لا تعني الهوية التشابه أو التماثل المُطلق بين أفراد المجتمع الواحد،
فالجماعات البشرية تكتسب هويتها في أثناء تطويرها للغاتها وعناصر ثقافاتها وطقوس حياتها.. الخ

فالهوية تماثُل نسبي بين جماعة أمة واحدة، وهذا التماثل لا يعني التطابق الكامل لكنه لا ينفي التماسك لا التنافر.

العناصر التي يمكنها بلورة هوية جمعية كثيرة،
أهمها اشتراك الشعب أو المجموعة في الأرض، اللغة، التاريخ، الحضارة، الثقافة، الطموح، وغيرها.
وكلما ضيَّق الشخص دائرة هويته، زاد انعزاله عن الجماعة.

أزمة الهُوِيَّة: الاضطراب الذي يصيب الفرد فيما يختصّ بأدواره في الحياة، ويصيبه الشكّ في قدرته أو رغبته في الحياة طبقًا لتوقّعات الآخرين عنه، كما يصبح غير متيقن من مستقبل شخصيته إذا لم يتيسّر له تحقيق ما يتوقَّعه الآخرون منه فيصبح في أزمة.

أن الذات الإنسانية المتفتحة تنطوي على الأنا والآخر معًا

(الفيلسوف الصيني لاوتسو)

يرى الكاتب والصحفي “[1] أن الإنسان يولد بمفرده، ويموت بمفرده، لكنه لا يحيا إلا مع الآخرين وللآخرين.

ويرى أن الهوية تمر بعمليتين متداخلتين تجريان في آن واحد عند كل إنسان:
العملية الأولى: تتمثل في إدراك الذات الحضارية نفسها، أي الوعي بالأسس المؤسسة لها بقصد إنماء الذات، وفيما هو عرضي فيها وطارئ عليها، والذي قد يكون معطلا لمسيرتها.
العملية الثانية: التعرف على الآخر بقصد التعامل الإيجابي والخلّاق معه، وفهم مصادر قوته التي يعتز بها ونقاط ضعفه وعقده النفسية التي تثقله بغرض الابتعاد عن إثارتها.
لهذا يرى أن الكراهية لا تأتي من اختلاف الهوية بل من طريقة التعرُّف على الآخر.

 


[1] صلاح سالم، الدين في العالم ما بعد الحديث، المكتبة الأكاديمية، القاهرة، 2016.

اقرأ أيضا:

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

فنيس بولس
[ + مقالات ]