المقال رقم 48 من 48 في سلسلة تاريخ الإخوان والسلطة
«( تاريخ الإخوان والسلطةwp-content/uploads/2024/09/تاريخ-الإخوان-والسلطة.webp

لم يكد تأثير حوار مهدي عاكف السابق في مجلة “أخر ساعة” يهدأ، حتى صدم عاكف مصر كلها بحوار أشد تأثيرًا سُمي وقتها بحوار “الطظ”. بدأت قصة الحوار عندما قرر الكاتب الصحفي إجراء حوار صحفي مع مرشد مهدي عاكف، وكانت الانتخابات البرلمانية لعام 2005 على الأبواب. وبالفعل، تم الحوار، ولكن عندما حانت لحظة النشر، رفض الأستاذ ، رئيس تحرير جريدة الكرامة، نشر الحوار كاملًا. فقرر الأستاذ سعيد شعيب سحب الحوار، لكن الأستاذ جمال فهمي، رئيس التحرير التنفيذي، أقنعه بنشر الحوار بعد حذف بعض المقاطع منه. واستجاب الأستاذ سعيد شعيب نتيجة لتأثير صديقه جمال فهمي، ونُشر المقال منقوصًا.

إن رفض حمدين صباحي كان مبنيًا على مصلحة مباشرة، فهو لا يريد خسارة أصوات الإخوان في الانتخابات البرلمانية المرشح لها، وكان الكلام وقتها عن تحالفهم مع حزب الكرامة. والمنطق الثاني السائد هو إخفاء عورات أي قوة معارضة، حتى لو كانت ضد البلد وضد المبادئ التي يؤمن بها، مثلما فعل الأستاذ حمدين… يعني نُداري على بعض… مفهوم قبلي للسياسة، في مقابل التركيز على عورات السلطة الحاكمة.

(سعيد شعيب)

لاحقًا، اتصل الصحفي بالأستاذ سعيد شعيب وسأله: هل توافق على نشر الحوار في مجلة ؟ فوافق سعيد شعيب على الفور، بشرط ألا يتم حذف حرف واحد من الحوار مرة أخرى. وقد كان، ونُشر الحوار كاملًا في مجلة “روز اليوسف” في 9 أبريل 2006.

في هذا الحديث، سأل سعيد شعيب السيد مهدي عاكف: هل أنت ضد سياسات ال أم معها؟ فأجاب عاكف بمنتهى الصراحة والوضوح: قلنا مستحيل أن نعطي أصواتنا لمبارك. عاد الصحفي ليسأله عن رأيه في تولي مسيحي حكم مصر، فأجاب عاكف بإجابة مستفزة قائلاً: أحترمه، ولكن هذه أسئلة عابثة. المسيحي الذي يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية يريد عمل “فورتينة” (فتنة)، لأن الشريعة عندما تولي أميرًا أو ولي أمر، فهو مكلف بأمور شرعية لا يقيمها إلا هو، حتى لو كان خمورجيًا وبتاع نسوان. والنصراني لا يستطيع القيام بها في دولة 90% من شعبها مسلم. سأله الصحفي عن موقفه لو أن الذي يحتل فلسطين مسلمون من آسيا مثلًا وليسوا يهودًا صهاينة؟ فأجاب المرشد: مفيش حاجة اسمها مسلمون يحتلون مسلمين. فأجابه الصحفي أن الأتراك احتلوا مصر، فعاجله المرشد: لا، لم يكن احتلالًا. ويا ريت مسلمي ماليزيا يحكموا مصر. الأتراك لم يكونوا محتلين، فاسمها دولة الخلافة، وكونها دولة فاسدة فهذا ليس معناه احتلالًا. المسلم لا يحتل مسلمًا. الاحتلال يكون من يهود. الاحتلال له معنى آخر غير ما تقوله. أنت تعتبر الخلافة احتلالًا؟ لو خليفة من ماليزيا حكم مصر، لا يكون محتلًا. المسلمون لا يحتلون بعضهم البعض، لأن يدهم واحدة في العالم كله. والفساد العقلي والاستعماري والثقافي الذي سيطر على الأمة العربية والإسلامية جعل هناك ماليزيًا وتركيًا… الخلافة كانت تحكم كل العالم العربي والإسلامي، وكل مسلم لم يكن مكتوبًا ببطاقته عربي أو غير عربي، ولكن مسلم. فالجنسية هي الإسلام. رد عليه سعيد شعيب قائلاً: أنا مختلف مع سيادتك، ويحكمني مصري وليس من أي مكان آخر. فعاجله المرشد بجملته الشهيرة: طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر.

