المقال رقم 10 من 13 في سلسلة ملحمة جلجامش
اللوح التاسع مقسّم على  ٥ أعمدة، المقروء منها ١٠٢ سطرا، بنسبة ٣٧% من الإجمالي.
خلاصة الإصحاح التاسع: يجوب  البرية مرتديا جلود الحيوانات حزنا على  وخائفًا من موته، قرر أن يبحث عن «أوتنابيشتيم» وزوجته («البعيدان جدا») ليتعلم سر الحياة الأبدية. كونهما من بين الناجين القلائل من الفيضان العظيم، يعتبر أوتنابيشتيم وزوجته الوحيدين الذين مُنِحوا الخلود من قبل الآلهة. يعبر جلجامش ممرًا جبليًا في الليل ويواجه مجموعة من الأسود. قبل النوم يصلي جلجامش إلى «سين» إله القمر من أجل الحماية. ثم يقتل الأسود ويستخدم جلودهم كملابس بعد استيقاظه من حلم مشجع. وبعد رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر، يصل جلجامش إلى القمتين التوأمين ل في نهاية الأرض. ويدخل إلى نفق لم يدخله أي رجل من قبل. يحرس النفق اثنان من العقرب، يشتبه في أنهما زوجان. ويحاول زوج العقرب إثناء جلجامش عن المرور، ولكن الزوجة تتعاطف وتسمح بمروره. يمر جلجامش تحت الجبال على طول طريق الشمس، وفي ظلام دامس، يتابع الطريق لمدة ١٢ ساعة مزدوجة، ويتمكن من إكمال الرحلة قبل أن تلحق به الشمس. يصل إلى حديقة الآلهة، وهي جنة مليئة بالأشجار الحاملة للجواهر.

العمود الأول

١) بكى جلجامش صديقه إنكيدو بكاءً مُرًّا،
٢) وهام [على وجهه] في البراري:
٣) «ألن يكون مصيري — إذا مت — مثل مصير إنكيدو؟
٤) نفذ الغمُّ إلى وجداني،
٥) والخوف من الموت تمكَّن مني، وها أنا ذا أهيم في البراري،
٦) [قاصدًا] «»، ابن «»، [١]
٧) الذي اتخذت طريقي وحثثت الخطا إليه.
٨) وصلت ليلًا إلى مسالك الجبل،
٩) رأيت الأسود وانتابني الخوف،
١٠) فرفعت رأسي إلى «سين» وصلَّيت له،
١١) وتضرعت للعظمى بين الآلهة. [٢]
١٢) «نجِّيني من هذا الخطر واحفظيني»
١٣) نام في الليل ثم انتبه مفزوعًا من حلم رآه:
١٤) كانت تمرح في ضوء «سين» مبتهجة بالحياة، [٣]
١٥) فتناول فأسه في يده،
١٦) واستلَّ سيفه من حزامه، [٤]
١٧) ومرق وسطها كالسهم،
١٨) وانقضَّ عليها وشتتها.

[فجوة من اثنين وثلاثين سطرًا، بعدها يصل جلجامش إلى جبلي «ماشو» التوءمين اللذين تشرق منهما الشمس وتغرب فيهما]

(ملحمة جلجامش، اللوح التاسع، العمود الأوّل)

(١) هذه أول مرة يُذْكَر فيها اسم «أوتنابشتيم» بطل الذي تروي الملحمة قصته في اللوح الحادي عشر، مستفيدة من الروايات السومرية التي سمت «نوح» الخاص بها باسم «»، حكيم مدينة أو ابن حاكمها، ويحتمل أن يكون معنى الاسم هو «الذي أدرك الحياة» فأدخلته الآلهة في زمرة الخالدين، وأسكنته بعيدًا في «أرض الأحياء» أو جزيرتهم أو جنتهم «ديلمون» التي يرجح بعض العلماء أنها تقع مكان البحرين الحالية.
(٢) «سين» هو إله القمر كما سبقت الإشارة، أما الآلهة العظمى فلم يذكر اسمها.
(٣) ربما تكون هذه الكائنات التي تمرح في ضوء القمر أسودًا أو كائنات شريرة لا نستطيع تسميتها لتخرّم اللوح وتشوهه، والمفارقة واضحة بين ابتهاج هذه الكائنات بالحياة المباشرة ومرحها في ضوء القمر، وبين حزن جلجامش وبكائه على صديقه وهلعه من الموت.
(٤) حرفيًا: من جنبه؛ أي من الحزام الملفوف حول خصره (ويسمى في اليمن وعمان باسم الجنبيه).

