في البداية ‏علشان نتكلم عن موضوع الساعة، لازم نتفق الأول أن ده مش موضوع يخص المرأة، ولا حقوق المرأة، ولا هو موضوع جندري، بقدر ما هو موضوع مسيحي صرف، يخص إيماننا المسيحي الذي يتمحور حول تقديس الإنسان، وتجديد طبيعته، وينير لنا الطريق خلال  قواعد هامة لعلاقتنا بالمسيح التي يسميها العالم: المسيحية.

‏كان ينبغي انه لما تجسد المسيح من أمنا العذراء، يبقى نقطة ومن أول السطر. ما ينفعش نتناقش تاني إن المرأة في المسيحية لها مكانة زي الرجل ولا لاء، تدخل الكنيسة ولا تطلع منها، هو مش نجسة بس لازم تتطهر الأول!! كل الكلام اللى مالوش معنى ده، ‏لأن إحنا مؤمنين أن السيد المسيح له كل المجد اختار بنفسه طريقة تجسده، واللي كانت عن طريق حلول الروح القدس في أمنا العذراء. لو هو كان عايز المرأة تفضل في مكانة أقل من الرجل، كان يقدر يلاقي طريقة ثانية يتجسد بيها.

‏وركز في موضوع “العذراء فخر جنسنا” اللي إحنا بنقولها وواضح إننا مش فاهمين معناها. لأنه مش معناها إنها “فخر النساء”، ولكن معناها إنها “فخر جنس البشر”، فالسيد له المجد اتخذ له جسدا من جسدها، وبالتالي سمح لها بما لم يسمح به لأي إنسان آخر. فالمرأة اللي مش عاجباكم صارت مشاركة بشكل ما في تجسد المسيح الذي خلصنا.

طيب مش كفاية؟ لا!! هايقولك طيب ما هى أمنا العذراء دي أطاعت وتركت الهيكل وهى سنها ١٢ سنه علشان مش مسموح لها تقعد فيه

نقول تاني …..

أولا هذا حدث في العهد القديم وطبقا للشرائع اليهودية اللي أنتو سيبتوا كل حاجة فيها ومسكتوا فيما يخص المرأة وتطهيرها ولا كأن هناك أي تقدم علمي أو طبي حدث في العالم.

ثانيًا وده الأهم، العذراء تركت الهيكل لسبب آخر غير اللي لا مؤاخذة في دماغكم، لأن كان فيه في نفس الوقت واحدة ست تانية، ترملت بعد زواجها ب ٧ سنين، يعنى وهى في عز شبابها، ولم تفارق الهيكل ٨٤ سنةً. اسمها “حنة بنت فنؤيل” (لو٢: ٣٦ -٣٨) والسبب ده ممكن يكون خاص بنذرها أو حياتها اللي لازم تعيشها بعد كده.

أنتو عارفين يعنى إيه المسيح تجسد من امرأة وصارت أمه؟ يعنى أخذ لحمًا ودمًا من جسدها، تربى على لبنها.. علمته المشي والكلام.. كان شيخ كبير في السن، وبالتالي هي اللي كانت بالتأكيد اقرب ليه في كل حياته، وتيجي حضرتك تناقش تلمس ولا ماتلمسش، تدخل ولا ما تدخلش.. إيه ده؟

وقبل ما حد يقول إن السيد المسيح له المجد اختار التلاميذ من الرجال فقط، نبقى حاجة من الاتنين: يا إما ما قريناش الإنجيل، يا إما مش فاهمين خالص شكل الحياة وقتها كان إيه.. كانت النساء جزء كبير من خادمات وخدام المسيح، وذكروا في الأناجيل ماشيين وراه وكارزات باسمة، وهن اللائي لم يتركوه حتى عند الصليب، وذهبن فجرا حاملات الحنوط حين كان تلاميذه الرجال هاربين خائفين بائعين ناكرين.. ألا تخجلون يا جماعة!

السيد المسيح له المجد ظهر أولا (خط تحتها ١٠٠خط) ل، بالرغم إن بطرس ويوحنا كانوا عند القبر ودخلوا الأول. لكن مظهرلهمش.. إحنا فاهمين اللي بنقراه ولا نقول تانى؟

الكنيسة الأولى كانت عبارة عن التلاميذ وال (النسوة اللاتي تبعنه) وطبعا قبلهم أمنا العذراء، وحل الروح القدس عليهم جميعا معا. زي بعض بالظبط، محدش خد حتة زيادة، ولا حتى بطرس اللي وقف أتكلم في هذا اليوم.

وقبل ما تقول قال لتصمت نساؤكم في الكنيسة، لازم تفهم المعنى المقصود من الكلام بناءً على العصر والأحداث اللي كتبت فيها، وأنصحك بالرجوع لكتاب “خطورة الآية الواحدة” لقداسة المتنيح ال.

ومن كتاب ال ترجمة أبونا “” صفحة ١٧٠، ١٧١، إن المرأة كانت ترسم شماسة كاملة، ، ولها مهام وواجبات الشماس الكامل، حتى أنها كانت تقوم برشم السيدات المعمدات بالميرون، وكانت تساعد في التناول! ده قبل ٢٠٠٠ سنةً ?!!

وقبل الكلام ده بآلاف السنين وفى عز العهد القديم، كان التسبيح هو عمل المرأة في موقف من اعظم مواقف التاريخ الإنساني في عبور البحر الأحمر، وأمسكت مريم أخت هارون الدف وبدأت تسبح الله بالتسبحة اللي بنسنخدمها في الهوس الأول. ونقول لا كخ البنات صوتهم ما يطلعش في الكنيسة..  جبتوه منين الكلام ده؟!

وإحنا دلوقتي لما اسقف قديس حب يفرح بناته العذارى المكرسات (الشماسات) وسمح لهم يشيلوا الصلبان، مش يشيلوا الجسد والدم والميرون، والمذبح غير مدشن ولا يوجد لوح مقدس، وتقوم الدنيا وما تقعدش غير لما الأسقف المبارك ينحنى كسيدة ويعتذر ليجنب الكنيسة مكائد إبليس وأولاده، سامحوني تبقى مصيبة!

إذا كنا بعد اكتر من ألفين سنة من مجيء المسيح، مش فاهمين إنه مفرقش بين الرجل والمرأة في الكنيسة ولا في المسيحية، يبقى لسه ما عرفناش أصلا مين المسيح!

واللي ها يقوللى كهنوت المرأة وحكايات أمنا الغولة اللي بتخوفوا بيها الناس علشان ما يحاولوش يفكروا، دوروا لكم على حجة غيرها.. محدش جاب سيرة كهنوت المرأة ولا طالب بيه، ولكن هذا أمر تنظيمي وبالأولى رعوى، لان الكهنوت ليس سيادة ولا مكانة عليا ولكن الكهنوت أبوة، والله لم يخلق المرأة لتكون أبًا كما لم يخلق الرجل ليكون أما وماعدا ذلك كل ما يقوم به الرجل تستطيع أن تقوم به المرأة وعلى نفس المستوى وأحيانا افضل نتيجة التخصص.

أتمنى من مجمعنا المقدس والمليء بآباء قديسين مملوئين من روح الله والنعمة، أن يضعوا لنا إجابات على هذه التساؤلات الهامة. أين نحن من تطبيق تعاليم المسيح، وأين نحن من قوانين الدسقولية المنظم الأول لترتيبات الكنيسة.. وآن الأوان أن نسمع كلمات منطقية حكيمة بعيدة عن قصص ديزني والكلام الذي اصبح لا يغنى ولا يسمن.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

إيريني إستمالك
[ + مقالات ]