قال يسوع للشاب "كيف تقرأ؟" ومازال يقول لك يا من تقرأ كلمة الله "كيف تقرأ؟" وكيف تتحرَّر من القراءة الحرْفية؟ هذه المحاولة لقراءة حيَّة لكلمة الله بواسطة بعض النصوص والأمثلة.
فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِل، أَوْ سَارِق، أَوْ فَاعِلِ شَرّ، أَوْ مُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ(رسالة بطرس الأولى 4: 15)
أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ. فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِل، أَوْ سَارِق، أَوْ فَاعِلِ شَرّ، أَوْ مُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ(رسالة بطرس الأولى 4: 12-15)
يتناول الرسول بطرس موقفًا دقيقًا قد يصعُب على البعض الالتفات إليه، فهو يقول إن المؤمنين بيسوع المسيح يشتركون في آلامه، وفي مقابل الآلام يوجد مجد وابتهاج وطوبى (وروح المجد والله يحل على المتألِّم) لكن احذر أيها المتألِّم، انتبه جيدًا واعرف السبب الحقيقي ومصدر الألم؛ هل هو بالفِعل راجِع لاتباع يسوع المسيح أم راجِع لأسباب أخرى؟ هل أنت قاتِل؟ سارِق؟ فاعِل شر؟ أو مُتداخِل في أمور غيرك؟
هل يساوي بطرس الرسول بين التداخُل في أمور الغير مع السرقة والقتل وفِعل الشر؟
من يدرك أن التداخُل في شئون الغير أمر بغيض يستطيع أن يتقبَّل كلام بطرس ويعطيه الحق فيما يقوله. وبالنسبة للثقافة السائدة في بلادنا فإن التداخُل في أمور الغير عادًة تميِّز السلوكيات، ولهذا فوصية بطرس تهمُّنا وتخاطِب سلوكياتنا.
هو فعلًا سلوك مؤذٍ حتى لو توافر حُسن النية، كأن يظن الشخص أنه يحل مشكلة أو يحذِّر من شر. ويحدث أيضا عندما يظن البعض أنه يمارِس هذا (التداخُل) غيرةً على الإيمان أو انتقاد بعض العادات السائدة التي لا يقبلها هو شخصيًا، أو يتصوَّر أن مفاهيمه الإيمانية هي التي يجب أن يأخذ بها الآخرون كقواعد جامِدة مفروضة عليهم.
وغالبًا ما ينتهي هذا الموقِف بإثارة الخلافات والمشاكل وسوء التفاهم. فما بالك لو كان وراء هذا السلوك سوء نيِّة.
التدخل في شئون الآخرين يؤذي الغير، وهو الوقود الذي يضرم نار اللسان
نَارٌ قَلِيلَةٌ، أَيَّ وُقُودٍ تُحْرِقُ؟ فَاللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ الإِثْمِ(يعقوب 3: 5-6)
تنشب النار في الأسرة الصغيرة، وفي العائلة الواحدة، وفي الجماعات والمؤسسات بل والمجتمع كله من نار اللسان.
وقد يكون التداخُل دليلًا على غياب المحبة
بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.. فَإِذَا كُنْتُمْ تَنْهَشُونَ وَتَأْكُلُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَانْظُرُوا لِئَلاَّ تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.(غلاطية 5: 13-15)
ويلمس بطرس جانبًا له أهميةً شديدة وهو أن من يمارسون هذا الأمر عندما لا يجدون عدم قَبُول لسلوكهم هذا فهم يعتبرون أنفسهم ضحايا يتألَّمون من أجل المسيح.
النهش يعني العض والخدش والتمزيق بالأسنان، أما المحبة لا يصاحبها التداخُل في شئون الغير ولا يوجد معها الخدْش والتمزيق بالأسنان.
الْمَحَبَّةُ.. لا تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السوء، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ(رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس 13: 5)
هذا السلوك قد يجد له مكانا في الكنيسة للأسف، وإن كان هذا السلوك من شوائِب سلوكياتنا الاجتماعية فلا مانِع من الاستعانة بمتخصِّصين في العلوم السلوكية والتنمية البشرية لمعالجة الأمر بجانب العمل الروحي. وهذا يتطلَّب تحليل الظواهِر الدينية تحليلًا اجتماعيًا، أي النظر للسلوك الديني والممارسات الدينية التي هي نوع من أنواع السلوك وينطبق عليه ما ينطبق على الأنواع الأخرى من السلوك كالسلوك الاجتماعي والسياسي والأسري وكلها بما فيها السلوك الديني محكومة بدوافِع نفسية واجتماعية، فهناك مهمة مطلوبة وهي الاستعانة بعِلم الاجتماع وعِلم النفس الاجتماعي لتفسير السلوك الديني.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