المقال رقم 8 من 12 في سلسلة أرثوذكسية تأله اﻹنسان
الهرطقة الأفنومية وإنكار الحلول الأقنومي للروح القدس

حارب آباء الكنيسة وقاوموا ادعاء الي بأن النعمة الإلهية أو الطاقة الإلهية مخلوقة، ذلك لأنها زمنية أي تعمل في الزمن، ولها بداية ولها نهاية، وتتم بإرادة الله ومشيئته، وأنها غير مرتبطة بجوهره، بل أن النعمة منفصلة عن جوهر الله غير المولود (الجوهر هو الآب فقط بالنسبة له دون الابن المولود)، حيث يؤكد على انفصال الأعمال أو الطاقات الإلهية عن الجوهر الإلهي كالتالي:

وينبغي بالتأكيد ألا نعتقد أن هذا العمل [الطاقة] هو نوع من الانفصال أو الحركة في جوهره [أي جوهر الله]، لأن هذا هو بالحقيقة ما يتحتم على مَن ضللتهم السفسطات الوثنية أن يظنوه [يقصد الأرثوذكس]، لأنهم قد جعلوا العمل [الطاقة] يتحد بالجوهر، وبالتالي يوجد العالم متزامنًا مع الله. ولكن حتى لو لم يهربوا من الحماقة المنطقية الناجمة عن هذا التأكيد: أولئك الذين قد شهدوا مرةً عن أن توقف الفعل [الطاقة] الخلاَّق لا يحتاج إلى النظر للوراء تجاه بدايته -لا يوجد شيء قد آتى بشكل كامل إلى نهاية، لم يبدأ من بداية ما! […] بالرغم من ذلك، نحكم نحن بأنفسنا على العمل [الطاقة] من آثاره ونتائجه بحسب المبادئ المعروضة منذ قليل، ولا نعتبره لا يشكل خطورة من أن يوجد العمل [الطاقة] مع الجوهر.

فنحن نعلم أن الجوهر الإلهي بلا بداية، وبسيط، وبلا نهاية، ولكننا نعلم أيضًا أن فعله [طاقته] ليس بلا بداية، وليس بلا نهاية، ولا يمكن أن يكون بلا بداية، لأنه -إنْ جاز التعبير- سيكون أثره ونتيجته بلا بداية أيضًا. من ناحية أخرى، لا يمكن أن يكون بلا نهاية، لأنه لو كانت الآثار تأتي إلى نهاية، فلا يمكن للعمل [الطاقة] الذي أنتجهم أن يكون بلا نهاية أيضًا. وبالتالي، يكون من المبالغة في الغباء والطفولية القول بأن العمل [الطاقة] غير مولود، وبلا نهاية [جاعلاً إياه متطابقًا مع الجوهر] عندما يعجز أحد نتائجه عن أن يكون ناتجًا سواء بشكل غير مولود [أزلي]، أو بشكل لا نهائي! في الحقيقة، بناءً على هذه المسلمات، يمكن أن يتبع ذلك فقط أحد النتيجتين: إما أن عمل [طاقة] الله غير مثمر، أو أن آثاره غير مولودة [أزلية].

وإن كان كل من هذين حماقة على نحو لا يمكن إنكاره، فلا بد أن يكون الاحتمال المتبقي صحيحًا: الذي قَبِل بأن الآثار والنتائج لها بداية، والفعل [الطاقة] ليس بلا بداية، والذي قَبِلَ بأن الآثار والنتائج تأتي إلى نهاية، والفعل [الطاقة] ليس بلا نهاية. وبالتالي، لا توجد ضرورة من القبول بالآراء غير الناضجة للدخلاء، وتوحيد الفعل [الطاقة] بالجوهر. بل على العكس، ينبغي علينا أن نؤمن بأن العمل [الطاقة] الأحق والأنسب لله هو مشيئته وإرادته، وأن تلك المشيئة كافية لأن تحضِر إلى الوجود، وتخلص الجميع، كما يشهد بالفعل الصوت النبوي: كل ما شاء فعله، صنعه. فلا يحتاج الله إلى شيء ليحضِر به ما قصده إلى الوجود، بل بالحري في نفس اللحظة التي قصده فيها، فأيّ شيء أراده يأتي إلى أن يكون[87]

(Eunomius, The Extant Works (Liber Apologeticus), Text. & Trans. By R. P. Vaggione, (Oxford: Oxford University Press, 1987), 1: 22, 23, p. 63-65.)

رد آباء الكنيسة على الهرطقة الأفنومية

لقد كان معروفًا في الفكر الفلسفي اليوناني القديم عند ، و، والرواقيين، أن الله يتسم بالفعل الثابت غير المتحرك، وأنه يُحرِّك العالم بحسب رغبة العالم؛ أي لا يوجد اتصال مباشر بين الله والخليقة ولا يوجد تدبير وعناية إلهية.

