قبل ما تقرا: لو وراك حاجة، أو مش غاوي كلام يخوف، أو مش لازمك تقرا اللي بيتكتب هنا، أو شايف إن الكلام المباشر مش سكتك، أو أي حاجة تانية من هذا القبيل.. نصيحة من أخوك: الكلام ده مش ليك، مش مكتوبة لك يا إبراهيم. اللي جاي و ناويها بقى: الكلام كتير شوية يا ولد عمي، هات لبك وفشارك وتعالى.

كلام كتير قوي اتكتب مؤخراً عن مشكلة مدايح كيهك، من حيث ركاكة اللغة وضحالة التعبير أو سخافته في بعض الأحيان، كتير من الأصدقاء على “الفيسبوك” قالوا وعبروا واستهجنوا (وده حقهم) المسألة دي.

في كلام في المدايح دي، أقل ما يقال عنه إنه مسخرة! أو فضيحة! نقي اللي يعجبك. ولهذا السبب، حابب أكتب هنا رؤية شخصية، لا هي ملزمة لحد ولا هي قانون أو هجوم ……… مش أكتر من مجرد دردشة.

الواقع

– كلام هري كتيييييير مكتوب في المدايح العربي الخاصة بالشهر الجميل ده. (ليه جميل وإيه أهميته؟ تابعونا في المأساة).
– اللاهوت الشعبي وكلام المدّاحين ده هو مسخ للهوية القبطية السليمة الضاربة في جذور التاريخ والعمل الكنسي منذ نشأة المسيحية (والمشكلة هي.. تابعونا في المأساة).
– طريقة الصلاة في أماكن كتير تم التعارف على إنها تكون انفعالية ومليانة شجن وانسجام. (إيه المشكلة؟ تابعونا في المأساة).
– الاعتراض مش هجوم، لكن مطلوب إظهار دور أكبر للجان المراجعات الطقسية في (هل ها تفرق؟ تابعونا في المأساة).
– إساءة استغلال الحشد (يعني إيه؟ تابعونا في المأساة).
دي نقط عامة، عارف إنهم مش كتير ويهمني أكتر الصراحة إني أتكلم في المأساة أكتر من توصيف الواقع.

المأساة

الصراحة، الكلام هنا ها يكون كتير شوية وماشي في مشاوير وطالع من حارة يقوم داخل في زقاق وهكذا! لكن الـGPS بتاعنا ها يكون الكنيسة جسد المسيح بتعاليمها وممارساتها.

+ مفيش حد في الكنيسة بياخد مجد المسيح، الشهر الجميل ده تركيز وكشف لكل إشارات التجسد ورفع لدرجة استعدادنا (باللغة العسكرية) لاستقبال كلمة الله المتجسد فينا. ما ينفعش نروحه بنية غير كده ولا ينفع نحضر صلواته علشان “العدرا سرها باتع”، أو علشان “جو السهرة حلو”، ولا “الواحد بيتمزّج من كيهك قوي”!

الحضور في الكنيسة له هدف واحد بس هو الالتقاء بالمتجسد، حتى في تماجيد القديسين وعشاياهم واحتفالاتهم؛ أنا رايح أشوف المسيح فيهم وألمس حضوره في حياتهم، لأن حياتهم كانت قمة استعلان عمل النعمة في الإنسان، كانت شهادة حية. مش موالد و فرحيات هي!

+ الوعي الإنساني تشكله الكلمات، كل كلمة بتتقال في غير محلها ها تهدم جزء من شخصية المستمع والمتلقي  الناقل والمنقول إليه. كان أولى بينا من سنين إننا ننقح ونعيد صياغة كلام مالوش 30 لازمة اتحط بالغلط في وسط صلواتنا من عصور مظلمة كان كويس فيها قوي إن الأقباط لسه موجودين! عمالين نردد كلام مش فاهمينه ولا فاهمين تأثيره، كلام ممكن يخلينا ننتحر روحياً بدون ما نحس بكده:

“أنا الخاطي، أنا الجاني… أنا من عاش في الذنب!”، أو مثلاً “أنا التراب افتكري يا نانسي”.. على رأي أب عظيم من آبائي، وخد كمان “قد وفى ديني كله الحمل!”

