سوف استعرض في هذا الفصل من بحثنا تعاليم الآباء القديسين المعلِّمين في التي تُؤكِّد على أن الله لم يخلق الموت، وليس هو علة الموت، بل الموت كان نتيجة عن الخطية، وأن الموت والإماتة ليسا لهما وجود في طبيعة الله، بل الله حيّ ويُحِيي الأشياء، كما يقول الكتاب: لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ [1].

كما يُؤكِّد آباء الكنيسة المعلِّمين على حقيقة مهمة جدًا، ألا وهي أن الموت دخل إلى العالم بحسد إبليس وبخطية الإنسان، متبعين الكتاب المقدَّس في ذلك. ولم يكن الموت عقوبة من الله للبشر، بل يُؤكِّدون على أمر غريب جدًا، ألا وهو أن الموت كان لصالح الإنسان حتى لا يظلّ الإنسان يُمارِس الشرَّ والخطية إلى الأبد، بالتالي، تأبيد الشرِّ والخطية واستمرارهما إلى الأبد. لأنه إذا كانت العقوبة القانونية في حالة العقوبات البشرية القضائية العادية مثل عقوبة السجن على سبيل المثال، تُعتبر سلبًا لحرية الشخص المعاقَب، وعقوبة الإعدام هي سلب لحياة الشخص المعاقَب، بالتالي، تُعتبر العقوبة البشرية القانونية شرًا بالنسبة للشخص المعاقَب، وليس خيرًا أو في مصلحته. وهكذا، لو كانت العقوبة الإلهية -حسب المنادين بالعقوبة القانونية الجزائية- هي عقوبة قانونية أو جزائية أو انتقامية من الله للبشرية، فسوف تكون العقوبة هي شرٌّ بالنسبة للكائن المعاقَب، وليست لصالحه، لأنها سوف تُؤدِي إلى هلاك الشخص المعاقَب وموته.

بل يرى آباء الكنيسة على العكس من ذلك أن الموت الذي دخل إلى العالم بعد السقوط كان في مصلحة البشرية، وليس شرًا للإنسان، وبالتالي، لم يكن الموت عقوبةً قانونيةً من الله للبشرية، بل كان الموت في مصلحة البشرية من أجل الحفاظ عليها من البقاء في الشر والخطية إلى الأبد.

ق. إيرينيؤس أسقف ليون

حواء هي سبب الموت لنفسها
يُشِير ق. إيرينيؤس أبو التقليد الكنسيّ، و بفرنسا، إلى أن غير المطيعة كانت هي سبب الموت لنفسها وللجنس البشريّ كله، وليس الله كما يدَّعي البعض عن جهل ودون وعي: [2]

وإذ صارت [حواء] غير مطيعة، كانت هي سبب الموت لنفسها وللجنس البشريّ كله، هكذا أيضًا، فإن مريم إذ كانت مخطوبةً لرجلٍ، ومع ذلك كانت عذراءً، وأذعنت بطاعةٍ، فصارت سبب الخلاص لنفسها ولكل الجنس البشريّ.

(إيرينيؤس أسقف ليون، ضد الهرطقات)

الشيطان هو جالب الموت على الإنسان
يرى ق. إيرينيؤس أن الأول صار إناءً للشيطان الذي امتلكه، وأمسكه تحت سلطانه، بأن أدخل الخطية إليه ظلمًا، وتحت ستار عدم الموت أورثه الموت، لأنه بينما وعد بأنهم سيكونون آلهةً، وهو ما لا يمكن حدوثه، فإنه جلب الموت إليهم: [3]

لأن آدم الأول صار إناءً للشيطان الذي امتلكه، وأمسكه تحت سلطانه، بأن أدخل الخطية إليه ظلمًا، وتحت ستار عدم الموت أورثه الموت. لأنه بينما وعد بأنهم ينبغي أن يكونوا آلهةً، وهو ما لا يمكن حدوثه، فإنه جلب الموت إليهم.

(إيرينيؤس أسقف ليون، ضد الهرطقات)

الموت كان لصالح الإنسان
يُؤكِّد ق. إيرينيؤس على أن الموت كان لصالح الإنسان، وليس عقوبة من الله للإنسان، حتى لا يستمر الإنسان خاطئًا إلى الأبد: [4]

لذلك أيضًا، طرد الله الإنسان من الفردوس، ونقله بعيدًا عن ، ليس لأنه يحسده على شجرة الحياة، كما يزعم البعض، بل لأنه أشفق عليه، ولم يرغب له أن يستمر خاطئًا إلى الأبد، ولا تكون الخطية، التي أحاطت به خالدةً، ولا يكون الشر غير مُتناهٍ، وعديم العلاج. ولكنه وضع حدًا لخطيئته بأن أدخل الموت، وهكذا أوقف الخطية، بأن وضع لها نهاية بانحلال الجسد، الذي يحدث في داخل الأرض، حتى أن الإنسان، إذ يكف عن الحياة في الخطية، ويموت عنها، ويبدأ أن يحيا لله.

(إيرينيؤس أسقف ليون، ضد الهرطقات)

ق. ثيؤفيلوس الأنطاكي

الإنسان جنى الموت بالعصيان
ينفي ق. ّ أن يكون الله هو علة موت الإنسان، بل الإنسان جنى بالعصيان الموت لنفسه، بالتالي، الإنسان هو المسؤول عن موته، وليس الله هو المسؤول: [5]

مرةً أخرى، لو خلقه الله فانيًا، كان سيبدو أن الله مسئول عن موته […] ولكن إنْ توجه [الإنسان] إلى أعمال الموت عاصيًا الله، صار مسئولًا عن موته […] لأنه كما بالعصيان جنى الإنسان الموت لنفسه، هكذا بالطاعة (رومية 5: 18، 19) لمشيئة الله، يستطيع كل مَن أراد أن يحصل على الحياة الأبدية لنفسه.

( الأنطاكي، الرد على أتوليكوس)

ظهور الموت بسبب حسد إبليس
ويُؤكِّد ق. ثيؤفيلوس الأنطاكيّ أن بداية الموت ظهرت في العالم بسبب حسد إبليس، وليس أن الله أوقع الموت على البشر، وهكذا حرَّض إبليس على قتل أخيه ، فظهرت بداية الموت في العالم: [6]

عندما رأى إبليس أن آدم وزوجته ليسا فقط أحياء، بل أنجبا ذريةً أيضًا، غُلِبَ من الحسد، لأنه لم يكن بالقوة الكافية ليميتهم. ولأنه رأى أن هابيل يُرضِي الله، فعمل على أخيه المُسمَّى قايين، وجعله يقتل أخاه. ومِن ثم ظهرت بداية الموت في هذا العالم، ليصل الجنس البشري بكامله إلى هذا اليوم.

(ثيؤفيلوس الأنطاكي، الرد على أتوليكوس)

ق. يوستينوس الشهيد

البشر جلبوا الموت على أنفسهم
يرى ق. أن البشر هم الذين جلبوا الموت على أنفسهم مثل آدم وحواء بعصيانهم، وليس أن الله يجلب الموت على البشر: [7]

ولكنني لا أنوي الخوض في هذه النقطة، بل أن أثبت أن الروح القدس يُوبِّخ الناس المخلوقين على صورة الله، متحررين من الألم والموت بشرط إطاعة وصاياه، وحُسِبوا مستحقين أن يُدعوا أبناء الله، ولكنهم مثل آدم وحواء جلبوا الموت على أنفسهم.