القديس أثناسيوس الرسولي

لكن جاء آباء الكنيسة خاصةً ق. ليقول إن الله فيه الفعل، والطاقة، والحركة داخلية، وهي في صميم جوهر الله، فالله لا يكون بدون فعله، وطاقته، ونعمته على الاطلاق، والمقصود هنا ليس الحركة بمعناها المادي المتغير، بل بالمعنى الروحي فالله لا ينتقل من مكان لآخر، ومن زمان لآخر كالخليقة، ولا يمكن فصل طاقات الله، ونعمه، ومواهبه عن جوهره الإلهي، بل هي مرتبطة بالجوهر الإلهي، لأن طاقة، وفعل، ونعمة الله ليست شيئًا، وجوهره شيئًا آخر، بل هما متلازمان وكل منهما كائن في الآخر دون انفصال. إذًا، فالله ليس خاملاً في جوهره الداخلي، بل الحركة، والنشاط، والعمل، والطاقة، ينتمون إلى الطبيعة الأزلية لله. [88]

القديس باسيليوس الكبير

لذا يُطوِّر ق. الكبير آرائه عن هذا السؤال في جدله مع أفنوميوس، الذي أكد على المعرفة الكاملة بجوهر الألوهة من خلال الأفكار، أو كما هو معتاد التعبير عنهم في الجدل حول أسماء الله التي تتناسب مع هذه الأفكار. [89]

يَعتبر أفنوميوس اسم ”غير المولود“ أو عدم المولودية هي مثل هذا التعريف للجوهر الإلهي، مطبقًا إياه فقط على الأقنوم الأول (الآب)، ويؤدي هذا إلى الاستنتاجات الأفنومية الآريوسية بخصوص الأقنوم الثاني الذي ليس له هذه الخاصية (أي عدم المولودية). لذا في الجدال ضد تعليم أفنوميوس، يقدم ق. باسيليوس الكبير مسلمة عامة، على الرغم من عدم موافقة أفنوميوس على شرح الأسماء السلبية لله عند ق. باسيليوس الكبير، واعترض (أفنوميوس) عليه ليس بدون أساس محدد:

لا أعلم كيف من خلال نفي ذاك الذي لا يليق بالله، سوف يتفوق على الخليقة؟! […] لا بد أن يكون واضحًا لكل جوهر عاقل أن جوهر الواحد لا يستطيع مفارقة جوهر الآخر بما ليس له[90]

(Ibid, [Viktor Nesmelov, The dogmatic system of Gregory of Nyssa, (Kazan, 1887), p. 135], p. 177)

يرد ق. باسيليوس الكبير على اتهامات أفنوميوس والأفنوميين له باللا أدرية بسبب استخدامه اللاهوت السلبي في التعبير عن الله في ذاته وجوهره كالتالي:

”إذا أجبت، أنا أعبد مَن أعرف، قالوا لي على الفور، ما هو جوهر الذي تعبده؟ عند ذلك، إذا اعترفت وقلت أنا أجهل الجوهر، يقولون لي: إذًا، أنت تعبد مَن لا تعرف. وأنا أجيب بأن فعل (أعرف) له عدة معاني: نحن نقول إننا نعرف عظمة الله، وسلطانه، وحكمته، وصلاحه، وعنايته بنا، وعدالة حكمه، لكن ليس جوهره ذاته […] إن الطاقات تتنوع أما الجوهر فبسيط، لكننا نقول إننا نعرف الله من طاقاته، على أننا لا نشرع في الاقتراب من جوهره […] إن طاقاته تأتي إلينا من فوق أما جوهره فيظل بعيدًا عن منالنا […] إذًا، معرفة الجوهر الإلهي تتضمن إدراك أنه لا يسبر غوره، وموضوع عبادتنا ليس هو أن نفهم الجوهر، لكن أن نفهم أن هذا الجوهر كائن“ [91]

(باسيليوس الكبير (قديس)، رسالة إلى أمفلوخيوس)

ينفي ق. باسيليوس الكبير إدراك الجوهر الإلهي بالذهن ردًا على ادعاءات أفنوميوس بإدراك الجوهر الإلهي بشكل كامل كالتالي:

”إدراك الجوهر بواسطة الذهن، لم يقل به أحد من الرجال الحكماء المعروفين“ [92] 

(باسيليوس الكبير (قديس)، ، ترجمة: د. )

ويفاجئنا ق. باسيليوس بأنه حتى كلمة جوهر لا تعبر عن الله في ذاته، بل تعلن فقط المفهوم الخاص بوجود الله كالتالي:

”إن الجوهر يعلن فقط عن المفهوم الخاص بوجود الله، لكنه لا يقول لنا مَن هو الله بحسب جوهره“ [93]

(باسيليوس الكبير (قديس)، ضد أفنوميوس، ترجمة: د. سعيد حكيم)

كما ينفي ق. باسيليوس أن الأسماء التي تُطلق على الله تعبر عن الاختلاف في جوهره كالتالي:

”فإن هذا [أي أفنوميوس] الذي يسفسط ويقول بأن اختلاف الأسماء، يتبعه اختلاف الجوهر، يكذب. لأن طبيعة الأشياء، لا تتبع الأسماء، بل الأسماء وُجِدت بعد الأشياء“ [94]

(باسيليوس الكبير (قديس)، ضد أفنوميوس، ترجمة: د. سعيد حكيم)

يؤكد ق. باسيليوس أن الأسماء الإيجابية أو السلبية التي تُطلق على الله لا تعبر عن الله في ذاته، بل عن سمات قريبة من الله، حيث يقول التالي:

”نحن نسمي الله أيضًا، صالحًا، وبارًا، وخالقًا، وديانًا، وأسماء أخرى مماثلة [اللاهوت الإيجابي]، وكما في الأسماء السابقة، الكلمات التي تعني رفض ونفي العناصر الغريبة عن الله [لاهوت النفي]، هكذا هنا أيضًا فإن الكلمات تعني وجود السمات القريبة لله، ويليق أن تُنسب له، إذًا، فإننا نعرف من خلال هذه الأسماء سواء من حيث العناصر الموجودة [لاهوت الإيجاب]، أنها موجودة بالفعل، ومن خلال تلك الغير موجودة، أنها بالتأكيد غير موجودة [لاهوت السلب] [95]

(باسيليوس الكبير (قديس)، ضد أفنوميوس، ترجمة: د. سعيد حكيم)

ويؤكد ق. باسيليوس على أننا نُكوِّن فكرة عن الله من خلال كل من اللاهوت السلبي واللاهوت الإيجابي كالتالي:

”لكنه بالنسبة لنا هو كافٍ. إذ هناك أسماء من بين الأسماء التي نقولها عن الله، ما يوضح السمات والملامح التي في الله [اللاهوت الإيجابي]، بل والسمات التي ليست فيه [اللاهوت السلبي]، ومن خلال هاتين المجموعتين، نكوِّن فكرة عن الله“ [96]

(باسيليوس الكبير (قديس)، ضد أفنوميوس، ترجمة: د. سعيد حكيم)

وهكذا نرى ق. باسيليوس الكبير يتصدى له مؤكدًا على عدم انفصال العمل (الطاقة) عن الجوهر الإلهي، وأن المخلوقات ليست هي كل قوة الله المطلقة، بل تعلن عن قوته المطلقة وجوهره السامي، وبالتالي العمل (الطاقة) الإلهي غير مخلوق، لأنه خاص بالله ومرتبط بجوهره، حيث يقول التالي:

”فلنرى ما يتبع ذلك: إن كان ينبغي على المرء أن يعتمد في بحثه على الأعمال المخلوقة كي ما يُقاد بواسطتها إلى الجوهر، مُكتشفًا أن الابن شيء ما مصنوع من غير المولود، بينما الباراقليط هو شيء مصنوع من الابن الوحيد. مقتنعًا على أساس تفوق وسمو الابن الوحيد بأن أعمالهما [طاقاتهما] مختلفة، فيقبل باختلافهما في الجوهر، كما هو واضح بشكل مؤكد. ولكن أول كل شيء، كيف يمكن إدراك الجوهر من أعمال مخلوقة؟ هذا شيء أنا عاجز عن رؤيته من جانبي. لأن الأشياء المصنوعة هي إشارة إلى القوة والحكمة والمهارة، وليس للجوهر نفسه. علاوة على ذلك، لا يبلغوا بالضرورة حتى إلى قوة الخالق المطلقة، نظرًا لأن الصانع الماهر لا يمكن في أيّ وقت أن يضع قوته الكاملة في أعماله، بل يخفف بالحري من مجهوداته من أجل ثمار ومنتجات فنه. ولكن إنْ كان عليه أن يستحث كل قوته من أجل انتاجه، حتى إنه في هذه الحالة، يكون منتجه هو قوته التي يمكن قياسها من منتجاته، ولا يمكن إدراك جوهره أيا كان ما يكون. إن كان، بسبب بساطة وعدم تركيب الطبيعة الإلهية، يتحتم على أفنوميوس أن يفترض أن الجوهر متزامن مع القوة، وإن كان، بسبب الصلاح الخاص بالله، يتحتم عليه القول بأن كل قوة الآب تم حثها واستثارتها من أجل ولادة الابن، وكل قوة الابن الوحيد من أجل تكوين الروح القدس، فيمكن للمرء أن يعتبر أن قوة الابن الوحيد متزامنة مع جوهره على أساس الروح، ويدرك قوة الآب وجوهره على أساس الابن الوحيد، فلاحظ أية نتيجة تكون من ذلك؟ فالنقاط نفسها التي يستخدمها في محاولة التأكيد على اختلاف الجوهر هي تؤكد بالفعل على تماثله! لأنه لو كانت القوة ليس لها أي شيء مشترك مع الجوهر، فكيف يمكن أن يُقاد من الأعمال المخلوقة التي هي نتائج القوة إلى إدراك الجوهر؟ ولكن إن كانت القوة [الطاقة] والجوهر شيء واحد، فإن ذاك الذي يمثل القوة سيمثل الجوهر أيضًا بشكل كامل. لأن الأعمال لا تقود المرء إلى اختلاف الجوهر -كما تقول- بل بالحري إلى دقة التطابق. مرةً أخرى، تؤكد هذه المحاولة على تفسيرنا وليس تفسيره. وبالتالي سواء كان لا يوجد أساس يبرهن عليه ادعاءاته، أو إن كان يتحتم عليه أن يرسم صورة من الأمور البشرية، فسوف يكتشف إنه ليس من ثمار الصانع الماهر، يمكننا إدراك جوهر الصانع، بل إنه من ذاك المولود نأتي إلى معرفة طبيعة الوالد. وقبل كل شيء، يستحيل إدراك جوهر باني البيت من البيت. بل على أساس ذاك المولود يسهل تصور طبيعة الوالد. وبالتبعية، إن كان الابن الوحيد عمل [طاقة] مخلوق، فلن يوصلنا إلى جوهر الآب. ولكن إن كان يعرفنا الآب من خلال ذاته، فإنه عمل [طاقة] غير مخلوق، بل بالحري هو الابن الحقيقي، وصورة الله (2 كو4: 4)، وعين وجوده (كو1: 15). ويكفي هذا جدًا من أجل ذلك الموضوع“ [97]

