المقال رقم 8 من 8 في سلسلة الخلاص بين الشرق والغرب

نكمل الحديث عن دحض أوهام البعض بوجود بدلية عقابية في تعليم ق. كيرلس السكندريّ، لاهوتيّ ال وّ في المسيح، من خلال دراسة مقارنة بين تعليم ق. كيرلس السكندريّ حول تدبير الخلاص، وتعليم حول والكفارة، ويُعتبر چون كالفن أحد أهم منظري البدلية العقابية، إنْ لم يكن الممثِّل الأساسيّ لنظرية البدلية العقابية في شرح الفداء والكفارة، والهدف من هذه الدراسة المقارنة هو توضيح: ما هي البدلية العقابية؟ وما هي عناصر التعليم بالبدلية العقابية؟ وكيف أقول إن هذا الأب أو غيره من آباء الكنيسة لديهم تعاليم عن البدلية العقابية؟

مفهوم الفدية

يُشِير ق. كيرلس السكندريّ إلى مفهوم الفدية، حيث يُعطِينا المخلِّص نحن البشر الحياة والنصرة على الفساد والموت بموته وقيامته. كما يرفض ق. كيرلس أيضًا تقديم المسيح الفدية لإبليس، ويُؤكِّد على تقديم الفدية لأجلنا، حيث قدَّم المسيح الفدية نفسه لأجل نفوسنا، وجسده لأجل أجسادنا كعطية ثمينة لأجلنا كالتالي: [1]

لقد أعطانا حقًا عطية ثمينة، جسده لأجل جسدنا ونفسه فديةً لأجل نفوسنا، ورغم ذلك قام إذ إنه كإله بطبيعته هو الحياة ذاتها.

(كيرلس السكندري، حوار حول تأنس الابن الوحيد)

ويُؤكِّد ق. كيرلس -مثلما أكَّد الآباء السابقين عليه- على تقديم المسيح جسده كفدية للموت عن حياة كل البشر قائلًا: [2]

لذا كان من الضروريّ أن يُقدِّم ابن الآب الحيّ جسده الخاص للموت كفديةٍ عن حياة كل البشر، لكي عن طريق جسده المتَّحِد بالكلمة يُمهِّد الطريق لأجسادنا المائتة حتى تستطيع أيضًا أن تنتصر على رباطات الموت.

(كيرلس السكندري، شرح إنجيل يوحنا مج 2)

ويشير ق. كيرلس في موضع آخر إلى أن الفدية كانت من أجل الجميع لإماتة الموت بموت المسيح، وإقامة طبيعة الإنسان الساقطة، حيث يقول التالي: [3]

[يقول الرب]: إني أموت من أجل الجميع لكي أُحِيي بذاتي الجميع، وقد جعلت جسدي فديةً لأجل الجميع، لأن الموت سيموت بموتي، ومعي سوف تقوم ثانيةً طبيعة الإنسان الساقطة. لأنني لهذا صرت مثلك إنسانًا، أي من ذرية إبراهيم، حتى أُشبِه أخوتي في كل شيء [4].

(كيرلس السكندري، شرح إنجيل يوحنا مج1)

ويتحدَّث ق. كيرلس عن الفدية في موضع آخر مشيرًا إلى القيمة العظيمة لموت الكلمة المتجسِّد، الذي لم يكن إنسانًا عاديًا، بل الله المتأنس كالتالي: [5]

نجد هذا الذي لم يعرف خطيةً، أقصد المسيح، قد تألم بكل ما يليق بالملعونين جراء قرارٍ ظالمٍ؛ حتى يُمكِن لهذا الذي هو جدير بالكل، أن يموت لأجل الجميع، لكي يحل جرائم عصيان الكل، ويشتري المسكونة بدمه. لأن إنسانًا عاديًا لا يُمكِنه أن يكون جديرًا بالجميع للجميع. لكن، بما أن الله هو الذي تأنس وتألم من جهة جسده، فالخليقة كلها تتضاءل مقابله، بالتالي، يصل موت جسده إلى درجة أن يكون فديةً، إذ أن هذا الجسد هو جسد الكلمة، الكلمة المولود من الله الآب.

(كيرلس السكندري، رسالتان عن الإيمان القويم إلى الملكات)

يُشِير ق. كيرلس إلى تقديم المسيح جسده كفدية لحياتنا جميعًا كالتالي: [6]

وعندما قدَّم جسده كفدية لحياتنا جميعًا.