(يوستينوس الشهيد، الحوار مع تريفون اليهودي)

ق. ميثوديوس الأوليمبي

الله وضع نهاية للخطية بالموت
يُؤكِّد ق. ميثوديوس الأوليمبيّ على حقيقة أن الله وضع نهاية للخطية بالموت، وليس أن الموت عقوبة من الله للبشر: [8]

والآن، كانت خيمتنا في الأول مُزوَّدةً بحالة سامية ثابتة؛ لكن تحوَّلت بواسطة التعدي، وانحنت إلى الأرض. ولكن الله وضع نهاية للخطية بالموت، خشية فناء الإنسان من أن يعيش خاطئًا، وتعيش الخطية فيه، فيكون مُعرضًا للعنة الأبدية.

(ميثوديوس الأوليمبي، )

الإنسان هو علة موته وفنائه
يُشِير ق. ميثوديوس إلى أن الإنسان قد وُضِعَ في مكان وسط بين الفساد وعدم الفساد، الموت وعدم الموت، ولكنه عندما أختار الفساد، فإنه أصبح فاسدًا وفانيًا: [9]

والآن كون الإنسان بين الجانبين، لا يكون خيَّرًا أو شريرًا، لكنه وُضِعَ في مكانٍ وسط، بين الفساد وعدم الفساد. ميله إلى أحد الجانبين يكون باشتراك الطبيعة، التي وُضِعَت عليه. فعندما يميل إلى الفساد، يصبح فاسدًا وفانيًا؛ وعندما يميل إلى عدم الفساد، يصبح طاهرًا وخالدًا.

(ميثوديوس الأوليمبي، وليمة العشر عذارى)

نوفاتيان الأفريقي

عقوبات الله الشفائية
يرى نوفاتيان الأفريقيّ -وهو أحد الآباء اللاتين- أن العقوبات الإلهية هي عقوبات شفائية، ولا تنبع في الله من رذيلة أو ضعف، بل لإرجاع البشر إلى المسار الصحيح: [10]

كذلك حقيقة أن الله يغضب لا تنبع من أي رذيلة فيه. وإنما يتصرف هكذا لمنفعتنا. فهو رحيمٌ حتى عندما يُهدِّد، لأنه بهذه التهديدات يُرجِع البشر إلى المسار الصحيح. فالخوف أمرٌ ضروريّ لمَّن يفتقدون إلى الحافز إلى الحياة الصالحة، حتى أن الرافضين للعقل يتحرَّكون على الأقل بدافع الخوف. ولذلك، فكل هذه المواضع عن الغضب والكراهية وما شابه ذلك من جانب الله، قد أُعلِنَت، كما يتبيَّن من حقيقة الأمر، لشفائنا، وهي تنبع عن قصد مُتعمَّد، وليس من رذيلة أو من ضعف.

(نوفاتيان الأفريقي، عن الثالوث)

ق. ديونيسيوس السكندري

لا يشأ الله موت الخاطئ على الإطلاق
يُؤكِّد ق. السكندريّ أن الله لا يريد موت الخاطئ على الإطلاق، بل أن يتوب: [11]

فهم يتشفعون لبعض الأخوة الساقطين، الذين جلبوا على أنفسهم اتهامات تقديم ذبائح للأوثان، يترقبون عودتهم وتوبتهم، ويقبلونها بكونها مقبولةً [عند الله] الذي لا يريد على الإطلاق موت الخاطئ، بل أن يتوب.

(ديونيسيوس السكندري، القديس ديونيسيوس السكندري الكبير)

ق. أثناسيوس الرسولي

الموت هو نتيجة التعدي
يُؤكِّد ق. الرسوليّ أن الموت هو نتيجة تعدي الإنسان للوصية، ولم يكن الموت من الله على الإنسان، حيث جلب البشر الموت على أنفسهم: [12]

أمَّا إذَا تعدوا الوصية وارتدوا عن الخير، وصاروا أشرارًا، فليعلموا أنهم سيجلبون الموت على أنفسهم حسب طبيعتهم.

(أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة)

البشر هم علة فساد الموت
ويُشِير ق. أثناسيوس إلى أن البشر هم أنفسهم السبب فيما حدث لهم من فساد الموت، وليس الله كما يدَّعي الجهلاء: [13]

ولكن البشر حوَّلوا وجوههم عن الأمور الأبدية، وبمشورة تحوَّلوا إلى أعمال الفساد الطبيعيّ، وصاروا هم أنفسهم السبب فيما حدث لهم من فساد بالموت. لأنهم كانوا -كما ذكرت سابقًا- بالطبيعة فاسدين، لكنهم بنعمة اشتراكهم في الكلمة، كان يمكنهم أن يفلتوا من الفساد الطبيعيّ، لو أنهم بقوا صالحين.

(أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة)

دخول الموت إلى العالم بحسد إبليس
ويُؤكِّد ق. أثناسيوس أن الموت دخل إلى العالم بحسد إبليس، وليس من الله: [14]

وبسبب أن الكلمة سكن فيهم، فإن فسادهم الطبيعي لم يمسهم كما يقول سفر الحكمة: 'الله خلق الإنسان لعدم فساد، وجعله على صورة أزليته، لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم [15]، وبعدما حدث هذا بدأ البشر يموتون.

(أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة)

جلب البشر الموت على أنفسهم
ويُكرِّر ق. أثناسيوس أيضًا أن البشر هم الذين جلبوا الموت والفساد على أنفسهم، ولم يُنزِل الله عليهم الموت: [16]

فالبشر لم يقفوا عند حد مُعيَّن في خطاياهم، بل تمادوا في الشرِّ، حتى أنهم شيئًا فشيئًا تجاوزوا كل الحدود، وصار يخترعون الشرَّ حتى جلبوا على أنفسهم الموت والفساد.

(أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة)

الموت لتلافي النتيجة المرعبة
يُشِير ق. أثناسيوس الرسوليّ إلى أن الله أعلن حكم الموت بسبب التعدي، حتى لا تصير النتيجة مرعبة وغير لائقة، ألا وهي تأبيد الشر والخطية: [17]

لأن الموت أيضًا، وكما قُلت سابقًا، صارت له سيادة شرعية علينا [بسبب التعدي]، ومنذ ذلك الوقت فصاعدًا، وكان من المستحيل التهرُّب من حكم ، لأن الله هو الذي وضعه بسبب التعدي، فلو حدث هذا لأصبحت النتيجة مُرعِبة حقًا وغير لائقة في نفس الوقت.

(أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة)

ق. هيلاري أسقف بواتييه

لا يوجد موت في الله
يرى ق. هيلاري الملقَّب بـ ”أثناسيوس الغرب“ أن الله لا يوجد فيه موت البتة، بل هو غير المائت، فكيف يدَّعي البعض عن جهل وبدون علم أن الله يُمِيت البشر: [18]

مرةً أخرى، إنْ كنتم تسمعون أنه ذاتيّ المنشأ، إلا أنه لا يوجد مثلٌ يكون فيه مُعطِي نعمة الحياة مطابقًا للحياة التي تُعطَى. إنْ كنتم تسمعون أنه غير مائتٍ، إذًا، فهناك شيءٌ لم ينبثق منه وليس له اتصال معه بطبيعته ذاتها؛ وفي الواقع، الموت ليس هو الشيء الوحيد الذي يدَّعي تعبير 'غير مائت‘ أنه بعيدٌ عن الله.

(هيلاري أسقف بواتييه، عن الثالوث)

ق. باسيليوس الكبير

الله لا يميت أحد بل يحيي
يُؤكِّد ق. الكبير أن الله لا يميت أحد ويُحِيي آخر، بل يُحِيي بالأشياء المائتة، ويشفي بالأمور المؤلمة: [19]

إذًا، الله لا يُمِيت أحد، ويُحِيي آخر، ولكن هو يُحِيي بالأشياء التي تُمِيت، ويشفي بالأمور التي تجرح.

