على عكس المقالات السابقة، لا يتحدث هذا المقال عن قصة منفصلة وإنما عن سلسلة أحداث نرى فيها تسلسل مستمر حيث يتمرد شعب إسرائيل على الله ثم ينالوا العقاب الإلهي.
من ضمن هذه الأحداث، نرى الله مرسلًا نار لحرق حدود محلة إسرائيل [1]،
الوباء الذي سبب وفاة أربعة عشر ألف وسبعمائة إسرائيلي [2]،
وحادثة الحيات المحرقة [3].
كل هذه الأحداث كانت جزء من عدالة الله ضد تمرد الشعب الإسرائيلي. وقد تدفع طبيعة هذه الأحداث البعض للتسرع في وصف هذه الأحداث كأحداث عشوائية أدت بحياة الكثيرين بدون فصل واضح بين من يحيا ومن يموت.
لكن بالنظر بشكل أدق لقصة الخروج – العدد نرى أن الحقيقية هي أن الله حكم من البداية بأن من خرجوا من مصر لن يدخلوا أرض الموعد، بل بالحري سيهلكون في الصحراء قبل الوصول للأرض.
وتضمن هذا الوعد موسى، رجل وديع أكثر من جميع الناس [4]، وأخيه هارون.
أما أن البعض مات قبل الآخرين فكان هذا نتيجة طبيعية لحدوث تمردات مختلفة على فترات متباعدة نوعًا ما إلا أنه في النهاية تحقق وعد الله في هذا الأمر.
على الرغم من أن هذه الأحداث لا تقدم لنا رؤية واضحة لمفهوم العدالة الإلهية نظرًا لما يحيط بها من أحداث وتفاصيل مختلفة، إلا أن الكنيسة استخدمتها لمساعدة شعبها في قراءة الكتاب المقدس في ضوء المسيح.
فهارون الذي يمر بين الشعب بالمجمرة يشير إلى المسيح، رئيس الكهنة، الذي سيقدم حياته رائحة بخور على الجلجثة حيث اشتم أبيه الصالح رائحة تقدمته الذكية.
رفع الحية النحاسية في البرية لخلاص من سممتهم الحيات كان إشارة للصليب الذي رُفع عليه المسيح حيث يقول بنفسه قبل آلامه [5] :
وكما رفع موسى الحية في البرية كذلك ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية(يوحنا 3: 14-15)
مرات عديدة نرى الله يحول أحلك أحداث الضعف البشري وتحقيق الله لعدالته ليضيء على العقل بفهم أفضل لحكمة الله وتدبيره الداخلي.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
كاتب وباحث دكتوراه اللاهوت اﻷرثوذكسي بكلية الثالوث، تورونتو - بكالوريوس الدراسات الدينية، ماكماستر