Search
Close this search box.
المقال رقم 1 من 8 في سلسلة الإنجيل بعيون مصريّة

«في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله. كانَ في البَدءِ لَدى الله»

(إنجيل يوحنا 1: 1)

المسيح كلمة الله لأنّه عبّر عنه بوضوحٍ وبغير غشّ.
في شخصه استطعنا أن نعرف الله..
ليس في شخص الكلمة فحسب، لكن في أعماله أيضًا.
الكلمة إذًا ليست فقط حروفًا، لكنّها شخص.
كلمة صادقة، تعني ما تقول.
تقول ما تفعل، وتفعل ما تقول.

الكلمة صارَ جسدًا،
صار فلسطينيًّا، آراميًّا يهوديًّا في بلدٍ محتلّ.
الكلمة تجسّدَ في محيط احتلالٍ وفقرٍ وعنفٍ وانهيار اقتصاديّ وثقافيّ للدولة وتبعيّة إمبرياليّة للقوى العظمى المسيطرة.
لم يتحدّث المسيح اللغة اللاتينيّة،
كمّا أنّه لم يقل إنّ اللغة الآراميّة ليست لغتي فلغتي هي العبريّة،
أو الآراميّة لغة الطغاة الذين سبوا شعبنا.

استطاع المسيح إذًا، كونه هو الكلمة،
أن يتحدّث ويوصل الله لشعب عصره بلغته وبلغة شعبه السائدة.
لم يكن في المسيح اغتراب،
لا لغويّ ولا سياسيّ ولا ثقافيّ ولا حتّى دينيّ تجاه اليهود.
بتجسّد المسيح الكلمة: لبسَ إنسانَ عصره، بثقافته ولغته،
بوطنه ومشاكله السياسيّة والاقتصاديّة والدينيّة.

الاغتراب عن لغة الوطن وربطها بمحتلّ، ليس تمثّلًا بما قام به المسيح.
بل هو تكميم الأفواه ما تلبث كلمة الله تتوه
بين جهل المعاني وجهل الثقافة وجهل لغة التعبير.
استطاع المسيح أن يكشف عن ذاته وعن الآب
بكلمات ولغة عصره..
إلّا أنّه استطاع أن يعبّر بلغة صادقة.
هل الكلمات التي نستخدمها اليوم نعرف معناها حقٍّا؟

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: الإنجيل بعيون مصريّة[الجزء التالي] 🠼 التهوّد والفريّسيّة المعاصرة
جون جابريل
راهب في معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان  [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب نقدي: ، هل من روحانية سياسية؟
تعريب كتاب جوستافو جوتييرث: ، التاريخ والسياسة والخلاص
تعريب كتاب ألبرت نوﻻن الدومنيكاني: يسوع قبل المسيحية
تعريب أدبي لمجموعة أشعار إرنستو كاردينال: مزامير سياسية
تعريب كتاب ال: ومواهب الروح القدس