(باسيليوس الكبير، الله ليس مسببًا للشرور)

الإنسان أمات نفسه بنفسه
ويُوضِّح ق. باسيليوس الكبير أن الإنسان أمات نفسه بنفسه بخطيئته، وجلب وصنع الموت لنفسه، فالموت ليس له كيان في حد ذاته، بل هو انعدام الحياة: [20]

إذًا، فهو الذي وقع في الخطية عن طريق اختياره السيئ، ومات بسبب الخطية، لأن أجرة الخطية هي موت [21]، أي إن كل مَن يبتعد عن الحياة، يقترب من الموت، لأن الله هو الحياة، وغياب الحياة هو موت. هكذا جلب آدم الموت على نفسه، وصنعه بابتعاده عن الله وفق المكتوب في المزمور لأنه هوذا البعداء عنك يبيدون [22]. هكذا ليس الله هو خالق الموت، لكن نحن الذين جلبناه على أنفسنا بالإرادة الشريرة.

(باسيليوس الكبير، الله ليس مسببًا للشرور)

سقوط الإنسان في الموت بالخطية
يُشِير ق. باسيليوس أيضًا إلى أن الإنسان سقط في الموت بالخطية عن طريق خداع الحية، ولم يكن الله هو المنفِّذ لهذا الموت: [23]

لقد كُنتُ حسنًا بالطبيعة وصالحًا، ولكنني ضعيف، لأني سقطت في الموت بالخطية عن طريق خداع الحية.

(باسيليوس الكبير، تفسير المزامير)

الإنسان جلب الموت بإرادته
ويُؤكِّد ق. باسيليوس الكبير نفس الأمر أيضًا أن الله لم يخلق الموت، بل جلب الإنسان الموت عليه بإرادته الشريرة، وهكذا لم يوقف الله الموت حتى لا يظل المرض أي الخطية إلى الأبد بلا نهاية: [24]

لأن أجرة الخطيئة هي موت [25] أي كل مَن يبتعد عن الحياة، يقترب من الموت، لأن الله هو الحياة، وغياب الحياة هو موت. هكذا جلب آدم الموت على نفسه، وصنعه بابتعاده عن الله وفق المكتوب في المزمور: لأنه هوذا البعداء عنك يبيدون [26]. هكذا ليس الله هو الذي خلق الموت، لكن نحن الذين جلبناه على أنفسنا بالإرادة الشريرة. لكن الله لم يُوقِف الانحلال الذي يحمله الموت حتى لا يظلّ المرض بدون نهاية.

(باسيليوس الكبير، الله ليس مسببًا للشرور)

لا يوجد الموت مع الحياة في الله
ويستنكر ق. باسيليوس الكبير أيضًا أن يكون الله هو علة الموت، ويرفض أن يجتمع في الله الشيء وضده، فلا يجتمع الموت والحياة معًا في الله، وبالتالي، يدحض ادعاءات الذين يقولون إن الله يُهلِك ويُمِيت البشر: [27]

الواقع إنني أتعجب كيف أن هؤلاء القوم لا تتملكهم الرعدة لمجرَّد تفكيرهم وتصوُّرهم لمثل هذه التجاديف المنفَّرة. كما أنه من الخطأ روحيًا أن يُقَال إن الشرَّ استمده وجوده من الله، لأن الضد لا ينتج مما هو ضده. الحياة لا تلد موتًا، والنور لا ينبثق من الظلام، كما أن الصحة لا تنتج من المرض، إنما هذا يُعتبَر تغيير من حالة إلى عكسها […] ويجب التنويه على أن ما يصيب الإنسان من مرض وفقر وموت، لا يُعتبَر من الشرور. ذلك لأن بعض هذه الأمور التي تُصِيب الإنسان تتحوَّل لفائدته.

(باسيليوس الكبير، أيام الخليقة الستة)

ق. غريغوريوس النزينزي اللاهوتي

الموت في مصلحة الإنسان
يُؤكِّد ق. غريغوريوس ّ الملقَّب بـ ”اللاهوتيّ“ أن الموت كان في مصلحة الإنسان حتى لا يصير الشر خالدًا، فكيف يكون الموت عقوبةً جزائيةً انتقامية من الله على البشرية، ويكون في مصلحة البشرية في نفس الوقت لكي يمنع تأبيد الشرِّ: [28]

وأول نتيجة [لهذا السقوط] أن أدركه الخجل والخزي، واختفى عن الله، وربح [الإنسان الأول] الموت، وقطع الخطيئة، لئلا يصير الشر خالدًا، وهكذا يبيت العقاب إحسانًا بالبشر، لأني هكذا أؤمن بأن الله يُجازِي.

(غريغوريوس النزينزي، عظات القيامة)

لا يريد الله موت الخاطئ
يُشِير ق. غريغوريوس النزينزيّ إلى أن الله لا يريد موت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا، فهو الذي أنارنا نحن الذين كنا في ظلمة الموت وظلاله: [29]

هذا، إذًا، ما يُؤثِره الله، فله الحرية والقدرة والسجود. ومَن يدري إذَا كان الله الذي يحلُّ قيود المائتين، ويصعد من أبواب الموت، وهو الذي لا يريد موت الخاطئ إلى أن يرجع ويحيا، وهو الذي أنارنا نحن الذين كُنا في ظلمة الموت وظلاله؟ مَن يدري إذَا كان سيتعهد يومًا ويُدرِك برحمته هؤلاء الضالين ويرعاهم بعصا رعايته، جاعلًا إياهم تحت تأديب عصاه الحديدية.

(غريغوريوس النزينزي، مختارات من القديس غريغوريوس اللاهوتي النزينزي)

ق. غريغوريوس النيسي

الموت عقيم لم يغرسه الله
يرى ق. ّ، مثله مثل جميع الآباء السابقين عليه، أن الموت لم يغرسه الله في الإنسان عندما كان في الفردوس، ولم يغرسه بالطبع بعدما خرج الإنسان من الفردوس، لأن الموت في حدّ ذاته عقيم، وليس له أصل أو جذر، ولم يطرأ تغيُّر على الله قبل وبعد سقوط الإنسان، بحيث لم يكن يُمِيت الإنسان، ثم صار بعد السقوط، يُمِيت الله الإنسان: [30]

والدرس الذي يجب أن نتعلَّمه هو أن الحياة هي المركز الأصليّ لكل عمل الله، ولم يغرس الله الموت، ولم يكن له جذر ولا مكان له في الفردوس، لأن الموت عقيمٌ، ولأن الحياة كانت هي مركز كل شيء خلقه الله، وللموت طبيعة، وهي توقف الحياة.

(غريغوريوس النيسي، تعليقات على نشيد الإنشاد)

الشيطان هو مصدر الموت
وينفي ق. غريغوريوس النيسيّ أن يكون الله هو خالق الموت، بل الشيطان هو مصدر الموت، لأن الموت دخل إلى العالم بحسد إبليس: [31]

لم يخلق الله الموت، وإنما أبو ومصدر الموت هو ملك الشر أيّ الشيطان، لأن الموت دخل إلى العالم بحسد إبليس.

(غريغوريوس النيسي، تفسير المزامير)

الشر هو بداية الموت وليس الله
يُوضِّح ق. غريغوريوس النيسيّ أن الشر هو بداية الموت وأساس الفساد، وليس الله: [32]

فيما الشرّ هو مختلف الألوان، ويمثلُ أمامنا بحيث نحسبه شيئًا، ومع الخبرة يتبيَّن لنا شيئًا آخر. وإن معرفته، أي تقبله بالخبرة، هي بداية الموت وأساس الفساد.

