المقال رقم 12 من 32 في سلسلة الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد؟

لا يمكن أن يستقيم البحث وراء فهم موضوعي لما يجري بيننا اليوم، من مواجهات بين فرقاء، ونحن نقترب من نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، بغير أن نقرأ ملابسات البدايات التي شهدتها سنوات 1948 ـ 1954، ما بين رهبنة د. يوسف إسكندر “” ورهبنة أ. نظير جيد “ال الثالث”، ويمكن أن نجد عنها الكثير، سواء من شهادتهما عنها، أو من شهادات معاصريهم برؤى مختلفة.

غير أنى أرى في كتاب “” ـ باكورة كتب الأب متى المسكين، خاصة طبعته الأولى 1952، والذي قدم له الأستاذ نظير جيد، ما يمكن اعتباره مفتاحًا لتفكيك تناقضات وتقلبات العلاقة بينهما، فنحن أمام “معلم” و”مريد”، يرى الأول في الثاني تلميذًا نابهًا، حتى أنه يطلعه على مخطوطة كتابه في مراحله منذ كان فكرة حتى يكتمل بامتداد ثلاث سنوات، ويطلب إليه وهو الشاب العلماني أن يكتب مقدمته، والثاني يرى في الأول نموذجًا جدير بالاقتداء، ويطلق التلميذ سطوره في كتابه الأول “” لتصف “أبيه الروحي” وجلساتهما الممتدة معًا، وسياحتهما في دروب الصحراء، يتكلم المعلم وينصت التلميذ، ويحول ما يسمعه إلى سطور تحملها مقالاته بمجلة ، ثم تجمعها دفتا كتاب، ولا تنتهى سطوره إلا وهو يطرق أبواب الدير طالبًا للرهبنة.

تنساب حروفه وتنطلق في مقدمة كتاب “انطلاق الروح”:

… كانت الساعة السابعة مساء، والسكون يخيم على أرجاء المكان، حين بدأت وأبى الراهب نضرب بأقدامنا فى رمل الصحراء، نتمشى حيناً ونقف حيناً آخر، متأملين فى موضوعات أسمى من أن يكتبها قلم بشرى … وقد طال بنا التجوال ونحن لا ندرى، أو نحن لا نود أن ندرى، حتى استقر بنا المطاف أخيراً على عتبة الدير، فجلسنا نناقش موضوع :إنطلاق الروح …

(الأنبا شنودة الثالث، مقدمة كتاب: “انطلاق الروح”)

وفى تقديمه للطبعة الأولى لكتاب حياة الصلاة يأخذنا إلى أجواء تَشَكُل الكتاب حتى اكتماله :

عندما رأينا هذا الكتاب لأول مرة، كان صغيراً فى حجمه، مكتوباً باللغة الإنجليزية على الآلة الكاتبة فى حوالى 120 صفحة تقريباً. وجده أحد اخوتنا الأعزاء مع راهب ارثوذكسي ينتمي إلى فأخذه منه، وقدمه لأحد آبائنا الرهبان لترجمته.

(نظير جيّد، مقدمة كتاب: “حياة الصلاة الأرثوذكسية” للأب متى المسكين)

كانت المخطوطة لراهب معاصر من هو الأب لعازر مور، ويعد أحد أعمدة الروحانية في الكنيسة، وقد التقى مع الأب متى المسكين فيما بعد بمبادرة طيبة منه وترحيب حار من الأب متى المسكين، سنعود إليها لاحقًا

• ولكن أبانا هذا كان يؤمن إيمانًا أكيدًا أنه قد ترهب للعبادة والتأمل فقط، وإن أتيح له أن يترجم أو ينشر كتبًا فليكن ذلك عملًا ثانويًا إلى جوار عمله الأصلي، كان في الإمكان أن يُترجم هذا الكتاب ويقدم لك من سنة 1949، ولكن الأب الراهب قرأ تلك النسخة الإنجليزية ليتأمل ويستفيد، وليختبر قدر إمكانه تلك المبادئ الحلوة التي سجلها الآباء في حياة الصلاة… واستغرق ذلك منه وقتًا.

• وهنا تدرج المشروع فخطا خطوة أوسع. إن المنظم الأول لهذه الأقوال قد سجل مبادئ روحية منسوبة إلى الآباء الذين أعلنوها، فما المانع في الرجوع إلى كتب هؤلاء، ومعرفة كل ما قالوه أو كتبوه عن ذلك… وهكذا رجع أبونا الراهب إلى المخطوطات وما طبع منها، وأضاف إلى النسخة الأصلية كل ما رأى فيه فائدة ومنفعة في موضوع الصلاة.

