نرجع للسؤال بتاعنا لماذا يا رب تنجح طريق الأشرار؟
علشان نحاول نجاوب على السؤال ده، لازم نجمع شوية نقط مع بعض زي الـ ؟ Puzzle كده..

١- الله لما خلق الإنسان، أعطاه كل الإمكانيات اللي تخليه يعيش حياةـ مش بس ناجحة ومستقرة، ولكن ممتعة كمان، وده واضح في البركة اللي أداها ربنا لآبائنا و، والتسلط هنا معناه إن الإنسان له اليد العليا في الكون، وخضوع الكل ليه معناه أنه يقدر يقود الكون كله بنجاح:

“وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»”.

(سفر التكوين 1: 28)

٢- البركة دي، واللي بتتضمن النجاح عامة لآدم وحواء وكل أبناءهم، يعني لكل إنسان عمومًا، زيها زي كل العطايا الأساسية، الحياة والنفس والشمس وكل شيء يعطيه الله لكل إنسان:

“فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ”.

(إنجيل متى 5: 45)

وده اللي فهمه لما قال:

«إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي».

(سفر نحميا 2: 20)

ودي مهمة قوي، لأنها بتوضح فكرة إن النجاح قبل العمل، يعني إحنا واخدين النجاح أو القدرة على النجاح من ربنا، وبناءً عليها بنشتغل ونذاكر ونبني، فنظهر النجاح اللي إحنا أصلًا واخدينه من ربنا كلنا مسبقًا.

٣- أما عن الفرق ما بين نجاح إنسان وآخر، أو استخدام كل إنسان لرصيد النجاح اللي ربنا أعطاه ليه، فله قوانين واضحة ومحددة وضعها الله في الكون، لأن زي ما إحنا عارفين إلهنا إله نظام، والخليقة كلها تخضع وتسير تبعًا للقوانين الإلهية والطبيعية، والقوانين دي منها التعلم والتعامل بذكاء والعمل والتركيز والتعب والاهتمام بالشيء اللي أنت عاوز تنجح فيه… الخ.

٤- أعتقد إن إحنا دلوقتي محتاجين نتكلم عن أهم نقطة، وهي: يعني إيه النجاح؟ ودي نقطة ممكن تكون أصلًا سبب طرح السؤال، وسبب التذبذب اللي إحنا فيه من ناحيتها، ويمكن من ناحية الله ذاته، لأن تعريف النجاح بالنسبة لأغلبنا بيتقاس بقيم معينه، زي الغنى والمال والشهرة، فلو عندك حاجة من دول فانت ناجح، وفي الأغلب أنت شرير، مع أن المسيح قدم لنا مفهوم مختلف خالص للحياة كلها لما قال إن دي كلها “الأكل والشرب والفلوس والاحتياجات الحياتية “تزاد لكم” (تاخدوها فوق البيعة) ولو فهمنا الحياة صح، ها نفهم أن النجاح شيء متغير، وله تعريف خاص يختلف من إنسان لآخر، واحد بيعتبر النجاح أن يومه يعدي بسلام، وواحد تاني أنه يساعد إنسان محتاج، لتالت أنه يخرج من ايد وحش هجم عليه وهو بيصطاد في الغابة، وهكذا.

٥ – لسه لحد دلوقتي ما جبناش سيرة الأشرار ؟! طبعًا، لأن الحقيقة عكس ما إحنا عاوزين نتخيل، دول موضوعين منفصلين عن بعض تمامًا، كون الإنسان طيب أو خير أو شرير ده أمر مالوش أي علاقة بإن الإنسان ناجح أو فاشل! دول موضوعين ما ينفعش نحطهم مع بعض في جملة واحدة. النجاح تحكمه قوانين طبيعية، والخير والشر تحكمهم قوانين طبيعية بردوا، بس تانية!

وعمومًا مفيش حاجة اسمها إنسان عمومًا ناجح أو فاشل، ولكن قد ننجح في أمور ونفشل في أخرى، وإن كان فكرة الفشل عمومًا أنا مش معاها خالص، لكن مش وقتها!

٦- لما ربنا قال لآدم: لو أكلت من شجرة معرفة الخير والشر موتًا تموت، ده مكنش تهديد لكن تحذير، يعني الجملة دي مكنش معناها: لو أكلت من الشجرة ها أموتك، لكن معناها: خد بالك، الثمرة دي فيها سم، لو أكلت منها ها تموت، والفرق بينهم كبير في فهمنا لطبيعة الله وعلاقته بالإنسان ومحبته ليه، لكن كمان فيها حل لمعضلة الشر والأشرار، بمعنى تأكد أن اللي بياكل من ثمرة الشر بياخد نتيجتها مش عقوبتها، لو مشيت السكينة على ايدك ها تتعور، ده أمر طبيعي جدًا، وبنفس البساطة والطبيعية دي لما تعمل شر أو خطية ها تجني ثمرها.

٧- في أوروبا، في هِواية اسمها جمع الفطر!! ودي عبارة عن أن الناس تخرج فرادى أو مجموعات في الغابات، ويجمعوا الفطر، وده في منه مئات الأنواع وفيه كتير منها سام، ولكن بدرجات مختلفة، يعني في منها اللي لو الواحد أكل منه يموت حالًا، وفي منه اللي ممكن بعد سنين من أكله يتسمم الإنسان ويموت بردوا. علشان كده لازم يكون في مدرب، والناس بتاخد كورسات قبل ما تخرج تمارس هِواية جمع الفطر، وده بالظبط اللي بيحصل في موضوع الشر والخطية، في خطية تاخد نتيجتها حالًا، وفي خطية أو شر تجني ثمره بعد سنين، لكن مفيش شر مالوش نتيجة، أو زي ما إحنا بنحب نسميها: عقاب.

ده كان تمثيل بسيط عن عدل الله المحب، ومحبة الله العادلة، واللي كلنا الحقيقة عارفينها وعايشينها، وآباؤنا وأجدادنا عبروا عنها بأمثال بسيطة زي: من قتل يقتل ولو بعد حين، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وغيرها كتير، وكل ما بنعيش وبنشوف، بنتأكد إن مفيش إنسان بيعمل أي عمل خير أو شر، إلا وي ثمره مهما طال الزمن، لكن رؤيتنا لده بتختلف، لو إحنا اللي عملنا (بنلاقي لأنفسنا ١٠٠٠ حجة وعذر وسبب) ولو اتعمل فينا، بننتظر الانتقام ونتمنى نشوف اللي ظلمنا أو تعبنا وهو بيدفع التمن، لكن الله لا يحابي الوجوه، وضع القانون العادل بكل محبة وهو يسري على الجميع.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

إيريني إستمالك
[ + مقالات ]