(غريغوريوس النيسي، خلق الإنسان)

الله ليس خالق الموت
ويُشِير ق. غريغوريوس النيسيّ إلى أن الله لم يخلق الموت، بل ملك الشرّ، أي إبليس الذي حرم ذاته من الحياة، وصار هو أبو الموت، لأن الموت جاء إلى العالم بحسد إبليس: [33]

لم يكن الله هو خالق الموت، بل ملك الشرّ، إبليس، الذي حرم ذاته من الحياة. صار أبًا للموت. لأن الموت جاء إلى العالم بحسد إبليس.

(غريغوريوس النيسي، تفسير المزامير)

التعدي هو أم الموت
يُؤكِّد النيسيّ على أن التعدي بالآكل من شجرة معرفة الخير والشر هو أم الموت بالنسبة للبشر، وليس الله هو مُنزِله على البشرية: [34]

وأصبحت هذه الأكلة أم الموت بالنسبة إلى البشر.

(غريغوريوس النيسي، خلق الإنسان)

دخول الموت لمنع تأبيد الشر
يُشِير ق. غريغوريوس النيسيّ في نفس سياق الآباء السابقين إلى دخول الموت إلى العالم، حتى لا يظل الشر مُؤبَّدًا في البشر: [35]

ولكن لأن كل جلد ينفصل عن الحيوان هو شيء ميت، أعتقد أن شافي شرّنا ببصيرته، قد كسا بعد ذلك البشر بهذه القوة نحو الموت، التي هي خاصية الطبيعة غير العاقلة، حتى لا يبقى الشرّ بعد ذلك في البشر إلى الأبد. لأن الأقمصة هي شيء يُوضَع خارجنا مُقدِّمةً خدمة مؤقتة لأجسادنا، وليست متأصلةً في طبيعة الإنسان.

(غريغوريوس النيسي، تعليم الموعوظين)

ويُوضِّح ق. غريغوريوس النيسيّ نفس الأمر في موضع آخر أنه كيلا يستمر الشرّ الكامن فينا إلى الأبد، يتحلَّل الجسد مؤقتًا من خلال العناية العظمى للموت، فالموت هو تنقية من الشر: [36]

الموت ليس أكثر من تنقية من الشرِّ […] كي لا يستمر الشرّ الكامن فينا إلى الأبد، يتحلَّل الجسد مؤقتًا من خلال العناية الأعظم للموت، وبإزالة الشرِّ على هذا المنوال، فإن الطبيعة الإنسانية يُعَاد تشكيلها لتقوم مرةً ثانيةً، فتنفصل عن الشرّ، وتعود إلى حياتها الأولى.

(غريغوريوس النيسي، في مديح الملكة )

الإنسان أمات نفسه بنفسه
يُشِير ق. غريغوريوس النيسيّ إلى أن الإنسان بقبوله الحرّ لعرض الشرير، وضع نفسه أعلى من الله، الذي هو مصدر الحياة، ولذلك أدخل الإنسان برغبته أشياءً غير طبيعية وجديدة على نفسه: [37]

الإنسان، بقبوله الحرّ لعرض الشرير، وضع نفسه أعلى من الله الذي هو أصل الحياة. ولهذا السبب، فإن الإنسان أدخل، وبرغبته، أشياءً غير طبيعية وجديدة على نفسه.

(غريغوريوس النيسي، عن العذراوية)

ق. يوحنا ذهبي الفم

الخطية سبب الموت وليس الله
يُؤكِّد ق. يوحنا ذهبيّ الفم، مثله مثل الآباء السابقين واللاحقين عليه، أن خطية الإنسان هي سبب الموت، وليس الله نفسه هو علة الموت: [38]

لأن خطية الإنسان كانت هي سبب الموت، ولكن بعد أن أتى المسيح، أبطل الخطية، وحرَّرنا منها عن طريق المعمودية.

(يوحنا ، تفسير رسالة الأولى إلى أهل كورنثوس)

يتساءل ق. يوحنا ذهبي الفم عن سبب الموت، فيجيب بنفسه أن سبب الموت هو الخطية، وليس الله هو علة الموت، بل هو الذي قضى على الموت وجرَّده من كل أسلحته، وأنهى على كل مملكة الخطية: [39]

إذًا، ما هو سبب الموت؟ سبب الموت هو الخطية، قال هذا لكي يُقدِّم الخطية كما لو كانت ملكًا، والموت مثل الجندي يخضع لأوامره، ويأخذ مؤونته منه. وبناءً على ذلك، فلو أن الخطية قدَّمت مؤونةً للموت، فمن الواضح جدًا أن البرَّ لاشى الخطية، والذي أتى بالنعمة لم يُجرِّد الموت فقط من أسلحته، بل وقضى عليه أيضًا وأنهى كل مملكة الخطية تمامًا.

(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)

لذا، فمَّن يقول أن الله يُمِيت البشر فهو دون أن يدري يُساوِي بين الله والخطية، حاشا! ويجعل من الله علة الموت كما الخطية وحاشا أن يكون الله كذلك!

الموت في صالح الإنسان
ويرى ق. يوحنا ذهبيّ الفم أن الموت لم يكن عقوبةً، بل كان الموت في صالح الإنسان لمنع تأبيد الخطية والشر إلى الأبد، وبالتالي، كان الموت خيرًا للبشر وليس عقوبةً: [40]

أننا لم نُضَار مطلقًا من أن الموت قد ملك على الجميع، بل إننا قد ربحنا، بكوننا قد صرنا فانيين، أولًا، لأنه لو كان لنا جسدًا غير قابل للموت، فإن ذلك سيكون دافع للاستمرار في ارتكاب الخطية، ثانيًا، لكي تكون لدينا دوافع غير محدودة في جهادنا لتحقيق التقوى. لأنه بالحقيقة عندما يكون الموت حاضرًا، وعندما ننتظره، فإنه يُقنِعنا أن نكون متواضعين، ومتعقلين، وبسطاء، وأن نتخلص من كُل شرّ. ومع هذا، فمن الأفضل أن نقول أولًا إننا ربحنا بالموت خيرات أخرى وفيرة، لأنه من هنا استُعلِنَت أكاليل الشهداء، ومكافآت الرسل. هكذا تبرَّر هابيل، وهكذا تبرَّر إبراهيم الذي قدَّم ابنه ذبيحةً، وهكذا أيضًا تبرَّر يوحنا الذي مات لأجل المسيح، وأيضًا الفتية الثلاثة، كما تبرَّر دانيال. لأنه لو أردنا البرَّ، فلن يستطيع الموت ولا الشيطان نفسه أن يُسبِّب لنا ضررًا أو أذى.

(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)

الموت فائدة للإنسان
ويُؤكِّد ق. يوحنا ذهبيّ الفم على أن الموت كان لفائدة الإنسان في موضع آخر، حيث يرى أن كسر الوصية جلب الموت على الإنسان، وهكذا أصبح الإنسان عرضةً للفساد وخاضعًا في المستقبل لحاجات الجسد، فطرده الربُّ من الفردوس، ودبَّر الموت على نحوٍ مفيد لكيلا يبقى في الخطيئة إلى الأبد، إذَا ما أكل من شجرة الحياة التي تُقدِّم الحياة الأبدية، وهكذا منع الله بتدبيرٍ حسن تأبيد الشر والخطية، ويُؤكِّد ذهبيّ الفم أيضًا أن دافع الله الوحيد من هذا الإجراء كان حبه للإنسان، وليس كما يدَّعي البعض عن جهل أنه عقوبة جزائية انتقامية من الله لكي يُهلِك ويُمِيت الإنسان الخاطئ، مُجدِّفين على الله وناسبين إليه إفناء وإماتة البشرية. بل يرى ذهبيّ الفم أيضًا أن الطرد من الجنة كان علامةً على الرعاية وليس الغضب من قِبَل الله، وهكذا كشف الله عن رعايته لنا في العقاب، فالعقاب من أجل التقويم والإصلاح والتعليم، وليس الهلاك والفناء كما يدَّعي الجهلاء دون وعي: [41]

