كانت الكفارة قديمًا بالنسبة لي مصطلح غامض مرتبط، نوعًا ما، بالدماء وفقًا لـ(عبرانين 9: 22) وهي مرتبطة تمامًا بالخلق، كذلك بفرضية السقوط، والذبائح ودائرة لا تنتهي من تربيط قطع البازل!
نبدأ من البَدْء: لم خلق الله الإنسان؟ هل كان يحتاج لمن يمارس عليه سلطة أو كائن ليُعبد؟ بالطبع لا! منذ الأزل، يعيش الله في شركة مطلقة بين الأقانيم الثلاثة؛ لذلك خلق البشر ليتمتعوا بتلك المحبة المطلقة.
إن الكون المخلوق، بدون الابن الكلمة، لا يعتبر في ذاته كافياً ليجعل الله معروفاً لنا. ولكن التأمل الصحيح في الكون إنما يكون في اللوجوس ومن خلاله، إذ هو أنشأ الكون وأعطاه نظامه المنطقي، وفيه [أي في الكلمة] يتماسك الكون بثبات معاً
إن الله في ذاته ليس منعزلاً لأنه كآب وابن وروح قدس هو في ذاته شركة أزلية للحب والوجود الشخصي. إلا أنه لا يريد أن يكون وجوده هو لذاته فقط، بل بتلقائية وحرية قد أحضر العالم إلى الوجود من العدم وأعطاه تكاملاً خاصاً به، ووضع فيه كائنات مخلوقة عاقلة يمكنه أن يهبها من نعمه ويشركها معه في شركة الحب الخاصة به. ومع أن الله متعال بصورة فائقة، إلا أنه ليس بمعزل عن خليقته، بل هو حاضر وعامل فيها بلا عائق، كما أنه يتدخل شخصياً بعنايته الإلهية في أحداث العالم وفي شئون خليقته من البشر.
(القديس هيلاري أسقف بواتييه)
ارتكز هذا الوجود على نوعية الحياة البشرية وليس وجودها فقط، كان غرض هذا الوجود أن يستمر من خلال محبة الله وليس بالانفصال عنه. لتلك العلة، تتلخص النظرة الشرقية للسقوط في كون الإنسان خُلق من العدم؛ بالتالي ليس له وجود في ذاته، لكن وجوده مُكتسب ممن خلقه أي الله.
من هنا يمكننا فهم إن الإنسان المخلوق من العدم، يحمل في كيانه قابلية العودة للفناء والعدم مرة أخرى، محتاجًا أن يستمد وجوده من الله، وطالما حافظ على تلك الشركة بالله يظل متحدًا به في خلود. لكن سقط الإنسان، وفسد من الداخل.
الموت والشر في فكر الآباء الشرقيين ليس لهم وجود ذاتي بل هم بالأحرى وجود سلبي، فالله لم يخلق الشر ولم يوجده، بل أن الله أوجد للإنسان معطيات تسهل له وجود الخير لأنه خالق الخيرات، ولكن حين امتنع الإنسان عن فعل الخير وأراد اكتشاف العالم بمفرده دون الشراكة والاتحاد بالله وجد الشر كوجود سلبي لانعدام الخير.
بناءً على هذا الفكر، ندرك رؤية الآباء للسقوط على أنه مرض أصاب الإنسان، وليس عقابًا لتهاونه أو عدم طاعته، بل مرضًا أفضى به إلى نتيجة الموت . هنا سمح الله بالموت كعمل رحمة حتى لا يكون الإنسان خالداً في الخطيئة.
كانت خطيئة آدم هي إعلانه أنه ذاتي الاكتفاء ومستقل واختياره اللجوء إلى الطبيعة والحياة البيولوجية كتلبية لمتطلبات وجوده. والحياة البيولوجية مرتبطة بالفساد والموت. وبفصل نفسه عن الله الذي له وحده عدم الموت (1 تيموثاوس 6: 16) والمصدر الوحيد للحياة، أضاع آدم الروحَ القدس، الحياة الحقة.
