"الوعي"، كلمة تقال، ولازم بعدها فتره سكون طويلة شوية.. لأنها كلمة ما تتقالش وتتفهم على طول كده، الواحد لازم يقلبها في عقله ويركز معاها قوي علشان نعرف نتكلم عليها.
الوعي هو مفتاح المكان اللي كل واحد موجود فيه دلوقتي، والحياة اللي كل إنسان فينا بيعيشها مبنية على فهمه للكلمة دي وقدرته على التعامل معاها.
وقبل أي كلام عن الوعي لازم نبقى فاهمين إنه مالوش أي علاقة بالمستوى التعليمي أو حتى المادي، حتى وهو بيأثر فيهم، بمعنى؛ مثلًا أهلنا زمان يمكن ماكانش متاح ليهم تعليم ومعلومات زي الموجودة دلوقتي لكن الحقيقة كتير منهم كان مستوى وعيهم عالي قوي، وعلشان كده أغلبهم عاشوا حياة هادية وأكثر راحة وسعادة من اللي احنا عايشينها دلوقتي.
بس مهم نفهم إن الراحة والسعادة مش هي الرفاهية؟
الوعي ببساطة مفهوم يأتي من معنى الكلمة الحرفي وهو “الادراك”، إنك بالبلدي تبقى داريان، أول حاجة وأصعب حاجة إنك تبقى داريان بنفسك، واعي بالظبط أنت مين؟ وعاوز إيه؟ وبتعمل كل اللي بتعمله ليه؟ وعاوز توصل لايه؟ وخايف أو بتجري وبتسخبى وتهرب من إيه؟ وده فعلًا موضوع صعب وبعضنا بيتخيل أن ده كلام فلسفة مع أنه أساس حياتنا.
أكتر حاجة بتصعب علينا الدخول إلى أعماق نفوسنا لاكتشافها هي البطارية اللي بناخدها معانا أو الضوء اللي بنقيم نفسنا من خلاله بمعنى بسيط القيم والعادات والتقاليد اللي احنا أخذناها من المجتمع اللي حوالينا وسلمنا أنها صح وهي دي الأسس اللي نقيم نفسنا على أساسها.
مثال بسيط للكلام ده إن الدكتور أو المهندس أحسن من اللي معاه دبلوم، مع أن مفيش أى قانون كوني أو إلهي قال كده؟ لكن لو أنت دكتور فأنت حكمت على نفسك إنك أحسن من ناس كتير، ولو مش متعلم في المدرسة كويس ها تلاقيك حاسس بصغر نفس كبير مش من السهل أبدًا تخرج منه.
الموضوع ده عميق ومجهد فكريًا علشان كده ها أقسمه كل مرة نقول فيه كلمتين وناخد نفس عميق ونقعد نفكر فيهم مع بعض.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