المقال رقم 2 من 8 في سلسلة الإنجيل بعيون مصريّة

فَرَآهُمُ ٱلفِرّيسِيّون، فَقالوا لَهُ: «ها إِنَّ تَلاميذَكَ يَفعَلونَ ما لا يَحِلُّ في ٱلسَّبت».

«فَٱبنُ ٱلإِنسانِ سَيِّدُ ٱلسَّبت»

(إنجيل متى 12: 1، 8)

نصّ إنجيل اليوم وفق الطقس اللاتينيّ نصّ يظهر الاختلاف الكبير الذي فعله المسيح في قراءته وتطبيقه للشريعة اليهوديّة. المسيح باختصار يضع الإنسان قبل الشريعة. بمعنى آخر استطاع أن يعبّر عن روح الشريعة وليس الحرف. المواقف التي اتخذها المسيح أمام الشريعة تسببت في كراهيَة ورفض يهود كثيرين له. ليس هذا فحسب، بل كانت “من أهم التهم التي تسببت في حكم الإعدام وتنفيذه ضدّه”.

رسالة المسيح كانت ولا زالت رسالة تحرير من عبودية الحرف ومن عبودية النص ومن عبودية الشريعة. الأمر الأشد استغرابًا هو إنه حاليًا في مسيحيين بيرجعوا للفريسية ويخلطوها بالمسيحيّة.

إن المسيحيّة تتفهم وتتطبق بطريقة يهودية فرّيسية، ما يعني أن الموضوع الذي عارضه المسيح بشدة وتسبب في جزء كبير في موته هو الموضوع الذي تم إعادته من جديد والتبشير به باسم المسيح! السبت يوم الراحة هو يوم الاحتفال بحرّية الإنسان، يوم الصلاة. العبد لا يوجد داع لأن يصلي، الوقت الذي يصلي فيه يعمل فيه عمل لسيده. أما الإنسان الحر هو الإنسان غير المستعبد للعمل.

السبت كما ما قال القديس مع المسيح أصبح السبت ليس يوما واحدا ولكنه الحياة كله. الحياة كلها سبت، لأن السبت أصبح هو يوم يعمل الإنسان الخير ويبني ملكوت الله على الأرض.

الكلام عن ساعات الصيام، نوع الأكل، اعتبار المرأة نجسة ولا تستحق التناول في أوقات معيّنة، هي فرّيسية يهوديّة حاربها المسيح بشدّة. إعطاء الطقوس والملابس الكنسية والكهنوتيّة أكبر من حجمها ودورها هو فرّيسيّة. أخذ نصّ الكتاب المقدس بطريقة حرفيّة وكأنه كتاب منزل بالحرف هي فرّيسيّة.

في كل مرّة أمارس أنا الحرفيّة في الكتاب المقدّس والإيمان المسيحي أمارس ما حارب المسيح من أجله وأعرف إني أهتف مع بعض الجموع اصلبه.. اصلبه.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: الإنجيل بعيون مصريّة[الجزء السابق] 🠼 إنجيل يوحنّا ١ : ١-١٨[الجزء التالي] 🠼 سرّ التجسّد والاستعمار
جون جابريل
راهب في معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان  [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب نقدي: ، هل من روحانية سياسية؟
تعريب كتاب جوستافو جوتييرث: ، التاريخ والسياسة والخلاص
تعريب كتاب ألبرت نوﻻن الدومنيكاني: يسوع قبل المسيحية
تعريب أدبي لمجموعة أشعار إرنستو كاردينال: مزامير سياسية
تعريب كتاب ال: ومواهب الروح القدس