في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كُلُّ مَن ٱعتَرَفَ بي أَمامَ ٱلنّاس، يَعتَرِفُ بِهِ ٱبنُ ٱلإِنسانِ أَمامَ مَلائِكَةِ ٱلله. ومَن أَنكَرَني أَمامَ ٱلنّاس، يُنكَرُ أَمامَ مَلائِكَةِ ٱلله.
(إنجيل لوقا 12: 8، 9)
في بدايةِ التسعينيات كنت طفلًا في مدرسةِ “كمال عبّاس ناصر” في أخر شارع المطار في المنشيةِ في أسوان مدينتي. وفي يوم من الأيام، في أثناء خروجي التف حولي مجموعة أطفال في سنّي وقالو لي: أنت ياض تعال هنا، أنت مسيحي؟.. فقلت لهم آه أنا مسيحي.. فضربوني ورنوني علقةِ سودا لمجرّد إني مسيحي. أنا الصراحةِ مفهمتش ليه يعني عشان مسيحي اتضرب! المهم عرفت أنه في ربط بين إني أكون مسيحي وبين إني لازم اتضرب وأبقى هزؤ.
بعد كام يوم، تكرر الموقف من شلةِ جديدةِ: أنت ياض تعال هنا، أنت مسيحي؟ فقلت لهم لا ليه؟ أنت ياض شكلك مسيحي! لا لا أنا مش مسيحي. فسابوني.
روحت وأنا فرحان إني ما أخدتش العلقةِ. لكن في شيء جوايا حسسني إني عملت حاجه غلط. فقلت لماما (الله يرحمها) واسمها نرجس (عشان عيب أقول اسم أمي). فقالت لي نص إنجيل النهاردةِ مَن أنكرني أمام الناس يُنكَر أمام ملائكةِ الله. من بعدها بقيت أقول إني مسيحي حتي لو أهل بلدي بيعاملوني وحش.
دلوقتي بعد ما نضجت وكبرت عرفت إن الصعوبةِ والاضطهاد والصدام مش ببساطةِ الطفولةِ بتاعةِ أنت تبع مين مسيحي ولا غيره. ولكن الصعوبةِ تكمن في إني أعيش مسيحي، إني أشهد للمسيح، إني أظهر إني مسيحي بتصرفاتي بأفعالي مش بس بإيماني. يعني مثلا هل ممكن أظهر وأعيش المحبةِ للأشخاص اللي مختلفين عني في الطبقةِ الاجتماعيةِ؟ في الإيمان؟ في الطائفةِ؟ في الدين؟
صعب أوي أكون مسيحي علي مثال المسيح لكن سهل أقول إني مسيحي.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
صدر للكاتب:
كتاب نقدي: اللاهوت السياسي، هل من روحانية سياسية؟
تعريب كتاب جوستافو جوتييرث: لاهوت التحرير، التاريخ والسياسة والخلاص
تعريب كتاب ألبرت نوﻻن الدومنيكاني: يسوع قبل المسيحية
تعريب أدبي لمجموعة أشعار إرنستو كاردينال: مزامير سياسية
تعريب كتاب البابا فرانسيس: أسرار الكنيسة ومواهب الروح القدس