الصورة المرفقة هي ورقة امتحان لأحد المواد المخترعة محليًا ب (اللاهوتية) بالقاهرة، القسم المسائي

وهم المعرفة في الكلية الإكليريكية 1
نلاحظ اﻷتي:

رئيس القسم حاطط قبل اسمه لقب متخطي “يونس شلبي” لما قال: “الدكاترة ناصف”، في أحد المسلسلات الكوميدية..
حاطط أ. د. د. د. (تلاتة دال)
وده حاجة مش بتدل على إنه واخد الأستاذية وتلاته دكتوراه، لأن مفيش درجة علمية بتزيد بالتعدد
وإنما بتدل على شعور نفسي بالنقص والفشل العلمي لم تستطع (د.) واحدة التعبير عنه..

ليه عنده شعور بالنقص والفشل؟

مفيش كُلْيَة، ولا معهد، ولا ابتدائية قبطية حتى، معترف بيها دوليًا، أو بأنها تدي درجة علمية تصلح للعمل حتى ولو في ليبيا أو أثيوبيا أو الصومال!

ليه العالم مش معترف بدرجاتنا العلمية المحلية؟

علشان العلم (أي علم حتى لو كان من العلوم الإنسانية زي دراسات الأديان) هو منتج أكاديمي غير مسيس وغير مؤدلج ولا يتناول كلام محلي غير مثبت ومشكوك فيه أصلا ويطلق عليه علم،، العلم منتج تراكمي عام،، يعني بتضيف حاجة يعترف بيها الكل إنها مفيدة، مش مجموعة ترى إنها مفيدة.

بطريقة أخرى، مادة علم التقاويم دي بلح! مفيش حاجة كدا أساسا.. والمنتج اللي طالع وطافح ده منتج خاطئ علميًا ومؤدلج بانحيازات محلية (أقباط أرثوذكس) لأنها العقيدة السائدة في الكنيسة اللي عاملة الكلية وبتصرف وبتعين كهنة من مازورتها الدينية المحلية مش الدولية.. يعني لما تردد كلام غير علمي ولم يجتاز نقد أكاديمي مبني على الشك الديكارتي،، وتقعد تعيد فيه لملايين السنين فده ممكن يعينك “كاهن” في كفر الهنادوة الأرثوذكس، لكن مش هايخليك عالم أو واخد ابتدائية حتى.. وبشكل مختصر:

أكبر عدو للمعرفة ليس “الجهل”،
بل “وهم المعرفة”

(ستيفن هوكينج)

ما يحدث في الإكليريكيات القبطية هو “وهم معرفة”.. من الآخر يعني بيحفظوهم ردود زي الكتاتيب، مش بيعلموهم بحث حر ويرضوا بحقيقة النتيجة.

ومن ثمَّ فالخريج من دول مش بيطلع “باحث”.. بيطلع وهو مؤمن انه “عارف”! فده خلاص كدا وصل وصعد للسماء وممكن يفتي في أي حاجة وهو متأكد جدا، وكأنه كليم الله شخصيا!

اﻷخيرة سبب للي قبلها.. يعني العالم مش بيتآمر علينا علشان إحنا علماء كويسين ومتدينين واحسن منهم.. شيل الأوهام دي من دماغك، هما بيعزلونا لأن معندناش منتج علمي وإنما أدلجة عقائدية.. العلم له قواعد وليس منها الانحياز لله ورسوله وقديسيه.. ببساطة الإنسان التاريخي بيعمل سلوك تاريخي، وبيتم تقييم السلوك في ذهن المتلقي، ومفيش حاجة اسمها قداسة تحصن من النقد المنطقي أو الشك العلمي.. مفيش منهج تفكير محترم ويكون قائم على الاستنكار بطريقة: “لا ده راهب مش هيقتل، دول أكيد المسلمين”، أو: “ده من الصحابة فمش هينصب وأكيد دي إسرائيليات”، أو حتي حاجة اجتماعية مبنية على تنميطة سابقة زي: “دي سيدة فمش هتكذب لأن الستات ميعرفوش يكدبوا”.. كل ده بيتم النظر له على انه انحياز ثقافي واجتماعي مُفسد للموضوعية..

بشكل رياضي بحت،، فانت مينفعش تغلق باب احتمال وارد حدوثه بناء على اعتقادك الطوباوي المثالي بإن ده “مُقدس” فتستثنيه من الاحتمالات المُمكن حدوثها، فتحصنه ضد التقييم التاريخي المناسب لسلوكه البشري.. مينفعش في العلم تحصن (أو تنتهك) شخصية لمجرد اعتقادك.. ولو عملت غير كدا العالم هيبصلك على انك متدين أسمر جميل وساذج ومسكين وفي pathways اتقفلت في دماغك وخلاص لازم تتعزل عن الأسوياء، لأنك مريض بتطويب واقعك التعس! وأي حد هيحاول يفتح مداركك أو ينبهك للاحتمالات المنطقية الحدوث واللي منها الـpathways المستبعدة عندك نتيجة التقديس، إنت هتهاجمه زي أي إنسان موتور وتتهمة بإنه من ال”تانيين” اللي بينتهكوا مقدساتك وعايزين يشوهوا الوهم اللي بتقدسه!

هل انزعجت من جملة “الوهم اللي بتقدسه”؟

لو انزعجت تبقى مش حاطط أي احتمالية انك ممكن تكون بتقدس أي خرافات تسللت ليك لأي سبب.. فيبقى تفكيرك عقلاني وهتطلع بحث موضوعي إزاي؟ ما انت حاسمها مسبقا بإن ده مش وارد أبدا؟

ربما أكون قاسي في طرحي، بس هل قدرت أوضحلك إن “” مش سهل ومحتاج منك تدريب؟

عموما،
  • المسيح مولود من 4 – 6 قبل الميلاد.. أحدث دراسات قريتها بتقول إنه شتاء عام 4 ق.م. بنسبة خطأ محتمل عام كامل.
  • حتى بالحساب اﻷبقطي هو ليس دين، بل توفيق بدائي بين الحساب القمري اليهودي والحساب الشمسي، علشان كل (طائفة) تاخد حتة وتتنازل عن حتة، والمركب تمشي.. ده حكم التاريخ على المجمع اللي كان بيوفق راسين في الحلال،، لا هو دين ولا حتى علم لاهوت، ولا مستاهلة التمسك بيه أو حتى مناهدة في تغييره..
  • وضع امتحان بالكامل تطلب فيه من دفعة دراسية طريقتك المحلية الغير دولية في حساب التواريخ.. معناها إصرار على القطيعة عن العالم وعن العلم.. ومعناها برضو الإصرار على اعتناق أفكار شوفونية إستاذ-دادية في إن أدق تقويم.. وده بلح.. التقويم مرحل والترحيل بيزيد وده كلام خلصان في العالم كله بما فيه وكالة ناسا، واللي طبعا بتتعامل معانا ككائنات فضائية تستحق الدراسة بمعزل عن العلوم الإنسانية التقليدية..!
  • عايزين مراقبة علمية على مناهج التعليم الإكليريكية، ﻷننا نفسنا الكهنة تدرس بمنهج علمي.. مش نردد كلاما باطلا..وبدون ده محدش يتوقع إصلاح وإحنا فاتحين مفارخ لـ “وهم المعرفة”

 

اقرأ أيضا:

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

باسم الجنوبي
[ + مقالات ]