بنظرة على الحياة في العالم كله حوالينا، هنلاقي إن إحنًا في أكثر العصور تقاربًا ما بين البشر على مستوى العالم كله، مش بس نتيجة وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنت اللي حول العالم كله لقرية صغيرة أو حتى لشارع واحد الكل شايف فيه بعضه، لكن كمان لتشابه الظروف الاقتصادية العالمية وأزمة كورونا اللي عانى منها البشر كلهم مع بعض، وأزمة المناخ اللي كلنا بنعاني منها، كل واحد في مكانه، وده بطبيعته أدى إلى ازدياد الضغوط على الإنسان بشكل عام، وعلشان كده النهاردة الضغوط النفسية اللي بتتطور لأمراض بقت يعني زي الانفلونزا كده.

مقصدش بالعرض السوداوي ده نشر التصالح مع الحالة الكئيبة اللي العالم بيمر بيها، بالعكس أقصد بالكلام ده البحث عن المخرج، لأني مؤمنة بشكل شخصي أن دائمًا في مَخرج (زي في لعبة المتاهة كده، دائمًا في مَخرج بس المهم نوصل له)، وعلشان نوصل للمَخرج ده المفتاح بالنسبة لي هو في الإدراك، لازم أفهم أنا فين؟ ومحتاج إيه علشان ارتاح؟ وعاوز أوصل لأيه علشان أفرح وأخرج من دايرة الضغط النفسي؟

وفي رأيي إن الحل في الإنسان بس الإنسان اللي حسب قلب الله وقصده.

الإنسان اللي فرحه مش أنه يكون أغنى من جاره، وأنجح من صاحبه، وابنه أشطر من ابن أخوه، ده الإنسان اللي اتشوهت نفسيته ونسي إنه يحب قريبه كنفسه فلما بطل يحب قريبه أهلك نفسه!

الإنسان اللي فاهم إن قيمته مش في عربيته ولا مكان سكنه، ولا ماركة لبسه، لكن قيمته في ابتسامة قدر يحطها على وش إنسان تاني تعبان أو حزين أو حتى أنه قعد جنبه يبكي معاه فشال شوية ألم من قلب أخوه الإنسان.

الإنسان اللي مش بيدخل أي علاقة يدور فيها ها ياخد إيه؟ ويكسب إيه؟ ويستفيد إيه؟ لكن بيركز على الأطراف التانية، على احتياجاتهم واهتماماتهم. الإنسان اللي بيجول يصنع خيرًا من غير ما يحس نفسه نبي ولا عظيم ولا حد ما حصلش، الخير بيطلع منه بسلاسة ومن غير ما يبذل مجهود مع نفسه والخير ده هو اللي بيفرحه ويريحه.

الإنسان ده هو المسيح اللي عاش على الأرض يطبطب ويحضن ويقبل ويلملم في الناس، يضمد جراحهم ويشفي أمراضهم، مش بالقوة الخارقة والمعجزات لكن بالحب اللي نشره ووزعه وفاض بيه عليهم.

يعنى من الأخر الحل: إن كل واحد فينا يكون مسيح! وده مش بس ممكن، لكن كمان مطلوب ودي وصية أن ننمو إلى قامة ملء المسيح فترتاح أنت وتتملي وتفرح وأخوك يتسند ونفسه تشفى ويسند هو كمان مهما كانت الظروف المحيطة بينا كلنا.

وقبل ما تتخيل أن دي رؤية رومانسية للأحداث افتكر الظروف اللي كانت محيطة بالناس مثلا وقت حياة المسيح على الأرض ها تلاقيها كانت يمكن أسوأ من كده
والأهم من كده، تعالوا نجرب حتى لو على مستوى قريب راقب مشاعرك لما بتقدم عمل محبة لحد، وشوف كم الفرح اللي بيتولد جواك لما بتحس إنك قدرت تسعد حد تاني مهما كانت ظروفك.

فى رأيي دي ببساطة كلمة السر من التجسد ومحور رؤية الله لخلق الإنسان على صورته ومثاله ودي خريطة الخروج من المتاهة ودمتم!

ولسه هنكمل كلام عن الوعي.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

إيريني إستمالك
[ + مقالات ]