العمود الثاني

١) ماشو هو اسم الجبل.
٢) لما أن بلغ جبل ماشو،
٣) الذي يحرس الشمس في دخولها وخروجها، [٥]
٤) ولا تفوقه في العلو إلا قبة السماء،
٥) وفي الأسفل يلمس صدره عمق الجحيم. [٦]
٦) كان الرجال العقارب يقومون بحراسة بوابته،
٧) ينبعث منهم الرعب الرهيب، و[في] نظراتهم الموت،
٨) ويجلل الجبال بريقُ رعبهم المخيف،
٩) وهم يحرسون الشمس في دخولها وخروجها.
١٠) لما أبصرهم جلجامش تعتَّم وجهه [هلعًا] من رعبهم وهولهم،
١١) [ولكنه] تمالك نفسه وانحنى أمامهم.
١٢) نادى الرجل العقرب زوجته [قائلًا]:
١٣) «إن هذا الذي جاء إلينا جسده من لحم الآلهة.» [٧]
١٤) فردَّت عليه زوجته قائلة:
١٥) «[أجل] إن ثلثيه إله وثلثه بشر.»
١٦) هتف العقرب البشري، الذي اتخذ صورة الرجل، بجلجامش،
١٧) قائلًا هذه الكلمات لسليل الآلهة:
١٨) «ما الذي دعاك لأن تقطع الطرق البعيدة؟
١٩) ولماذا جئت إلى هنا، حتى مثلت أمامي،
٢٠) وعبرت الأنهار التي يشق عبورها؟
٢١) إني لأتوق لأن أعرف قصدك.»

… [فجوة من ثمانية وعشرين سطرًا] …

(ملحمة جلجامش، اللوح التاسع، العمود الثاني)

(٥) أي في شروقها وغروبها.
(٦) المقصود أن قواعد هذا الجبل تمتد في الأرض حتى يلمس أعماق العالم السفلي أو «بيت التراب» ومسكن أرواح الموتى والآخرة في تصور السومريين والبابليين والآشوريين وسبق وصفه في اللوح الثامن.
(٧) هكذا حرفيًا، وفي ترجمات أخرى: جسمه من طينة الآلهة أو من مادة الآلهة.

العمود الثالث

٣) «[جئت] قاصدًا جدِّي [الأكبر] أوتنابشتيم،
٤) الذي دخل في زمرة الآلهة، ونال الحياة [الخالدة]،
٥) أريد أن أسأله عن [سر] الحياة والموت.»
٦) فتح الرجل العقرب فمه،
٧) وقال لجلجامش:
٨) «لم يقوَ بشر على هذا يا جلجامش،
٩) ولم يستطع أحد أن يجتاز غور الجبل،
١٠) فهو حالك الظلام على مدى اثنتي عشرة ساعة مضاعفة.
١١) كثيف هو الظلام، ولا نور هناك،
١٢) والطريق يتَّجه صوب مشرق الشمس،
١٣) وكذلك صوب مغيب الشمس.»

[فجوة من ثلاثة وسبعين سطرًا، يبدو منها أن جلجامش قد استطاع أن يحصل على تعاطف من زوجة الرجل العقرب فأذن له بدخول الجبل والقيام برحلته الشاقة]

(ملحمة جلجامش، اللوح التاسع، العمود الثالث)

 

العمود الرابع

٣٣) [كذا فليكن]، في الأسى والألم. [٨]
٣٤) في الحر والقر،
٣٥) في التنهد والنحيب، سأمضي.
٣٦) افتح لي الآن بوابة الجبال.

