مِن قبل ما أكتب أنا عارف القول ضايع
والأجر بالتأكيد ذاهب حسب الشايع
والشتم حايجيني مسوجر من واد صايع
مهما انكويت بالنار والزيت برضك فنّان(بيرم التونسيّ)
هناك خمسة مبادئ للفكر الأصولي، ولكن يمكن اختزالها كما يذكر دكتور مراد وهبه في:
1. الالتزام بحرفية النص الديني [أي منع التأويل]
2. إبطال وحذف ومهاجمة النظريات العلمية التي تناقض التفسير الحرفي للنص الديني [وفي مقدمتها نظرية التطور]
3. رفض الليبراليين اللاهوتيين
ونحن نرى أنه قد ظهرت هذه التيارات كرد فعل عكسي على الحداثة Modernity”!
قَبُول الآخر: يجب علينا أن نعلم أنه لا وجود لمن يملك الحقيقة المطلقة، وأن نعلم أن رسالة المسيح هي المحبة الحقيقة وليست لغو الكلام عن محبة، وأن نحب الجميع وأن نُدرك أن التنوع صفة إيجابية، والتنوع والتعدد إثراء للجسد الواحد، ويجب علينا أن نعي أن كل من يؤمن بالثالوث، وتجسد الله في شخص المسيح، وفدائه وقيامته وإرساله للروح القدس العامل في كنيسته، يكون مؤمنًا، ويكون قد انضم للجسد/الكنيسة، مهما اختلفنا معه حول تفاصيل أخرى. ربما يكون للثقافات المختلفة دخل فيها، ويجب أن نتوقف عن وصلات الردح السنوية -المتبادلة- بين كل من الأرثوذكس والإنجيليين في مواعيد شبه معروفة وثابتة قبيل مهرجان “احسبها صح” مثلًا.
جدير بالذكر أنه لا يوجد ما يسمي بـ”الإعجاز التاريخي” أيضًا، فالكتب المقدسة لا تهتم بتقديم المادة التاريخية الموثقة كما حدثت فعلا في التاريخ الأرضي المحسوس، لأنها غير معنية بذلك في منهجها الرسالي الدعوي، وإنما هي تقدمها [أي المادة التاريخية] مختلطة ومشبعة بقيمها الرمزية والإيمانية والإسخاتولوجية [1] والقصصية والوعظية، وذلك حتى تشبعها وتلبسها بالكائنات الروحية والميتافيزيقية والسماوية، (كنطق حمار بلعام، وتدخل الملائكة في التاريخ الأرضي بالنصرة أو بالعذاب.. إلخ). وهي كلها خطابات موجهة عن قصد لخدمة الإيمان والرؤية الرمزية الإيمانية للوجود والإنسان! فهناك فارق بين المؤرخ والراوي، فالمؤرخ يهتم بالتوثيق التاريخي، أما الراوي يهتم بالمغزي والهدف! وهذا ما نجده في أغلب القصص التوراتي (قصص راعوث، يونان، وأيوب.. إلخ) أو حتى الكتابات التاريخية، فهي مكتوبة بصيغة العصر وهو ليس التاريخ كما حدث حرفيًا، ولكن هي “تاريخ لاهوتي” للأحداث يهتم بتقديم “رؤية لاهوتية” و “مغزي لاهوتي” للأحداث! وبالطبع هذا لا ينطبق على كل الكتاب المقدس، بل يجب أن ندرس “طبيعة النص الأدبية” حتى نفهم كيف نفسره! [2]
“لا وجود لقراءة نهائية للنص، سنظل نقرأه مرات أُخرى وسيبقى يأخذنا إلى أمكنة مختلفة في كل مرة”
(Walter Brueggemann)
لاهوت التحرير هو لاهوت ثوري فـ”التحرير يعني القطيعة مع النظام القائم والدعوة إلى ثورة اجتماعية”.
(الراهب جوسافو جوتيري)
وفي ظني نحتاج في مصر إلى تفعيل مثل هذا اللاهوت الأصيل،”لاهوت التحرير”، بدلا من “لاهوت التخدير”، المعتمد لدينا الآن!
واسمع كلامي وحلله
تلقاه بسيط من أوله
تعمل حويط و تأوله
تطلع غشيم
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
صدر للكاتب:
مجموعة قصصية بعنوان: "تحوّل"، ٢٠١٩
كتاب: "اﻷقباط والحداثة"، ٢٠٢٢