- القيم الأخلاقية
- القيم الأخلاقية [تعريفات واصطلاحات]
- القِيَم الأخلاقية [الخصائِص]
- القيم الأخلاقية [بين الفلسفة والعِلم]
- القيم الأخلاقية [الأزمة الأخلاقية]
- القيم الأخلاقية [زَرْع القِيَم الأخلاقية]
- القيم الآخلاقية [الطبقات الاجتماعية وجيلZ]
- القيم الأخلاقية [في الفكر الكتابي]
- ☑ القيم الأخلاقية [الاقتصاد وتأثيره]
- القيم الأخلاقية [الخطاب الديني]
- القيم الأخلاقية [تجديد الخطاب الديني]
- القيم الأخلاقية [بقاء الدين مرهون برسالته]
- القيم الأخلاقية [الضمير]
- القيم الأخلاقية [كُتَّاب رواد مصريون]
خصَّص رينولد نيبهور (هو مصلح لاهوتي أمريكي وخبير في علم الأخلاق كتابه "الأخلاق المسيحية") لمحاولة جمع الإجابات عبْر التاريخ المسيحي للوصول إلى إيمان له معنى وتأثير أخلاقي، ورصد فيه متغيرات القِيَم الأخلاقية بدايةً من ظهور المسيحية حتى زمن كتابته.
نشير إلى حالتين وردا في كتاب نيبهور يوضِّحان تأثير المتغيِّرات الاقتصادية على القِيَم الأخلاقية وهما حركة البيوريتان، وحركة الإنجيل الاجتماعي اللتان عاصرتا القرنين الـ17 ،والـ 18.
القِيَم الأخلاقية التي سادت في تلك الحِقبة
• المحافظة على الأمان الاقتصادي بأي وسيلة.
• السعي وراء الدخول العالية.
• ظهور الحركات الاستعمارية نتيجة الثورة الصناعية والبحث عن أسواق لتصريف المنتجات وجلب المواد الخام والأيدي العامِلة.
1-حركة البيوريتان:
شهد القرن السابع عشر تحوُّلا من المجتمع الإقطاعي الزراعي الذي كان سائدًا في زمن لوثر (السيد مالك الأرض والأقنان أي العبيد الذين يعملون في زراعة أرض السيد)، إلى النظام الرأسمالي مع توسـُّع ملحوظ في التجارة والاستثمار، وكانت القِيَم الأخلاقية السائِدة في ذلك الوقت قيم البيوريتان، وأغلبهم من الطبقة الوسطى الصاعِدة الذين التزموا بالفضائِل والدعوة للحياة البسيطة، إلا أن هذه الدعوة تزامنت مع النجاح الاقتصادي سواء رغب فيها البيوريتان أم لا –فقد كان النجاح الاقتصادي حتميًا.
لذلك فإن البيوريتان قد يجدوا أنفسهم في مواجهة مع مشكلة ضميرية وهي ما مدى صحة الازدهار الاقتصادي بالنسبة للمسيحي الأمين، فكانت الإجابة من الناحية اللاهوتية في فكرة الوكالة، وهي أن الله بارك بالثروة، فعلى الإنسان إدارة أعماله بروح مسيحية.