عندما قال بولس: “لأن أجرة الخطية هي الموت” (رومية 6: 23) فإنه لا يعني أن الله يجازي أعمال الإنسان بالموت بل أن الخطية هي مرضنا القاتل. لم يخلق الله الموتَ ولا يستلذ بموت الأحياء. لقد سمح باللعنة أن تعبر إلى الأرض: “ملعونة الأرض بسببك” (تكوين 3: 17)، تاركاً الإنسان للنتائج الطبيعية لطبيعته الأرضية “لأنك تراب وإلى التراب تعود” (تكوين 3: 19).
خُلق الإنسان قابلاً للموت والألم قبل السقوط وذلك بسبب طبيعة الإنسان أنه مخلوق من العدم وليس لأن الله خلق فيه خاصية الموت والألم. والذي كان من الممكن أن ينجو منه أن بقى في معرفة الله.
(القديس أثناسيوس الرسولي)
الإنسان فانٍ بالطبيعة، لأنه أتى إلى الوجود من العدم… ولكن مع ذلك لو أنه قد استمر موجهاً نظره نحو الله، لكان قد تجاوز قابليته الطبيعية للفساد وبقى غير فاسد وقد قال الله لآدم أنت تراب وإلى تراب تعود، ولم يقل له لقد صرت الآن ترابً، مما يعني ضمناً أن آدم قد خلقَ في الأصل قابلاً للموت والفناء ولكن آدم قد أعطي وعداً بعدم الموت وعدم الألم كهبة إلهية تُمنح له بنعمة الله، وبالسقوط فقد الإنسان هذه النعمة الإلهية، على الرغم من أنه لم يجرد من طبيعته.
(القديس ساويرس الأنطاكي)
ثم ماذا؟
بسبب خطيئة آدم وحواء صارت الطبيعة البشرية فاسدة وأسيرة للموت، لم يرث الإنسان ذنب خطيئة آدم. هذا ذنب شخصي، بل ورث نتائج السقوط التي أصابت الطبيعة البشرية العامة ككل. صارت الإرادة البشرية مختلة وتُفضل في طبيعتها الشر عن الخير!
آدم أخطأ فمات. أما نحن فنولد مائتين إذ نحن عرضة للخطية. الله لا يحكم علينا بالموت الآن لأننا شركاء في ذنب آدم وخطيئته الأولي أو الأصلية أو الجدية كتفسيرات لاهوتي العصور الوسطى وآباء الغرب في ذلك الوقت، بل لأننا نرث طبيعة خاطئة.
الخطية ليست جريمة ضد العدالة الإلهية، لكنها مرض يتلف الإنسان من الداخل.
نتيجة لما سبق، لم يأت المسيح لكي يشفي كرامة الله المجروحة، بل ليشفي الإنسان من مرضه.
منذ التعدي الأول للوصية ساد الموت، وامتزج الموت مع الشهوة بالطبيعة، وصار كل من يدخل العالم بالزواج، من الطبيعي أن يولد مائتاً، وأن يكون خاضعاً للموت حتماً، سواء أخطأ أم لا، وسواء أخطأ قليلاً أم كثيراً، لأن الموت صار ممزوجاً بالطبيعة.
(مار فليكسينوس)
هل كان الفداء والكفارة نتيجة لسقوط الإنسان إذًا؟ بالطبع لا، الله خارج الزمان والمكان، أعد الخلاص قبل تأسيس العالم:
مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ.
