- (١) نهاية العالم والمجيء الثاني
- (٢) النصف الثاني من الأسبوع الأخير
- (٣) “هرمجدون”، حرب الشيطان الأخيرة
- ☑ (٤) هيكل اليهود والمجيء الثاني
بُنِىَ الهيكل وهُدِمَ ثلاث مرات وتنبأ الكتاب بإعادة بنائه كما يلي:
الهيكل الأوّل: هيكل سليمان:
- البناء: ُبِنَى في عهد الملك سليمان ابن داود حوالى سنة 1004 ق.م
(سفر الأيام الثاني 3: 1) - الهدم: على يد نبوخذ نصّر ملك بابل حوالي 606 – 587 ق. م
(ملوك الثاني 25: 9و 13و 17 – الأيام الثاني 36: 19) - النبوة بإعادة البناء: حوالي عام 520 – 518 ق.م
“فأجاب ملاك الرب وقال : ‘ يارب الجنود إلى متى أنت لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا التى غضبتَ عليها هذه السنين الـ 70 سنة ' … لذلك قال الرب ‘ قد رَجعِتُ إلى اورشليم بالمراحم، فبيتى يُبنَى فيها، وُيمدُّ المطمار على أورشليم'”
(زكريا 1: 12, 16)
،وتحققت النبوة ببناء الهيكل الثاني
الهيكل الثاني: هيكل زروبابل:
- البناء: بُنِىَ بأمر الملك كورش (عزرا 5، 6) في عهد زروبابل حاكم اليهود آنذاك عام 200 – 150 ق.م وبمعاونة النبي زكريا والنبي حجّى.
- الهدم: ثم دمره انطيوخوس الرابع عام 175 – 163 ق.م.
- النبوة بإعادة بنائه: كان عصر النبوات قد انتهى. فلم يوجد أنبياء لليهود حتى مجيء يوحنا المعمدان سنة 4 ق.م، ولكن دانيال النبي تنبأ ضمنًا بإعادة بنائه ضمن نبؤته عن المجيء الأول للمسيح (راجع دانيال 9: 24 – 26).
الهيكل الثالث: هيكل هيرودس:
- البناء: على يد هيرودس الكبير ابتداء من سنة 19 ق.م، وظل يُبنَى حتى عام 64 بعد الميلاد.
- الهدم: على يد تيطس القائد الرومانى سنة 70 م. وكان هذا تحقيقًا لنبوة السيد المسيح:
“فتقدم تلاميذه لكى يروه أبنية الهيكل. فقال لهم يسوع أما تنظرون جميع هذه؟ الحق أقول لكم: إنه لا يُترك هاهنا حجر على حجر لا يُنقَض”
(متى 24: 1, 2)، (مرقس 13: 1)
النبوات ببناء الهيكل الجديد:
“فأجاب اليهود وقالوا له: أيّةُ آيـةٍ تُرينا … أجاب يسوع وقال لهم ‘‘انقضوا هذا الهيكل، وفى ثلاثة أيام أقيمه''. فقال اليهود ‘‘فى ست وأربعين سنة بُنِىَ هذا الهيكل، أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه!'' وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده”
(يوحنا 18:2-21)
– لم يَعُد في تدبير الله للخلاص في العهد الجديد هيكل من حجارة بَعدْ، يَجمع المؤمنين به من البشر كما كان في العهد القديم. لأن بشرية المسيح (والتي كان هيكل العهد القديم رمزا لها) تَجمع فيها كل إنسان يؤمن به ويأتي إليه. فالحديث عن “الهيكل الحجري وهيكل جسده” بين السيد له المجد واليهود يُظِهر أن “مسكن الله مع الناس” أي الكنيسة لم يَعُد اجتماع المؤمنين به بل اتحادهم معًا في بشرية المسيح الإله المتجسد. ولهذا نقول بأن الكنيسة هي جسد المسيح.
