسي المصري مع فصل الدين عن الدولة، إلا أنه في ضوء علاقته مع الإخوان المسلمين سيواجه العديد من المشكلات المتعلقة بإلغاء هذه المادة.

وعن السؤال الثاني، طالبت الصحيفة البرادعي بأن يحدد موقفه تجاه العلاقات السياسية المصرية الخارجية، فيوضح كيف سيتعامل مع الطموحات الإيرانية في الشرق الأوسط وحزب الله في لبنان، خاصة أن هذه القوى، حسبما أوردت الصحيفة، تحظى بتعاطف شعبي مصري داخلي. وأشار السؤال الثالث إلى كيفية قيام البرادعي بالتوفيق بين رؤى القوى السياسية المصرية داخل ائتلافه تجاه اتفاقيات مصر الخارجية، وبالتحديد اتفاقية ، لافتة إلى أن الحزب الناصري وجماعة الإخوان المسلمين يطالبان بإعادة النظر في اتفاقية السلام مع إسرائيل، وذلك من شأنه ربما يدفع البرادعي لتعريض علاقات مصر الدولية للخطر.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي 5 حسب تقييمات 1 من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

‎ ‎ جزء من سلسلة: ‎ ‎ تاريخ الإخوان والسلطة[الجزء السابق] 🠼 الدويقة والمحلة وغزة ٢٠٠٨
بيشوي القمص
[ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ ٢٠١٧
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ [قيصر جديد] ٢٠١٨
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ [صراع العروش] ٢٠٢٢
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ [العملية ظافر] ٢٠٢٤

‎ ‎ نحاول تخمين اهتمامك… ربما يهمك أن تقرأ أيضًا: ‎ ‎