أصدرت "حركة الروح الأرثوذكسية" أورثوذوكسا، رسالة، ناشدت فيها الآباء الأساقفة أن ينأوا بأنفسهم عن مستنقع إيلاء اعتبار للكتاب المشبوه "نقد التقليد الكنسي" والرد عليه، وأن يتركوا الرد للعلمانيين غير الكهنوتيين، لكن للأسف لم تلق الرسالة استجابة من الموقر الحبر الجليل نيافة الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، الذي انبرى - دون حصافة - للرد، فأعاد إلى أذهاننا قصة شهيرة عن الدب والذبابة.
قرأت هذه الصفحات – التي تمثل الرد الذي “قرأه” علينا – مرارا، حتى خشيت علي شراييني من الانفجار، دون أن اهتدي لمن يوجه رده هذا
رابط الرد:
هل يوجهه لعوام الأقباط؟ ولما؟؟ هل تناهى إلى سمعه الشريف أن هناك من تأثر بالكتاب وأنهم على وشك ترك المسيحية والنكوص عن إيمانها، والرجل يشد من أزرهم؟
هل يوجهه للكاتب؟ فإن لم يكن ما فعله هو عين الفشل فماذا يكون؟؟
هل يظن انه ألقم الكاتب حجرا بهذه الكلمات التافهة؟ الواقع أن الرجل تندر عليه وسخر منه، في موقف كنا نرجو أن يجتنبه، ندي له جبيننا وجبين الكنيسة المحسوب عليها نيافته شئنا أم أبينا.
ولنستعرض معا نتائج رد الرجل
الرد ضمنيًا أقر بصحة ما ورد في متن الكتاب، وصحة المراجع والاقتباسات (علي غير الحقيقة) والمأخذ فقط أنها من إعداد وصياغة الخوارج (هكذا!!)
الرد ضمنيًا أقر بخطورة الكتاب على المسيحية (هكذا!!) حتي انه استعمل تعبير “هدم كل أساسيات الإيمان”
ما ورد في الرد مخالفًا الكتاب ومناقضًا له، كان بمنزلة محاولة إخفاء الشمس بأصبع السبابة، فنعم يا سيدي كانت المسيحية دين ودولة من بعد “نيقية” ولا مجال لإخفاء هذا واستمرت هكذا قرونا طويلة.
ونعم يا سيدي كانت الغيرة بين الكراسي الكنسية والأهواء محركًا لبعض أحداث المجامع وإلا ففسر لنا ما حدث في خلقيدونية.
فهل يرى نيافته أن طريقته الصبيانية هذه، قد محقت ما ورد في الكتاب؟
أظهر الرد الواهي ما يوحي بهوان وضعف الكنيسة وغياب الموضوعية عنها، فضلا عن غياب القدرة على الرد المفند لأباطيل الكتاب (وهي كثيرة لا تحصي)، حتى أنها تستعدي الدولة على الكاتب وتطلب مصادرة الكتاب في تصرف أحمق يأخذه من ليس له صفة أن يتحدث باسم الكنيسة، مما دعا أحد الذين قدموا للكتاب بوصفه بأنه الكتاب الذي زلزل الكنيسة حتى سعت إلي مصادرته.
لن أطيل في سرد نقاط الرد الكارثي، والذي حملت كل كلمتين متجاورتين فيه لغما ببراعة يحسد عليها كاتبه.
الرجل ربيب مدرسة تجاوز الزمن خطلها ورعونتها، مدرسة حرقت كتبا في أقدس معابدنا، نفخت في خطورة أعمال تافهة حتى طبقت شهرتها الأفاق، كان بحثها فقط عن الشعبوية والغزوات الدونكيشوتية البهلولية، دون النظر للخسائر، وكنا نأمل أننا تجاوزنا هذا الخطل.
انزلاقات الرجل كثيرة، تخلو من كل ما يجب أن يميز مواقف المسئول، تفيض بالسطحية والضحالة والخوض فيما لا يخصه، آثارها دائمًا شديدة السلبية، وقد آن أوان تجنيب الكنيسة هذه الأثار.
أتوجه لسادتي أعضاء مجمع الكنيسة، وعلى رأسهم قداسة البابا المكرم الأنبا تواضروس الثاني، بندائي ورجائي لكبح جماح هذه الانزلاقات المتكررة غير المحسوبة، والتي تلقي بظلالها القاتمة على كنيستنا العريقة معلمة المسكونة.
الرب يسبغ كل نعمه عليكم ويعينكم ويحفظكم في روحه
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