– والقديس يوحنا في وصفه لأورشليم الجديدة النازلة من السماء أكد هذا صراحةً:
“ولم أرفيها هيكلا [هيكل اليهود]، لأن الرب الله القادر على كل شىء هو و الخروف هيكلها”
( رؤيا 22:21)
– أما عن النبوات التي يتخذها بعض المسيحيين في الغرب ليؤيدوا بها المحاولات الحديثة لليهود لبناء هيكلهم المندثر إلى الأبد، وكأن اليهود بهذا يحققون نبوات الكتاب المقدس استعدادا للمجيء الثاني للمسيح، فهي كالآتي:
“وأجعل مقدسي في وسطهم إلى الأبد ويكون مسكني فوقهم، وأكون لهم إلهًا ويكونون لي شعبا”
(حزقيال 37:26)
فنجد أن يوحنا الرائي يسمع تحقيق هذه الأية حين رأى مسكن الله الجديد مع الناس(أنظر أعلى)، الهيكل الحقيقي الذي هو جسد المسيح:
“وسمعت صوتا عظيمًا من السماء قائلًا: هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون معهم إلهًا لهم”
(رؤيا 21 :3)
“في ذلك اليوم أُقِيمُ خيمة داود الساقطة وأُحَصّن شقوقها وأُقيم ردمها وأبنيها كأيام الدهر”
(عاموص 11:9)
فَسّر القديس يعقوب الرسول تحقيق هذه النبوة في حديثه في مجمع الرسل في أورشليم، وأعلن أنها تشير إلى كنيسة المسيح التي تَجْمَع الأمم مع اليهود ليُكَوّن منها شعبه، والتي هي جسد المسيح القائم من بين الأموات والذي يُوَحّد فيه المتضادات.
“أجاب يعقوب قائلا :‘‘أيها الرجال الأخوة ، أسمعونى. سمعان قد أخبر كيف إفتقد الله أولا الأمم ليأخذ منهم شعبا على إسمه . وهذا توافقه أقوال الأنبياء ، كما هو مكتوب ‘سأرجع بعد هذا وأبنى أيضا خيمة داود الساقطة وأبنى أيضا رَدْمَهَا وأقيمها ثانية'”
(أعمال الرسل 13:15-18)
فمن الخطأ الفادح استخدام هذه النبوة كأنها تشير إلى هيكل من حجارة، وتجاهل تفسيرها المسيحي الذي نطقه القديس يعقوب الرسول. وبالتالي فإن النبوات عن إعادة بناء الهيكل الحجري لليهود قد استُنفِذَت إذ تَمَّتْ كل نبوة في حينها. فلم تَعُد هناك نبوة تنتظر التحقيق سوى نبوة السيد المسيح بأن الهيكل اليهودي لن تقوم له قائمة إلى الأبد.
آراء خاصة ببعض آباء الكنيسة:
“ثم رأيتُ سماءً جديدةً وأرضاً جديدةً، لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضَتَا، والبحر لا يوجد فيما بعد”
(رؤيا 1:21)
- يقول أغسطينوس في كتابه “مدينة الله”:
“لأن هذا العالم سوف يمضي. أى أن القديم سيتحول إلى الجديد ، ولكن ليس بتحطيمه وفنائه. لهذا السبب يقول الرسول “لأن هيئة هذا العالم تزول” (كورنثوس الأولى 31:7). فالهيئة القديمة أو الشكل القديم هو الذى سيمضى ويفنى ويزول وليس طبيعته “وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلّم الشمس، والقمر لا يعطى ضوءه، والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع” (متى 29:24-31).
(عن القديس أوغسطين في كتابه الأشهر: مدينة الله)
- يُعلّم القديس يوحنا ذهبي الفم بأن الشمس والكواكب:
“لن تتحطّم ، بل سوف تنخسف وتَخْفُت من شدة نور حضور المسيح. والنجوم سوف تتساقط إذ ما الحاجة إليها بَعد، إذ لن يوجد ليل بَعد”
(القديس يوحنا فم الذهب، العظة 76 على إنجيل لوقا)
وكما يقول سفر الرؤيا “ولا يكون ليل هناك ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس لأن الرب الإله ينير عليهم” (رؤيا4:22). فهذه الشمس العظيمة سوف تبدو وكأنها أظلمت.
