“أنا عطشان…أعطيني لأشرب”.. ” أنا هو الماء الحي”
مضادة المسيح والمسيحي على الأرض.
إن المسيح ابن الله هو ” الله الظاهر في الجسد”. والمسيح قال عن نفسه أنه “ابن الإنسان”، لأنه جدَّد خلقة الإنسان عندما لبسها جسدًا له، فصار أصلًا جديدًا عِوضًا عن آدم الأول، لكل إنسان يؤمن به. لذلك فإن المسيح صار هو نفسه “بكرًا بين أخوة كثيرين”. أي باكورة وبداية الخلقة الجديدة لكل إنسان يصير من ذريته بالإيمان.
إن سيرة المسيح على الأرض هي سيرة كل مسيحي في مسيرته في هذا العمر حتى اكتماله في الملكوت. ونرى في سيرة المسيح اكتفاءه الإلهي وغناه المطلق الذي لا يعوزه شيء، بل هو مصدر غنى للمسكونة ومن فيها:
وَقَفَ يَسُوعُ ونَادَى قِائِلًا: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ».(إنجيل يوحنا 7: 37)
“فأجابَها (المرأة السامرية) يَسوعُ:
«كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».(إنجيل يوحنا 4: 13، 14)
ولكن وعلى الرغم من كل ذلك، فإن المسيح كان عطشانًا واحتاج بل وطلب من المرأة السامرية أن تعطيه ماءً ليشرب. بينما هو الذي أشار لها أن ترتوي منه (يوحنا 4)
لذلك فإن منهج الروحانية المسيحية يجمع بين غنى أرواحنا في المسيح وبين احتياج الجسد اليومي دون احتقار للجسد ولمتطلباتنا اليومية من: طعام/ مال/ عم/ صداقات/حب/ جنس/ تعامل مع الآخرين… ألخ.
ونختم بهذا التطبيق للحب الزيجي بين الرجل والمرأة لما هو إلهي فنقول أإن الحب قوة بمظهر الضعف “أعطيني لأشرب” هو احتياج للمحبوب بغرض عطاء ذاته “الماء الحي” لها.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