(أعمال الرسل 15: 18)
لننظر ما فهمه ابن المكين منذ زمان بعيد:
إن التجسد كان أمراً واقعاً سيحدث وذلك في حال أخطأ آدم أو لم يخطئ… إنه لا يصح أن يُقال أن آدم أب البشر لو لم يخالف الوصية ويخرج من الفردوس لم يكن التجسد المجيد فهذا الاعتقاد خاطئ… إذ يجب أن نعلم أن التجسد كان أمراً ضرورياً في ظهوره لخليقته وأنه قيل إنه لسبب آدم أو لعلة خارجية أو لحادثة من الحوادث الخارجة عن ذاته تعالى كان ذاك قدحاً (إهانة) لجوده تعالى، ويترتب على زعمهم هذا، إن التجسد كان بطريق عرضي صادر عن خطية آدم وفي الحق أنه لا يجب أن يُوقف جود الله على شرط حادث… لكن لما كان من كمال جوده أن يجود بنهاية الجود وأكمله، وهو ذاته تعالى، فلذلك أظهر كمال جوده بواسطة تمكن البشر من مباشرتها والقرب منها ولو مُنع ظهور الله متجسداً وما نتج من جزيل النفع مع القدرة على إمكانياته لكان يرجع ذلك إلى أحد أمرين:
إما ضناً أي بخلاً وإما عجزاً. وعلى هذا يكون الله غير مستحق أن يدعي اسم الجواد المطلق الجود.(ابن المكين، جرجس بن العميد، القرن الثالث عشر)
بعد سقوط الإنسان في الفساد، لم تعد التوبة كافية لأنها لن تغير الطبيعة الفاسدة من داخل القلب، لذا كانت حتمية التجسد، أن يتأنس الكلمة ويصلب ويقوم غالب الموت بالموت ويعيد الفساد إلى عدم الفساد مرة أخرى.
فالكلمة المتجسد هنا قد استطاع أن يجمع فيه الكل، ليرجع الكل إلى عدم الفساد بكونه آدم الجديد الروحي، لأنه بحسب تعبير الآباء: “احتوى في نفسه كل الطبيعة البشرية ل يصحِّحها و يرجعها كلها إلى جمالها القديم“.
فالمسيح هنا قد دخل إلى هيكل جسدنا ومر بنا من الفساد إلى المجد والاتحاد به، كما يقول بولس الرسول في (أفسس2 18:16) كذلك في “لأن الكل مات في المسيح” (2كورنثوس14:5).
لم ينظر آباء الشرق إلى المسيح الذي على الصليب بأنه مهزوم من الخطايا والموت، بل كمنتصر على الموت وعلى الشيطان، وأجمعوا أن هذا الانتصار لنا من خلال اتحادنا في المسيح (يقودنا في موكب نصرته).
ونظريات الكفارة المتعددة؟
طُورت عدة نظريات متعلقة بالكفارة والفدية عبر التاريخ المسيحي -حتى قبل الإصلاح البروتستانتي- منها دفع الفدية للشيطان (مثل غريغوريوس النيصي)، إرضاء الناموس (مثل الآباء اللاتين)، إرضاء كرامة الله وعدله ( فكرة “أنسلم” التي يتم خلطها مع الرؤية المطروحة من قِبَل الإصلاح البروتستانتي).
يمكن شرح البدلية ببساطة في: “البشرية تستحق العقاب على خطاياها. وعندما مات المسيح، أخذ مكان البشرية: وعاقب الله المسيح بدلاً من معاقبته للبشر. وبذلك نُفذ العقاب وتحققت عدالة الله”.
عند “أنسلم” موت المسيح هو هدية قُدمت لله حتى لا يعاقب البشرية في مفهوم استرضائي، فالخطية له هي إهانة لله وأخذ منه ما يملك، أما عند “كالفن” البدلية حيث مات المسيح بديلاً عن البشرية حاملاً اللعنة والعقوبة. بالنسبة لكالفن “نحن فيه (المسيح) ننال الفداء بدمه بل وحتى غفران الخطايا، وبذلك صنع السلام بدم صليبه، وصُلحنا بدمه، وباحتمائنا فيه خلصنا من خطر الموت.
البدلية العقابية هي تعليم أن السيد المسيح قد تجسد لكي يكون بديلًا عن الخطاة، فبذلك حمل كل من الموت والعقاب واللعنة المستحقة على البشرية الساقطة كعقوبة بسبب الخطية. وهكذا يمكننا فهم أن العقوبة القادمة من الله بسبب خطايا البشر قد حملها السيد المسيح عن طريق موته الذبائحي الكفاري.
تستند تلك النظرية للعديد من الآيات مثل: “وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ“. (إشعياء 53: 12)، و”أَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ“. (رسالة كورنثوس الثانية 5: 21). وغيرها.