(Basil of Caesarea, Against Eunomius, the Fathers of the church)

القديس اغريغوريوس اللاهوتي

يعبر ق. اغريغوريوس اللاهوتي عن الفكرة العامة بعدم إدراك الله في شعره اللاهوتي، حيث نقرأ في أنشودته الأولى إلى الله التالي:

”إذ أنك الأعلى من الكل! لأنه لأي شيء آخر مسموح لي أن أتحدث عنك؟ وكيف يمكنني أنا أسبح بكلمة عنك؟ لأنه لا يمكن التعبير عنك بأي كلمة، وكيف يمكن للعقل أن ينظر إليك؟ لأنك صعب المنال لأي عقل، فأنت وحدك غير المُعبَّر عنه، لأنك قد صنعت كل شيء لا يمكن التعبير عنه بكلمة، أنت وحدك غير المُدرَك، لأنك قد أحدثت كل شيء مفهوم بالفكر، وكل شيء موهوب وغير موهوب للعقل يعود بالكرامة لك، أنك نهاية كل شيء، أنت وحدك الكل. أنك لست واحدًا، ولست وحيدًا، ولست الكل، أيها الواحد المُسمَى بالكل! كيف سأسميك، يا مَن لا يمكن تسميته؟ وأيّ عقل سماوي ينفذ خلال الحجاب فوق السحاب؟ كن رحيمًا، يا مَن هو أعلى الكل، لأنه لأي شيء مسموح لي أن أتحدث عنك؟“ [98]

(Basil of Caesarea, Against Eunomius, the Fathers of the church)

ويؤكد ق. اغريغوريوس اللاهوتي في موضع آخر مثله مثل كل الآباء السابقين واللاحقين عليه على عدم إدراك جوهر وطبيعة الله كالتالي:

”الله في طبيعته وفي جوهره، لم يتوصل أحد قط، ولن يتوصل أحد إلى اكتشافه“ [99]

(قديس)، الخطب 27- 31 اللاهوتية، ترجمة: الأب )

ويؤكد على أن أفضل طريقة للتعبير عن الله في جوهره وذاته هي اللاهوت السلبي كالتالي:

”فكيف تُعبِّر عن جوهر الله من غير أن تبين ما هو، فنكتفي بإسقاط ما ليس هو؟“ [100]

(اغريغوريوس النزينزي (قديس)، الخطبة 29: 11 اللاهوتية، ترجمة: الأب حنا الفاخوري)

كما يؤكد على حقيقة اللاهوت السلبي كأفضل طريقة للتعبير عن الله في جوهره بانتزاع ونفي التعاليم المادية والأرضية عن الله، والتسامي والارتقاء مع الألوهية، وترك الأرضيات، والصعود إلى الروحيات، ويميز أيضًا بين الحديث عن طبيعة الله (اللاهوت السلبي)، والحديث عن التدبير الإلهي (اللاهوت الإيجابي) كالتالي:

”لكي تنتزع أنت من تعاليمك ما هو مادي وأرضي، ولكي تتعلم التسامي فوق ذلك، والارتقاء مع الألوهة، فلا تظل في غمرة الأشياء المرئية، بل تصعد لكي تكون مع الروحيات، وتدرك ما قيل في الطبيعة الإلهية، وما قيل في التدبير الإلهي“ [101]

(اغريغوريوس النزينزي (قديس)، الخطبة 29: 18 اللاهوتية، ترجمة: الأب حنا الفاخوري)

ولكن يرى ق. اغريغوريوس اللاهوتي أن الأسماء الإيجابية عن الله مثل: روح، ونار، ونور، ومحبة، وحكمة، وعدل، وعقل، وكلمة، لا تعبر عن جوهر وماهية الله في ذاته، ويفند كل اسم منها، موضحًا ملامح القصور والنقص في كل اسم إيجابي، ويطلق تعبير الابتداع على مَن يتصورون ويطبقون هذه الأسماء ولو جزئيًا على الألوهة كالتالي:

”روح، ونار، ونور، ومحبة، وحكمة، وعدل، وعقل، وكلمة، أليست هذه الألفاظ، وما شابهها أسماءً للطبيعة الأولى؟ وماذا؟ هل نتصور الله روحًا بدون انطلاق وانتشار؟ ونارًا في خارج المادة وبدون تشبب إلى فوق، وبلا لون ولا شكل؟ ونورًا غير ممتزج بالهواء، ومنفصلاً نوعًا ما عن مصدره وباعثه؟ وعقلاً وأي عقل؟ هل هو عقل في آخر، أم عقل تصوره حركة، أم عقل ساكن، أم متدفق إلى الخارج؟ كلمة وأي كلمة؟ هل هو المقيم فينا أم المنتشر – ولا أجرؤ أن أقول المُتبدِّد؟ وإن كان حكمة فأي حكمة هي؟ […] أم ترى هل يجب أن نزرع هذا وننظر إلى الألوهة في ذاتها قدر المستطاع، ونتصور لها صورة ولو جزئية؟ فماذا يكون هذا الابتداع! أ فيكون من هذا، ولا يكون هذا؟ أو كيف يكون كل هذا، وكيف يكون كل شيء من هذا الأشياء على نحو كامل، فهو الواحد بطبيعته بدون تركيب ولا مماثلة لأحد؟“ [102]

