Search
Close this search box.
المقال رقم 13 من 14 في سلسلة القيم اﻷخلاقية
في هذا المقال سنتعرف إلى الضمير عند المستشار محمد سعيد العشماوي، ورواد القرن العشرين، وصلاح سالم، فهو في مفهومهم ليس فطريًا ولكن يقصد أن يسير الإنسان بمقتضاه في تناسق مع المجتمع، تصادق مع الإنسانية، تعاون مع الكون.

الضمير الكوني: هو تناغم مع كل أشكال الحياة ومع بقية الخلائق الطبيعة، البيئة، الكائنات الحية، الخير الكوني العام الذي يجمع بين الجماعة بخيوط المسئولية الإنسانية وفيما إذا كانت الغايات أساسية أم أنها تظهر ميولا عدائية وغايات استعراضية

الضمير

يقتضي سموًا ذاتيًا ونضجًا روحيًا يربط بين الفرد والكون، ولابد له من وعي وإرادة وجهد، ورهن بازدياد المعلومات، واتساع المعارِف، ووفرة الأفكار، والتحصيل والاطلاع، وتفتُّح الإحساس، وتنبُّه العقل، وتزايد الوعي، بحيث تقل مجاهل الحياة، والعمل بما تعلم ليحصل ويمد وينشر عبْر الزمان والمكان.

الضمير عند اليونان

عند و: صوت الضمير هو صوت الله
• هو القانون الطبيعي أي الفطري الذي أودعه الله في الإنسان.
• القانون لا يهيئ للفرد ترابطًا كونيًا وتفاعلا إنسانيًا وإنما إلزام بسلوكيات تحميه من الوقوع تحت العقاب.

الضمير والعهد الكوني في العهد القديم

(من كتاب كريستوفر رايت بعنوان أخلاقيات القديم)
العهد ليس فقط بين الله وفرد-شعب-أمة، بل هو عهد مع الكون كله

وَكَلَّمَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ مَعهُ قَائِلاً: 9 «وَهَا أَنَا مُقِيمٌ مِيثَاقِي مَعَكُمْ وَمَعَ نَسْلِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ، 10 وَمَعَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمِْ: الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَكُلِّ وُحُوشِ الأَرْضِ الَّتِي مَعَكُمْ، مِنْ جَمِيعِ الْخَارِجِينَ مِنَ الْفُلْكِ حَتَّى كُلُّ حَيَوَانِ الأَرْضِ. 11 أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلاَ يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضًا بِمِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَلاَ يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ الأَرْضَ». 12 وَقَالَ اللهُ: «هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ إِلَى أَجْيَالِ الدَّهْرِ: 13 وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاق بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ. 14 فَيَكُونُ مَتَى أَنْشُرْ سَحَابًا عَلَى الأَرْضِ، وَتَظْهَرِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، 15 أَنِّي أَذْكُرُ مِيثَاقِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ. فَلاَ تَكُونُ أَيْضًا الْمِيَاهُ طُوفَانًا لِتُهْلِكَ كُلَّ ذِي جَسَدٍ. 16 فَمَتَى كَانَتِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، أُبْصِرُهَا لأَذْكُرَ مِيثَاقًا أَبَدِيًّا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ عَلَى الأَرْضِ». 17 وَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا أَقَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ ذِي جَسَدٍ عَلَى الأَرْضِ».

(سفر التكوين 9: 8-17)

الضمير في مصر القديمة

• فكرة توحُّد الإنسان مع ماعت آلهة العدل والحق والاستقامة والنظام
• وإيمانه بالآلهة التي يشهد أمامها في الآخرة بالسلوك حسب نظام ماعت.
نظام ماعت غَرَس للضمير الكوني والإنساني أي:
• بتوافق مع صميم الحق والعدل والاستقامة
• والتصادُق مع النظام الاجتماعي والنظام الكوني الصادِر عن قوى إلهية عليا تحل في قلبه على شكل ماعِت:
افعل بحيث يصبح فعلك قاعدة إنسانية. بالخروج من حيِّز الثقافة المحلية والمجتمع المغلق. الخروج من حيِّز ثقافة نفسك.
لم يدع الإنسان المصري الخطأ منسوب إلى غيره ك أو القدر.

لكن سقط النظام وانتفى الضمير تحت تأثير تعاليم الكهنة:
• الجمود المعتقدي: الاكتفاء بالإيمان وحده الذي يؤدي إلى القيامة والخلود والاستغناء عن الجانب الأخلاقي، فصار الإيمان جافَّا غير فعَّال.
• انحراف الشفاعة: الأصل أن الشفاعة إثبات حق الإنسان في البراءة وتقرير جدارة الإنسان بالخلود، فصارت لإسقاط الذنوب بعد إهمال الضمير. بمعنى أن الإنسان كان يشفع في نفسه أمام الآلهة بأنه سلوك بضمير واتبع خُلُق ماعت.
تحولت الشفاعة لطلب المسامحة على الشرور التي ارتكبها.

• غَلَبة السِّحر: استخدام صِيَغ سحرية يكتبها الكهنة وتودع مع المتوفى فتعمل على اجتياز العقبات في العهد الجديد كما عرَّفه محمد سعيد العشماوي:
الخلاص الفردي: عندما يقتصر الإنسان على ذاته: جهد ضائِع لا أصل له ولا امتداد.
لا يصبح قفزة للأمام وانطلاقة.

السيد المسيح قَصَد الإنسان نفسه واهتم بجوهره وأكد على الضمير.

“لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟”

(إنجيل متى 16: 26) 

“أفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟”.

(إنجيل متى 18: 27)

“ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا”.

(إنجيل مرقس 2: 27) 

ويكمل قائلا: فوفقًا للنهج الكوني على المؤمن أن: يضع المسيح في قلبه، وأن يكون الله في الضمير.

“إنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ لَكُمْ بِالْكَلاَمِ فَقَطْ، بَلْ بِالْقُوَّةِ أَيْضًا، وَبِالرُّوحِ الْقُدُسِ، كَمَا تَعْرِفُونَ أَيَّ رِجَال كُنَّا بَيْنَكُمْ مِنْ أَجْلِكُمْ”.

(رسالة بولس الأولى إلى تسالونيكي1 :5)

فالإنجيل ليس كلاما فقط بل كلمة وعمل.

الخبرة الدينية: لها ثلاثة أوجه: الإنسان نفسه والمجتمع والكون،  وهذا لا يمكن أن يصح بشكل عفوي بل يتحقق من خلال إيمان واعي بصير.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: القيم اﻷخلاقية[الجزء السابق] 🠼 القيم الأخلاقية [بقاء الدين مرهون برسالته][الجزء التالي] 🠼 القيم الأخلاقية [كُتَّاب رواد مصريون]