أهدى الدكتور عطية للأب متى المسكين، وقتها، مجموعة “آباء الكنيسة ما قبل نيقية وما بعد نيقية”، التي فتحت أمامه أبواب كنز كبير من أقوال الآباء في الصلاة. كان لها دور أساسي في تطور الكتاب واتساعه وعمقه.

• ولم يقف الكتاب عند هذا الحد، بل تدرج خطوة أخرى. ذلك أن النسخة الإنجليزية لم تكن مشتملة على أقوال كل الآباء، بل أن آباء روحيين مشهورين جدًا كالوس مثلًا لم تذكر من أقوالهم شيئًا، وهكذا رجع أبونا الراهب إلى أقوال هؤلاء القديسين في حياة الصلاة وترجمها إلى العربية وضمها إلى الأبواب التي تصلح لها. واستغرق هذا أيضًا وقتًا.

• ولكن مشروع الكتاب لم يقف عند هذا الحد، وإنما وُجد من الصالح جدًا أن يوضع لكل باب من أبواب الكتاب مقدمة مناسبة تشرح أهم المبادئ التي يشملها، وتسهل على القارئ تفهم تلك الروحيات العميقة… فوضعت المقدمات التي تصلح في حد ذاتها أن تكون كتابًا مستقلًا.

• ونما كتاب “حياة الصلاة” نموًا آخر يستلزم إضافة أبوابًا جديدة إليه، وتضمينها أقوال الآباء فيها.
(يشير صاحب المقدمة في شرح مطول إلى ما تم إضافته متعلقًا بنواحي النشاط الخارجي التي تؤثر في الصلاة وتتأثر بها).

لعلك عرفت كيف تدرج هذا الكتاب، وكيف اتسع وكيف نما، حتى وصل إلى يديك بهذه الصورة، وحتى كان لازمًا جدًا أن يستغرق هذا الوقت كله، من أجل أن يخرج في أكمل وضع ممكن يصلح لمعاونتنا جميعًا على خلاص أنفسنا

(نظير جيّد، مقدمة كتاب: “حياة الصلاة الأرثوذكسية” للأب متى المسكين)

ويختتم الأستاذ نظير جيد مقدمته بكلمات نتوقف أمامها مليًا:

بقى أن نقول لك، أنه كأي عمل من أعمال الله، كان لابد أن يحاربه ، وكأي عمل من أعمال الله كان لابد أن ينتصر في تلك المحاربات،
إن الشيطان مستعد يا أخانا الحبيب أن يهبك العالم كله لكى يمنعك عن الصلاة، لأنها أقوى سلاح ضده، أو لأنها السلاح الوحيد الذي به ينهزم.
فتمسك بالصلاة وستصل إلى نهاية الطريق حيث الله في انتظارك.
حاول أن تقرأ هذا الكتاب لتحوله إلى جزء من حياتك، لا لكي تدرسه أو تزيد به معلوماتك.

(نظير جيّد، مقدمة كتاب: “حياة الصلاة الأرثوذكسية” للأب متى المسكين)

وعندما يصدر الكتاب يشعل قلب طيف واسع من الشباب وتتخاطفه الأيدي حتي أن طبعته الأولى تنفذ خلال فترة وجيزة، وكأنه حجر ألقى في بحيرة ساكنة، وتنتبه كنيسة باليونان ولبنان إلى الكتاب والكاتب، فهم أمام كتاب يخترق الحواجز والمتاريس الصلدة التي تحول بين التقاء العائلتين الأرثوذكسيتين، فلأول مرة تضم صفحات قبطية أقوال وتعاليم لعلماء وقديسين من خارجها،

مثـل: القديس ، والقديس ، والقديس ساروفيم ساروفسكي؛ مما فتح للأقباط نافذة جديدة على الكنائس الشقيقة الأخرى، التي كُنَّا ننظر إليها، ولسنواتٍ طويلة، على أنها كنائس مُعادية لنا، فإذا بنا نقرأ سِيَر قدِّيسيها وأقوالهم، ونتمثّل بحياتهم. وكان هذا إيذاناً بقبولنا الآخر الذي لم تستطع الحوارات المسكونية حتى الآن أن تُحقّقه

(عن كلمة الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس ديـر القديس أنبا مقار، في مؤتمر “بوزي” بإيطاليا، الذكرى العاشرة لنياحة الأب متى المسكين)

وقبل أن نسترسل في رصد فعل هذا الكتاب في المشهد القبطي الأرثوذكسي، يقفز أمامنا استفهام كبير، حول الانقلاب الحاد الذي اعترى العلاقة بين التلميذ وأستاذة، والذي تُرجم بامتداد العقود التالية إلى ملاحقة “أبونا الراهب” أينما لاحت بادرة لإشراكه في تدبير المؤسسة!.

