المقال رقم 25 من 32 في سلسلة الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد؟

توقفت كثيرًا أمام الاستخدام الشعبي لمقولة “أبواب الجحيم لن تقوى عليها”، وهي مقتطعة من نص كتابي لكلمات جاءت على لسان الرب يسوع، في سياق حوار لاهوتي مؤسِس مع تلاميذه:

ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلا: من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان. فقالوا: قوم: ، وآخرون: إيليا، وآخرون: إرميا أو واحد من الأنبياء. قال لهم: وأنتم، من تقولون إني أنا. فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي. فأجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا ، إن لحما ودما لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات. وأنا أقول لك أيضا: أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات. حينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح.

(متى 16 : 13 ـ 20)

وهو استخدام نتحصن به في مواجهة موجات الاستهداف التي تتوالى وتتنوع صعودًا وهبوطًا بامتداد التاريخ منذ ولدت الكنيسة، وهى مواجهة ما أظنها ستنتهى يومًا حتى يأتي ثانية حسبما سمع تلاميذه حال صعوده، ويتحول حزننا إلى فرح.

ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض. وقالا: أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء

(أعمال 1 : 9 ـ 11)

كان السؤال الذي يقفز إلى الذهن مع كل مرة يرد فيها هذا التعبير أي كنيسة تلك التي نقصدها، وكانت صفحات التاريخ تلطمني حين تسجل اندثار كنيسة شمال أفريقيا، وهى التي قدمت في تاريخها المبكر أعمدة مازلنا ننهل من تعاليمهم وحياتهم، وس واغسطينوس و وغيرهم، فإذا بها تصير أثرًا بعد عين، بل وكنائس أسيا الصغرى التي أسسها القديس ، وخلد أسمائها في رسائله، بل وذكرت في سفر الرؤيا من أفسس إلى كورنثوس إلى غلاطية ومن لاودكيا إلى سميرنا مرورًا ببيرغامس وثياتيرا وساردس وفيلادلفيا، فإذا كلها يجتاحها العثمانيون وتصير من أعمال تركيا.

وعندنا كنيسة الجزيرة العربية التي تم اكتشاف أطلالها صدفة عام 1980 في صحراء محافظة “الجبيل” شرق المملكة، وشمال مدينة الدمام، عندما كان البعض يحفرون في الرمال لإخراج سيارة عالقة، وخلال الحفر وجدوا ما يشبه الجدران المنقوشة، تبين فيما بعد أنها أعمدة لكنيسة تعود إلى القرن الرابع الميلادي.

وحتى تنزوى في ركن قصي وتتحول إلى كنيسة أقلية، وتخضع لقيود كثيرة وتتسلل إليها ثقافة مجتمع الأغلبية المغايرة لثقافتها، وتحتل ذهنيتها مفاهيم متصحرة جدباء، لم تستطع حين أرادت استنهاض حاضرها أن تتخلص كلية منها، فكانت المواجهات التي تأسس عليها طرحنا في محاولة متواضعة لفك تشابكاتها وفهم جذورها.

ربما لهذا لم يكن القصد أن التحصين ضد أبواب الجحيم يتجه للتجمعات المسيحية وإنما على الأرجح لرسالة وعمل المسيح فى العالم ولأجله، فستظل تداعيات الفداء والخلاص واسترداد الخليقة لبهائها ومجدها في المسيح عمل لا ينزوى، وفعل قائم في الخليقة، لن تقدر عليه أبواب الجحيم.

ولذلك نظل مطالبين باليقظة والعمل الجاد للحفاظ على الإيمان، الكيان والبشر، حتى لا يذهب ويبقى الحجر، بفعل التناحر وصراع المواقع وأوليات الكراسي وعناد الذات وتعظيم مكتسبات مؤقتة.

واستأذن القارئ في التوقف لسطور قليلة مع ما صادفته في أثناء جمع أركان هذا الطرح متعلقًا بكنائس المشرق، مع كلمات لأكاديمية لبنانية “دكتورة ” المتخصصة في علوم اللاهوت (دكتوراه من الجامعة اليسوعية بباريس) والتي تم انتخابها بالإجماع قائمًا بأعمال أمين عام مجلس كنائس . (في اجتماع اللجنة التنفيذية ل، والمنعقدة في الجامعة الأنطونية في بعبدا، لبنان الجمعة 26 يناير 2018).