وقدَّم أمثلة هناك هاتين الشجرتين، واحدةٌ للحياة والأخرى للموت -إذَا جاز التعبير-، بمعنى أن تذوقها وكسر الوصية جلب الموت عليه. لذلك، عندما أكل من هذه الشجرة أصبح عُرضةً للفساد وخاضعًا في المستقبل لحاجات الجسد، وكانت بداية دخول الخطيئة، وتمَّ تدبير الموت على نحوٍ مُفيد من قِبَل الربِّ، فلم يسمح بعد لآدم بالبقاء في الجنة لكنه أمره بمغادرتها، مُوضِّحًا لنا أن دافعه الوحيد للقيام بذلك هو حبه له. […] بعبارةٍ أخرى، بما أنه أظهر بأمثلةٍ كثيرةٍ الفجور من خلال الوصية التي أعطاه إياها بالفعل وأصبح عُرضةً للفساد، لئلا يمد يده إلى هذه الشجرة التي تهب حياة أبدية ويبقى في الخطيئة إلى الأبد. فإنه من الأفضل له أن يتمَّ طرده من هنا. وهكذا كان الطرد من الجنة علامةً على الرعاية وليس الغضب. كشف ربُّنا بذلك عن عنايته لنا في العقاب بما لا يقل عن منحه العطايا، وحتى عقابه في هذه الحالة من أجل التعليم.

(يوحنا ذهبي الفم، التفسير الكبير لسفر التكوين)

الموت ليس شرًا بل خيرًا
يرى ق. يوحنا ذهبي الفم أن الموت ليس شرًا، ولكنه خيرٌ، فالموت هو تحرُّر من الهموم ومعونة للمعذَّبين، ويُوقِّفنا عن فعل الخطية، ويرى ذهبيّ الفم أن الموت هو نتيجة لخطايانا، وليس الله هو علته وفاعله: [42]

لا يمكن أن يُعتبر الموت شرًا يا أخوتي، ولكنه خيرٌ. ولست أقول هذا من ذاتي، بل أيوب الصديق يُعلِنه بقوله: الموت راحةٌ للإنسان [43]. ويُعلِن بولس الرسول: الذي مات قد تبرأ من الخطية [44]. الموت تحرُّر من الهموم ومعونةٌ للمعذَّبين. الموت يُوقِّفنا عن فعل الخطية. أرأيت محبة السيد الربّ للبشر. لقد جعل العقاب الذي نتج عن خطايانا -أي الموت- خلاصًا. لأنه إنْ لم يوجد الموت، لمَّا كان لنا أن نتوقف عن فعل الشرِّ، وإنْ كنا لا ننتظر الديَّان الآتيّ، لمَّا ابتعدنا عن الفساد الذي لَحقَ بطبيعتنا نتيجة الخطية، وإنْ كنا لا ننتظر الدينونة، لمَّا أصبح لنا رجاء.

(يوحنا ذهبي الفم، بين موت الخطية وموت الجسد، تأملات كتابية ومختارات آبائية)

ق. كيرلس السكندري

الخطية هي علة الموت وليس الله
يُؤكِّد ق. ّ على قبول آدم للموت كنتيجة للعصيان والخطية، لذا نستنتج أن الخطية والعصيان هما علة الموت، وليس الله: [45]

وكما أن آدم قَبِلَ الموت كنتيجة للخطية والعصيان، أصبح التبرير بواسطة المسيح جرمًا بحسب جهل اليهود، هكذا، فإنه بألم الموت، كُلِّل المسيح بالكرامة والمجد بحسب كلمات بولس الطوباويّ [46].

(كيرلس الإسكندري، الجلافيرا على سفر التكوين)

الإرادة الإلهية تمقت إفناء المخلوقات
يتحدَّث ق. كيرلس السكندريّ عن أن الإرادة الإلهية تُمقِت إفناء المخلوقات، لأن الله خلق كل شيء للوجود، وليس للفناء: [47]

لأنه يقول: الله خلق كل شيء ليكون موجودًا، وتكوين العالم خلاص، ولا توجد مملكة الجحيم على الأرض. بل جاء الموت إلى العالم من حسد الشيطان [48]. فقد بدَّلت الإرادة الإلهية الموت، وأبطلت الفساد، وهي تُمقِت إفناء المخلوقات؛ لأن الله خلق كل شيء لكي يوجد كما هو مكتوب.

(كيرلس الإسكندري، السجود والعبادة بالروح والحق)

الخطأة هم قتلة أنفسهم
ويُؤكِّد ق. كيرلس السكندريّ بوضوحٍ في موضع آخر أن الخطاة هم قتلة أنفسهم، وليس الله يُعاقِبهم بالموت كما يدَّعي البعض عن جهل: [49]

ليس أمرًا غير متوقع أن يُحسَب كل الذين أُسِروا بخطاياهم، كأنهم قاتلون لأنفسهم، بالرغم من أنهم انجرفوا إلى هذا الوضع السيئ دون إرادتهم، وصاروا مُخالِفين لله كما يقول الكتاب: لأن تصوُّر قلب الإنسان شرير منذ حداثته [50].

(كيرلس السكندري، السجود والعبادة بالروح والحق)

الموت في مصلحة الإنسان
ويرى ق. كيرلس السكندري أن وجود الموت الجسدي كان في مصلحة الإنسان حتى لا يصل الإنسان إلى مرحلة الدمار الكامل كالتالي: [51]

هكذا حُكِمَ على الإنسان بالموت والفساد، لأن الله رأى أن هذا الحكم هو لصالحه. بمعنى أنه طالما مال الإنسان مرةً للخطيئة، وأصاب طبيعته مرض الميل للشرِّ، مثل الأرواح النجسة، وانعطف نحو الشرِّ. فحسنًا، بطريقةٍ مفيدةٍ، وُجِدَ الموت الجسدي الذي لم يُؤدِ بالإنسان إلى الدمار الكامل.

(كيرلس السكندري، الجلافيرا على سفر التكوين)

دخول الموت بحسد إبليس
ويُشِير ق. كيرلس الإسكندريّ إلى أن الموت دخل بواسطة الخطية، وأنها بعد ذلك تسبَّبت في الموت، فالله لم يخلق الموت، بل دخل الموت إلى العالم بحسد إبليس: [52]

ولكن من الواضح أن الموت دخل بواسطة الخطية [53]. […] لقد خلق الله كل شيء في عدم فساد، وهو لم يخلق الموت، بل دخل الموت بحسد إبليس [54].

(كيرلس السكندري، شرح إنجيل يوحنا)

ق. بروكلس بطريرك القسطنطينية

الشيطان مسلمنا إلى الموت
يُشِير ق. بروكلس، رئيس أساقفة القسطنطينية، وأحد أبطال الثالث 431، إلى أننا بسبب الخطيئة سُلِّمَنا للشيطان، وبالشيطان سُلِّمَنا إلى الموت: [55]

لأنه كما قال بولس: إذ الجميع أخطأوا [56]؛ لأنه بسبب الخطيئة سُلِّمَنا للشيطان، وبالشيطان سُلِّمَنا للموت.

(بروكلس أسقف القسطنطينية، بروكلس أسقف القسطنطينية (حياته – تعاليمه – عظاته) )

قطف آدم الموت لنفسه
يرى ق. بروكلس القسطنطينيّ أن آدم عندما مدَّ يده إلى الشجرة قطف الموت، بينما المسيح بسط يديه على الصليب وعانق العالم: [57]

هذا [آدم] مدَّ يده إلى الشجرة وقطف الموت، ولكن هذا بسط يديه على الصليب وعانق العالم، وصرخ في الأناجيل قائلاً: وأنا إنْ ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع [58].