هل كان الاستقبال المدوي لكتاب حياة الصلاة دور في هذا؟

أم كان السبب هو تحول الأب متى إلى أيقونة عند الشباب حتى صار “أبًا لكثيرين” ويقفز اسمه إلى مقدمة المرشحين للجلوس على مرتين، بعد نياحة البابا (1956)، ونياحة ال السادس (1971)؟

هل كان التحول شخصيًا؟ أم جاء معبرًا عن تحالفات تجمع بعض من كوادر جماعة مدارس الأحد، التي لم يسترح “أبانا الراهب”، لمنهجهم وفكرهم كما قال في أوراقه التي كشفها كتاب “السيرة التفصيلية” الذي اصدره عنه عقب رحيله؟

هل كان استشعارًا مبكرًا بأن “أبانا الراهب” يمثل حجر عثرة، لا يمكن تجاوزه، أمام مشروع هذه الجماعة للوصول إلى مواقع القيادة وقمة الهرم؟

وهل كانت اتهامات “الهرطقة” التي انطلقت مبكرًا، ولم تنقطع، قنابل دخان تمهد الطريق لإقصاء الرجل عن مسارات الجماعة نحو ما خططوا له؟ خاصة وأن كتاب “حياة الصلاة” استحضر أقولًا ورؤى لآباء وعلماء ورموز كبيرة من الكنائس “ال”، ولم ينزعج لها ومنها “التلميذ” حين سطر مقدمته لهذا الكتاب، بل اعتبرها حينها أمرًا “حسنًا جدًا” (!!).

ولا أزعم أنني أملك إجابات شافية لهذه التساؤلات.

يصدر الكتاب ويلتف حوله الشباب الباحث عن مخرج من صراعات الكبار وقتها، ويجدون فيه إضاءات ترد لهم ثقتهم في كنيستهم، ويخايلهم حلم بعث الكنيسة من جديد، كانوا في سنواتهم الجامعية الأخيرة، من كليات مختلفة، ـ كلية الطب، ـ كلية الآداب، يسرى لبيب، كلية التجارة، وغيرهم، يراودهم حلم التكريس لا الرهبنة، فيقررون التواصل مع الأب متى المسكين، يراسلونه ويطرحون عليه توجههم، ويسألونه عن مصادر ما ورد من أقوال وتعاليم الآباء على تنوعهم بكتابه، فيعرفون الطريق إلى مجموعة كتب آباء ما قبل نيقية، وآباء نيقية، وآباء ما بعد نيقية،

وتقع مجتمعة بأجزائها الثلاثة في 38 مجلد، عكفوا على قراءتها بنهم وعمق، وما أن يأتي عام 1958 حتى يتفقوا مع أبيهم الروحي على تأسيس “” في حدائق القبة بالقاهرة، وبعد عام ينتقلون إلى ضاحية حلوان، في واحدة من البنايات المتسعة، وهى واحدة من قصور الخديوي توفيق كان مخصصًا للأميرات بناته، لتنطلق رحلة التكريس، وينضم اليهم العديد من الشباب إيذانًا بتدشين مرحلة جديدة في الخدمة التي تجمع بين الروحانية الأرثوذكسية والمنهج الأكاديمي والتفرغ الكامل، ويقترب عدد من طلبوا الانضمام إلى مائة شاب، الأمر الذي أزعج جهات عديدة داخل الكنيسة وخارجها، وبحسب وصف الشاب الجسور والمثابر نظير جيد، وهو وصف يستحضره في كل أزماته، حتى بعد أن صار أسقفًا للتعليم “أنه كأي عمل من أعمال الله، كان لابد أن يحاربه الشيطان، وكأي عمل من أعمال الله كان لابد أن ينتصر في تلك المحاربات“، لكنه كان انتصارًا مؤجلًا.

وسنفرد مقالًا خاصا لهذه التجربة الرائدة وتطوراتها، وتعثرها ونجاحاتها، والتي صارت واحدة من أهم المراكز البحثية الآبائية الآن، ودور الدكتور نصحي عبد الشهيد، المعلم الصامت، فيها.

لم تقف الدوائر التي أحدثها كتاب “حياة الصلاة الأرثوذكسية” على بحيرة مياهنا الكنسية الإقليمية، فقد تجاوزتها إلى كنيسة الروم الأرثوذكس. ونتوقف هنا أمام واحدة من التداعيات المهمة في هذا الإطار، على أن نعود إلى دوائر الانفتاح المسكوني التي طرقها وأسس لها الأب متى المسكين في طرح مفصل لاحق.