كيف للمسيحيين أن يكونوا مرسَلين لإعلان المسيح وهم ليس فقط متعددين، وهذا غنى في الأصل، ولكن في الحقيقة أيضًا منقسمون على ذواتهم وبعضهم.
عندما يعمل الإنسان من أجل وحدة المسيحيين في ما بينهم، لا أعني بالوحدة أن يصبحوا كنيسة واحدة من حيث الثقافة، ولكن تبقى التعددية ويصبحون يعيشون الوحدة في الإيمان والحقيقة والصلاة.
عندما يعمل الإنسان من أجل تقريب وجهات النظر بين الكنائس من أجل أن تُرسَل معًا نحو الآخرين، تُسمّى هذه الأمور وهذا العمل في اللاهوت: العمل المسكوني أولًا. ويصبح هذا العمل المسكوني على إطار المسكونة جمعاء عندما تخرج الكنائس معًا في رسالة محبة نحو الآخرين.
الروح المسكونية تقود إلى قداسة الذات لأنك عندما تريد أن تنفتح على الآخر عليك أن تُخلي ذاتك. إخلاء الذات ليس نكران الذات، ولكن إعطاء الذات من أجل الآخرين. الأمومة هي إخلاء للذات. عندما تختار المسكونية تختار الآخر في حياتك. وعندما تختار الآخر تُخلي ذاتك من أجله، فيتّلد من جديد إنسان جديد بك ويكتشف الآخر نفسه من خلالك.
نؤمن بأنه لا يقوم لاهوت من دون اختبار روحي شخصي لحياة الإنسان مع الله. وهذا الاختبار يُبنى عند المسيحيين على العقيدة الأساسية أن ابن الله صار إنسانًا لكي يدعو الإنسان ليصبح ابنًا للّه. فإذا كان المسيح زار الإنسان وصار جسدًا، فباستطاعة الإنسان أن يدخل إلى شركة الله. وفي هذه الحركة بإخلاء الذات والانفتاح على الله اختبار شخصي بعمل وقوة الروح القدس. وعلينا أن نُعلّم اللاهوت على أساسه.

(من حوار في برنامج “أجراس المشرق” ـ قناة الميادين ـ أغسطس 2016)

 

نعود لقضيتنا..

فمن يتتبع البدايات يلتفت إلى أن بذرة الانشقاق لم تكن منحصرة في اختلافات الرؤى اللاهوتية وما انتجته من جدالات ومصادمات وتبادل الاتهامات بالهرطقة، والانحراف عن الإيمان بحسب المسيح والإنجيل، إذ بينما يتجادلون كانت السياسة تزحف مستندة إلى سلطان الإمبراطور لتقود معادلة الصراع، بل وتجلس على رأس مائدة المفاوضات المجمعية، بداية من الدعوة للمجمع المسكوني الأول -نيقية 325- وقد تولاها ال، ووضع أمام المجتمعين صولجان الحكم وسيفه، وكانت الرسالة واضحة وقاطعة.

وكانت هناك محاولة مصرية -وقتها- في رسالة قادمة من الصحراء الشرقية من كهوف البحر الأحمر يحملها القديس أنطونيوس أب الرهبان إلى البطريرك التاريخي ق. الرسولي من الناسك ق. بولا، أن ينزع البطريرك عنه حُلة الإمبراطور، التي أهداها له قبلًا، ويستبدلها بثوب بولا الخشن، ليدرك البابا أن الكنيسة لا تدار بآليات السياسة بل بمعطيات التجرد والترك، وليحل سيف الكلمة لأنها “حَيّةٌ وَفَعّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلّ سَيْفٍ ذِي حَدّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النّفْسِ وَالرّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيّاتِهِ” “عمود الحق وقاعدته“، بدلًا من الصولجان والسيف.

