الراجل طول عمره همه على بطنه.. المثل الشعبي بيقول “أسهل طريق إلى قلب الراجل معدته”، فما ينفعش تجوعيه فترة طويلة، ولا ينفع تتحكمي فيه عشان انتي اللي بتطبخي، ولا ينفع تحنسيه بالأكل وفي الأخر متأكليهوش، لأنه ببساطة ممكن يعك، وساعتها مش هايفرق معاه healthy foods ولا junk foods.
أنا عارف إن الكلام ده بيضايقك وبيخليكي أحيانًا باصّة للراجل على انه حيوان مفترس مش بني آدم، في حين إن الموضوع مش كده، الموضوع محتاج منك فهم لطبيعة الراجل، فهم لكتالوجه وطريقة تشغيله. آه صدقيني زيّ ما بقولك كده، زيّ ما بتتعلمي الغسالة الجديدة بتشتغل أزاي، والإيرفراير وماكينة القهوة والإيرليس وأجهزة كثيرة بتخافي عليها تبوظ، فبتحاولي تفهمي طريقة تشغيلها، ما بالك بقى البني آدم المختلف عنك.
الراجل بطبيعته بيحب الأكل، يمكن كمان أكثر منك، هو راجل أكيل حتى لو ده على حساب صحته وشكله، انتي ممكن تهتمي أكتر بحمية غذائية معينة، وتهتمي أكتر في الأوقات اللي ناكل فيها، ونوع الأكل اللي ناكله، هو مش كده، كتالوجه مش كده، هو معندوش مانع يأكل وهو فرحان، أو ياكل وهو متضايق وزعلان، أو يأكل وهو مضغوط ومتوتر، ياكل الصبح أو الضهر أو باليل، ما أنا بقولك بيحب الأكل.
ممكن تكوني تعبانه من طلباته الكثيرة، اللي بعضها متعب وبعضها غريب، أصل البيه ممكن يكون قاعد طول الوقت عمال يشوف على النت إعلانات المطاعم والأكل، أنا معاكي جدا إن ده قلة أدب وطفاسة كمان، بس بفكر معاكي بصوت عالي إيه اللي ممكن يكون بيضايقك، ممكن كمان لأنه بياكل ومبيشكرش، جايز! وممكن كمان لأنه بعد ما بياكل جسمه بيريح، وينام، وانتي بقى مستنية تشوفي منه بطل المسلسلات التركي! بس هو طبيعة جسمه كده، وده دليل على فكرة إنه كل وشبع واتبسط من أكلك، وممكن كمان تكوني بتضايقي إنه بيخلص أكل بسرعة ويقوم ومش بيستناكي تخلصي انتي كمان أكل، أنا معاكي جدا إن ده شيئ سخيف و أنانية منه، بس ممكن يكون عن جهل وعدم خبرة، وممكن يكون عنده مشكله مرضية في الجهاز الهضمي فبيزلط الأكل زلط ومش بيمضغ كويس، أعتقد الكلام بهدوء والصراحة علاج أمثل، ولو الموضوع محتاج تدخل طبي مش عيب ولا حرام.
العيب و الحرام إن كل واحد يفضل كاتم في قلبه اللي مضايقه، وإننا نتحكم في بعض، وإننا نجوع بعض تجويع قهري، مينفعش هو ميشتريش أكل عند فيكي، ولا ينفع انتي متطبخيش، أصل اللي هيفضل جعان فترة طويلة هيدور على أكل برة، وساعتها مش هيفكر ياكل من الفور سيزونس ولا من عبده نتانة اللي على أول الشارع ومبيغسلش ايده، مش هيفرق معاه إنه يخش أوضته وياكل لوحده انشاله ياكل في بعضه، الجعان بيحلم بسوق العيش، والنفس الشبعانة تدوس حتى العسل.
السؤال المهم؛ هل هي حياة شركة وحب، فكل واحد بيحاول يراضي شريكه و يسعده؟ ولا هي قلبت بحرب ومنافسة وكل واحد بيدور أزاي يكيد الثاني ويضايقه ويطلع نفسه مظلوم ومغلوب على أمره، والثاني مفتري وابن ستين في سبعين؟! أصلها لو قلبت على حرب يبقى بلاها وشيل ده من ده يرتاح ده عن ده، أصل الدنيا مش ناقصة ومش مستاهلة.
بقول الكلام ده ليه، وبقوله بالطريقة ديّه ليه، عشان مجتمعنا مجتمع سيئ محدش فيه بيدور يوعي أخوه اللي جنبه، وكل واحد يا يقولك أنا مالي، يا إما يقولك إشمعنى أنا اللي حياتي مليانه بلاوي، كمان الكلام في المواضيع ديه عشان إحنا في مجتمع متخلف، الناس يا إما بتتكلم فيه ببذاءة و بطرق منفرة، يا إما بياخدوا سكة عيب الكلام ده.
بقول الكلام ده لأن بيوت كثيرة تحولت لساحات حرب، ومحدش عارف إن دايمًا ضحايا الحروب مش بيكونوا هما أصلا أصحاب قرار بداية الحرب، طبعًا مش بسطح المشاكل أو بلخصها في نقطة الأكل بس، أكيد فيه نقاط ثانية كثيرة وعوامل ثانية كثير وكتالوج الرجل كبير، زيه زي كتالوج المرأة، بس ديه نقطة من نقاط كتيرة منهم، اعتبروها صفحة ١٨ من كتالوج الرجل اللي مليان صفحات.
دمتم متحابين، ودمتم ساعين للخير، ومعمرين للبيوت الخربة، ومنيرين للعقول المعتمة.
وبكل تأكيد صديقي القارئ؛ الكلام مش على الأكل!
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