الواقع الحالي وبلا رتوش، إن كنيستنا تحولت إلى مؤسسة، مؤسسة اقتصادية ريعية عملاقة، وبلا يسوع نهائيًا.
وما نفع يسوع لهكذا مؤسسة!! أليس الدمسيسي أو الرزيقي أكثر نفعًا، ألن يجلب “العريان” ريعًا لن يستطيعه يسوع؟
سأتذكر دوما ذلك الكاهن المارق المتحدي يقول: “أيوه احنا بتوع يسوع” ردا على سؤال مستنكر ساخر: “أنتوا بتوع يسوع!” وسأتذكر أيضًا ما حاق به.
سيكون من السذاجة أن تسأل أين يذهب الريع؟ ولمن؟
الثمار للأسياد أصحاب الجنة، المقرات والسيارات والنفقات والسفريات والرشوات وإصلاح خلقة الاعوجاجات والأسنانات، الباروكات للعشيقات، والمشروعات للأقارب والقريبات، ثم، وبعد عمر طويل مديد. المزارات والرفات.
ولكن ستبلغ بهم الحصافة أن ينتهجوا نظرية اقتصادية هي “الثمار المتساقطة” سيربط الأسياد نفرًا غير قليل بالماكينة الاقتصادية العملاقة انتظارًا لبعض الفتات.
ستسمع ما يصيبك بالغثيان عن القتال حول الإشراف على لجنة الرِّحْلات، أو الكانتين، أو بيع منتجات الأديرة، ولا أعلم ماذا أضافوا أيضًا من مجالات طفيلية، لكنها تصبح مصدرًا “غير بطال” للترزق.
فساد مريع لن تصدقه إذا اقتربت من عالم الإنشاءات الكنسية ومتعهديها “الملاكي” شركاء الإكليروس.
دوائر ربط أخرى نتجت عن التشوه النفسي الذي أحدثوه في الأقباط، فالحظوة التي يتمتع بها الإكليروس ستنتقل تنازليًا إلى كل من يمارس دورًا خدميًا في المنظومة، بدءَا من الذي سيلعلع بصوته قائلَا: “أي بي بروس افكي استاسي تي” حتى أمين الخدمة، مرورًا بعشرات من يبحثون عن أي دور.
ورغم محمودية “شهوة” الخدمة، إلا أنها تتحول مع هؤلاء إلى احتياج مرضي ربما يتنازل عن “لحمه” للحفاظ عليه.
يتمتع الفساد الكنسي المؤسسي بحماية الجميع، بداية من مجمع الأساقفة نفسه، الراعي الرئيسي للفساد والمستفيد الحقيقي منه، ولذي لن يسمح بسقوط أحد أفراده، لأن الأمر يمس الجميع، ويشوه المؤسسة بالكامل، وسينعكس بالسلب على “الريع” فيتضرر الجميع.
للذين هم “من خارج” فليس في الإمكان أبدع مما هو كائن، أساقفة عراة أمامهم، دون قطعة ستر واحدة، لأن كل مفسدة، صغرت أو كبرت، مصورة ومسجلة، فليس للاندهاش مكان إذن.
إن تُختار لعضوية المجلس المقدس -بطريقة يعلمها الشيطان وحده- تنسبغ عليك حماية مجمعية مجتمعية، تقتل، تزني، تكذب، لا بأس، الجميع في الهوى سواء، ستبقى عضوًا ولو اقتلعت عيون رعيتك.
هل حدثتكم عن فساد التعليم؟ لن أفعل، فقط سأخبرك أنه مع الفساد المالي والأخلاقي صنوان لا يفترقان، وهما كهاتين (أشير بأصبعي السبابة والوسطى) في الجحيم الحالي
لن ينصلح التعليم دون إزالة العفن الحالي، وهو ما ستتبين مثلي أنه باق.. باق.. باق.
ماذا نفعل إذن؟
لا شيء، افعل مثلي، اسخر.
ابدأ بالسخرية من نفسك، إنك تعيش هذا الزمن الرديء، واسخر من تحضرك الذي يمنعك ـن تمسك سيفًا وتعمل فيهم تقتيلًا. ثم اسخر منهم، ومن تسفلهم غير المسبوق.
“سستم” نفسك ‘ن قيمًا مثل الحق والخير والجمال ليست للوجود في مؤسسات كنسية بلا يسوع.
أما ماذا تفعل في أبيات أحمد مطر الحكيمة:
إذا تركت أخاك تأكله الذئاب.
فاعلم بأنك يا أخاه ستستطاب.
ويجئ دورك بعده في لحظة.
إن لم يجئك الذئب تنهشك الكلاب.
أن تأكل النيران غرفة منزل.
فالغرفة الأخرى سيدركها الخراب.
فلا شيء، فقط، تذكر أن كاتبها لا يعرف له أحد “طريق جرة”.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