تظل أزمتي مع تلك النظرية أنها تجاهلت كون ذبيحة السيد المسيح كانت ذبيحة محبة كاملة مرضية لأجل خلاصنا:
هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا
(لحن فاى إيتاف أنف)
لأن موت السيد المسيح على الصليب لم يكن دين تم تسديده للآب لكي يرضي كرامة الله الجريحة، بل كان استعراض لمحبة الله
“نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا”.
(رسالة يوحنا الأولى 4: 19)
يقول القديس يوحنا فم الذهب (350-407) م:
“لو أن ملكاً، قد رأى سارقاً أو مجرماً تحت العقاب، فأعطى ابنه المحبوب، الوحيد، فعلًا، لكي يذبح، ونقل الموت والذنب معاً، من المجرم لابنه (الذي كان هو نفسه ليس به صفات المجرم)، من أجل أن يخلص الرجل المدان ويزيل عنه سمعته الشريرة؛ ثم لو أنه، أعطاه تالياً كرامة عظيمة، ثم بعد ذلك للأسف، بعد أن خلصه وأعطاه هذا المجد الذي لا يعبر عنه، تلقي الإساءة من هذا الشخص الذي نال هذه المعاملة: ألا يكون على هذا الرجل، لو أن عنده أي نوع من الإحساس، أن يختار أن يموت عشرة آلاف مرة على أن يظهر مذنباً بعدم الشكر العظيم هذا؟ دعونا إذاً نأخذ هذا في الاعتبار بخصوص أنفسنا، ولئن بمرارة من أجل الأشياء التي تثير الغضب، التي نعملها تجاه من أنعم علينا؛ لكن، لنفعل هذا، ليس بسبب أنه بالرغم الإساءة يتحمل بطول أناته، ولكن بسبب هذا السبب عينه أننا صرنا مملوءين ندماً”.
(يوحنا ذهبي الفم)
أتحقق نظرية البدلية -لي- العدل والرحمة في آن واحد؟ بالنسبة لي لا، فهي إما تحقق جانب واحد، إما تجعل الأمر كله، وبمثابة سيناريو مُتفق عليه بين أطراف مُتصارعة!
على عكس نظرة الشرق، التي ترى الديّن الذي على البشرية بصورة مختلفة، مثل القديس غريغوريوس اللاهوتي: أن الفدية أو الدَّين الذي دفعه المسيح هو اتحاده بنا ليقدس بشريتنا ببشريته المتحدة بالألوهة ليحررنا المسيح نفسه من قهر الشيطان الطاغية، ويجذبنا إلى الله الآب كرامةً له. فيقول:
“ومن ثم، فإنه من الواضح أن الآب يأخذ دون أن يسأل أو يلتمس، ولكن من أجل تدبير الخلاص، ولأنه كان يجب أن تتقدس بشريتنا ببشرية الله حتى يحررنا المسيح نفسه، ويقهر الشيطان الطاغية، ويجذبنا إلى نفسه بوساطة ابنه الذي دبر هذا كرامةً لأبيه الذي يعطي (الابن) كل شيء. لقد تحدثنا كثيرًا عن المسيح، وبقي أن نكرمه بالأكثر بصمتنا”.
(القديس غريغوريوس النازيانزي العظة الفصحية الثانية ٤٥ : ٢٢ PG 36: 624-663)
هذا أيضًا ما يؤكده القديس باسيليوس الكبير موضحًا أن إيفاء الدَّين بلا مقابل حَسَبَ محبة المخطط الإلهي للبشر.
فالله في صلاحه يعوض البشر بلا مقابل عن ديونهم وعن مسامحتهم لأخوتهم من البشر عن ديونهم، فكيف يطالب الله بابنه الوحيد كثمن وتعويض عن ديون البشر أي خطاياهم، وهو الذي يعطي أكثر مما نعطي نحن لأخوتنا من البشر.
(القديس باسليوس الكبير)
كذلك كتابات ذهبي الفم الذي يقول:
“لأن هذا هو الدَّين. أننا نظل نعطي، ونبقى مديونين على الدوام. إذًا، بعدما قال كيف إنه ينبغي علينا أن نحب، يظهر فائدة ذلك، قائلاً: ‘لأن مَن أحب غيره، فقد أكمل الناموس. إذًا، لا تعتبر أن هذا العمل هو إحسان تقدمه، بل دَّين عليك. لأنك مدين لأخيك بالمحبة بسبب القرابة الروحية. وليس فقط لهذا السبب، بل ولأننا نحن أعضاء بعضًا لبعض”.
