يا أبانا السماوي، يا إلهنا الصالح الطيب، كلي الرحمة والحب..
نشكرك لأنك أحببتنا أولًا، وقبل كل شيء،
واخترتنا ونحن بعد في ضعفنا،
وأرسلت لنا ابنك في غربتنا البعيدة، ليردّنا إليك [1].
نشكرك لأنك أنت الذي صالحتنا لنفسك بيسوع المسيح [2]،
ولم تبخل علينا بابنك، بل بذلته لأجلنا جميعًا [3]،
وأرسلت روحك فينا، روح التبنّي، الذي به نصرخ: يا آبا الآب
[4].
نشكرك يا أبانا،
لأنك شققت الحجاب، وكسرت الصخور، وفتحت القبور،
فهيّأت لنا طريق الرجوع إلى حضنك الأبوي، بدم ابنك القدوس.
يا الله أبانا الصالح…
كمّل تدبيرك فينا، يا من بدأت الرحلة ومن تنهيها،
ليكن صمت السبت رحمًا لحياة جديدة،
واكشف في أعماقنا كل مكونات الإنسان العتيق التي تحتاج أن تُدفن وتتحلل،
وساعدنا لنحيا كأبناء لك،
ليس فقط مغفورة خطايانا، بل مخلوقًا فينا قلب جديد.
يا يسوع، يا ابن الله، يا مخلّصنا وفادينا، محبوب الآب وحبيب قلوبنا..
أنت الذي أحببتنا وبذلت نفسك لأجلنا [5]،
وجئت لتخلّص وتردّ المفقود [6]،
وأخذت شكل عبد، وأطعت حتى الموت… موت الصليب [7].
دُفنت في قبورنا، وأبطلت الموت، وأنرت الحياة والخلود [8]،
وفي قيامتك، أقمتنا معك، وأجلستنا معك في السماويات [9].
يا يسوع،
نشكرك على كل ما عملته لأجلنا وفي داخلنا،
نشكرك على تنازلك وتواضعك،
لأنك ارتضيت أن تولد في مذود قلوبنا،
ولم تكتفِ بالصليب الذي حملته بدلًا عنّا،
بل دخلت أيضًا معنا، وفي داخلنا، قبورنا المظلمة!
اكْرِز لنا بكلمتك وسط عتمة ظلمتنا،
وأقِمنا بحياتك من فساد موتنا،
لكي نقوم ونحيا لمجد الآب،
ونشهد بقيامتك في أعماقنا،
فتكون قيامتك فينا شهادة حيّة للعالم كله.
يا روح الله القدوس، يا الإله الحي فينا، يا نَفَس يسوع، يا حياة المسيح الساكنة في داخلنا
أنت الذي تشهد فينا أننا أولاد الله [10]،
وتأخذ مما للمسيح وتُعلنه فينا وتمنحه لنا [11]،
وتعين ضعفنا حين لا نعرف كيف نصلي كما ينبغي [12].
جدّدتنا وغسلتنا في ميلاد جديد [13]،
وتغيّرنا على يديك من مجد إلى مجد، كما من الرب الروح [14]،
وتُحيي أجسادنا المائتة بروحك الساكن فينا [15].
كمّل تشكيلك فينا،
افضح ما تبقى فينا من الإنسان العتيق،
نقّ دوافعنا بنارك،
وارمم كسورنا بلمستك اللطيفة.
ازرع فينا حياة المسيح، لا مجرد معرفة عنه،
بل شركته الحقيقية،
اجعل فينا نَفَس روحه، ومشاعره، وخطاه،
لتتنفّس حياتك فينا كل يوم.
اخلق فينا جماعة حيّة، كنيسة قوية،
يُرى فيها ثمر محبتك، وسلامك، وفرحك، وطول أناتك [16]،
ويُعلن، بالكلمة وقوة سلطانها، أنك ساكن فينا.
خُذنا خطوة بخطوة في طريق مجدك،
وافتح قلوبنا لتتسع وتشابه صورة يسوع،
وافتح كياننا كله لملء قامة المسيح.
لك أيها الآب، في الابن، بروحك القدوس، كل المجد والكرامة،
من الآن وإلى أبد الآبدين. آمين.