(بروكلس أسقف القسطنطينية، بروكلس أسقف القسطنطينية (حياته – تعاليمه – عظاته) )

ق. ساويرس الأنطاكي

الموت نتيجة طبيعية للضعف الجسدي
يُؤكِّد ق. ّ على أن الموت هو بالفعل نتيجة طبيعية لضعف الجسد: [59]

التعرض للموت هو بالفعل نتيجة طبيعية لضعف الجسد. ولكن كلمة الله القادر على كل شيء، والذي هو نفسه القدرة والحياة، قد وحَّد أقنوميًا معه هذا الجسد الضعيف المحيَي بنفسٍ عاقلةٍ. أمَّا أنه تألم في الجسد من أجلنا، فهذا تؤكده الكتب الإلهية.

(ساويروس الأنطاكي، كيرلس محب الحق)

سيادة الموت والهموم بعد السقوط
يُشِير ق. ساويرس الأنطاكيّ إلى أن الضيق والتعاسة وفساد الموت لم يحدث للإنسان إلا بعد تعديه الوصية والحكم عليه بالسقوط من الفردوس، رغم أن الله نفسه لم يصنع الموت، ولا يسر بهلاك الأحياء: [60]

لأن ما قاله الحكيم: فإن الجسد الفاسد يُثقِّل النفس والخيمة الترابية عبء للعقل الكثير الهموم [61]. هذا لم يحدث إلا بعد تعدي الوصية، وبحدوثه حُكِمَ على الإنسان بالسقوط من الفردوس، وبالمضايقات وبالتعاسة وبالأحزان وبفساد الموت؛ فكان يسمع فعلًا: وشوكًا وحسكًا تنبت لك وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك تأكل خبزًا حتى تعود إلى الأرض التي أُخِذت منها. لأنك تراب وإلى ترابٍ تعود [62]. لكن قبل أن يعصي وصية الله الذي كان يمتحن حريته، كان مُكرَّمًا بنعمة الخلود؛ لأن الذي قال: فإن الجسد الفاسد يُثقِّل النفس، قال قبل ذلك بقليل: لأن الله لم يصنع الموت ولا يُسرّ بهلاك الأحياء [63]. إن الهموم أيضًا قد سادت بسبب الخطية والشرِّ، ومكتوب فعلًا في سفر أيوب المملوء حكمةً: الشرير هو يتلوى كل أيامه وكل عدد السنين المعدودة للعاتي [64].

(ساويروس الأنطاكي، سيرة ومقالات القديس ساويروس الأنطاكي)

دخول الموت إلى العالم بحسد إبليس
يُؤكِّد ق. ساويرس الأنطاكيّ على أن الموت دخل إلى العالم بحسد إبليس، رغم أن الله خلق الإنسان لعدم الفساد، وجعله صورة ذاته الإلهية، لأن الإنسان الأول، آدم، قد خُدِعَ وأطاع وصية الوسوَّاس المملوءة حسدًا: [65]

وأخصُّ بكلمتي سقوط الطبيعة البشرية الذي حدث بالحيلة، حينئذٍ أحزن وأئن، فإن الله خلق الإنسان لعدم الفساد وجعله صورة ذاته الإلهية، لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم [66]، لأن آدم، الإنسان الأول، قد خُدِعَ وأطاع وصية الوسوَّاس التي أملاها الحسد.

(ساويروس الأنطاكي، سيرة ومقالات القديس ساويروس الأنطاكي)

مار أوغريس البنطي

لا يشأ الله موت أحد
يُؤكِّد مار أوغريس ”إيفاجريوس“ البنطيّ، أحد أهم آباء الرهبنة المصرية في عصره، على أن الله لا يشأ موت أحد، ليس لكونه لا يستطيع أن يخلق كائنًا أبديًا مثله لا يرتكب خطية، بل لأنه لا يوجد شيء يمكن أن يعمله ضد طبيعته، وهذا يؤكد على أن الله لا يُمِيت البشر كما يدَّعي البعض عن دون وعي: [67]

هناك ثلاثة أشياء مستحيلة عند الله، أن تعجز إرداته، أو قدرته الخلاَّقة، أو قدرته الفاعلة. فهو لا يشأ موت أحد [68]، ليس لكونه لا يستطيع أن يخلق كائنًا أبديًا مثله لا يرتكب خطيةً. لكن لا يوجد شيء يمكن أن يُعمَل ضد طبيعته.

(أوغريس البنطي، مار أوغريس البنطي (من آباء الرهبنة الأولين) )

لا يوجد الموت والحياة في نفس الشخص والوقت
ويُشدِّد مار أوغريس على استحالة وجود الحياة والموت في نفس الشخص وفي نفس الوقت، فما بالك الله الذي هو الحياة ومصدر كل حياة، كيف يدَّعي هؤلاء أن الله يُمِيت البشر ويُهلِكهم: [69]

تمامًا كما أن الحياة والموت لا يمكن أن يوجدا معًا في نفس الشخص وفي نفس الوقت. هكذا أيضًا من المستحيل للمحبة أن توجد مع محبة المال.

(أوغريس البنطي، مار أوغريس البنطي (من آباء الرهبنة الأولين) )

موت النفس هو الشر
ويُشِير مار أوغريس إلى أن موت ومرض النفس هو الشر، وليس الله هو مُهلِكها وفانيها: [70]

موت ومرض النفس هما شرٌ.

(أوغريس البنطي، مار أوغريس البنطي (من آباء الرهبنة الأولين) )

مار إسحق السرياني

لا يوجد الموت في الله
يرى ّ، أحد أهم الآباء النساك الذي أثرت ميامره النسكية في العالم المسيحي كله بكافة طوائفه، أن الخطيئة وجهنم والموت لا يوجدوا إطلاقًا مع الله كونهم نتائج أو تأثيرات، وليسوا جواهر أو مواد في حد ذاتهم: [71]

إن الخطيئة وجهنم والموت لا يوجدوا إطلاقًا مع الله كونهم نتائج [أو تأثيرات]، وليسوا جواهر أو مواد. فالخطيئة هي ثمرة الإرادة الحرة. كان هناك وقت لم توجد فيه الخطيئة، وسوف يأتي وفت حين لا تكون موجودةً أيضًا. جهنم هي ثمرة الخطيئة. وجهنم بدأت في وقتٍ مُعيَّنٍ من الزمن، إلا أن نهايتها غير معروفة. الموت، على كل حال، هو تدبير أو حكم صادر من حكمة الخالق. وهو سوف يملك إلى فترة قصيرة فقط على الطبيعة؛ ثم بعد ذلك سوف يُلغَى تمامًا. اسم الشيطان جاء من انحرافه الإراديّ عن الحق؛ وهو لا يشير إلى وجوده هكذا بصورةٍ طبيعيةٍ.

(مار اسحق السرياني، الميامر النسكية، ميمر 27)

ق. مكاريوس الكبير

موت الإنسان عن الله
يرى ق. ، أحد أهم آباء الرهبنة المصرية في عصره، أن آدم عند اقتنى نيات وأفكار شريرة، فإنه مات عن الله، وهكذا ندرك أن الموت هو نتيجة العصيان وفعل إراديّ خاص بالإنسان الذي يموت بخطيته ونياته وأفكاره الشريرة عن الله، فالإنسان أمات نفسه بنفسه عن الله بمعصيته: [72]

هكذا كانت الضيعة -التي هي شخص آدم- ثمينةً قبل المعصية، ولكن لأنه اقتنى نياتٍ وأفكارًا شريرةً، مات عن الله. غير أنا لا نقول إنه قد فَنِيَ بالتمام وهلك ومات؛ فإنه مات عن الله ولكنه ما فتئ يحيا بطبيعته الخاصة.

