في الأمثال المصرية الجميلة قالوا إن ربنا عرفوه بالعقل. وده الحقيقة مثل لاهوتي مهم قوي، وقبل ما تقول لي: لاء، ربنا عرفوه بالإيمان، اسمح لي أقول لك: الإيمان ده لما يفوق قدرات العقل، واللي مش ها يفهم ويعرف ربنا من خلال العقل وتحليل اللي عمله وقاله المسيح، يبقى بيضحك على نفسه لو قال انه مؤمن. وطبعا لأننا بنعيش في عصر مفيهوش مواقف واضحه وقاطعه من المنوطين بالمواقف، فإحنا بنمر بمواسم بتتكرر على فترات وتتعاد تاني لان المشكلة الأساسية ما بتتحلش ولا بيتبت فيها، فرجعنا تانى نسمع كلام عن المرأة في الكنيسة بعد فضيحة المكرسات اللي يالهوى 😱 دخلوا الهيكل واعتذر اسقفهم وقتها، وبعدين إتكررت الحكاية بشكل تانى. الأم الراهبة اللي بتقرا السنكسار وبردوا ولا سحر ولا شعوذة اعتذر الأسقف واعتذرت الأم واعتذر الجمهور واعتذرت المرأة بجميع أنواعها علشان هذه الخطية العظيمة!
وأنا هنا بأكرر كلام قلته قبل كده، إن دي ليست قضية نسوية ولا لها عِلاقة لها بالجندر والفمينست، لكنها رؤية مسيحية بحته للأمر أنا بادعو من خلالها إن إحنا نستخدم عقلنا علشان نفهم المسيح شايف المرأة ازاى؟
* أولا في خلق حواء القرار كان واضح لنخلق له معينا نظيره يعنى حواء كانت شغلتها تعين ادم وهنا على طول باستدعى كلمات البابا تواضروس أدام الله حياته، أن هناك أفعال للإنسان وأفعال لله، فالإنسان يساعد ولكن الله يعين، وهنا اعطي الله لحواء من أفعاله هو، فلم يقل نخلق له مساعد وإنما معين، تأكيدا على الدور الهام اللي بتقوم بيه حواء بالنسبة لادم.
* ثانيا ها اجري بسرعة على حياة المسيح وأتكلم عن مثال مهم قوى للمرأة، يحل لنا معضلات كتير إحنا مكبرينها اليومين دول، وهو المرأة السامرية وحكايتها، واهتمام المسيح بيها، والتلاميذ اللي اتودودوا ولسّنوا عليه وقالوا ها هو يتحدث مع أمرأة، كل ده مش مهم، المهم بعد ما الست سمعت وفهمت والمسيح ملك قلبها وعقلها وجريت علشان تبشر بيه وتتكلم عنه، وبالمناسبة، دى المهمة اللي فشل فيها التلاميذ، هما ما قدروش أصلا يدخلوا السامرة لكن المرأة دي كرزت بكلماتها الخاصة، وكتبت إنجيلا وبشارة مفرحة للسامريين عن المسيح، ولما نشغل عقلنا كده اللي ربنا إداه لنا، نلاقى إن الكرازة اعظم من قراءة السنكسار، طبعا لأنها مش إعادة أو ترديد كلمات وإنما إنشاء انجيل (باكررها تانى بقصد) لتصبح أول كارزة بالمسيح.
* وبسرعة ها اجى لوقت قريب من كام سنة بس، علشان نكتشف الازدواجية اللي إحنا بتعيشها، وضحالة التفكير اللي تخلينا نثور من أفعال إحنا أصلا متعايشين مع أقوى منها بكتير، ونروح للام أيريني رئيسة دير أبو سيفين الشهيرة جدا، واللي كانت بتقف على المنجلية في حضور طغمات من الإكليروس علشان توعظ وتحكى عن عمل المسيح ومواقف أبو سيفين ومعجزاته، وهى بالنسبة لكثيرين قديسة، واحب افكر الناس اللي كانت بتحضر قداسات إنها كانت أحيانا بتناول الدم 😎…. وقبل الصراخ دي حقيقة أنا مش ها أسعى للدفاع عنها من طقس الكنيسة ولا دور الشماسة الكاملة في الدسقولية، ولا يهمنى الحقيقة خالص إنها تكون صح أو خطأ، لكن يهمني إنها حصلت على مرأى ومسمع من آباء كثيرين، وكانت مقبولة لأنها الأم أيريني، وده اللي قلته في منشور سابق إن ما ينفعش نكيل كل نص ساعة بمكيال، ونمشي بمنهج الغوغاء اللي بيثوروا من غير ما يفهموا ولا يفكروا، وها اكرر تاني قراءات الراهبات والمكرسات والخادمات في الليتورجيه والتسبحة، حضرتها واشتركت فيها بنفسي مع آباء مازالوا أحياء، منهم من أدين له بالكثير ومنهم اللي اتصدمت فيه لمًا سمعت وشفت منه مواقف عكس اللي عشتها معاه بنفسي قبل كده، واعتقد الفيديو اللي انتشر لقراءة الراهبات والمكرسات في حضور المتنيح الأنبا بيشوي ده اكبر دليل على إن الناس اللي بتتكلم في الموضوع ده مش بس متآمرة على الكنيسة وليها أهداف من وراء إثارة البلبلة دي، لكنهم زي ما اتعودناهم أغبياء وجهلة مش بيقروا ولا بيفكروا كويس قبل ما يقوموا الدنيا.
*وأخيرا، ببساطة شديدة نلقى نظرة على الكنائس المشتركة معنا في الإيمان، العائلة الارثوذكسية اللاخلقدونية، ونشوف دور المرأة إيه في خدمة الليتورجية، وقبل ما أقول هراطقة وكفار افهم الأول إن إحنا متحدين معاهم في الإيمان والعقيدة، ومسموح لنا بمشاركتهم فى الطقس.
يعنى حضرتك ممكن تروح تحضر قداس وتتناول في الكنيسة الأرمنية أو السريانية، ويكون اللي بيخدموا في القداس شماسات عادى جدا، ولا دي هرطقة، ولا انهيار الإيمان، ولا ربنا ها يغضب لو المرأة اللي خلقها واللي احبها وائتمنها على شركة التجسد ومعية رحلة حياته على الأرض وعلى خدمته بمجهودها وأموالها وأولادها واللي ظلت معه حتى الصليب والقيامة، قرت السنكسار ولا شالت الصليب في الدورة ولا دخلت المذبح فهي تتحد بمن هو اعظم من المذبح، هي متحدة بالمسيح ذاته.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