(كيرلس السكندري، تفسير إنجيل لوقا)

ويُؤكِّد ق. كيرلس على تقديم المسيح ذاته فديةً للجميع، للكبير والصغير، وللغني والفقير، ولليهودي والأممي كالتالي: [7]

لأنه هكذا خلَّص المسيح الكل باذلًا ذاته فديةً للصغير والكبير، للحكيم وغير الحكيم، وللغني والفقير، ولليهودي واليوناني.

(كيرلس السكندري، تفسير سفر يونان)

وهذا ما يُوضِّحه ق. كيرلس أن المسيح قد أعطى جسده فديةً لأجلنا، لأنه لم يكن إنسانًا عاديًا، بل الإله المتجسِّد الأجدر من الجميع، لذلك كان دمه كافيًا لفداء العالم كله وتسديد الدَّين كالتالي: [8]

إذًا، فقد افتُدِينا، طالما أنه أعطى جسده لأجلنا فديةً، فإذا اعتقدنا أنه إنسان عادي، كيف يكون دمه كافيًا لحياة الكل؟ بينما لو اعتقدنا أنه هو الله بالجسد الأكثر جدارةً من الجميع، سيكون فداء كل العالم بدمه كافيًا للدَّين، وهذا صحيح جدًا.

(كيرلس السكندري، رسالتان عن الإيمان القويم إلى الملكات)

ويُؤكِّد ق. كيرلس على أن المسيح افتدانا من إبليس الذي كان يأسرنا، وليس الآب. فلم يتحدَّث ق. كيرلس أبدًا عن أننا كنا مأسورين عند الآب، وتوجب دفع الفدية لديه ليُطلِقنا من الأسر، بل يُؤكِّد ق. كيرلس مرارًا وتكرارًا – مثله مثل جميع الآباء – على أننا كنا مأسورين عند قائلًا: [9]

ويُعلِن بالاثنين التالي: طالما أنه افتدانا ربنا يسوع المسيح من مصر وأشور أي من استبداد أولئك الذين أسرونا [وهؤلاء هم الأشرار والشياطين الدنسة]، نقلنا إلى أرض مليئة بالأشجار والثمار، أي الكنيسة.

(كيرلس السكندري، شرح سفر زكريا)

ويُؤكِّد ق. كيرلس أيضًا أننا كنا مأسورين عند الشيطان وليس عند الآب قائلًا: [10]

وكانوا أسرى وفي قبضة الشيطان، وذلك لأنهم قاوموا الله، لأجل هذا رُفِضوا وفقدوا كل العناية السماوية.

(كيرلس السكندري، شرح سفر زكريا)

ويُشِير ق. كيرلس إلى أن المسيح أسر الشياطين -الذين كنا مأسورين عندهم، وليس عند الآب- باذلًا دمه لأجلنا لإبعاد الموت، وإبطال الهلاك، ومنح الحياة لنا كالتالي: [11]

نفس الأمر أيضًا، ربنا يسوع المسيح الذي انتصر على جميع الشياطين النجسين، وأسرهم باذلًا دمه لأجلنا، هكذا أبعد الموت، وأبطل الهلاك، وجعلنا خاصته، إذ لا نحيا بعد حياتنا، بل حياته؛ لأنه لو لم يمت لأجلنا لما خلُصنا، ولو لم يُحسَب من بين الأموات، لما انهدمت حصون مملكة الموت.

(كيرلس السكندري، الجلافيرا على سفر الخروج)

ويُؤكِّد ق. كيرلس أيضًا على أن المسيح افتدانا من الموت ومن يدي الهاوية، إذ قدَّم ذاته فديةً للموت كالتالي: [12]

لأنه افتدانا من يدي الهاوية، أي من بطش الموت، وأن موت المسيح يُدرَك كطريقة للفداء. لأنه تعرض لأجلنا للموت فوق الصليب، وانتصر على الرؤساء والسلاطين مُسمِّرًا عليه الصك الذي علينا [13] […] يسوع المسيح الذي مات لأجلنا، أو الأفضل الذي بذل نفسه فديةً لأجل الجميع، الشهادة في أوقاتها الخاصة [14]، الأكثر استحقاقًا من الكل، بواسطته وبه صرنا أغنياء [15]، لكي نرجع ثانيةً إلى عدم الفساد.

