Search
Close this search box.
المقال رقم 4 من 14 في سلسلة القيم اﻷخلاقية

عناوين لكتب تناولت موضوع الأخلاق:

  • القيم الأخلاقية بين الفلسفة والعلم، د. فايزة شكري
  • الأخلاق بين الفلسفة وعلم الاجتماع، د. محمد بدوي
  • القيم السلوكية، د. محمود عطا

هذه العناوين وغيرها تتضمن عبارات تحتاج أن يفهمها القراء الذين يرغبون في التعرُّف على شيء من الموضوعات الأخلاقية، إلا أن الحل بسيط وسيكون موضوع مقالنا.

بدايةُ الأخلاق مبحث يدخل ضمن مباحث الفلسفة، وأيضًا يدخل ضمن علم الاجتماع، وكل منهما يوضح جوانب بخصوص الأخلاق.
وبالنسبة للفلسفة فتعريفها ببساطة أنها قواعد مُطلقة وثابتة ومثالية، فعندما تدرس الفلسفة الخير فهي تتطلع إلى الخير الأسمى، وعندما تدرس المنطق فهي تبحث عن الحق الأسمى وهكذا الأخلاق.
التفكير الفلسفي يعني البحث عن معايير ومقاييس لتقييم عمل معيَّن بذاته والحكم عليه.
وفيما يختص ببحث الفلسفة في الأخلاق وبناءًا على تعريف التفكير الفلسفي، نجد أن الفلسفة تهتم بالأخلاق من ناحية ما يجب أن تكون عليه، فتدرس الفلسفة شروط تناسق السلوك مع المَثَل الأعلى، وتخاطب ضمير الفرد وإرادته (وليس مثل عِلْم الأخلاق الذي يخاطب ضمير الجماعة)، فالدراسة الفلسفية تركز على المُطلَق.
والمُطلَق في تعريفه يعني ما لا حد له في ذاته
وما لانهاية له لكماله
وهذه القواعد تصلح لكل زمان ومكان، فكيف ننفِّذ المُطلَق على أرض الواقع ووسط متغيرات على مر الزمان والمكان لدرجة أن ما يُعتبر خيرًا في حضارة يكون شرّا في أخرى؟

وإذا علمنا أن المُطلَق ليس له اتصال بالواقِع لذلك نجد ما يُعرَف بالأخلاق المفتوحة التي تأخذ الإنسان من الدائرة الضيّقة التي تشبه تصرُّف النحل في الخلية حيث تسير بنظام لا إرادي كلي مُطلَق، إلى الدائرة المفتوحة.

إذًا نستعين بدراسة الفلسفة الأخلاقية في بناء مفاهيم أخلاقية حيث يقضي الإنسان عمره كله للسعي للكمال والحَذَر من السقوط في قاع الأخلاق.

هنا تأتي أهمية ما يُسمَّى بعِلم الأخلاق فبينما تدرُس الفلسفة الأخلاق من زاوية ما يجب أن يكون، فإن عِلم الأخلاق يدرس ما هو كائِن بالفعل

 علم الأخلاق أو الأخلاق الوضعية

يُعنى بضمير المجتمع وليس الفرد، فضمير الجماعة يكوِّن ضمير الفرد وهو ضمير أخلاقي يتقيد بما يسود الجماعة، يأخذ في اعتباره المجتمع كواقِع وما يؤثر في الجماعة من عادات وتقاليد وأبعاد اجتماعية، أي إن عِلم الأخلاق يتميِّز بالنسبية والقابلية للتغيير.
هذا لا يتعارض عما تقصده الفلسفة الأخلاقية، طالما أنها تُسهم في بناء مفاهيم أخلاقية يقضي الإنسان عمره كله للسعي للكمال والحَذَر من السقوط في قاع الأخلاق أي إن الإنسان يقضي عمره كله في السعي بين الأعلى والأدنى. ومن هنا يأتي انشغال علم الأخلاق بارتقاء الجماعة بتصرفاتها والتطلع إلى المَثَل الأعلى.
يُعنى علم الأخلاق بالمجتمع كواقِع ويعنى بالنسبية والقابلية للتغيير حيث تحقِّق الجماعة الشكل الأخلاقي الذي تخضع له وإذا خالفته تتعرّض للاضطراب.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: القيم اﻷخلاقية[الجزء السابق] 🠼 القِيَم الأخلاقية [الخصائِص][الجزء التالي] 🠼 القيم الأخلاقية [الأزمة الأخلاقية]