– في هذه السماء الجديدة والأرض الجديدة لن يكون للشيطان موطئ لقدم. والموت لن يكون معروفًا هناك. الحياة الأبدية هي التي ستملك وحدها ببِّر الله “ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر” (بطرس الثانية 13:3).
– إن انقضاء العالم يعنى إبادة عنصر الشر الذي فيه، فيقول القديس بطرس كنايةً عن ذلك: “ولكن سيأتى كلص فى الليل، يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتَنحَّل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها” (بطرس الثانية 3: 7 -10).
– فكما لعن الله الأرض بسبب آدم (تكوين 3: 17)، هكذا سوف يباركها ويجعلها أرضًا جديدة بسبب النصرة النهائية للمسيح على الشيطان. وبذلك تعود الخليقة [والعالم المادي] إلى نقاوتها الأصلية التي فقدتها بسقوط آدم [رأس للخليقة] في الخطية. وكناية عن ذلك الوضع الجديد يقول إشعياء في رؤياه:
“فيسكن الذئب مع الخروف، ويَربِض النمر مع الجدي، والعجل والشبل والمُسَمّن معًا، وصبي صغير يسوقها. والبقرة والدبة ترعيان، تَربِض أولادهما معًا، والأسد كالبقر يأكل تبنًا. ويلعب الرضيع على سرب الصلَّ، ويَمُد الفطيم يده على جُحر الأفعوان”
(إشعياء 11: 6 -8)
وكما يُصورها القديس بولس برؤية العهد الجديد:
“فإن الخليقة نفسها أيضاً ستُعْتَق [لا تفنى أو تتحلل، بل تتحرر] من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله. فإننا نَعْلَم أن كل الخليقة تئن وتتمخض معًا إلى الآن”
(رومية 8: 21، 22)
– فانقضاء العالم لا يعنى فناءه بل تجديده، كمِثل الإنسان حينما يصطبغ بصبغة المعمودية فيُقَال إن الإنسان العتيق قد مات وهوذا الكلُ قد صار جديداً (كورنثوس الثانية 5: 17 ، أفسس 2: 15) دون أن يعنى هذا فناء الإنسان المُعَمّد بالمعنى الحرفي وظهور إنسان جديد عوضًا عنه، بل يعنى تحرره من الفساد الذي في طبيعته. هكذا سيصير التجديد للعالم والخليقة من العتيق إلى الجديد. وسيحدث هذا بغتةً في لمح البصر. الموتى سيقومون بأجساد جديدة هي أجسادهم ولكن مُجَدّدَة ومتجلية. تمامًا كما قام المخلص بجسده نفسه وفيه آثار جروح المسامير والحربة ولكن بخاصيات جديدة والذي نُسّميه إنه جسد القيامة المُمَجّد “جِسّونى فإن الروح ليس له جسد ولا عظام كما ترون“.
– وهكذا، فإنه بسبب تجديد الخليقة البشرية يَحدُث تجديد للسماء والأرض، والجسد المادي يتحول إلى جسد روحاني على مثال تَجلّى المسيح على جبل طابور [والذي كان سَبْقاً لرؤية مجد المسيح في مجيئه الثاني]. فالإنجيل يُسَجّل أنه “أضاء وجه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور” (متى 17: 2).
– نور المسيح الإلهي سوف يتغلغل إلى ما داخل أعماق الخليقة مطهرًا إيَّاها من كل نجاسة فيها إلى الأبد. وهكذا تتجلّى الخليقة بسبب تجلى الطبيعة البشرية في الأبدية.
إبادة الموت ونهايته:
– عند المجيء الثاني للمسيح لن يكون موتٌ بَعْد. “وبعد ذلك، النهاية، متى سَلّم [المسيح] المُلك لله الآب، متى أََبطَل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة، لأنه يجب أن يَملك حتى يَضع جميع أعداءه تحت قدميه. آخر عدو يُبطَل هو الموت” (كورنثوس الأولى 15: 24 – 26). وفى النهاية، الموت نفسه سوف يُبَاد: “وطُرِحَ الموت والهاوية في بحيرة النار” (رؤيا 20: 14).
– “وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت” (رؤيا 21: 4).
آمين تعال أيها الرب يسوع…
(تم)
والسُبح لله.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