لكن الأمور سارت في اتجاه مغاير، وانتقلت بروتوكولات القصر إلى فضاء الكنيسة، حتى في التقسيم الرعوى، في الغرب كما في الشرق، الذي جاء محاكيًا للإدارة الامبراطورية، ويصير للأسقف كرسيًا مستنسخًا من كرسي الإمبراطور، وثيابًا تنقل عن ملابسه وعصا تشبه صولجانه، وألقابًا تحاكى ألقابه، ولم نعدم الوسيلة لتعميدها وتقنينها وإسنادها إلى تأويلات تجد في النصوص ما يقننها بقراءتنا.

لم يكن مجرد صراع لاهوتي بحصر المعنى فقد زاحمته صراعات إثنية وثقافية وسياسية، وتحكمت فيه نزعات ترتيب الأولويات، وكانت موروثات ثقافات ما قبل المسيحية غير بعيدة، حتى يأتي مجمع ، 451، ليغرس بذار الانقسام، إلى أغلبية تؤيد قراراته وأقلية تشجبها، وكلّ يرى أنه الذي يحفظ الوديعة، وتأتى السياسة لتوظف الانقسام لحسابها، وتعانى مصر لكونها من معسكر الأقلية المخالفة لتوجه الإمبراطور من ويلات الاستهداف المذهبي ما يفوق استهداف الوثنيين لها، وتنهك قواها لتصير لقمة سائغة في الأفواه الغليظة لجحافل العرب، بعد أقل من قرنين من الزمان. والمدفوعة بخلفيات اقتصادية وسياسية في مشهد يبدو وكأنه دينيًا.

ولم تحتمل الكتلة الخلقيدونية عبء التماسك إذ يأتي عام 1054 م. ليفجر انقسام مدو بين اللاتين (الكاثوليك) والبيزنطيين (الأرثوذكس)، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما أضافت إلى قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني عن انبثاق الروح القدس “منبثق من الآب والابن”، لترفضه كنائس القسطنطينية واليونانية الأرثوذكسية ويقع .

وفى عام 1529 يخرج الراهب الكاثوليكي الألماني (1483 – 1546) ليعلن رفضه لسلطة البابا ومفهوم الكنيسة عن الخلاص، ويؤسس لتيار جديد يتطور ليشكل الكنائس المحتجة (الية) والتي تشهد بدورها متوالية ممتدة من الانقسامات.

تجرى في انهار الكنائس مياه كثيرة، ويشهد القرن العشرين المنصرم، وما انقضى من القرن الواحد والعشرين، سعيًا حثيثًا نحو مراجعة الواقع المسيحي المسكوني، وقد اشرنا قبلًا إلى تأسيس كيانات مسكونية وإقليمية في هذا الاتجاه، أبرزها ومجلس كنائس الشرق الأوسط وعلى المستوى المحلى مجلس كنائس مصر، والتي مازالت بحاجة إلى تقييم موضوعي وتفعيل قدرتها على قيام مقاربات لاهوتية جادة تنجو من الرتابة والقيود متعددة المداخل، ومن مغازلات السياسة.

وقد شهدت العائلة الخلقيدونية مساع جادة لكسر الفجوة وكان أبرزها تواصل روما والقسطنطينية، متمثلة في زيارة ال, للبطريرك المسكوني برثلماوس رئيس أساقفة القسطنطينية في استنبول (28 نوفمبر / تشرين الثاني – 1 ديسمبر / كانون الأول 2006). والحراك الدؤوب الذي يتميز به ال الأول وتواصله مع بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية بالشرق، ومع بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل.