طظ في مصر

الانتخابات البرلمانية 2005

جاءت انتخابات 2005 البرلمانية استمرارًا للعبة المسرحية الشكلية. أجرى النظام المصري انتخابات مجلس الشعب عام 2005 على ثلاث مراحل من 7 نوفمبر إلى 9 ديسمبر 2005 تحت إشراف القضاء وبقدر متضائل من الحرية نتيجة الضغط الدولي. في المرحلة الأولى، استطاع مرشحو الإخوان اقتناص 34 مقعدًا من مقاعد مجلس الشعب، الأمر الذي أفزع النظام، فدفعه للمواجهة بتزوير علني فج في المرحلتين الثانية والثالثة.

وبالرغم من ذلك، استطاع الإخوان الحصول على 42 مقعدًا في المرحلة الثانية، و 12 مقعدًا في المرحلة الثالثة، بإجمالي 88 مقعدًا حصلوا عليها، حتى مع القمع الأمني منقطع النظير من قبل قوات أمن الداخلية، المحاطين بالبلطجية الذين قرر النظام الاستعانة بهم، متخذًا من مبدأ العنف ضد الجميع، ناخبين ومرشحين ومراقبين، أسلوبًا للعمل. وخلفت الانتخابات 15 قتيلًا من أنصار المعارضة في انتخابات وصفت بأنها دموية، الأمر الذي دفع الشرفاء من رموز استقلال القضاء، تتقدمهم المستشارة نهى الزيني، بفضح التزوير الذي حدث في وسائل الإعلام، ونشرت التفاصيل كاملة في جريدة بعددها الصادر يوم 24 نوفمبر 2005. وقالت إنها شاهدت بنفسها وقائع تزوير عدة، أهمها مهزلة التزوير بدمنهور لحساب الدكتور مصطفى الفقي على حساب الفائز الحقيقي الدكتور جمال حشمت. وساندها في فضح التزوير المستشار هشام البسطويسي والمستشار الإخواني محمود مكي.

وتأسست حركة “تيار الاستقلال” التي طالبت بالتحقيق مع بعض القضاة الذين شاركوا في التزوير وسهلوا له، وبسبب اشتغال بعضهم بالسياسة، مما دفعهم إلى المواجهة المباشرة مع النظام. الأمر الذي كانت نتيجته الحتمية إحالة المستشارين محمود مكي وهشام البسطويسي إلى لجنة الصلاحية والتأديب، مما دفع قضاة مصر إلى ثورة القضاة 2006 من خلال نادي القضاء بقيادة المستشار زكريا عبد العزيز، رئيس النادي وأحد رموز تيار الاستقلال، ضد تدخل السلطة التنفيذية في أعمال القضاء. وبدأت مؤشرات احتجاجات ثورية تتزايد بتسارع في الشارع المصري.

وبالرغم من الضغوط الدولية على نظام مبارك، إلا أنه استطاع بذكاء إيصال رسالة إلى الإدارة الأمريكية مفادها أن البديل لنظامه هو جماعة الإخوان المسلمين أو التيار الإسلامي بشكل عام. وساعده في دعم وجهة نظره نتائج الانتخابات البرلمانية عام 2005، التي تمكن فيها الإخوان من انتزاع 88 مقعدًا في مجلس الشعب المصري.

في الوقت نفسه، كان التعاون بين نظام مبارك والإخوان المسلمين على أشده. ولاحقًا، سيتضح أن هذا العدد الضخم من مقاعد المجلس قد مُنح للإخوان نظير صفقة من عدة محاور، أهمها تغيير موقف الإخوان من مقاطعة الانتخابات الرئاسية إلى حث الشعب على التصويت، لإعطاء الانتخابات الشرعية الشعبية المطلوبة. وفي الوقت نفسه، يرسل مبارك الرسالة السابقة للنظام الأمريكي. وفي ذات الوقت، يتفق الحزب الوطني مع الإخوان على الترشح على مقاعد بعينها. ووصلت رسالة مبارك بالفعل إلى الإدارة الأمريكية بعد الفوز الكبير لمرشحي الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المصرية. وبرزت مخاوف غربية نُشرت في كتابات متعددة حول الصعود المقلق لتيار في ال.