(اغريغوريوس النزينزي (قديس)، الخطبة 28: 13 اللاهوتية، ترجمة: الأب حنا الفاخوري)

ويرى ق. اغريغوريوس اللاهوتي أيضًا أن الأسماء الإلهية سواء الإيجابية أو السلبية لا تعبر بشكل كامل عن جوهر الله، وإلا كان لله عدة جواهر، وليس جوهر واحد كالتالي:

”كذلك اللا زوال، واللا خطيئة، واللا تحول، فهل هي جوهر الله؟ إذا كان الأمر كذلك، كان لله عدة جواهر لا جوهر واحد، أو كانت الألوهة من مجموعة هذه الأشياء، ولا بد لهذه الأشياء من أن تكون غير مركبة في مجموعة إذا كانت جواهر“ [103]

(اغريغوريوس النزينزي (قديس)، الخطبة 29: 10 اللاهوتية، ترجمة: الأب حنا الفاخوري)

ويفرق ق. اغريغوريوس اللاهوتي بين مقولتي علاقة وجوهر في الله، حيث مقولة علاقة نسبية أو علائقية، بينما مقولة جوهر في غير تحديد كالتالي:

”أو إذا شئت فهكذا: الله جوهر، والحال أن الجوهر ليس الله بنوع مطلق، استخرج النتيجة بنفسك أنت: الله ليس الله بنوع مطلق، وأنا أرى أن هذا القياس الفاسد يتناول المقولة نسبيًا، والمقولة في غير تحديد“ [104]

(اغريغوريوس النزينزي (قديس)، الخطبة 29: 15 اللاهوتية، ترجمة: الأب حنا الفاخوري)

ويعلق ق. اغريغوريوس اللاهوتي على الأسماء الإيجابية أنها لا يمكن أن تحوي الله احتواءً كاملاً حقيقيًا، بل تقترب مما حوله لتكوّن صورة غامضة ضعيفة عنه كالتالي:

”وجوهر الله لم يتمكن عقل من تصوُّره، ولم تتمكن لفظة من احتواء حقيقته احتواءً كاملاً، ولكننا نتخذ مما حواليه طريقًا إلى تخيله في ذاته، ونرسم لنا عنه صورة غامضة ضعيفة، صورة تختلف باختلاف عناصرها“ [105]

(اغريغوريوس النزينزي (قديس)، الخطبة 30: 17 اللاهوتية، ترجمة: الأب حنا الفاخوري)

كما يؤكد اللاهوتي على أن اللفظة لها دلالة نسبية وليست مطلقة في الحديث عن الله كالتالي:

”اللفظة على كل حال لها دلالة نسبية لا مطلقة“ [106]

(اغريغوريوس النزينزي (قديس)، الخطبة 30: 16 اللاهوتية، ترجمة: الأب حنا الفاخوري)

ثم يعلق ق. اغريغوريوس اللاهوتي على أن اللاهوت السلبي معناه أن الله لا يمكن إدراكه إدراكًا كاملاً، بل هو متروك لتبحر من عنده فكر الله كالتالي:

”كما لا تكفي التعبيرات: غير المولود، ولا مبدأ له، وغير قابل للتغيير، وغير قابل للفساد، وسائر ما قيل في الله وعن الله. فماذا يعني في موضوع طبيعته، أن يقال: ليس له مبدأ، ولا يتغير، ولا تحده حدود؟ إن إدراكه إدراكًا كاملاً متروك لتبحر من عنده 'فكر الله“ [107]

(اغريغوريوس النزينزي (قديس)، الخطبة 28: 9 اللاهوتية، ترجمة: الأب حنا الفاخوري)

ويعلق البروفيسور توماس تورانس Thomas Torrance على الفرق بين اللاهوت السلبي واللاهوت الإيجابي كالتالي:

”فإننا نستطيع فقط أن نفكر ونتحدث عن الله بعبارات نفي عامة وغامضة، لأنه بسبب المسافة غير المحدودة التي بين المخلوق والخالق، فإننا لا نستطيع أن نعرف الله وفقًا لما هو في ذاته، أو حسب طبيعته الإلهية، بل نعرفه فقط في انفصاله التام عنا، بوصفه الأبدي والمطلق وغير الموصوف. ومن هذا المدخل لا يمكننا أن نفعل شيئًا أكثر من محاولة التحدث عن الله من خلال أعماله التي أوجدها بمشيئته وبواسطة كلمته، أي من خلال ما يتعلق بالله من خارج، الأمر الذي لا يستطيع في الواقع أن يُعرِّفنا أيّ شيء عمَّن هو الله، أو ماذا يُشبِّه في طبيعته الذاتية“ [108]