نقف مع تفاعل المطران ، والذي لم يقتصر على الكلمات التي خطها في خطابه تعليقًا على كتاب “حياة الصلاة الأرثوذكسية” والتي قال فيها: “إنَّ هذا أول كتاب في العصر الحديث لكاتب قبطي يتتلمذ عليه الروم“. بل معه تشهد إرهاصات تواصل تقطع خصامًا وصراعًا كان في كثيره داميًا وعنيفًا امتد لقرون، وما مواجهات اليوم بين الفرقاء إلا تنويعه على هذه القطيعة.

المطران جورج خضر، أحد أهم قيادات كنيسة الروم الأرثوذكس بلبنان، والمؤسس ل في منتصف خمسينيات القرن العشرين، وهى حركة تؤهل الشباب دينيًا ومجتمعيًا وسياسيًا، وأخر منصب تولاه هو مطران جبل لبنان حتى تقاعده مؤخرًا (1979 ـ مارس 2018) وقال عنه رئيس لبنان العماد ميشال عون في حفل تكريمه وتقليده وسام “الأرز الوطني”: “لأكثر من نصف قرن من الزمن شكّلت عظاته ومقالاته وكتاباته في الدين والفلسفة والاجتماع رابطا عموديًا، ما بين الإنسان والخالق، ومدّا أفقيًا عميقًا ما بين الإنسان والإنسان، وكأنه جاء رسولًا في مهمة تعريف البشر بالله وبأنفسهم.

دعوني انقل لكم ما سجلته سطور كتاب السيرة التفصيلية عن هذا:

كانت زيارة الأب جورج خضر من لبنان رائد حركة الشبيبة الأرثوذكسية التابعة لكنيسة الروم الأرثوذكس في سوريا ولبنان، من أهم الزيارات، حيث استقبله الأب متى المسكين وتحدث الأبوان لساعات عدة عن عقيدة الأرثوذكسية في علم []، حيث اقتنع بعدها الأب جورج خضر بأرثوذكسية الكنيسة القبطية، إذ كان الأرثوذكس الشرقيون التابعون ل يعتبرون حتى ذلك الوقت عقيدة الكنيسة القبطية “ة” أي لا تؤمن إلا بوجود الطبيعة اللاهوتية في المسيح دون الطبيعة الناسوتية، وذلك منذ انشقاق في مجمع خلقيدونية عام451 م وحتى ذلك الوقت.

• ولما عاد الأب جورج خضر إلى لبنان كتب عام 1960 أول مقال عن أرثوذكسية الكنائس اللاخلقيدونية في مجلة النور (الناطقة باسم حركة الشبيبة الأرثوذكسية التي يرأسها). ومنذ ذلك التاريخ بدأ في نشر هذا الرأي في أوساط الكنائس الأرثوذكسية اليونانية والروسية، وقد ساهم بذلك مع آخرين في التمهيد لأول اجتماع مشاورات لاهوتية بين العلماء اللاهوتيين في العائلتين الأرثوذكسيتين عام 1964 في آرهوي بالسويد. وتوالت بعد ذلك الاجتماعات والمداولات بين هؤلاء العلماء حيث أقرُّوا بعدم وجود خلافات بين العائلتين الأرثوذكسيتين إلا فى الألفاظ والمصطلحات فقط دون العقيدة التى هي نفس العقيدة لدى العائلتين الأرثوذكسيتين. ثم تم اجتماع رسمي بين رؤساء الكنائس الأرثوذكسية في العالم بين الفريقين، وأعلنوا -بناء على توصيات العلماء اللاهوتيون- عدة قرارات تاريخية تُمهِّد لعودة الوحدة الأرثوذكسية المفقودة بعد 1500 عام من الانشقاق والمآسي والحروب التي حدثت بين الكنائس الأرثوذكسية بعضها والبعض.

ولم تتوقف الدوائر التي أحدثها كتاب “حياة الصلاة” في مياهنا القبطية والإقليمية بل اجتذبت ومازالت العديد من القامات اللاهوتية والروحية من شتى بقاع العالم، سعيًا لوحدة حقيقية على مستوى الروح، ومازالت الأجيال المتتالية تنهل من معين هذا الكتاب فتبنى حياتها على الإيمان المستقيم وتنفتح على الله والإنسان.

إنه كتاب صنع حراكًا لحساب المسيح وجسده الواحد.

ومازال للطرح بقية في سعينا للوقوف على أبعاد سنوات الحراك والبعث

حتى نعثر على إجابة لسؤالنا: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد؟

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد؟[الجزء السابق] 🠼 ١١) جدداً وعتقاء[الجزء التالي] 🠼 ١٣) البنّاء الصامت
كمال زاخر
كاتب ومفكر قبطي في التيار العلماني المصري  [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب: : صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