(مكاريوس الكبير، العظات الخمسون)

الإنسان هو علة هلاكه وموته
يُشِير ق. مكاريوس الكبير إلى أن الإنسان هو علة لاكه وموته إذَا أراد، لأن الله منحه إرادة حرة كما أن الله له إرادة حرة وما يريده يفعله: [73]

لهذا، فإنك أنت على صورة الله وشبهه، لأنه كما أن لله إرادة حرة وما يريهده يفعله -فإنْ كان يشاء، فبحسب سلطانه، يُرسِل الأبرار إلى جهنم والخطأة إلى الملكوت، ولكنه لا يختار هذا ولا يقبله لأن الربَّ هو الديَّان العادل- هكذا أنت أيضًا لك سلطانٌ على ذاتك، وحتى إلى الهلاك إنْ كنت تشاء. فأنت ذو طبيعة قابلة لتغيير مسارها، فإن أردت أن تُجدِّف أو سمًا وتقتل به أحدًا، فليس مَن يُقاوِمك أو يمنعك.

(مكاريوس الكبير، العظات الخمسون)

موت النفس بانفصالها عن الروح القدس
يرى ق. مكاريوس الكبير أن النفس الإنسانية تكون ميتة عن الملكوت وذلم بانفصالها عن الروح القدس، الروح الإلهيّ: [74]

هكذا بدون النفس السماوية، أي الروح الإلهيّ، تكون النفس ميتةً عن الملكوت، إذ لا قدرة لها على فعل شيءٍ مما لله بدون الروح القدس.

(مكاريوس الكبير، العظات الخمسون)

ق. يوحنا كاسيان

الله ليس صانع الموت
ينقل ق. شهادة الأب شيريمون، أحد آباء المصرية الكبار آنذاك، عن أن الهالكين يهلكون بغير إرادة الله، لأن الله ليس بصانع الموت، وليس كما يدَّعي الجهلاء أن الله يُمِيت البشر ويُهلِكهم: [75]

وإذ الهالكون يهلكون بغير إرادة الله، لهذا يمكننا أن نقول بأن الله ليس بصانع الموت، وذلك كشهادة الكتاب المقدَّس القائل: إذ ليس الموت من صُنع الله ولا هلاك الأحياء يسره [76].

(، القديس يوحنا كاسيان (حياته – كتاباته – أفكاره) )