(توماس ف. تورانس، الإيمان بالثالوث، ترجمة: د. )

القديس اغريغوريوس النيسي

ننتقل إلى ق. ا الذي يؤكد على عدم إدراك الطبيعة الإلهية في جوهرها، ويؤكد على أن الأسماء الإيجابية عن الله لا تعبر عن طبيعته أو جوهره، بل عن فعالياته وآثاره وأعماله وطاقاته نحو الخليقة كالتالي:

”ولكنني لا أعرف، كيف أن هؤلاء الذين يدّعون كل معرفة، يتخذون من تسمية الألوهية دلالةً على الطبيعة، وكأنهم لم يسمعوا شيئًا من الأسفار الإلهية بأن الطبيعة ليست مسألة اتفاق […] فالتسمية تحمل دلالة على إمكانية ما، سواء فيما يُنظر، أو فيما لها من أثر، وتبقى الطبيعة الإلهية بقدر ما هي في ذاتها، في كل التسميات التي تُستخدم في وصفها غير موصوفة بحسب تعليمنا، لأننا قد تعلّمنا أنه محسن، وقاضٍ، وصالح، وعادل، والأشياء الأخرى التي من طبيعته، بتعلّمها من خلال تمايزات الفعالية [الطاقة]، ولكن طبيعة مَن له الفعالية [الطاقة] حتى هذه لا ندركها من خلال تأمل الفعاليات [الطاقات] [109]

(اغريغوريوس النيسي (قديس)، الرسالة إلى أوستاثيوس عن الثالوث، ترجمة: رشدي)

كما يؤكد النيسي على أن ما تشير إليه الطبيعة الإلهية لا يبين ماهية ما تكون بالتحديد، لأن الطبيعة الإلهية غير قابلة للإدراك والوصول إليها، بل يتم الاستدلال عليها من خواصها الصادرة عنها كالتالي:

”إن ما تشير إليه الطبيعة لا يبين ماهية ما تكون بالتحديد، وهذا لأن ماهية الطبيعة الإلهية غير قابلة للإدراك، وغير قابلة للوصول إليها، بل يُستدل عليها من خواصها التي تصدر عنها ومنها“ [110]

(اغريغوريوس النيسي (قديس)، الرسالة إلى اليونانيين عن الأسماء العامة، ترجمة: أمجد رفعت رشدي)

ويُشدِّد النيسي على حقيقة هامة بخصوص الأوصاف الجسدانية المنسوبة لله في الكتاب المقدس، بأنها تنقل لنا من مجالنا البشري عن كيفية عمل الله من أجل مساعدة العاجزين عن الوصول إلى العالم اللا جسداني؛ معلقًا على دلالة اسم (روح) عن الله أن معناه لا محدوديته وعدم انحصاره في مكان، حيث يقول:

”ومع ذلك، تُحدِّد الأسفار التعليم الإيماني الكامل وتؤكد عليه، بل وتجعله مناسبًا، وقابلاً للتدريس بالنسبة للدارس. وبالتأكيد عندما تقول الأسفار أن لله آذان، وعيون، وفم، وباقي أعضاء الجسم، لم تسلّمنا هذا كتعليم، وكأنها تضع تعريفًا أن الطبيعة الإلهية مُكوَّنة من أعضاء معًا، بل تُقدِّم لنا الكيفية من مجالنا البشري، لعلها تستطيع أن تنقله لمَّن يعجزون عن أن يصلوا إلى العالم اللا جسداني، بينما تؤكد بتعبيرات واضحة جدًا ومباشرة التعليم الإيماني، عندما تقول إن الله روح، وبهذه الكيفية تُعلِّمنا عدم انحصاره ولا محدوديته في كل مكان أينما نذهب“ [111]

(اغريغوريوس النيسي (قديس)، الرسالة إلى اليونانيين عن الأسماء العامة، ترجمة: أمجد رفعت رشدي)

ونستأنف أيضًا مع ق. اغريغوريوس النيسي، حيث نجد أن الواقعة الأساسية من أجل التعبير عن أفكار اللاهوت السلبي عنده هي مجادلته مع ال العقلانية لأفنوميوس؛ التي استمرت معه بعد نياحة أخيه ق. باسيليوس الكبير. لأنه بالنسبة لأفنوميوس، كما نعلم، لا يوجد أدنى شك في إمكانية الإدراك الكامل والشامل للجوهر الإلهي بمساعدة المفاهيم والأسماء، وكان مثل هذا المفهوم الأساسي هو عدم المولودية.

يتخذ النيسي في جداله مع أفنوميوس الموقف غير المحدد بشكل عام للأسمية الشكية في نظريته عن الإدراك وتعليمه عن الأسماء. لذا من أجل دحض المبالغة غير المنطقية، أو بالأحرى الفهم الخاطئ للعلاقة الكائنة بين اسم الله وجوهر الله عند أفنوميوس، ينكر النيسي واقعية كل المفاهيم والأسماء، ويحولهم إلى مجرد دلالات وإشارات ابتكرها البشر. وهكذا في نظريته الأبستمولوجية (المعرفية) للأسماء التي يقدمها ضد أفنوميوس، لا يمكن للمرء إلا أن يرى الحماسة الجدلية، ولكن بغض النظر عن المبالغة الأسمية في الابستمولوجيا (علم المعرفة)، إلا أن وجهة نظر النيسي الأساسية من جهة عدم اقتراب الإدراك العقلي من الألوهة على نحو كامل تتفق مع الاتجاه العام للاهوت السلبي عند الآباء الأخرين. كما يضفِّر النيسي بشكل مميز في لاهوته الإيجابي الباعث الأساسي للاهوت السلبي في نظامه العقائدي، أي مفارقة الله للخليقة، وصعوبة وصول الوعي المخلوق إليه.

