Search
Close this search box.
المقال رقم 5 من 8 في سلسلة آيات ومحتاجات

لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ

(١ كورنثوس الأولى ١٥: ٤١)

الآية دي برضه بتتاخد بالغلط مع الاية السابقة (في بيت ابي منازل كثيرة) لاثبات ان المؤمنين في السما لهم أفضلية على بعض ومكانة ومنصب ودرجة استمتاع بالمجد الإلهي مختلف عن الآخر، واحنا هنا مش بصدد مناقشة صحة او خطأ المفهوم لكن تركيزنا هينصب على تفنيد الاستخدام الخاطئ للآية!

— > طب إيه المعني الحقيقي للآية؟

بكل بساطة بولس مكنش ابداً بيقارن بين مكانة المؤمنين بعضهم ببعض لما كان بيقول نجم يمتاز عن نجم، وكما وضحت في الحلقات السابقة، لما تكون هناك آية شائكة، لازم ترجع للنص بالكامل وتفهم سياق الحديث و القرائن وان امكن ترجع للترجمات الأصلية أو باللغات الأخرى المتوفرة لغرض المقارنة.

– خلينا نرجع لبداية الكلام من عدد ٣٥ : ونحاول نفصص النص حتة حتة، هنلاقي إن بولس طرح سؤال مهم:

لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: كَيْفَ يُقَامُ الأَمْوَاتُ؟ وَبِأَيِّ جِسْمٍ يَأْتُونَ؟

(١ كو ١٥: ٣٥)

هنا بولس طرح سؤال محدد وهو : الأموات هيقوموا بأي جسد في السماء؟ ثم هيبتدي يجاوب عليه!

– في البداية وضح بولس إن زي ما في الدنيا فيه اختلاف بين الانسان والحيوان وبين القمر والنجوم والكواكب بقوله:

لَيْسَ كُلُّ جَسَدٍ جَسَدًا وَاحِدًا، بَلْ لِلنَّاسِ جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَلِلْبَهَائِمِ جَسَدٌ آخَرُ، وَلِلسَّمَكِ آخَرُ، وَلِلطَّيْرِ آخَرُ.

(١ كو ١٥: ٣٩)

وبعدها كمل شرح – علشان القارئ يفهم – وقال برضه زي ما فيه اختلاف بين مجد السما ومجد الأرض

وَأَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ، وَأَجْسَامٌ أَرْضِيَّةٌ. لكِنَّ مَجْدَ السَّمَاوِيَّاتِ شَيْءٌ، وَمَجْدَ الأَرْضِيَّاتِ آخَرُ.مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ

(١ كو ١٥: ٤٠-٤١)

– وبعد ما وضح النقطتين دول، راح خاتم بالضربة القاضية:

هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ

(١ كو ١٥: ٤٢)

—> يعني هو من الآخر كان بيدي الأمثلة دي كلها علشان يوصل لخلاصة الموضوع إن بنفس المقياس السابق برضه هتكون (قيامة الأجساد في السماء)

– هي دي ببساطة المقارنة اللي كان بيعقدها بولس، وده أسلوب بولس في معظم كتاباته، إنه بيقدم الطرح في صورة أسئلة واعتراضات عليها، لحد ما يوصل للفكرة اللي كان عاوز يقولها من البداية (كما في رسالة رومية مثلًا)

– وعلشان الصورة توضح اكتر، نقرأ الأعداد اللي بعدها لما ابتدأ يشرح بناء على ما سبق، ويقارن بين حال الأجساد على الأرض وحالتها في السماء بين الجسد (الأول) الأرضي – والجسد (الثاني) السماوي فيقول:

[الأول] يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ [والثاني] وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ
[الأول] يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ [والثاني] يُقَامُ فِي مَجْدٍ.
[الأول] يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ [والثاني] يُقَامُ فِي قُوَّةٍ.
[الأول] يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا [والثاني] يُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا.
[الأول] يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ [والثاني] يُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ.
[الأول] صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، [والثاني] آدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا.
لكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ، وَبَعْدَ ذلِكَ الرُّوحَانِيُّ.
الإِنْسَانُ [الأَوَّلُ] مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ [الثَّانِي] الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ.
كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا.
وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ []، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ. [المسيح]

(١ كورنثوس ١٥: ٣٥، ٤٢-٤٩)

[ملحوظة] أنا أدرجت كلمتي [الأول] و[الثاني] و[آدم] و[المسيح] بين الأقواس للتوضيح، بعد ما فهمت ده حاول تقرأ النص كله على بعضه كده من البداية مرة تأني وشوف الفرق!

– بكل تأكيد بولس لما بيقول مجد نجم يمتاز عن نجم، هو بيتكلم عن الأجساد السماوية التي تمتاز على الأجساد الترابية، بين حالة الأرض وحالة السما! ومكانش بيقارن بين مؤمن ومؤمن آخر، ولا بيقارن بين علماني و ، بين واحد واقف على عتبة السما وآخر قاعد في الصف الأول!

– فلا معنى الآية، ولا سياق النص هنا، بيتكلموا عن مناصب ومراتب سماوية، وأي تفسير بيتكلم عن أفضلية مؤمن على آخر في المجد ويستشهد بالآية (نجم يمتاز عن نجم) فممكن نعتبره تأملات شخصية أو اجتهادات في التفسير بعيدة عن معني النص الحقيقي أيا كان المفسر مين، كبير أم صغير قديم أم معاصر !

– للأسف ناس كتير بتاخد كلمة أو آية مقتطعة من سياقها أو بعيدة عن معناها الأصلي وتطير بيها علشان تثبت بيها شيئ معين، إما (عقيدة/ ممارسة/ طقس/ تقليد) دون اتباع أمانة في البحث أو التفسير! أو ربما دون وعي أو دراسة!

– تابعوا الفيديوهات السابقة واشتركوا على قناة اليوتيوب واللينك في أول تعليق.
أشوفكم المرة الجاية وفيديو جديد من آيات ومحتاجات.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: آيات ومحتاجات[الجزء السابق] 🠼 (٤) في بيت أبي منازل كثيرة[الجزء التالي] 🠼 (٦) لا تدعوا لكم سيداً
[ + مقالات ]