صفحات من موقع مشروع الكنوز القبطية.. القمص تادرس يعقوب والشماس بيشوي بشرى.
الكاتيشيزم
هذا الفصل هو جزء من كتاب: كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
– جـ1 – مقدمات في الكاتيشيزم القبطي.. القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى.
الكاتيشيزم
1 – ماذا تعني كلمة كاتيشيزم Catechism؟
كلمة كاتيشيزم يونانية معناها تعليم ديني مختصر يُقدم إماَ شفهيًا أو كتابة مبادئ وأساسيات التعليم والقيم المسيحية غالبًا عن طريق الأسئلة والأجوبة [1]، قدم آباء الكنيسة الأولى مقالات أو محاضرات للموعوظين Catechetical Lectures، من بينهم القديسين كيرلس الأورشليمي وغريغوريوس أسقف نيصص.
2 – ما هي غاية الكاتيشيزم (التعليم بالأسئلة والأجوبة)؟
أولًا: تقديم معرفة إيمانية غايتها التعرف على الله وعمله الخلاصي. وقد ميّز القديس إكليمندس السكندري [2] بين المعرفة لدى الغنوصيين الذين نادوا بأن الإنسان قادر بالمعرفة العقلانية البحتة أن يخلص، وبين المعرفة التي تقوم على تقديس العقل بالنعمة الإلهية، والتفاعل مع الإيمان للتعرف على الله والارتباط بحبه، وطلب عمل نعمته في حياتنا.
وكما يقول يهوذا الرسول: أن تجتهدوا لأجل الإيمان المُسلّم مرة للقديسين
[3]، والرسول بطرس: نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس
[4]. يدعونا بولس الرسول للإيمان، قائلًا: ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه، لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه
[5].
إذ نؤمن به ونسلمه كل حياتنا في المسيح يسوع، نختفي فيه [6]، ونهرب من الفساد الذي في العالم بالشهوة [7]. يقول الرسول: تمموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ، لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل مسرته
[8]. بهذا نتمتع بالحياة المقدسة، أي بالإيمان العامل بالمحبة [9].
ثانيًا: لا يقوم الكاتيشيزم على بنود تحفظ بطريقة جافة، أو تقوم على مناقشات ليس فيها روح الحب. يرى القديس يوحنا ذهبي الفم بأن ثمار أوقية من الحب أفضل من ثمار طنٍ من المناقشات. لذا أرجو أن يكون خط هذا العمل هو بث روح الحب والدعوة للعمل في حياة كل المؤمنين في العالم من الطفل الصغير حتى الكهل بروح الفرح مع التواضع. وكما يقول ابن سيراخ إن المؤمن لا يتوقف عن العمل حتى النسمة الأخيرة من حياته. اثبت على عهدك، واهتمّ به، وأبلغ الشيخوخة فى عملك
[10].
ثالثًا: أرجو من الشباب خاصة في أرض المهجر إعادة كتابة هذا العمل بأسلوب يناسب كل الأعمار، طالبين عمل روح الله القدوس فيهم وفينا.
رابعًا: أرجو أن يفتح هذا العمل مجالًا لوضع برامج التربية الكنسية للاستفادة العامة لكل أفراد الكنيسة.
خامسًا: إبراز غنى الحياة الكنسية وإمكانياتها في المسيح يسوع والتطلع إلى المستقبل بروح الرجاء ما دمنا تحت قيادة روح الله القدوس، وربط التعليم بروح الأبوة أو الأخوة التي يختبرها الجميع بلقائهم مع الله محب البشر.
سادسًا: التمتع بالروح الناري الذي لا يعرف الركود أو الخمول بل الانطلاق من مجدٍ إلى مجدٍ [11]، مع التجديد المستمر والنمو في المعرفة الحقيقية.
سابعًا: بث روح الكرازة والشهادة لعلم الثالوث القدوس في كل مؤمن، أيًا كان عمره أو ثقافته، وذلك بروح الحكمة والتمييز.
ثامنًا: تأكيد أن التعليم والعبادة والكرازة والخدمة بكل أشكالها تمثل أوتارًا متباينة لتُصدر سيمفونية حب يُسرّ الله بها وتُبهج السمائيين والقديسين الذين رحلوا من هذا العالم مع عضويتهم في كنيسة المسيح الواحدة.
تاسعًا: إدراك أن الالتزام بالتقليد (التسليم) لا يعني الجمود والسقوط تحت عبودية الحرف بلا روح.
عاشرًا: التلامس مع عمل الثالوث القدوس في كل حياتنا، وإدراك الحضور الإلهي حتى في أحلامنا التي تبدو أنها بغير إرادتنا.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
صدر للكاتب:
كتاب: العلمانيون والكنيسة: صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