فنجد أن النيسي يؤكد على أن الله يفوق كل اسم، وأنه أنسب تسمية له هي أنه الوحيد الأسمى من كل اسم كالتالي:

”لا يمكن إدراك الله باسمٍ، أو بفكرٍ، أو بأي قوة إدراكية أخرى للعقل، بل يظل [الله] فوق إدراك ليس البشر فقط، بل وإدراك الملائكة، وكل كينونة فوق العالم. إنه غير مُعبَّر عنه، وغير منطوق به، وفوق كل تسمية بكلام، ولديه اسم واحد فقط يساعد في استيعاب طبيعته اللائقة، أي أنه هو الوحيد الأسمى من كل اسم“ [112]

(Sergius Bulgakov, Unfading Light of Contemplations and Speculations, Trans. By Thomas Allen Smith)

كما يؤكد النيسي على عدم إدراك الجوهر الإلهي، حيث أنه:

”لا يوجد في الطبيعة البشرية أية قوة من أجل معرفة جوهر الله على نحو تام، وربما أيضًا إنه من النادر الحديث فقط عن القوة البشرية، ولكن إن كان أحد يقول بأنه حتى الخليقة غير الجسدية هي أقل جدًا من التكيُّف والاستيعاب للطبيعة غير المحدودة عن طريق المعرفة، فلن يكون بالطبع مخطئًا على الإطلاق […] فلا تقف قوة الملائكة بمعزل عن ضآلتنا […] لأنه عظيم ولا يمكن عبوره، البون الذي تفترق به الطبيعة غير المخلوقة عن الجوهر المخلوق. فالواحد محدود، والآخر بلا حدود، الواحد مُدرَك بقياسه، لأن حكمة الخالق أرادته، بينما لا يعرف الآخر أي قياس، الواحد مُقيَّد بمجال محدد الأبعاد، محصور بالمكان والزمان، بينما الآخر أعلى من أي مفهوم عن الأبعاد، وبغض النظر عن كم يمكن للمرء أن يضغط على العقل، فيمتنع عن التعريف من فضول المرء بالمثل“ [113]

(Sergius Bulgakov, Unfading Light of Contemplations and Speculations, Trans. By Thomas Allen Smith)

ثم يتحدث النيسي عن الألوهة من حيث الجوهر في العموم، بأنها صعبة المنال، ولا يمكن تصورها، وتفوق قدرات العقل على الاستدلال والاستنتاج قائلاً:

من حيث جوهرها، تظل الألوهة لا يمكن الوصول إليها، ولا يمكن تصورها، وتفوق أي إدراك يمكن الحصول عليه عن طريق الاستدلال والاستنباط“ [114]

(Sergius Bulgakov, Unfading Light of Contemplations and Speculations, Trans. By Thomas Allen Smith)

القديس كيرلس الإسكندري

يَعتبر ق. أن القائل بأن النعمة الإلهية مخلوقة بأنه يجدف تجديف صريح كالتالي:

”إذا كانت الشياطين تخرج بفعل الروح بواسطة الله، ويتمجد الله، فإن كان الروح القدس بحسب بعض الأميين مخلوقًا ومصنوعًا، إذًا، هل يمكن أن تكون قوة [طاقة] الله مخلوقة أو مجبولة؟ وكيف يعقل -بعدئذ- أن يكون أعظم من هذا الذي بواسطته يُمجَّد؟ لكن أن يفكر أحد ويقول مثل هذا الأمر، لهو تجديف صريح“ [115] 

(كيرلس الإسكندري (قديس)، الكنوز فى الثالوث، ترجمة: د. )

ويؤكد ق. كيرلس هنا أيضًا على أن قوة الله أو طاقة الله ليست مخلوقة ولا مجبولة؛ لأنها صادرة عن الجوهر الإلهي فهي قوة ونعمة إلهية غير مخلوقة، لا تنفصل عن الجوهر الإلهي.

القديس هيلاري أسقف بواتييه

كما يتحدث ق. عن للروح القدس في البشر كالتالي:

”فإن المسيح يسكن فينا، وحيثما يسكن المسيح يسكن الله. وحينما يسكن فينا روح المسيح، فإن تلك السُكنى لا تعني أن هناك روحًا أخرى تسكن فينا سوى روح الله، […] فلابد أن نعترف اﻵن بأن روح الله هذا هو أيضًا روح المسيح، بما أن الطبيعة تسكن فينا سُكنى حقيقي […] فإن معلم اﻷمم يؤكد أنهما ليسا روحيين -روح الله وروح المسيح- هذين اللذين يوجدان في المؤمنين، بل روح المسيح الذي هو أيضًا روح الله. هذا ليس سُكنى مشترك، بل سُكنى واحد، ومع ذلك فهو سُكنى سري مشترك […] فإن روح الله فينا، وكذلك روح المسيح فينا. وحينما يكون روح المسيح فينا يكون روح الله أيضًا“ [116]

