إذ كان كثيرون قد قد أخذوا بتأليف قصص وحكايات في الآيات المتيقنة عندنا، ومختلفة خالص عن اﻵيات التي سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة، رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت أصل الرواية من الأول بتدقيق، أن أكتب إليك أيها العزيز عبصمد عن كل حاجة بالتفصيل، لتعرف مدى صحة الكلام الذي علمت به وتحكم بنفسك يا برنس.
من يكرمكم يكرمني، ومن يكرمني يكرم الذي أرسلني
الآية دي سمعتها كتير قوي من بطاركة وأساقفة ومطارنة وكهنة ووعاظ وشمامسة وخدام كتير جدًا، و”مفترض” بحسب كلامهم إن السيد المسيح قالها، واللي بيستخدمها هما ناس كتير لإثبات إكرام رفات القديسين مثلًا، وأنا من موقعي هذا، أتحدي أي شخص يجيب لي شاهد الآية دي من الكتاب المقدس!!
لما رجعت بالزمن وتتبعت أصل الموضوع، لقيت العظة الأصلية اللي أتقال فيها الآية دي, طلع إنها اتقالت عن طريق الأنبا شنودة سنة 1979، ومن ساعتها أيها العزيز عبصمد وكله أخدها وكأنها إنجيل… في الأول البعض اعتقد إنها آية فعلًا، والخيط كر بعدها… عمم كبيرة وصغيرة اخدوها كمرجع، وهاتك يا ترديد وتكرار بدون بحث ولا فحص ولا خلافه. فتخيل أيها العزيز عبصمد إن في عِظات لا تحصى وأجيال كاملة نشأت ومئات الكتب أتنشرت علي هذه الآية”مجهولة الهوية”، ومئات العظات قامت على آيات بينات أخري زي دي، وملهاش وجود أساسًا !! أه والله العظيم زمبؤلك كده!
في سنة 2015 حماة الإيمان نزلوا رد علي الموضوع، وطلعوا يتصدوا للمهرطقين وللدارسين اللي اكتشفوا الخطأ ده من سنوات، والطبيعي انهم لازم يفتوا، والصراحة كل ما بيفتوا أكتر، كل ما بيتفضحوا وبيبان جهلهم أكتر، ويبرز تساؤلات عن اللي معينهم وجايبهم وموفر لهم كافة الإمكانيات المادية وسخر لهم كل وسائل الدعم و النشر المقروء والمسموع.
الغريب إن في دفاعهم عن الآية “مجهولة الهوية” تجاهلوا معظم الترجمات المعروفة للكتاب المقدس، بكل اللغات اللي بتقول صراحة ونصًا وتحديدًا: من يقبلكم يقبلني
واستعانوا بترجمة حديثة جدًا لبروفيسور اسمه هوكس، واسم الترجمة BBE (Bible in Basic English)، شخص وحيد ترجمها عام 1965 وغير متداولة ولا معروفة وهي الوحيدة المكتوب فيها يكرمكم
! مش يقبلكم
!!
بالرغم إن الأصل اليوناني مفيهوش يكرمكم
! والترجمات العربية والانجليزية كلها مفيهاش ريحة كلمة من من يكرمكم يكرمنني
وكل ده لأنهم مش عاوزين يطلعوا غلطانين، ولا عاوزين يغلطوا أي شخص من اللي قالوها من بين عشرات الأشخاص المحسوبين عليهم، وأكدوا علي أساسها إن ده المعني!!
ومن المدهش أن الآية اللي اقتصوا من سياقها دي، هي في الأساس بتتكلم عن “التبشير بالأخبار السارة، وقبول الكرازة بإنجيل يسوع بين الأمم” مش بتتكلم عن منح كرامة من الله للأشخاص، ولا عن تمجيد ولا شفاعة، ولا حتى عن إكرام قبولهم، ولا أيّ شيء من ده نهائيًا!
من يقبلكم يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني(الإنجيل بحسب متى 10: 40)
معناها بكل بساطة وبحسب الترجمات:
… Who receives you – Who welcomes you …
اللي هيقبل كلامي – اللي هيسمعوه منكم – يبقي قبلني أنا كمان كمسيح.
للأسف بيستخدموا الآية دي بالذات في إثبات التبرّك بالرفات، وإكرام عظام الموتي وتجارة أجساد القديسين، علشان كده مازالوا بيكابروا ويعاندوا ومش عاوزين يتراجعوا عن رأيهم ولا يتخلوا عن السبوبة المقدسة!! ولما يتزنقوا يقولك الآية الأخرى اللي هي اختلطت عليهم أساسًا وبقوا زي المحولجي اللي دخل قطارات بحري في قطارات قبلي، فيقول لك عادي… ماهو… أصل… ربونا برضه قال: فإني أكرم الذين يكرمونني
(1 صم 2: 30) أهيه… اعترضوا بقي يا كفرة!!
ولكن حتى دي، آية أخرى مقتصّة من سياقها، ولها معني مختلف تمامًا، وملهاش دخل بالموضوع، لكن هتفرق في إيه؟ دول محترفين قص ولزق، وأخصائيين تحوير، وإعادة تدوير آيات، ولوي معانيها من أجل استغلالها حسب المزاج، والموسم المناخي وحسب الطلب، وتوظيفها التوظيف الأمثل اللي يخدم على اجتهادات وآراء البعض الشخصية. يعني هنقعد كده عاطلين مبنعملش حاجه؟ (عموما، لأن لكن كل مقام مقال، هانعمل للآية دي حلقة مستقلة)
اسمع يا عبصمد… خليك صاحي وواعي، متقولش آمين وخلاص…
اللي يقولك اسمك إيه يا عبصمد… قوله إستنى لما أبحث وأدور وأتأكد وأقولك بعدها…
وأوعى تقول لي: ده الأنبا فلان مأكد لي!!
وهنا أدرك أبو صلاح الصباح، فسكت عن الهزار والمزاح!
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