٣٧) فتح الرجل العقرب فمه،
٣٨) وقال لجلجامش هذه الكلمات:
٣٩) «امض يا جلجامش، لا تخف!
٤٠) إني أفتح أمامك [بوابة] جبال ماشو،
٤١) فاعبر الجبال وسلاسلها المرتفعة في أمان.
٤٢) وعسى أن ترجع بك قدماك سالمًا [معافى]

٤٤) ما إن سمع جلجامش هذا،
٤٥) حتى تبع كلمة الرجل العقرب،
٤٦) ودخل بوابة الجبل ليسير على طريق .
٤٧) لما قطع ساعة مضاعفة،
٤٨) كان الظلام دامسًا، ولا نور هناك،
٤٩) وهو لا يستطيع أن يرى ما خلفه.
٥٠) لما قطع ساعتين مضاعفتين،

(ملحمة جلجامش، اللوح التاسع، العمود الرابع)

(٨) تورد بعض الترجمات أربع سطور أسقطتها ترجمة (من سطر ٣٣–٣٦)؛ ولذلك رأيت إثباتها عن ترجمة ، (ص١٨٠).

العمود الخامس

١) كان الظلام دامسًا، ولا نور هناك،
٢) ولم يستطع أن يرى ما خلفه.

[فجوة من خمسة عشر سطرًا، ربما يمكن تصور عباراتها الناقصة على النحو التالي:]

لما قطع ثلاث ساعات مضاعفة،
كان الظلام حالكًا ولا نور هناك،
ولم يستطع أن يرى ما خلفه.

٢٣) لما قطع أربع ساعات مضاعفة،
٢٤) كان الظلام ما يزال حالكًا، ولا نور هناك،
٢٥) ولم يستطع أن يرى ما خلفه.
٢٦) لما اجتاز خمس ساعات مضاعفة،
٢٧) كان الظلام كثيفًا، ولا نور هناك،
٢٨) ولم يستطع أن يرى ما خلفه.
٢٩) لما توغل ست ساعات مضاعفة،
٣٠) كان الظلام ما يزال كثيفًا، ولا نور هناك،
٣١) وهو عاجز عن رؤية ما خلفه.
٣٢) ولما توغل سبع ساعات مضاعفة،
٣٣) كان الظلام ما يزال كثيفًا، ولا نور هناك،
٣٤) ولم يستطع أن يرى ما خلفه.
٣٥) ولما أوغل [في المسير] ثماني ساعات مضاعفة، أطلق صرخة.
٣٦) لم يزل الظلام دامسًا، ولا نور هناك،
٣٧) وهو عاجز عن رؤية ما خلفه.
٣٨) ولما توغل تسع ساعات مضاعفة، شعر [بلمسة] الريح الشمالية،
٣٩) … فابتسم محياه.
٤٠) لم يزل الظلام حالكًا، ولا نور هناك،
٤١) وهو عاجز عن رؤية ما خلفه.
٤٢) ولما أوغل في المسير عشر ساعات مضاعفة،
٤٣) كان المخرج قد صار قريبًا …

٤٥) لما توغل [في المسير] إحدى عشرة ساعة مضاعفة،
خرج واستقبل مشرق الشمس.
٤٦) ولما توغل [في المسير] اثنتي عشرة ساعة مضاعفة، عم الضياء.
٤٧) اقترب ليرى أشجار الأحجار الكريمة:
٤٨) شجر العقيق، الذي يحمل ثماره،
٤٩) تتدلَّى منه الأعناب [تسر] النظر. [٩]
٥٠) وشجر اللازورد يحمل الأوراق الخضراء،
٥١) كما يحمل الأثمار التي تفتن الأبصار.

[توحي البقايا المهشمة من العمود السادس بأنها أكملت وصف بستان الجواهر والأحجار الكريمة]

(ملحمة جلجامش، اللوح التاسع، العمود الخامس)

(٩) حرفيًا: خُصِّصَت للنظر.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: ملحمة جلجامش[الجزء السابق] 🠼 ملحمة جلجامش؛ الإصحاح الثامن[الجزء التالي] 🠼 ملحمة جلجامش؛ الإصحاح العاشر
باسم الجنوبي
[ + مقالات ]