(هيلاري أسقف بواتييه (قديس)، عن الثالوث، ترجمة: دير اﻷنبا أنطونيوس، (2017)، 8: 26-27، ص 553-554)


هوامش

[87] Eunomius, The Extant Works (Liber Apologeticus), Text. & Trans. By R. P. Vaggione, (Oxford: Oxford University Press, 1987), 1: 22, 23, p. 63-65.
[88] توما ف. تورانس، الإيمان بالثالوث، ترجمة: د. عماد موريس، (القاهرة: ، 2010)، ص 102- 106.
[89] Sergius Bulgakov, Unfading Light of Contemplations and Speculations, Trans. By Thomas Allen Smith, (UK, Michigan, Cambridge: William B. Eerdmans Publishing Co., Grand Rapids, 2012), [Socrates, Hist. Eccles. Lib. iv p. 7, cited in Viktor Nesmelov, The Dogmatic System of Gregory of Nyssa, (Kazan, 1887), p. 130], p. 173
[90] Ibid, [Viktor Nesmelov, The dogmatic system of Gregory of Nyssa, (Kazan, 1887), p. 135], p. 177
[91] باسيليوس الكبير (قديس)، رسالة إلى أمفلوخيوس، 234: 1، 2.
[92] باسيليوس الكبير (قديس)، ضد أفنوميوس، ترجمة: د. سعيد حكيم، (القاهرة: ، 2020)، 1: 13، ص 78.
[93] المرجع السابق، 1: 12، ص 75.
[94] المرجع السابق، 2: 4، ص 122.
[95] المرجع السابق، 1: 10، ص 71.
[96] المرجع السابق، 1: 10، ص 70.
(97] Basil of Caesarea, Against Eunomius, the Fathers of the church, (USA: The Catholic University of Washington), 2: 32, p. 179, 180
[98] Sergius Bulgakov, Unfading Light of Contemplations and Speculations, Trans. By Thomas Allen Smith, (UK, Michigan, Cambridge: William B. Eerdmans Publishing Co., Grand Rapids, 2012), [Gregory of Nazianzus, Hymn part 5: verse 5], p. 177.
[99] اغريغوريوس النزينزي (قديس)، الخطب 27- 31 اللاهوتية، ترجمة: الأب حنا الفاخوري، (لبنان: منشورات ، 1993)، خطبة 28: 17، ص 58.
[100] المرجع السابق، خطبة 29: 11، ص 91.
[101] المرجع السابق، خطبة 29: 18، ص 99.
[102] المرجع السابق، خطبة 28: 13، ص 54.
[103] المرجع السابق، خطبة 29: 10، ص 90.
[104] المرجع السابق، خطبة 29: 15، ص 95.
[105] المرجع السابق، خطبة 30: 17، ص 126.
[106] المرجع السابق، خطبة 30: 16، ص 124.
[107] المرجع السابق، خطبة 28: 9، ص 48.
[108] توماس ف. تورانس، الإيمان بالثالوث، ترجمة: د. عماد موريس، (القاهرة: باناريون للتراث الآبائي، 2010)، ص 69.
[109] اغريغوريوس النيسي (قديس)، الرسالة إلى أوستاثيوس عن الثالوث، ترجمة: أمجد رفعت رشدي، (القاهرة: دورية رقم 28، 2020)، ص 24.
[110] اغريغوريوس النيسي (قديس)، الرسالة إلى اليونانيين عن الأسماء العامة، ترجمة: أمجد رفعت رشدي، (القاهرة: دورية مدرسة الإسكندرية رقم 29، 2020)، ص 16.
[111] المرجع السابق، ص 22.
[112] Sergius Bulgakov, Unfading Light of Contemplations and Speculations, Trans. By Thomas Allen Smith, (UK, Michigan, Cambridge: William
B. Eerdmans Publishing Co., Grand Rapids, 2012), [“Refutation of Eunomius”, Book 2, (Nesmelov, p. 153), Russian Edition, p. 271], p. 177
[113] Ibid.
[114] Ibid, [“Refutation of Eunomius”, Book 12, Russian Edition, pp 291-92, 319, p. 177], p. 178.
[115] كيرلس السكندري (قديس)، الكنوز فى الثالوث، ترجمة: د. جورج عوض، (القاهرة: المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2011)، مقالة 34: 7، ص 555.
[116] هيلاري أسقف بواتييه (قديس)، عن الثالوث، ترجمة: دير اﻷنبا أنطونيوس، (البحر اﻷحمر: دير اﻷنبا أنطونيوس، 2017)، 8: 26-27، ص 553-554.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: أرثوذكسية تأله اﻹنسان[الجزء السابق] 🠼 حلول الروح القدس في البشر[الجزء التالي] 🠼 التأله غاية خلق الإنسان
أنطون جرجس
بكالوريوس اللاهوت اﻷرثوذكسي في   [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب: عظات القديس غريغوريوس النيسي على سفر الجامعة
ترجمة كتاب: "الثالوث"، لل أسقف هيبو
ترجمة كتاب: "ضد "، للقديس غريغوريوس النيسي