كُتبت في ذكرى رحيل الدكتور هاني مينا ميخائيل المفاجئة،
وأنا بافكر في الحدث ده جه في بالى بعض الامور المهمة، والحقيقة أنا ماكنتش اعرف دكتور هاني شخصيًا ولا حتى سمعت له أو قريت له إلا من وقت قريب. لكن لما بدأت أقرا، وده اللي شجعني أدور على فيديوهات ليه وأشوفها، اكتشفت إن التعليم فيه نقطه مهمة قوي إنه يحققها لنا، وهى الإحساس بالراحة، وده اللي شدني لكتابات وتعاليم دكتور هاني عمومًا.
بتفصيل بسيط للي اقصده، لازم اعترف إن طول عمري وأنا باتعلم في الكنيسة عن البدلية العقابية، وموت المسيح كذبيحة لإرضاء الأب الغاضب بسبب خطية آدم وخطايانا مثلا، ما كنتش مرتاحة، لأن الصورة دي عن الله كانت بتخوفني منه، وتسبب لي نوع من عدم القناعة، وفى نفس الوقت عدم الراحة، وحاجات كتير سمعتها في الوعظ عن علاقة الله بالإنسان، والمصير الأبدي والجحيم والنار وغيرها، بالرغم من إن ده وقتها كان المصدر الوحيد لتكوين إيماني، لكنها مكنتش مريحاني، وكان الشيء اللي بيلخبطني هو رؤيتي للمسيح وتعاليمه من خلال الإنجيل، وقد إيه فيها روح مختلفة عن التعاليم اللي بسمعها، ومش قادره ولا إن عقلي يقتنع بيها -وطبعا الحل كان دائمًا إن الإيمان هو الإيقان بأمور لا ترى- ولا روحي مرتاحة لها، لحد ما بدأت أدوّر واعرف واسمع إن في مناهج أخرى للوعظ والتفسير، وإنها مش اختراع، لكنها مبنيه على أقوال وتفسيرات الآباء الأوائل العظام، والاهم إنها في نفس الوقت متسقه مع روح المسيح اللي بحسها في الإنجيل.
وعلى عكس المتنيح الدكتور جورج بباوي، فان المتنيح دكتور هاني كان اكثر هدوءً في تعاليمه، وأقل هجومًا أو ردا على من حرموه وكفروه كالعادة، لكن بالنسبة لي بيشتركوا في هذا الفكر والتعليم اللي لما تقراه وتسمعه بانفتاح، عقلك اللي ربنا إداه ليك وزنه عشان تعرفه بيه زى ما بيقولوا المصريين فى المثل العظيم “ربنا عرفوه بالعقل” بيقتنع، وروحك اللي هي نسمه من الله بترتاح للتعليم ده.
المسيح ينيح نفس الدكتور هاني اللي أثر فيّ قِوَى نياحته بعد زوجته المحبوبة إلى قلبه بثلاث أسابيع فقط، وده دليل على مدى ارتباطه وتعلقه بيها ومحبته ليها، ودليل على أمانته في المحبة، والحقيقة ده بالنسبة لي دليل آخر على سلامة التعليم، من غير استغراب، الإنسان الذي يعرف الله بيكون أمين في معاملاته ومحبته، ده غير الانطباع السماوي الذي تركه هذا الرجل في كل من تعامل معه، وده التطبيق العملي لكلمات يعقوب الرسول:
لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي.(يعقوب 2: 18)
ومن قلبي أتمنى إن قلوبنا وعيوننا تنفتح على معرفة الله الحقيقية، وعشرته التي تنير لنا طريق الحياة الأبدية التي هي أن نعرفه هو وحده ويسوع المسيح الذي أرسلة.
وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.(يوحنا 17: 3)
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