(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة رومية عظة ٢٤: ٣)
ومعاصرًا يعترض البروفيسور كاثرين ساندرچير Katherine Sanderegger على سردية أنسلم عن ‘إيفاء الدَّين' و ‘ذبيحة الترضية' قائلًا:
” تبدو للبعض نسطورية بشكل خطير، كما لو كان يمكن تقديم ناسوت المسيح كعمل مستقل للموت البريء، بمعزل عن الاتحاد الأقنومي الملازم للألوهة”.
(كاثرين ساندرچير)
اختصارًا
نظرية البدلية القانونية تعني أن هناك آخر سيخضع للعقوبة بدلا مني، بالتالي من المفترض ألّا أخضع للعقوبة ذاتها. فإن كان المسيح مات بدلًا عنا فلماذا نموت أيضا؟!
نظرية البدلية هي نظرية انفصالية، شخص يموت بدلًا من آخر! لا توجد أدنى علاقة بين الإثنين، تنفيذ الحكم في البديل لا يقتضي وجود المتهم الأصلي، مادام كانت المشكلة في تنفيذ القانون وإرضاء العدالة الإلهية، وليست في الشخص الذي أخطأ!
أما نظرية الشفاء الشرقية تقوم بالأساس على شفاء المتهم الأصلي عن طريق دَم الصليب، الشفاء قائم على الاتحاد بالمسيح لكي نموت معه ونقوم معه، وبدون هذا الاتحاد لا الشفاء لأن دَم المسيح هو ترياق عدم الموت.
تؤمن تلك النظرية بأن المسيح مات بإرادته لكي يأتي إلينا في الهاوية ويقيمنا معه، لأن الموت هو الطريق الوحيد للهاوية، وإذ لم يكن للهاوية ولا للموت سلطان عليه فقد قام منتصرًا عليه؛ فإن متنا معه ودفنا معه واتحدنا به في جسم بشريته بواسطة المعمودية والإفخارستيا، فلا توجد أي انفصالية بيننا وبينه.
لنختم قائلين:
جاء الينا ليحبنا…ليسكب علينا حبه…
ليعلن لنا محبة الآب السماوي…لكي يتحد بطبيعتنا لنتحد نحن أيضا بطبيعته…لكي نكون شركاء في الثالوث الأقدس من خلال وحدة اللاهوت مع الناسوت.(الأنبا بيمن المتنيح، عظة التجسد ومقاصد الأب)
استند هذا البحث للعديد من المراجع، هذه أهمها:
– اللاهوتي الأرثوذكسي، د. عدنان طرابلسي.
– القديس أثناسيوس، ضد الآريوسيين، المقالة الثانية، فقرة 5.
– دكتور هاني مينا، كتاب العدالة الإلهية حياة لا موت مغفرة لا عقوبة.
– العلامة الشيخ جرجس بن العميد الملقب ابن المكين كتاب: مختصر البيان في تحقيق الإيمان، المشهور بالحاوي.
– هيل، تاريخ الفكر المسيحي، 2012، 208.
– جون ستوت، المسيح الذي لا مثيل له (القاهرة: دار النشر الأسقفية, 2010), 108.
– أبانوب صبري، من “الخلق” إلى “الفداء” في المنظور اﻵبائي الأرثوذكسي.
– Lucas F Mateo Seco and Giulio Maspero, The Brill Dictionary of Gregory of Nyssa (Leiden; Boston: Brill, 2010), 224–25.
– Gregory and J. H Srawley, The catechetical oration of Gregory of Nyssa (Cambridge: The University Press, 1903).
– See: Henry Wace, The Sacrifice of Christ: Its Vital Reality and Efficacy (London: John Murray, 1915).
– jean Calvin, Ford Lewis Battles, and John T McNeill, Calvin, Institutes of the Christian Religion: In Two Volumes (London: SCM Press, 1961), 510.
– Ibid, Anselmanian Atonement by Katherine Sanderegger, p. 177.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