وفى العائلة اللاخلقيدونية تشهد العلاقات البينية سعيًا حثيثًا للبابا لمد جسور التواصل بشكل معمق مع كنائس السريان وأنطاكية والأرمن، وكان أبرزها حضوره مؤخرًا اجتماع رؤساء الكنائس الشرقية، الذي عقد بلبنان ـ يونيو 2018 ـ وضم مع قداسته البطريرك بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا الكبير، وتناولوا العديد من القضايا الملحة منها، تصدرتها قضية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط وما يتهدد من مخاطر وتحديات، وكذلك الوضع المتأزم في الأرثوذكسية بالهند، وانتهى اجتماع الآباء البطاركة إلى “توجيه رسالة موقعة من صاحبي القداسة البابا تواضروس الثاني والكاثوليكوس آرام الأول ندعو فيها طرفي الكنيسة السريانية الأرثودكسية في الهند إلى إرسال ثلاثة ممثلين عن كل منهما إلى اجتماع تستضيفه الأرثوذكسية في القاهرة، بحضور ممثلين من كنائسنا الثلاث وذلك بهدف بدء حوار جدي يؤدى إلى المصالحة وتخطى الخلافات حتى يعود السلام إلى الكنيسة في الهند. وهكذا تخطو العائلة الأرثوذكسية الشرقية نحو رأب الصدع وإعادة الروح المسكونية ودور كنيسة الإسكندرية التصالحي، بما يؤسس لمد الجسور في دوائر العائلات الأرثودكسية الأخرى، وصولًا إلى العائلة المسيحية بمجملها، بتؤدة ومثابرة وإيمان بتكامل جسد المسيح الواحد.

وهو ما أكد عليه البيان المشترك لاجتماع الآباء البطاركة هذا في استعراضه لمسارات الحوارات اللاهوتية الرسمية، مع العائلة الأرثوذكسية الثانية، ومع الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجليكانية، وتطورات تفعيل مجلس كنائس الشرق الأوسط وتثمين اختيار الدكتورة ثريا بشعلاني قائمًا بأعمال الأمين العام للمجلس. في خطوة تقدمية تؤكد على احترام الكنائس لدور المرأة في العمل العام والكنسي تحديدًا.

وناقش رؤساء الكنائس مشاركتهم في الاحتفال بالذكري السبعين لتأسيس مجلس الكنائس العالمي (1948 ـ 2018) وحرصهم على دعم دوره في الدفاع عن قضايا السلم العالمي وحقوق الإنسان.

وفي سياق التأكيد على وضعية الكتاب المقدس المتقدمة في الا الأرثوذكسية، أكد الآباء في اجتماعهم على دعم وتثمين دور الاتحاد العالمي لجمعيات الكتاب المقدس United Bible Societies ، ومشاركتهم في الاجتماع القادم لكل الكنائس الأعضاء في لجنة التعاون بين الشرقية والكنيسة الأرثوذكسية من جانب والاتحاد العالمي لجمعيات الكتاب المقدس من الجانب الأخر. والذي سيعقد في أرمينيا في أيلول / سبتمبر 2018 م حول “الوحي في الكتاب المقدس”، وأكد المجتمعون على أهمية الاستمرار في دعم وتعزيز التعاون بين مجموع الكنائس الأرثوذكسية بعائلتيها وبين الاتحاد العالمي لجمعيات الكتاب المقدس.

نحن إذن أمام نقلة موضوعية على الأرض باتجاه المقاربة بين الكنائس الأرثودكسية الشرقية، تبدأ في الدائرة الطبيعية، في داخل البيت حيث اتساع قاعدة الاتفاق، ولا تقفز فوق المراحل، بما يؤسس للانتقال إلى مقاربة أوسع مع العائلة الأرثوذكسية الثانية، وبالضرورة ستواجه باستنفار صقور ال اليمينية المدرسية، ومعارضتهم عند العائلتين، الأمر الذي يستوجب مبادرة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بتنظيم فعاليات أكاديمية تتولى التأسيس الفكري اللاهوتي الجاد للدخول في جولة المقاربات الأوسع، تضم الباحثين والدارسين المتخصصين في مراكز الدراسات الآبائية واللاهوتية والتي أفردنا لها مساحات فيما سبق وطرحناه، ودعوة نظرائهم المتواجدين داخل منظومة الرهبنة ودوائر ال، وعلماؤنا بالخارج في المراكز والجامعات ذات الصلة، للمشاركة بأبحاثهم ورؤاهم، ودعوتهم إلى المشاركة في ورش عمل متخصصة تنظمها الكنيسة.

ومازال للطرح بقية.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد؟[الجزء السابق] 🠼 ٢٤) خبرة معاصرة[الجزء التالي] 🠼 ٢٦) التجسد: اللاهوت المغيّب
كمال زاخر
كاتب ومفكر قبطي في التيار العلماني المصري  [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب: : صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