ده غير كلام بيتقال في المدايح عامل زي كلام النقوط وسيرة أبو زيد الهلالي! حاجة تكسف وكلام عمال يغرز فينا دونية الإنسان وحقارته في تضاد كامل مع تعليم الكنيسة وهدف التجسد نفسه.

+ الطقس الكنسي بيرفع روحنا وأفكارنا وكل كياننا للسما، وده بالمناسبة معنى صلاة القداس الإلهي اللي بتقول “أين هي قلوبكم؟” (بس ده موضوع يطول شرحه)، بندخل بطقس الصلاة إلى حضرة الثالوث وشركة تسبيح السمائيين. فلما أجي أتنطط وأتهز و أتمايل آمان يا لالالي أو أقعد أعلي في صوتي وأسوِر اللي حواليا، كده قلبت على غيط في ساعة عصاري!!! اللياقة وهدوء الممارسة جزء أصيل من سلامة الطقس، عمر ما الحب الإلهي يتعبر عنه بالشخلعة والدندشة والآه يا آه.

+ الطقس بنصوصه وحركاته وممارساته، بكل حاجة فيه، نقول تاني: كل حاجة فيه، هو تعبير منظور ومعاش عن عقيدة الكنيسة وإيمانها. لو سبناه للهواة ولقواعد غير سليمة إيمانياً؛ ها تشوف بقى الهبل اللي بيحصل من مدعيَ القداسة وأنصاف الآلهة. يجب دوماً تفعيل حراك آبائي في لجان الطقس الكنسي ودايماً يكون في نقطة مرجعية إيمانية من الكتاب المقدس والآباء والتسليم الكنسي الأصيل والتقليدي (مش المحدث ولا المستحدث) علشان ما نتوهش. أبوس إيديكم: ما تسيبوناش نتوه، لأنكم لو كسلتوا.. هو مش ها يسيبنا.

+ الكنايس بتكون مليانة لتُمة عينها في المواسم (دلالة الوكسة المعاصرة: إله المناسبات والليالي الملاح) وعادة ما بتفوتنا فرصة هايلة إننا نقدم وجبات روحية دسمة للناس. من سنين طويلة حل الوعظ مكان التلمذة لظروف خاصة بالإعداد والإمكانات المتاحة، ماشي، مش مشكلة، نشكر ربنا إننا لسه موجودين ولينا وقت في خدمته. لكن بننسى أو نتجاهل استغلال الفرص في تقديم تعليم جميل روحاني للناس. تعليم روحاني مش متروحن، آخد لي بالك؟ يعني في صُلْب الإيمان مش جايبينه من الصحراء الكبرى وخد يا إسرائيل، هذه آلهتك التي أخرجتك من أرض مصر!!

تعليم جميل مش تعليم مرعب: تجيبني كيهك ونتكلم عن اتضاع الله ومحبته للبشر وهوب دبل كيك ألاقيني لابس في !! يا سنة سوخة!! كل اللي فات ده طلع فن؟! ربنا بيحبني وها يدبح لي إبنه؟!! هااااار أسود! تفتكر ها أصدقك ولا أصدقه بعد كده؟ لا ممكن أبداً.

استعدوا لاستقبال المتجسد. استعدوا للظهور الإلهي. ترقبوا بحرص استعلان تجديد طبيعتنا في المسيح يسوع رب المجد الكلمة المتجسد.
تهيأ يا شعب الله، جسده الذي من لحمه ومن عظامه، للنظر إلى كلية الطهر في الولادة الفوقانية.
قفوا ناظرين الملائكة تبشركم بالصلح وبمسرة الآب والروح القدس.
كل كيهك وأنتم طيبين وواعيين.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ماركو إيميل
[ + مقالات ]