‏هي الآلام تأتي في غمرة الليل الباكي
وأنت آخر الأطياف في الرؤى الحزينة

أنتظرك
شريد في الصحو المشتهى
وعنيد على تجاعيد الدروب

وفي حديقتك
هذا الورد الشاهق اللون
يسامر أشرعتي… ولا يتوب

وعطرك حين يصلي
في محراب الليل
القلب بالصلاة يفيض
وتمد الدمع نحو الظن
ليصير يقين وإليه يؤوب

‏أنت لا تنطفئ داخلي
لكن حين تغيب
أتهشّم

وحين أسقط من روابيك
أحلامي تتكسّر

يصلبني في الطريق إليك
كمشة أسئلة
وحزني ينمو أعشاباً
على نصل منجل

أنت يا الحاضر
في الصمت والدهشة :
أنتظرك شمال الهديل
فصل عصافير
أسراب ورد… وأكثر

‏يا رجلا بطعم رحيق الجنة
اطلق أغان المدن
أني لعودتكَ
ما زلت أحرض الحلم
وأنتظر
سطوة الأماكن
قبل أن يفر الندى حياء
أعبر ولا تتمنع
إن طالبتكَ بالسفر
وأثقل الغيم بهدايا اللقاء،
اهطلْ على حناياي
معزوفة مطر

‏أنتظرُك
كأنّ الانتظار لوحا وصايا
خُتما بشمعِ الاحتراق.
كأنَّ الانتظار لقاءُ المستحيل
كأنّما يشدُّ على خصرهِ ياقةَ اختناقِ

بيننا كلمات
كانت تُدعى
وعود صخب صمت
على شفا الانهمار
بيننا نور ونار
يُبقِي الأمل متوهجًا
وإن طالت دروب الانتظار

‏كيف يمكنني خيانةُ أنايَّ فيكْ،
وأنا أقتفى أثر ألفَ جرحٍ غائرٍ في الرّوح… حتّى ألتقيك
مهما فعلتَ، لنْ أخون روايتي
تلكَ التي
تظنُّ بأنّ حبّكَ ملحها ونغمها
تلك التي
كانت تقُصّكَ… ترتديكْ

أنتظرك ولا تأتي،
أمضي ويبقى بعضي ماكثاً على الأرصفة يطارد ما تبقى من أمل،
أنتظرك ولا تحفل،
ويبقى شالي ممسكاً بيدِ الهواء… لعلك تدركه.
‏أترقبك ولا ألمحك،

ويبقى قلقي مُنصب التركيز على طيفك وهو يبتعد… لعلّه يُلوح،
أقفُ على أصابع قدمى ولا أشاهدك،
ويبقى سقف طموحي عالي الصبر… ربما تعود.

أجلسُ في مساحاتِ صمتك الشاسعة
مثل متسوِّلةِ وحيدة
أتأملُ لا مبالاتكَ
فيما قلبُكَ المائيُّ يغسل ملوحةَ الوجوه الزرقاء
ويسمّي صريرَ بابِ البحر موسيقاه الأبديةَ.

أنتظركَ
لعلّكَ تقترب من تضرعي
وتتبرع لي بكلماتٍ
تفيضُ في أكمامِها الألحانُ والأغنيات.

لستَ مجرد حلم
ها أنا أقف طويلاً على سنين انتظارك
أقاوم الرياح الباردة وقسوة كل الأشياء من دونك
لذا لن أتنازل عن جُنون يقودني دوماً إليك…

‏وأنتظركَ
في ركن الوفاء
من المقهى العتيق
حتى الطاولة تمدّ أغصانها الموؤودة
حنيناً للأشجار نحو الطريق.

‏أنتظرك
على ذاك الطريق الذي لا يصلُ إلّا إليك
أُخيط لك المسافة
خَطوةً، فَشارِعًا، فَمدينة.

‏أنا وأنتَ كاذِبان
كما لو أنك الآن لا تشتاق لي
كما لو أنني بجنون لا أنتظرك.

أنتظرُك
وأهربُ من ذاتي
لأنَّ الانتظار لا ينتهي إليك
إلى مساكبَ وقتٍ مورقة تذبل
قبلَ أن أفيقَ من شفتيك.

عزيزةٌ خُطوتك السماويّة على أَرضي،
بكلِّ هُتافٍ للشجَر، للحصَى، و للتُراب
بين بَرقٍ و آخر، تَنتشي خَيالاتي بِالرُعود
أتوسّد ظِلًّا وكأساً
أغرس مقعدًا وأنتظِر
أكتب قصيدةً للمطرِ بِلهجةِ المسافات بيننا،
أنّ تأتي…

و‏أنت
أيها القادم من جرح
غائم الروح
مكتظّ بالأطياف
أنتظرك
نايٌ يذرف الأبد
ويغرق في هدير الضفاف.

‏الحبُ أن أنتظرك، وتأتي..
أن تُعاهدني ولا تخون
أن أخبرك بمدى حاجتي فلا تتردد
ومدى اشتياقي فتثور

الحبُ أن أبني سور ثقةٍ فلا يُهدم..
وأن أُغامر بشعوري، ولا أندم
الحُب تفاصيلٌ صغيرة لا تشُد الانتباه
فقط بل تُيقظ كل ما فيك (ليتأهب).

‏سأنتظرك هناك
عند آخر الغياب…

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]