هوامش ومصادر:
  1. أعمال الرسل 17: 28 [🡁]
  2. إيرينيؤس، ضد الهرطقات ج 2، ترجمة: د. ،  ، 2019، القاهرة، 3: 22: 4، ص 111. [🡁]
  3. إيرينيؤس، ضد الهرطقات ج 2، ترجمة: د. نصحي عبد الشهيد،  المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2019، القاهرة، 3: 23: 1، ص 112.  [🡁]
  4. إيرينيؤس، ضد الهرطقات ج 2، ترجمة: د. نصحي عبد الشهيد،  المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2019، القاهرة، 3: 23: 6، ص 115، 116.  [🡁]
  5. ثيؤفيلوس الأنطاكي، الرد على أتوليكوس، ترجمة: عادل ذكري، مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية، 2019، القاهرة، 2: 27، ص 82.  [🡁]
  6. ثيؤفيلوس الأنطاكي، الرد على أتوليكوس، ترجمة: عادل ذكري، مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية، 2019، القاهرة، 2: 29، ص 84.  [🡁]
  7. يوستينوس الشهيد، الحوار مع تريفون اليهودي، ترجمة: أ. آمال فؤاد، ، 2012، القاهرة، الفصل 124، ص 299.  [🡁]
  8. ميثوديوس الأوليمبي وليمة العشر عذارى، ترجمة: الراهب القمص ، 2009، القاهرة، حوار 9: 2، ص 201.  [🡁]
  9. ميثوديوس الأوليمبي وليمة العشر عذارى، ترجمة: الراهب القمص تيموثاوس المحرقي، 2009، القاهرة، حوار 3: 7، ص 118، 119.  [🡁]
  10. نوفاتيان، عن الثالوث، ترجمة: عادل ذكري، ، 2022، القاهرة، 5: 1، ص 37.  [🡁]
  11. ديونيسيوس السكندري، القديس ديونيسيوس السكندري الكبير، ترجمة وإعداد: ، مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية، 2017، القاهرة، الخطاب إلى فابيوس أسقف أنطاكية: 3، ص 78.  [🡁]
  12. أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة، ترجمة: د. چوزيف موريس، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2003، القاهرة، 3: 4، ص 9.  [🡁]
  13. أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة، ترجمة: د. چوزيف موريس، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2003، القاهرة، 5: 1، ص 13.  [🡁]
  14. أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة، ترجمة: د. چوزيف موريس، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2003، القاهرة، 5: 2، ص 13.  [🡁]
  15. حكمة 2: 23- 24 [🡁]
  16. أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة، ترجمة: د. چوزيف موريس، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2003، القاهرة، 5: 3، ص 13.  [🡁]
  17. أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة، ترجمة: د. ، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2003، القاهرة، 6: 2، ص 15.  [🡁]
  18. هيلاري أسقف بواتييه، عن الثالوث، ترجمة: دير الأنبا أنطونيوس، دير الأنبا أنطونيوس، 2017، البحر الأحمر، 2: 7، ص 242، 243.  [🡁]
  19. باسيليوس الكبير، الله ليس مسببًا للشرور، ترجمة: د. ، 2012، القاهرة، ص 26.  [🡁]
  20. باسيليوس الكبير، الله ليس مسببًا للشرور، ترجمة: د. چورچ عوض، 2012، القاهرة، ص 34.  [🡁]
  21. رومية 6: 23 [🡁]
  22. مزمور 73: 27 [🡁]
  23. باسيليوس الكبير، تفسير المزامير، ج1، ترجمة: د. يعقوب، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2020، القاهرة، عظة 5: 5 على مز 30، ص 171.  [🡁]
  24. باسيليوس الكبير، الله ليس مسببًا للشرور، ترجمة: د. چورچ عوض، 2012، القاهرة، ص 34.  [🡁]
  25. رومية 6: 23 [🡁]
  26. مزمور  73: 27 [🡁]
  27. باسيليوس الكبير، أيام الخليقة الستة، ترجمة: القمص ، مراجعة: نيافة الأنبا بطرس الأسقف العام، دار القديس للنشر، 1996، القاهرة، عظة 2: 5، ص 29.  [🡁]
  28. غريغوريوس النزينزي، عظات القيامة، ترجمة: القس لوقا يوسف، الأرثوذكسي، 2015، القاهرة، العظة الفصحية الثانية 45: 8، ص 25.  [🡁]
  29. غريغوريوس النزينزي، مختارات من القديس غريغوريوس اللاهوتي النزينزي، ترجمة: الأسقف استفانوس حداد، ، 1994، لبنان، الخطاب الثاني ضد يوليانوس الجاحد، ص 87.  [🡁]
  30. Gregory of Nyssa, Commentary on the Song of Songs, Tans. by C. Mc Cambley, Intro. by Panagiotes Chresteu, Hellenic College Press, 1987, Homily 12, p. 216.
    See also Gregory of Nyssa, Homilies on The Song of Songs, Trans. & Intro. by Richard A. Norris, Atlanta: Society of Biblical Literature, 2012, Homily 12, p. 369.  [🡁]
  31. Gregory of Nyssa, on the inscriptions of the Psalms, Trans. by C. Mc Cambely, Hellenic College Press, 1988, p. 139.
    See also Gregory of Nyssa, Treatise on The Inspections of The Psalms, Trans. & Intro. by Ronald E. Heine, Oxford: Clarendon Press, 1995, 2: 271, p. 209.  [🡁]
  32. غريغوريوس النيسي، خلق الإنسان، ترجمة: المطران كيرلس بسترس والأب نقولا بسترس، منشورات ، 2021، لبنان، الفصل 20، ص 109.  [🡁]
  33. Gregory of Nyssa, on the inscriptions of the Psalms, Trans. by C. Mc Cambely, Hellenic College Press, 1988, 16, PG 44: 601C.  [🡁]
  34. غريغوريوس النيسي، خلق الإنسان، ترجمة: المطران كيرلس بسترس والأب نقولا بسترس، منشورات المكتبة البولسية، 2021، لبنان، الفصل 20، ص 109.  [🡁]
  35. غريغوريوس النيسي، تعليم الموعوظين، ترجمة: د. ، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2022، القاهرة، 8: 4، ص 140.  [🡁]
  36. Gregory of Nyssa, Panegyric on Queen Pulcheria, PG 46: 876D-877A.  [🡁]
  37. Gregory of Nyssa, on Virginity, 12, PG 46: 372A.  [🡁]
  38. يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس، ترجمة: د. سعيد حكيم، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2017، القاهرة، عظة 42: 3، تعليق على (1كو 15: 65)، ص 426.  [🡁]
  39. يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، ترجمة: د. سعيد حكيم، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2013، القاهرة، عظة 11: 4، ص 254.  [🡁]
  40. يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، ترجمة: د. سعيد حكيم، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2013، القاهرة، عظة 11: 3، ص 252.  [🡁]
  41. يوحنا ذهبي الفم، التفسير الكبير لسفر التكوين، ج 2، ترجمة: القس عزيز، 2023، القاهرة، عظة 18: 8-9، ص 109، 110.  [🡁]
  42. يوحنا ذهبي الفم، بين موت الخطية وموت الجسد (تأملات كتابية ومختارات آبائية)، ترجمة وإعداد: د. چورچ عوض، 2017، القاهرة، عظة عن الصبر منسوبة للقديس يوحنا ذهبي الفم، ص 20.  [🡁]
  43. أيوب 3: 5 [🡁]
  44. رومية 6: 7 [🡁]
  45. كيرلس السكندري، الجلافيرا على سفر التكوين، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2018، القاهرة، المقالة الأولى، ص 125.  [🡁]
  46. أنظر عبرانيين 2: 9؛ فيلبي 2: 9 [🡁]
  47. كيرلس السكندري، السجود والعبادة بالروح والحق، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2017، القاهرة، المقالة السادسة، ص 231.  [🡁]
  48. حكمة 1: 14 [🡁]
  49. كيرلس السكندري، السجود والعبادة بالروح والحق، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2017، القاهرة، المقالة الثامنة، ص 339.  [🡁]
  50. تكوين 8: 21 [🡁]
  51. كيرلس السكندري، الجلافيرا على سفر التكوين، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2018، القاهرة، المقالة الأولى، ص 114، 115.  [🡁]
  52. كيرلس السكندري، شرح إنجيل يوحنا، المجلد الأول، ترجمة: د. نصحي عبد الشهيد وآخرين، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2015، القاهرة، تعليق على (يوحنا 1: 9)، ص 122، 123.  [🡁]
  53. رومية 5: 12 [🡁]
  54. حكمة 1: 13؛ 2: 24 [🡁]
  55. بروكلس أسقف القسطنطينية، بروكلس أسقف القسطنطينية (حياته – تعاليمه – عظاته)، ترجمة: مينا عياد فوزي يسى، مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية، 2022، القاهرة، عظة 1: 7، ص 99.  [🡁]
  56. رومية 3: 23 [🡁]
  57. بروكلس أسقف القسطنطينية، بروكلس أسقف القسطنطينية (حياته – تعاليمه – عظاته)، ترجمة: مينا عياد فوزي يسى، مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية، 2022، القاهرة، عظة 2: 7، ص 116.  [🡁]
  58. يوحنا 12: 32 [🡁]
  59. ساويروس الأنطاكي، كيرلس محب الحق، ترجمة: الراهب القس غريغوريوس آفا مينا، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2020، القاهرة، ص 616.  [🡁]
  60. ساويروس الأنطاكي، سيرة ومقالات القديس ساويروس الأنطاكي، المجلد الأول، إعداد: المؤرخ يوسف حبيب، دير العذراء البرموس، 2017، وادي النطرون، مقالة عن الصوم، ص 202.  [🡁]
  61. حكمة 9: 15 [🡁]
  62. تكوين 3: 18-19 [🡁]
  63. حكمة 1: 13 [🡁]
  64. أيوب 15: 20 [🡁]
  65. ساويروس الأنطاكي، سيرة ومقالات القديس ساويروس الأنطاكي، المجلد الأول، إعداد: المؤرخ يوسف حبيب، دير العذراء البرموس، 2017، وادي النطرون، مقالة بعنوان ”مَن هو أعظم في ملكوت السموات“، ص 296.  [🡁]
  66. حكمة 2: 23-24 [🡁]
  67. أوغريس البنطي، مار أوغريس البنطي (من آباء الرهبنة الأولين)، إعداد: الراهب أوغريس البرموسي، مراجعة: الأنبا إيسيذوروس، دير العذراء البرموس، 2021، وادي النطرون، الرسالة الكبرى إلى ميلانيا، ص 491، 492.  [🡁]
  68. بطرس الثانية 3: 9 [🡁]
  69. أوغريس البنطي، مار أوغريس البنطي (من آباء الرهبنة الأولين)، إعداد: الراهب أوغريس البرموسي، مراجعة: الأنبا إيسيذوروس، دير العذراء البرموس، 2021، وادي النطرون، براكتيكوس، الفصل 18، ص 137.  [🡁]
  70. أوغريس البنطي، مار أوغريس البنطي (من آباء الرهبنة الأولين)، إعداد: الراهب أوغريس البرموسي، مراجعة: الأنبا إيسيذوروس، دير العذراء البرموس، 2021، وادي النطرون، كيفالايا غنوستيكا 1: 41، ص 174. [🡁]
  71. اسحاق السرياني، الميامر النسكية، ترجمة: أنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية، دير السيدة العذراء البرموس، 2017، وادي النطرون، ميمر 27، ص 297.  [🡁]
  72. مكاريوس الكبير، العظات الخمسون، ترجمة: الراهب يونان المقاري، دير القديس أبو مقار، 2019، وادي النطرون، عظة 12: 1، 2، ص 254.  [🡁]
  73. مكاريوس الكبير، العظات الخمسون، ترجمة: الراهب يونان المقاري، دير القديس أبو مقار، 2019، وادي النطرون، عظة 15: 23، ص 298.  [🡁]
  74. مكاريوس الكبير، العظات الخمسون، ترجمة: الراهب يونان المقاري، دير القديس أبو مقار، 2019، وادي النطرون، عظة 30: 3، ص 460.  [🡁]
  75. تادرس يعقوب ملطي، القديس يوحنا كاسيان (حياته – كتاباته – أفكاره)، ، 1997، القاهرة، مناظرة 13، ص 255.  [🡁]
  76. حكمة 1: 13 [🡁]

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

أنطون جرجس
بكالوريوس اللاهوت اﻷرثوذكسي في   [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب: عظات القديس غريغوريوس النيسي على سفر الجامعة
ترجمة كتاب: "الثالوث"، للقديس وس أسقف هيبو
ترجمة كتاب: "ضد "، للقديس غريغوريوس النيسي