- ☑ الفعل الثقافي في سبيل الحرية
- الوجود في ومع العالم
- مستويات الوعي والشرط التاريخي
- الثورة الثقافية والفعل الثقافي
أصحاب لاهوت التحرير وعلى رأسهم "فريري" يتحدثون عن تأويلية جديدة للكتاب المقدس، تستند في التطبيق العملي إلى جدل بين التجربة الحياتية للفقراء وبين كلمة "الله" في الكتاب المقدس. وهم ينتقدون النظام اللاهوتي الذي يقول بوجود مستويين، الطبيعي وما فوق الطبيعي، كما أن أصحاب لاهوت التحرير ومنهم "فريري" يرون أن الناس يعيشون، والله موجود في عالم لا يفترق فيه هذان الحقلان، بل يتوحدان، ومن ناحية ثالثة يطلبون من اللاهوت الاعتماد على أدوات التحليل الاجتماعي لكي يُدرِك العالم الذي يعيش فيه الإنسان، كما أن لاهوت التحرير ذو طابع تعليمي وسيكولوجي وهو الحاجة إلى التوعية للفقراء والمضطَّهدين - وهذا المفهوم ظهر مبكرًا عند "باولو فريري" الذي شجَّع الفقراء على الخوض في تحليل نقدي لمدى تأثير البِنى المُستبِدة على حياتهم، وكيف أن العمل الجماعي يستطيع تغيير هذه البِنى.
نتناول في هذه السلسلة تلخيصًا لأهم اﻷفكار لكتاب:
الفعل الثقافي في سبيل الحرية
تأليف: باولو ريجلوس نيفيس فريري (بالبرتغالية: Paulo Freire)
معلم وفيلسوف برازيلي وصاحب نظريات ذات تأثير كبير في مجال التعليم
ريسيف، بيرنامبوكو، 19 سبتمبر 1921 – ساوباولو 2 مايو 1997
ترجمة: إبراهيم الكرداوي
الناشر: مركز الدراسات والمعلومات القانونية لحقوق الإنسان
الطبعة: الأولى – 1995
يقول فريري: أفسح تحرُّر العالم الثالث من الاستعمار الطريق إما إلى تحرُّر حقيقي لكل الجنس البشري، أو ترويضه بأشكال أكثر كفاءة. ومن أجل ذلك كان هذا الوضع داعيًا إلى إعادة تقويم ومقصد وأساليب التعليم.
وهو يرى أنه: ليس هناك تعليمًا محايدًا، فإما تعليم للترويض، وإما تعليم للحرية.
الجزء اﻷوّل:
عملية: محو الأمية للكبار، كفعل ثقافي، في سبيل الحرية
تصبح محو الأمية فعلا ثقافيًا في سبيل الحرية عندما يمارِس المتعلِّم دور الذات العارفة في حوار مع المعلم والنفس، ولذلك على المعلم أن يناضل في سبيل الوضوح وتخليص الواقع من إطار الأسطورة.
تتضمن عملية “محو الأمية كفعل للمعرفة” وجود علاقة حوار أصيل بين المدرسين والدارسين، فليس الأمر حكاية حفظ وترديد مقاطع لفظية، ويكون التعليم فرصة لكي يعرف المتعلمون فعلا نطق الكلمة من فعل بشري، يتضمن التفكير والعمل.
إن الجماهير بكماء في “ثقافة السكوت” بمعنى أنها ممنوعة من المشاركة الخلاقَّة في تحولات مجتمعها، ولذا فهي ممنوعة أن تحيا كيانها حتى لو كانت تعرف القراءة والكتابة التي تعلمتها في الحملات الخيرية اللا إنسانية.
نحاول صياغة نمطٍ للتعليم يتطابق مع أسلوب الكائن الإنسان، ذلك الكائن التاريخي.
ولا تبشير بمستقبل دونما تشهير بواقع، فقط لأن كل تشهير يولد تبشيرًا، ويستحيل الأمل دونما تبشير. وفي رؤية طوباوية أصيلة لا يعني إعطاء الأمل، مهما كان، أن يعقد المرء ذراعيه وأن ينتظر، فالانتظار فقط ممكن عندما يبحث المرء، وملؤه الأمل، من خلال الفعل لإنجاز ذلك المستقبل “المبشَّر به” المتولِّد من داخل التشهير.
إن هذا هو سبب انعدام الأمل الأصيل في أولئك الذين يقصدون إلى جعل مستقبلهم تكرارًا لحاضرهم، وفي أولئك الذين يرون في المستقبل شيئًا قد أفترضوه سلفًا. فكلاهما لديه مقولة “مدجنة” عن التاريخ، الأولون لأنهم يريدون إيقاف الزمن، والأخيرون لأنهم واثقون من مستقبل معروف لهم بالفعل.
سنتناول في المقالات القادمة، ملخصًا لأهم أفكار الجزء الثاني والذي يحمل اسم: “الفعل الثقافي والتوعية”، ومن المرجح تلخيصه في ثلاث مقالات تحمل أسماء الفصول التالية:
– الوجود في ومع العالم
– مستويات الوعي والشرط التاريخي
– الفعل الثقافي والثورة الثقافية
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