(كيرلس السكندري، تفسير سفر هوشع)

ويُوضِّح ق. كيرلس أن الآب نفسه هو الذي بذل وقدَّم ابنه كفدية وثمن لأجل خلاصنا كالتالي: [16]

وإنه حق وقد تم التيقن من الحقائق ذاتها أن الآب بذل ابنه لأجل خلاصنا. بالتالي، كما يقول بولس: قد اشتُريتم بثمن فمجَّدوا الله [17]، فنحن لسنا ملكًا لذواتنا. ويقول أيضًا: وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام.

(كيرلس السكندري، الجلافيرا على سفر الخروج)

كما يُؤكِّد ق. كيرلس على دفع الفدية من أجل الإنسان لكي ما يحيا، لأن الله لم يُسرَّ بهلاك الإنسان مثلما يحدث مع الشياطين قائلًا: [18]

فلا يُسر بأن يحدث للإنسان كما يحدث للشياطين الدنسة التي هلكت [19]، فأمر بأن تُدفَع الفدية لأجله [أي للإنسان]، ونحن نعترف بأننا مديونون له بحياتنا. […] بينما الفدية الحقيقية المقدَّمة عن الجميع هي المسيح، الذي بواسطته انتصرنا على الموت، لأنه قدَّم ذاته لأجلنا.

(كيرلس السكندري، الجلافيرا على سفر الخروج)

لذلك، إن كان الآب هو مُقدِّم الابن وباذله لأجل خلاصنا، فكيف يكون الآب هو نفسه المُقدِّم للفدية والمُقدَّم إليه الفدية، هل الآب يقدم ابنه فديةً لنفسه؟ هل هذا معقول؟ لو لم يكن مفهوم تقديم الابن الفدية للآب له مفهوم آخر عند ق. كيرلس، غير مفهوم لاهوت العصر الوسيط، ومفهوم الإبدال العقابيّ اليّ، الذي ينسبه البعض عن جهل ودون وعي خطاءً للأرثوذكسية ولتعاليم آباء الكنيسة الشرقيين عامةً، وق. خاصةً. وهذا ما يُوضِّحه ق. كيرلس قائلًا: [20]

والمسيح قدَّم نفسه رائحة طيبة لله، لكي يُقدِّمنا نحن بواسطة نفسه وفي ذاته لله الآب، وهكذا يُلاشِي العداوة الناشئة من عصيان ، ويُبطِل الخطية التي استعبدتنا جميعًا، لأننا نحن الذين كنا نصرخ منذ زمن طويل قائلين: التفت إليَّ وارحمني [21].

(كيرلس السكندري، تفسير إنجيل لوقا)

أخيرًا، نستنتج أن الفدية عند ق. كيرلس السكندري تمَّ تقديمها للموت من أجل تطويق الموت والقضاء عليه نهائيًا ليُقدِّم المسيح للآب الجنس البشريّ جنسًا مُقدَّسًا، وطاهرًا، وحيًا، فيه وبه.