فجاء رد على مخاوف الغرب سريعًا بمقالته الشهيرة لا تخافوا منا، التي نشرها له أصدقاؤه البريطانيون في صحيفة البريطانية. وشقت المقالة طريقًا لتواصل جماعته مع الغرب، وأسس الشاطر بمقالته رغبة جماعة الإخوان المسلمين الرسمية في التواصل مع الغرب بمراكزه البحثية ومثقفيه والمهتمين بشؤون الحركة الإسلامية. وقد جاء هذا المقال بمثابة رسالة طمأنة أطلقها الشاطر. وكان تأسيس موقع “إخوان ويب ikhwanweb.com” قبيل ذلك، وهو الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين باللغة الإنجليزية، مدعاة لجعل خيرت الشاطر نموذجًا حواريًا مع الغرب من قبل جماعة الإخوان المسلمين. باشر الموقع بتقديم رؤى جديدة ومعاصرة مغايرة للحقيقة عن الجماعة، وأجرى حوارات مع المراكز البحثية الغربية أحدثت صدى واسعًا مع الغرب.

يتبقى السؤال الهام: كيف استطاعت جماعة الإخوان الحصول على هذا العدد الكبير من المقاعد في انتخابات 2005 بالرغم من كل هذا التزوير الفج والعنف؟

ظل السؤال حائرًا حتى نهاية عام 2009، حين أجرت جريدة المصري اليوم حوارًا صحفيًا مع عبد الحميد ، المستشار السياسي للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في 29 أكتوبر 2009. قال الغزالي في الحوار إن الجماعة عُقدت صفقة مع الأمن في انتخابات 2005، لكن النظام نقضها، مؤكدًا أن اعتقال خيرت الشاطر، نائب المرشد، كان بسبب هذه الصفقة.

قد حدث اتفاق ما بين الأمن والجماعة، بموجبه لا يحق للإخوان الترشيح في أكثر من ١٥٠ دائرة، ولم تكتمل الصفقة نظرًا لاكتساح الإخوان مقاعد لم تكن متوقعة، مما جعل الأمن يغضب ويشعر أن الجماعة لم تلتزم بالاتفاقية، وقام بالضغط على الإخوان في معظم الدوائر خلال المرحلتين الثانية والثالثة.

(عبد الحميد حسن الغزالي، أكتوبر ٢٠٠٩)

نفى الغزالي أن يكون الإخوان هم من نقضوا الاتفاقية مع الأمن. فالذي حصل هو أن الاتفاق الذي تم بين خيرت الشاطر و من جهة، و من جهة أخرى، في فندق البولمان بالمعادي، كان يقصر الترشيح على دوائر معينة. وقد التزم الإخوان بهذا، لكنهم لم يتوقعوا هذا النجاح، مما جعلهم يشعرون بالخوف من الاستمرار. لذلك، نقضوا العهد وتدخلوا بشكل سافر، واتضح ذلك في المرحلة الثالثة من الانتخابات. وقد تم القبض على خيرت الشاطر عقابًا له على إخلاله بالاتفاق.

تأكدت صحة تلك الصفقة عندما استعرض الإعلامي وائل الإبراشي في 19 يونيو 2013 في برنامجه “العاشرة مساءً” على قناة “دريم2″، مقطع فيديو لحوار سابق كان قد أجراه مع مهدي عاكف، مرشد الإخوان المسلمين السابق، في مكتب الإرشاد بمقر الإخوان الجديد بالمقطم في 11 يونيو 2012، أي قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 2012 بخمسة أيام، التي اقتصر فيها الصراع بين أحمد شفيق ومرشح الإخوان المسلمين ، ولم يتم عرض هذا اللقاء حينها.

