المقال رقم 7 من 8 في سلسلة آيات ومحتاجات

آية النهاردة على طول بنسمعها كل ما يكون فيه تطييب لأجساد القديسين، أو وقت نبش وكشف جثث المنتقلين من ال لتوزيعها وعرضها في المزارات ثم يقولوا (جسده لم يرى فسادًا) !! بالرغم إن الجثة متحللة بالفعل وأصبحت عظام تغطيها الملابس المهترئة!

ربما الناس فاكرة إن الجثة بتتحلل بالكامل وتبقي تراب في خلال كام سنة، وبالتالي لما يخرجوا جثة احدهم ويلاقوا الجسد لسه (متحولش لتراب) يبقي دي معجزة!! ومن هنا يبدأ الهبد، بص ده جسد (فلان) ده كان قديس لذلك اكرمه الله، وكافأه بأن جسده لم يرى فسادًا في إشارة للآية الكتابية:

لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً

(أعمال الرسل ٢: ٢٧)

وساعات بيعدلوا على الآية ويقولوا (قديسك لن يرى فسادًا ) أو (قديسيك لن يروا فسادًا ) ! بالرغم من إن تحلل الأجساد من عدمها ليس مؤشرًا للقداسة، فهي عملية تخضع لعوامل بيئية وبيولوجية بحتة.

– مش هطول في قصة (فساد الأجساد) وادخل في الموضوع الأهم وهو الآية نفسها، وزي ما اتفقنا وبنعيد كل مرة، مينفعش ناخد كلمة أو آية ونطير بيها، لازم نرجع للنص كله ونشوف مين قائلها و فين ولمين؟ وإيه السياق اللي اتقالت فيه؟ ونشوف الترجمات الأخرى إن امكن، والقرائن والأدلة!

-بكل وضوح الآية وردت في عدة مواضع في الكتاب المقدس، قيلت أولًا على لسان داود النبي في المزمور ٤٥، و اقتبسها بطرس في أعمال الرسل ٢ ثم في أعمال الرسل ١٣.

١. في أعمال الرسل ص ٢، خلال يوم الخمسين، بطرس كان بيخاطب الجموع ويذكرهم بنبوات العهد القديم، فأقتبس الآية دي و أكد إنها نبوة عن السيد المسيح له كل المجد وعن قيامته من الأموات وإن جسده لن يرى فساد الموت (الفساد الجسدي) وان سلطان الموت لن يملك عليه ! وبرهن لهم إن نفسه اللي قالها لا تنطبق عليه النبوة، حيث انه مات وجسده تحلل وتعفن، وإن الأية تتكلم عن قيامة المسيح مش قيامة داود:

سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً

(أعمال الرسل ٢: ٣١)

٢-ونفس الشيء، في أعمال الرسل، إصحاح ١٣، بولس الرسول اقتبس نفس الآية في عظته أمام المجمع اليهودي في أنطاكية، وبرهن للكل أن هذه النبوة قيلت عن المسيح وحده وليس عن داود النبي:

لأَنَّ دَاوُدَ بَعْدَ مَا خَدَمَ جِيلَهُ بِمَشُورَةِ اللهِ، رَقَدَ وَانْضَمَّ إِلَى آبَائِهِ، وَرَأَى فَسَادًا. وَأَمَّا الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ فَلَمْ يَرَ فَسَادًا.

(أعمال الرسل ١٣: ٣٦، ٣٧)

– فالنبوة كما شرحها بطرس وبولس بتتكلم بالكامل عن قيامة السيد المسيح من الأموات، وعدم سلطان الموت ولا الهلاك الجسدي عليه، ومش بتتكلم أبدًا عن أي شخص آخر، فمتخدش النبوة وتطبقها على أي حد مهما كانت درجته الدينية عندك! وسيب التأملات والاجتهادات الشخصية على جنب، لما تتكلم عن النبوة ومتسرقش مجد المسيح لصالح حد تاني!

– ثم بذمتك هي الأجساد اللي اكتشفت دي كل ده ومتحللتش؟ أومال لو كانت إتحللت كان حالها بقى إيه؟!

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: آيات ومحتاجات[الجزء السابق] 🠼 (٦) لا تدعوا لكم سيداً[الجزء التالي] 🠼 (٨) قامت الملكة عن يمينك
تامر فرج
[ + مقالات ]