صورة المقال ملتقطة يوم الإثنين 18 مارس، لوقفة احتجاجية رتبها بعض الشخصيات العامة الظاهرة في الصورة.
تلاحظ ضمن هذه الشخصيات، وجود مرشح سابق لرئاسة مصر مثل الأستاذ حمدين صباحي، بالإضافة لشخصيات كانت في مناصب وزارية سابقة كما الأستاذ كمال أبو عيطة، مرورًا بشخصيات برلمانية سابقة، وشخصيات مسيحية، أو مازالت موجودة على الساحة الإعلامية المسيحية ولها برنامج يبث على فضائية مي-سات التابعة لإدارة الأنبا إرميا، الأسقف العام.
ما المشترك بين هذه الشخصيات (غير كونهم مصريين طبعاً)؟
إنهم أيديولوجيا يسار.. فعليًا أغلبهم يقول صراحة إنه “ناصري” التوجه السياسي!
علشان إيه المظاهرة دي؟
علشان غزة..
الأستاذ حمدين صباحي تحديدًا عمل تويتة قبلها بخمسة أيام يقول فيها: الدفاع عن غزة، دفاع عن مصر
ثم قبل المظاهرة بيوم واحد، أضاف تويتة أخرى لتنصيب حركة المقاومة الإسلامية: حماس، ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للأمة العربية بأسرها.
انتهت بإيه المظاهرة دي؟
إتضربوا، وتم الاعتداء عليهم من عوام وآحاد الناس.
بيقولوا إيه المتظاهرين عن حادثة ضربهم والاعتداء عليهم؟
الأستاذ عبد الخالق فاروق قال على صفحته: كلنا الآن في خطر من نوع جديد. (ميلشيا صبري نخنوخ وميلشيا إبراهيم العرجاني)
من الأخر يعني، الناس دي قالت نفس كلام الإخوان: الدولة بتعمل ميلشييات لفض المظاهرات.
المظاهرات، اللي هما خمسة سته أساسًا، وشخصيات عامة في قلب دولاب الدولة، وكل واحد من دول متحرك وواخد جرين لايت من جهازين تلاته قبلها أساسًا ومش قايل لزمايله وﻻ مريديه ليتقال عليه “أمنجي”!
بغض النظر عن موضوع غزة بالكليّة، نلاحظ سيطرة “نظرية المؤامرة” على أدمغة اليسار، مؤمرات من دولتهم ذات نفسها وأنها تريد التخلص منهم! طيب ليه الدولة تعوز كدا وأنت بتاعها رسمي!
بالتأكيد قانون التظاهر معيب، وبالتأكيد الاعتداء على أي مظاهرة هو جريمة. لكني ﻻ أفهم، لماذا هو غير وارد عند اليسار والناصريين أن أغلب الشعب المصري مش طايق بالفعل أي مظاهرات لدعم غزة؟ ليس لنقص في التعاطف لا سمح الله، لكن على الأقل لنقص في الموارد، فأي دعم مصري لغزة هو بالضرورة محتجز من موارد مصرية، وأنت بالفعل مش مكفي مواطنيك ولسه معوم وبتخدع الناس إن الأسعار هاتقل بينما السولار بيزيد، وبالتالي كل النقل العام وكلفة نقل الغذاء ستزيد!
بطريقة أخرى،، الناس بتاعت الشارع، وﻻ ليها دعوة بيك ولا بغزة، لكن لماذا الاستغراب أو عدم التوقع إنها ممكن تشوف دعواتك بتضر بمصالحها ومصالح عيالها، ومن الوارد جدا تتهجم عليك علشان كلامك وشعاراتك هما اللي هيدفعوا تمنها يا حنجوري وهي مش ناقصة!
رجل الشارع -على حسب وعيه- ﻻ يرى سوى كونك تطالب حكومتك بأشياء ستختصم من احتياجاته. فلماذا ﻻ يستعديك وأنت تضره اقتصاديا؟ ولماذا ﻻ يراك تحاربه اقتصاديًا؟ ولماذا ﻻ يخاف أن تستجيب الحكومة التي سمحت لك بالتظاهر -إن لم تكن مستجيبة أصلا- وعليه، قد يريد أو من حقه أن يتظاهر هو أيضًا لإعلان عدم موافقته أو رفضه لدعواك.
هل لو طلب بعضهم تنظيم مظاهرات “ضد دعم غزة”، سيوافق عليها؟؟ هل ستعتبرها مظاهرات تعبير صحيّة وصحيحة عن مصالحهم (التي هي ضد مصالح غزة، وضد الحكومة، وضد الأزهر)؟ أم ستقول عنهم عملاء إسرائيليين وصهاينة وخونة وتطلع عين اللي جابوهم ضرب واتهامات وقواضي ومحاكم كما فعل الأستاذ الناشط العمالي اليساري الناصري كمال أبو عيطة، بعدما اتهم الأستاذ هشام قاسم نفس الاتهامات المؤامراتية عينها (والدولة -ذات المليشيات بتاعتك- استجابت له!)
ماذا يعرف القومعروبيين الناصريين عن المظاهرات؟ ماذا يعرفون عن التعبير عن الشعب المصري الذين حولوه لدويلة تابعة، أو محافظة في دولة عربية أكبر؟ أليس جمال عبد الناصر نفسه من أجر شعبًا يطوف حول مبنى البرلمان المصري ويهتف “تسقط الحرية، تسقط الديمقراطية” في أزمة مارس؟ هل خلي بينا الوفاض حتى يحدثنا أبناء ناصر عن “مصالح الشعب”، و”الميلشيات” و”المؤامرات” اللي بتعملها الدولة!! لماذا ﻻ نقبل الواقع السياسي كما هو، ونتعامل معاه كما هو، بدون “افتكاسات” غير منطقية!!
طيب على الأقل انزل أتظاهر يا خويا ضد أزمة السكر الأول، على الأقل علشان تكسب الناس، بدل ما أنت منظرك كدا وأنت واقف بطولك محدش معاك غير صحابك على القهوة!
صباح الخير أيها اليسار، يا صاحب مقولة: “كل شعب يستحق حكومته – إلا غزة”!!
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