سأظل أكتب..
لا من باب الرفاهية، أو تمضية لوقت طال بثوانيه التي تتقمص بُعد الساعات، الكتابة عندي إلزام تفرضه سنوات تثقل كاهلي، وتصقل حروفي وتختطفها من مربع الوعظ ثقيل المردود، إلى براح مراقبة التغيرات الجيلية المتسارعة، ومحاولة الإسهام في إنارة دروبهم.
سأظل أكتب..
رغم ما جلبته الكتابة عليّ من متاعب تجاوزتني إلى دائرتي الحميمة، بفعل فارق السرعات في استشعار الأخطار التي تتشكل حولنا بشكل مخادع، ترتدي أغطية مقدسة، في دائرة، وأردية وطنية في دوائر أخرى، وتلعب كلاهما على اشتياقات الشارع لحياة أفضل، مع نضوب الإمكانات، واستبعاده من المشاركة في رسم مستقبله الديني والسياسي، فهو مازال قاصرًا لا يعرف مصلحته، في كلَا المسارين، والوصاية عليه أمر إلهي. أو هكذا يروجون!!
سأظل أكتب
رغم أن القلم قاب قوسين أو أدنى من السقوط بفعل اقترابي من خط نهاية مارثون طال. وكثيرًا ما سألني من يقابلني لمن تكتب؟ كانت إجابتي التي لم تتغير بامتداد عقود؛ أكتب لجيل وربما أجيال لم تولد بعد، ستأتي وقد تشكل وجدانها وذهنها بعيدًا عن الانحياز لشخوص صنعوا سيطرتهم في مراحل مفصليه بأدوات مخاتلة، وحجبوا عن مريديهم حق التنفس بعيدًا عن دوائر سيطرتهم. وإلا طالهم الاتهام بثلاثية التكفير (الهرطقة) والتخوين وضلوعهم في مؤامرة كونية، تهدد سلام واستقرار وأمن الكون.
سأظل أكتب..
مادام في العمر بقية، لأجيال الفضاءات المفتوحة العصية على المصادرة والحرم والقطع والحجر، وأثق أن زجاجتي العائمة على وجه الغمر سيلتقطها نفر من تلك الأجيال يفكون أسر سطوري ويترجمونها إلى فعل استنارة يصنعون بها غد أفضل.
سأظل أكتب..
لأني رغم كل شيء مازلت متفائلًا حتى لو كان التفاؤل ضرب من ضروب الجنون… أو درب إلى الجنون.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
صدر للكاتب:
كتاب: العلمانيون والكنيسة: صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