  • السمة الغالبة عند ق. كيرلس في موضوع الفدية هي أن الفدية هي موت المسيح للقضاء على الموت والفساد، وليس كما يدَّعي البعض أنها تسديد لعقوبة الموت من الآب على البشرية، فالابن لم يكن في موضع المعاقَب من الآب لأجل البشر.
  • إن الموت هو نتيجة سقوط الإنسان وتعديه، وليس الله هو علة الموت، أو يميت البشر، لأن الله حياة وليس موت. فالموت ليس أحد صفات جوهر ال منذ الأزل، بل دخل الموت إلى العالم بحسد إبليس وبالخطية.
  • الله لا يميت أحدًا، ولا يُعاقِب أحدًا بالموت، فالله لا يسره موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا، فهلاك الأحياء لا يسره كما نقرأ في الكتاب المقدَّس، ونصلي في الة، وفي الأجبية.
  • فعل الإماتة لم يكن في الله منذ الأزل، ولم يُمارِس الله صفة الموت أو الإماتة بين أقانيمه الثلاثة منذ الأزل، فلم نر الآب يُمِيت الابن، والعكس صحيح، لم نر الابن يُمِيت الآب، وهكذا لم نر الروح القدس روح الحياة، يُمارِس فعل الإماتة مع الأقنومين الآخرين، فهذا تجديف على الله! حاشا!
  • الثالوث هو الحياة ومصدر وينبوع الحياة، ولم يكن في أي وقت من الأوقات موت أو ينبوع ومصدر الموت. فلم يقل المسيح أبدًا في الإنجيل أنا هو الموت، ناسبًا صفة الموت أو الإماتة لنفسه، بل قال أنا هو القيامة والحياة، وأنا هو الطريق والحق والحياة. لذا ادعاء البعض أن الله يُعاقِب البشر بالموت هو محض تجديف على الله!
‎ ‎ هوامش ومصادر: ‎ ‎
  1. كيرلس السكندري، حوار حول تأنس الابن الوحيد، ترجمة: د. ، ، 2012، الفصل 7، ص 77. [🡁]
  2. كيرلس السكندري، شرح إنجيل يوحنا مج ٢، ترجمة: د. وآخرون، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٥، تعليق على (يو ١٨: ٧- ٩)، ص ٤٢٥. [🡁]
  3. كيرلس السكندري، شرح إنجيل يوحنا مج1، ترجمة: د. نصحي عبد الشهيد وآخرون، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2015)، 4: 2، تعليق على (يو6: 51)، ص 403. [🡁]
  4. أنظر رسالة بولس إلى العبرانيين 2: 17 [🡁]
  5. كيرلس السكندري، رسالتان عن الإيمان القويم إلى الملكات، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2019، الرسالة التوضيحية الثانية، ص 209، 210. [🡁]
  6. كيرلس السكندري، تفسير إنجيل لوقا، ترجمة: د. نصحي عبد الشهيد، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٦، عظة ١٥٣، ص ٧٥٠. [🡁]
  7. كيرلس السكندري، تفسير سفر يونان، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٧، تعليق على (يون ٤: ١٠- ١١)، ص ٤٧. [🡁]
  8. كيرلس السكندري، رسالتان عن الإيمان القويم إلى الملكات، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٩، الرسالة التوضيحية الأولى، ص ١٦٢. [🡁]
  9. كيرلس السكندري، شرح سفر زكريا، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٧، الفصل ٧٣، تعليق على (زك ١٠: ١٠)، ص ١٥٢. [🡁]
  10. كيرلس السكندري، شرح سفر زكريا، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٧، الفصل ٢، تعليق على (زك ١: ١- ٢)، ص ١٨. [🡁]
  11. كيرلس السكندري، الجلافيرا على سفر الخروج، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٨، المقالة ٢، ص ١٦٣. [🡁]
  12. كيرلس السكندري، تفسير سفر هوشع، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠٢٠، تعليق على (هو ١٣: ١٤)، ص ٣١٤، ٣١٥. [🡁]
  13. أنظر رسالة بولس إلى كولوسي ٢: ١٤، ١٥ [🡁]
  14. رسالة بولس اﻷولى إلى تيموثاوس ٢: ٦ [🡁]
  15. أنظر رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس ١: ٥ [🡁]
  16. كيرلس السكندري، الجلافيرا على سفر الخروج، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٨، المقالة ٢، ص ١٦١، ١٦٢. [🡁]
  17. رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس ٦: ٢٠ [🡁]
  18. كيرلس السكندري، الجلافيرا على سفر الخروج، ترجمة: د. چورچ عوض، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٨، المقالة ٢، ص ١٦٥، ١٦٦. [🡁]
  19. أنظر إنجيل متى ٨: ٢٨- ٣٤ [🡁]
  20. كيرلس السكندري، تفسير إنجيل لوقا، ترجمة: د. نصحي عبد الشهيد، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٦)، عظة ٣، ص ٤٦. [🡁]
  21. مزمور ٢٥: ١٦ [🡁]

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

‎ ‎ جزء من سلسلة: ‎ ‎ الخلاص بين الشرق والغرب[الجزء السابق] 🠼 تدبير الخلاص عند كيرلس السكندري [٤]
أنطون جرجس
بكالوريوس اللاهوت اﻷرثوذكسي في    [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
ترجمة كتاب: "الثالوث"، للقديس وس أسقف هيبو [٢٠٢١]
كتاب: عظات القديس على سفر الجامعة [٢٠٢٢]
ترجمة كتاب: "ضد "، للقديس غريغوريوس النيسي [٢٠٢٣]
كتاب: الطبيعة والنعمة بين الشرق والغرب [٢٠٢٣]
كتاب: مونارخية الآب في تعليم آباء الكنيسة [٢٠٢٤]

‎ ‎ نحاول تخمين اهتمامك… ربما يهمك أن تقرأ أيضًا: ‎ ‎