ربما كانت الأمانة التي نادى بها البيورتان سببًا في ازدهار الاقتصاد
(نيبهور)
في مفهوم حركة البيوريتان لم تكن الأخلاق الاجتماعية المرتبطة بالجماعة والدولة أو المنظّمات الاجتماعية تجد اهتمامًا لديهم، بل إنهم نادوا بأن الكنيسة يجب ألا تختلط بالعالم، فلكي ينجحوا في تطبيق نظامهم الأخلاقي الصارِم الذي وضعوا قواعده كان عليهم أن ينفصلوا عن المجتمع في جماعات انعزالية، وشجعت هذه الانعزالية روح الكبرياء الروحية إذ عدّوا أنفسهم نوعًا يختلِف عن الناس العاديين، عندما نجحوا أن يتغلـَّبوا على بعض الممارسات الجَسَدية مثل الحِلف والشُّرب ولعب القِمار وغير ذلك، وهم إلى ذلك تعرَّضوا لما تتعرَّض له المجتمعات المُنغَلقة عادة من أخطاء الغَيْرَة والمنافسة والتعالي مما أوجد الانقسامات بينهم فتحوَّلوا إلى فِرق كثيرة ولم يستطيعوا أن يحفظوا روح الوحدة التي هي من المظاهر الهامة للمحبة المسيحية”. (من كتاب د.ق. فايز فارس، الأخلاق المسيحية)
هذه هي أخلاقيات القرن السابع عشر ، التي عالجَت حِقْبَة تحُّول تميَّزت بتطلُّعات الأفراد إلى أوضاع جديدة على المجتمع
2-الإنجيل الاجتماعي:
أو حركة أخلاقيات ملكوت الله، التي ظهرت في أمريكا في القرن الثامن عشر وتواصلت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ووصلت لأعلى تأثير لها في الرُبع الأول من القرن العشرين.
رأت حركة الإنجيل الاجتماعي أن الكنيسة في ذلك الوقت لا تهتم بالمظالِم والقِيَم الأخلاقية وتترك رأس المال المفتوح يطحَن الطبقة الفقيرة.
رصدت حركة الإنجيل الاجتماعي مظِالم التصنيع الرأسمالي، وبنوا لاهوتهم على أن الله لا يقِصر اهتمامه بروحانيات الإنسان فقط ولكنه يقيم ملكوتًا على الأرض يعالِج الضعف البشري ويمنح القوة للعيش في ملكوته الذي يتميَّز بالبِر والحق، وأن الإيمان يعطي رؤية مستقبلية لأخلاقيات المؤسسات التي انزلقت إلى تحقيق المكاسِب السريعة على حساب استهلاك بل طَحْن العِمالة سواء الأطفال أو النساء أو الرجال.
استند هؤلاء اللاهوتيون على فكرة المُصالَحة التي أقامها الله مع البَشَر والتي على أساسها أقام ملكوته على الأرض. ورأوا أن الخلاص والغفران لا يُعالِجان الضعف البشري فقط، ولكن يمنحان القوة للعيش في ملكوت الله الذي يتميَّز بإقامة الحب والبر.
رأى لاهوتيو الإنجيل الاجتماعي أن الإنسان نادرًا ما يخطئ ضد الله فقط وحده وهو ما يتضح في الوصايا العشر، التي غالبًا ما يلجأ اللاهوت إلى فصل اللوح الأول (الوصايا الخمس الأولى) عن اللوح الثاني (الوصايا الخمس الثانية) أما المسيح فقد أخذ وصية السبت من الخمس الأولى وأضافها إلى الثانية فلم يعد السبت من المحرَّمات ولكن لخير الإنسان.
ثم أن المؤسسات الاجتماعية والاقتصاد –في أشد الحاجة للفداء المسيحي، وأن التصنيع الرأسمالي الأمريكي تحت سيطرة إله المال، ثم أن الإيمان يُحيي رؤية مستقبلية نبوية. والإيمان يرى الله العامل في العالم وأن الفداء ليس فقط لمعالجة ضعف اللحم والدم ولكن لقوة المبادئ وعوامل القوة، فإن لم يكن للكنيسة القوة التي بها تحيا الملكوت هنا والآن فإن الكنيسة هي مجرد مؤسسة مثلها مثل أي مؤسسة.
يرى نيبهور في حركة البيوريتان مثالا للعلاقة الرأسية بالله وفي الإنجيل الاجتماعي مثالا للعلاقة الأفقية. ويرى أن: طلب الإصلاح الحقيقي يقتضي الانطلاق من العلاقة الرأسية لتفعيلها في العلاقة الأفقية، أي أنه وفى ضوء الحق الإلهي نتعامل مع القضايا القائمة.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