“شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، للهِ وَالآبِ.” 

(رسالة بولس إلى أفسس 5: 20)

إذا كان كما نقول إن الفرح وصية، فالشكر أيضًا وصية وقبل ما نترك تلك النقطة، نحتاج لفهم أن الوصية لا تعني أنها فرض أو أمر من الله لو لم نؤديه سنعاقب عليه وإنما الوصية معناها نصيحة من أبيك الذي يعرف ويفهم الدنيا جيدا، لأنه ببساطة هو خالقها ومبرمجها، وكأب حنون يمنحنا الكتالوج (الوصايا) الأمثل للحياة، حتى نعيش بسلام وفرح وأمان.

من الأمور الرائعة اكتشاف أن هذه الوصايا يصل إليها اليوم، علماء النفس والباحثين في مجالات العلاج بالطاقة والنفس الإنسانية، عمومًا هي المفاتيح السحرية لعلاج جروح النفس وآلامها.

الشكر كمنهج حياة يختلط علينا كثيرا لأننا نتخيل أنه مرتبط بالإنجازات الكبيرة، أحيانا يحدث معنا العكس، عندما يكلمنا عن الشكر نتذكر الأمور التي تنقصنا وداخل أنفسنا نقول: نشكر ربنا طبعا، لكن لما تحصل الحاجة الفلانية أكيد سأشكر ربنا أكثر، وهذا يُضيع علينا مشاعر إيجابية كفيلة أنها تغير كثير من حياتنا لكن للأسف حتى نعرف أن نشكر صح لابد أن ندخل إلى العمق ونهدأ ونأخذ نفس عميق ونبدأ نفكر ممكن نشكر ربنا في يومنا  على ماذا؟

نشكره على اليوم الجديد مثلا، لأن فيه فرصة عظيمة للحياة وتخيل معي الفرق بين أن نعيش يوم نشعر أنه نعمة وهبة من عند ربنا وأن نعيشه في محاولة بائسة للنجاة حتى نصل أخر اليوم ونحن “خلصانين”.

نشكر على النفس وعلى كل عمليه حيوية تتم في جسمنا بشكل معجزي، ودون أن أشير إلى أن أي شخص يمر بتجربة مرض ولو بسيطة يشعر بالقيمة الجبارة لهذا الكلام، وأنه ليس كلامًا إنشائيًا.

نشكر على الناس الذين نحبهم، ووجودهم يعطي لحياتنا معنى، وستفاجئ عندما أدعوك أن تشكر ربنا على الناس المتعبين لأن وجودهم في حياتنا دروس نتعلم منها وننمو نفسيا وإنسانيًا، وأحيانا حين نتعامل مع ناس صعبة تتعبنا وتستغلنا ويمكن توجعنا سيختلف إحساس الوجع بداخلنا  منهم جدا لو ركزنا على أنهم ناس فاقدين للحب والإحساس بالآخر ويمكن للتربية أيضا.

وهذا معناه إننا نشكر على أن هذه الحاجات عندنا، ومتمتعين بها ونتمنى لهم في يوم من الأيام أن يصلوا  إلى شكر ليس له حدود، فهو منهج حياة ويغيرها، والحقيقة إننا نحتاجه جدا في هذه الأيام الصعبة والظروف الاقتصادية السيئة التي يمر بها العالم كله، وكثيرين مضطرين بسببها يستغنوا عن حاجات يمكن بدأوا يعتادوا وجودها، ولو فضلنا مركزين على الأسعار المرتفعة، ويا ترى ماذا يخفي لنا غدا، سنتعب ونفقد سلامنا.

وهنا الحقيقة جاء في بالي أكثر من مثل عمل لنا صدمة لناس يعيشون في ظروف بالنسبة لكثير منا غير ية، ولما تتعرض عليهم المساعدة تجدهم لا يريدون شيئا، ولا يطلبون،  ويعددون النعم التي لديهم، فهم لديهم إحساس صادق يعلم أي إنسان قلبه منفتح أنهم فعلا ناس أغنياء والمجتمع يحتاج أن يأخذ منهم لا أن يمنحهم، وبالمناسبة محتاجين نشكر على ظهور هذه النماذج أمامنا.

الخلاصة، إن أفضل شيء يمكن أن نقدمه لأنفسنا، أن نركز في قوة الشكر السحرية، ونركز أن نعلمها لأولادنا، خاصة إننا نميت أنفسنا حرفيا من أجل الجملة المشهورة “شان منخليهمش محتاجين حاجة”، فنضر شخصياتهم ونفسياتهم، وفي النهاية أشكر ربنا على وجودكم كلكم.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

إيريني إستمالك
[ + مقالات ]