أعترف عاكف خلال اللقاء بأنه كان يتردد على مباحث أمن الدولة من أجل الاتفاق على صفقات لخوض الانتخابات البرلمانية في عام 2005 في عدد معين من الدوائر، مقابل الإفراج عن قيادات إخوانية معتقلة في سجون النظام. وأضاف عاكف أنه ذهب للقاء اللواء حسن عبد الرحمن، رئيس مباحث أمن الدولة السابق، بناءً على طلب الأخير. وحضر اللقاء اللواء ، نائب رئيس مباحث أمن الدولة، واللواء محمد حنفي. وأكد عاكف أن عبد الرحمن تحدث معه بخصوص الانتخابات البرلمانية عام 2005، ولكنه رد عليه قائلًا: الانتخابات دي ما تهمنيش، مصر أهم… السجون في مصر… الحريات في مصر… ممكن إن كنتم تستطيعون أن تخرجوا مساجين؟ أن كنتم تستطيعون تعطوا الناس حريتها للحركة؟ أما موضوع مجلس الشعب ده ميهمنيش.

كان عاكف يعني بهؤلاء “الناس” أعضاء الجماعة المعتقلين. وتابع عاكف بأنه وافق على طلب مباحث أمن الدولة بعدم النزول في الانتخابات في دوائر انتخابية كثيرة، شريطة الإفراج عن القيادات الإخوانية المعتقلة.

وأنا قاعد مع حسن عبد الرحمن، خرج العريان من السجن، وكان هو أخر واحد خرج، وأنا قاعد. وهذا مقابل أن أرشح ١٥٠ مرشحًا بدلًا من ٤٠٠ في انتخابات ٢٠٠٥. ومش بعتبر ده صفقة، وإنما خدمة لمصر على حساب الإخوان. يكفيني المعنى العام ده، أما العدد فهبعتلكوا النواب أستاذ خيرت ودكتور تتفقوا معهم على العدد الذي لا يزعجكم.

()

وتنصل عاكف من كلمة “صفقة”، واعتبر أن ما فعله هو خدمة لمصر، على الرغم من أن صفقته مع أمن الدولة لم يستفد منها إلا الإخوان فقط.

وأعتذر الإبراشي لاحقًا عن عدم إذاعة هذا الحوار الذي أجري قبل الانتخابات الرئاسية عام 2012 بهدف تجميل مرشح الإخوان أمام منافسه الفريق أحمد شفيق. وأدعى أنه فعل ذلك لحماية الثورة، على حد قوله، قائلًا: أعتذر عن عدم المهنية في نشر الحوار؛ لأني اعتقدت أن منعه يحمي الثورة. خصوصًا أن أحد أهم القيادات الهامة في الجماعة، الذي رفض الإبراشي ذكر اسمه، لكنه يرجح أن يكون الشاطر، قد اتصل بالإبراشي ورجاه أن يمنع إذاعة الحلقة بسبب وجود “ألغام” بها؛ لأن الحديث عن صفقات مع أمن الدولة من فم المرشد السابق نفسه كفيل بأن يعصف بشعبية مرسي في هذا الوقت الحرج.

وثيقة فتح مصر

كما قادت الصدفة الأمن في مصر إلى اكتشاف خطة التمكين الإخوانية في مقر شركة سلسبيل، قادت أيضًا الصدفة الصحفي حمدي رزق بمجلة المصور إلى الوصول إلى صور ضوئية لوثيقة “فتح مصر”. تلك الوثيقة التي تضع بين طياتها خطة الإخوان المسلمين الشاملة للوصول إلى حكم مصر، ممهورة بتوقيع خيرت الشاطر، نائب المرشد العام. وصدرت مجلة المصور، العدد 4234، بتاريخ الجمعة 2 ديسمبر 2005، وعلى غلافها وثيقة فتح مصر… خطة الإخوان للسيطرة على المجتمع، وهو بالصدفة نفس يوم الاجتماع الأسبوعي لمكتب إرشاد جماعة الإخوان، أعلى هيئة تنظيمية في الجماعة، الذي تحول من أجندته الانتخابية الاعتيادية ومناقشة الانتصارات المبهرة التي حققها أعضاء الجماعة في الانتخابات البرلمانية إلى موضوع الوثيقة. تحوّل الاجتماع إلى ما يشبه محاكمة لنائب المرشد، خيرت الشاطر، عن كيفية تسرب تلك الوثيقة، وكيف وصلت إلى مجلة المصور وعليها توقيعه وتوجيه بنسخ صور من الوثيقة للجنة الانتخابية ومسؤولي المكاتب الإدارية، على النحو الذي وصفه قيادي بالجماعة بأنه أخطر اختراق لنظام تأمين الوثائق داخل الجماعة.

