منذ تأسيسها رسوليًا، وعت كنيستنا وحافظت على إنها كنيسة الشعب، ليست “الكنيسة” بدون الشعب، ولا وجود للأسرار في غياب الشعب، صلوات الكاهن في غياب الشعب تمتمات لا تنتج أثرا، طبقت كنيستنا النموذج الرسولي الوارد في سفر أعمال الرسل بصرامة. الإكليروس للرعاية وفقط للرعاية، الشعب هو من يختارهم ويجلسهم ويمنحهم المشروعية، ويصادق روح الله على الاختيار.
الأمر ليس كذلك الآن لأسباب لا داعي للخوض فيها، لكن هذا الحيود الحاد عن النموذج الرسولي يمثل أخطارًا جوهرية تمس وجود الكنيسة ذاتها على المدى الذي ليس بعيدًا كثيرًا.
منذ نشأتنا الرسولية، وقبل أن يعرف إكليروسنا البتولية، ملابسهم المزركشة وتيجانهم المرصعة، كان العلم هو أداة روح الله لنمو الكنيسة، وساق لهذا رجالًا علمانيين استغرقهم العلم حتى البتولية، رجال سرى وسيسري طيب ذكرهم في المسكونة والملكوت، كنوز ما تركوا من كتابات لا زالت تجوب كنائس العالم ومعاهده اللاهوتية ولا زالت تثير الدهشة والإعجاب، بُني مجد كنيستنا وقيادتها للعالم المسيحي فكريًا من بين أناملهم الدقيقة.
وحين خبت مدرستنا، خابت كنيستنا..
نحن نعي جيدا أن كنيسة بدون معاهد لاهوتية دؤوبة، وباحثين متقدي الذهن، وطلاب نابهين، هي تينة يابسة بلا ثمر، كما نعلم القاع الذي استقرينا به لظروف تاريخية ضاغطة، الذي يجب أن نغادره بكل ما نملك من قوة.
المؤسف هو أن كثيرين لا يشاركوننا الرأي ولا يشاطروننا الرؤية، انطلاقًا من رؤية ذاتية ضيقة لا تعبر عن صالح الكنيسة وإنما تعبر عن الاستئثار بالسلطة، بل تسعى للحفاظ على مكانة وحظوة تم تحصيلها في مناخ الجهل السائد، وغني عن البيان أن هذا لن يفت في عضدنا، فمن يضع كنيسته نُصْبَ عينيه لن يلتفت لأفعال الصغار.
نحن نؤمن أن لدينا مسؤولية أخلاقية تجاه الكنيسة، أن افتقدها البعض، فنحن لها حتى نعيد الأمور إلى نصابها. فلا اتهامات إلا في قنواتها الشرعية وبالأدلة الكافية للفحص، أما إطلاق الاتهامات على عواهنها ودون مسؤولية، وهي الآفة التي انتشرت في كنيستنا مع التجييش والاحتكام لغير المؤهلين، فلا يمكننا قبوله ولا يليق بكنيستنا.
وهنا انطلاقًا من الأخذ في الاعتبار كل ما سبق، وسعيًا لتصحيح خطأ من أخطاء الصغار، نحن الموقعون أدناه مُلاك هذه الكنيسة وآباء وأمهات ورثتها، وتأسيسًا على مسؤولية المُلاك عن أفعال عمالهم، نتقدم بداءة بالاعتذار لكل من:
+ الأستاذ الدكتور جوزيف موريس فلتس.
+ الأستاذ الدكتور سينوت دلوار شنودة.
عما طالهما، وما قد يكون ماسًا بمكانتهما العلمية والأدبية، التي نقدرها حق قدرها، ونطلب منهما بإلحاح وبدالة الجسد الواحد الذي يجمعنا ألا يثنيهما ما حدث عن الاستمرار في الخدمة بكل طاقاتهما، فلدينا أعمالًا جليلة تنتظرهما، ونتقدم لهما ختامًا بعميق احترامنا وحار تحياتنا.
للانضمام والتوقيع وتسجيل موقف شعبيّ، يمكنكم استخدام هذا الرابط.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