واستطاع الإخوان، بما لهم من نفوذ إعلامي، التعتيم على هذه الوثيقة لدرجة أنه قد تم شراء كل نسخ المجلة من منافذ التوزيع لمنع شيوع الوثيقة بين العامة. وسارعت جماعة الإخوان المسلمين آنذاك إلى نفي وجود الوثيقة وأنكرت علاقتها بها، رغم أن المجلة نشرت صورة ضوئية للوثيقة التي تضمنت إشارة بخط يد خيرت الشاطر وإمضائه بوجوب نشرها على لجان الانتخابات ومسؤولي المكاتب الإدارية (أي المحافظات). وقال الصحفي حمدي رزق، ناشر الوثيقة، إن هذه الخطة تم وضعها وإعدادها قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر 2005. وأثارت الوثيقة حالة من القلق والغضب في الأوساط السياسية المصرية، ووصفها رموز المفكرين والكتاب بأنها أشبه ببروتوكولات حكماء صهيون، وقالوا إنها تكشف ما يدبر لمصر من جانب هذه الجماعة، حيث تمثل الوثيقة برنامجًا عمليًا لفتح مصر.

افتتح الشاطر الوثيقة بمقدمة دعت إلى عدم الانزعاج من صيحات أعداء الدعوة وتربصهم بنا وكيدهم لنا. واستحضر فيها النص القرآني سعيًا لتأكيد حججه، حيث أورد الآية: ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا (سورة البقرة). تقوم الوثيقة على قسمين: الأول نظري، وحمل عنوان “مبدئيات”، وضمنه حديثه عن حتمية المحنة ووجوب الصبر عند المحن والابتلاءات، والخروج من دائرة الصبر السلبي إلى دائرة الصبر الإيجابي. أما القسم الثاني فهو عملي أو حركي، وحمل عنوانًا عامًا هو “حركيات”، واحتوى “المرحلة الأولى لفتح مصر.. الحركة”. وتضمن قسم الحركة النقاط التالية:

  1.  إقامة قنوات اتصال بين الإخوان والحزب الحاكم، وشخصيات نافذة في العمل السياسي. وقد تم هذا الأمر وُضع في الاعتبار، وهو في إطار التنفيذ والاستفادة من هذه القنوات لإتاحة أكبر هامش من الحرية لحركة الإخوان في الشارع.
  2. استخدام طريقة المسكنات والمهدئات مع النظام الحاكم وباقي المؤسسات والأحزاب المدنية.
  3. شغل الرأي العام بالإخوان، واستخدام النقد الإعلامي الموجّه لنا في خلق حالة من التعاطف حولنا.
  4. استثمار التعديل الدستوري وانتخابات الرئاسة في إثارة جدل حول الإخوان.
  5. الاستفادة من حالة الامتداد الإعلامي والميديا العالمية في خلق مساحة من الحرية لحركة الإخوان في المجتمع.
  6. دفع عدد كبير من الإخوان لخوض الانتخابات البرلمانية، والاستفادة من هذا لطرح اسم الإخوان والشعار على أوسع نطاق، والإعلان عن إنشاء مكاتب إدارية للإخوان في المحافظات.
  7. إثارة جدل حول شعار “الإسلام هو الحل” واسم الإخوان والمصحف والسيفين.
  8. تجريح المخالفين واتهامهم بالرشوة والعمالة لتحييد معظم المختلفين، وإسكات البعض الآخر.
  9. محاولة اختراق المؤسسات الصحفية، خاصة الحكومية منها، والتوافق مع المؤسسات المستقلة.
  10. استثمار الانتخابات في الدعوة والترويج لحتمية الحل الإسلامي وعالمية الدعوة، واستخدام المساجد على أوسع نطاق.
  11. استخدام النقابات المهنية والمنظمات المدنية في خلق هامش كبير للحركة.
  12. استمرار الاتصال بحركات حقوق الإنسان الدولية.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

‎ ‎ جزء من سلسلة: ‎ ‎ تاريخ الإخوان والسلطة[الجزء السابق] 🠼 الانتخابات الرئاسية ٢٠٠٥
بيشوي القمص
[ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ ٢٠١٧
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ [قيصر جديد] ٢٠١٨
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ [صراع العروش] ٢٠٢٢
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ [العملية ظافر] ٢٠٢٤

‎ ‎ نحاول تخمين اهتمامك… ربما يهمك أن تقرأ أيضًا: ‎ ‎