
- التقويم المصري: بين الإصلاح والجمود
- التقويم المصري: من إليفنتين إلى راكوتي
- التقويم السكندري والتقويم اليولياني
- ☑ التصحيح الجريجوري والإصلاح القبطي
مع مرور القرون، لاحظ علماء الفلك في الغرب أن الاعتدال الربيعي ابتعد كثيرًا عن موعده الأصلي، حتى أصبح، نتيجةً للخطأ المتراكم في التقويم اليولياني، يقع في 11 مارس في القرن السادس عشر الميلادي. وانعكس ذلك مباشرة على الخطأ في حساب موعد عيد القيامة، المرتبط بالاعتدال الربيعي وفقًا للقاعدة المذكورة سابقًا.
توصل علماء الفلك في ذلك الوقت إلى أن السنة المدارية في المتوسط هي 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية [1]. أي أنها أقصر من السنة في التقويم اليولياني بـ11 دقيقة و14 ثانية. وهذا هو ما جعل الاعتدال الربيعي في القرن السادس عشر يقع في 11 مارس، أي متأخرًا 12 يومًا عن موعده عند بدء التقويم اليولياني، و10 أيام عن موعده وقت مجمع نيقية.
دفع ذلك مجمع ترنت عام 1545 [2] للتصريح للبابا بولس الثالث لإيجاد حل لمشكلة التقويم. إلا أن البابا بولس وخلفاءه لم يستطيعوا الوصول إلى حل لهذه المشكلة حتى تولى البابوية البابا غريغوريوس الثالث عشر عام 1572. تبنى البابا غريغوريوس مقترح الفلكي الإيطالي لويجي جيجليو والذي صاغه في صورته النهائية الراهب اليسوعي كريستوفر كلاڤيوس [3].
كان المقترح هو تصحيح التقويم بحيث يستمر حساب عيد القيامة بناءً على اعتدال ربيعي يقع يوم 21 مارس، كما كان وقت مجمع نيقية. وبناءً على ذلك، قرر البابا غريغوريوس في مرسوم صدر في 24 فبراير سنة 1582 تصحيح التقويم عن طريق حذف عشرة أيام من التقويم اليولياني ليقع الاعتدال الربيعي يوم 21 مارس مرة أخرى بدلًا من 11 مارس [4].
وبناءً عليه، تم حساب كيفية الحفاظ على الاعتدال الربيعي الفلكي ليتراوح دائمًا بين يومي 19 و21 مارس. ولكي يحدث ذلك، تم إقرار تعديل التقويم بجعل بعض السنين التي تقبل القسمة على 4 ليست بسنوات كبيسة لتقليل عدد الأيام الزائدة وتعويض الفرق البالغ 11 دقيقة و14 ثانية. وأصبحت القاعدة الجديدة هي جعل السنوات التي تقبل القسمة على 100 ولا تقبل القسمة على 400 سنوات ليست كبيسة [5].
ولكي يتم تصويب التقويم، قرر البابا تنفيذ التعديل في أكتوبر 1582 عن طريق حذف عشرة أيام من التقويم، بجعل يوم 15 أكتوبر هو التالي مباشرة ليوم 4 أكتوبر في تلك السنة. وتم كذلك تعديل طريقة حساب عيد القيامة وفقًا للتقويم الجديد، كما سنشرح تفصيلاً لاحقًا.
أقرت كل الدول التي تتبع الكنيسة الكاثوليكية هذا التعديل فورًا، بدايةً من الإمارات البابوية وممالك ومدن إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وجميع الممالك الكاثوليكية الأخرى ومستعمراتها في العالم الجديد. ثم توالى إتباعه في أوروبا البروتستانتية تباعًا، بعد مقاومة استمرت لعشرات السنوات. وسمي التقويم الجديد بالتقويم الغريغوري (Gregorian Calendar)، نسبةً إلى البابا الذي تبنى هذا التقويم. ولفترة طويلة، كان يتم استخدام التقويمين جنبًا إلى جنب، تحت مسمى النظام القديم (Old Style (O.S.)) للتقويم اليولياني، والنظام الجديد (New Style (N.S.)) للتقويم الغريغوري.
في مصر، استمر الاعتماد على التقويم القبطي للشهداء. وفي اليونان وشرق أوروبا الأرثوذكسية، استمر الاعتماد على التقويم اليولياني كالمعتاد. ونتيجة لذلك، عندما حدث التعديل الغريغوري للتقويم في تلك السنة، كان التقويم القبطي ما يزال عند يوم 18 كيهك في يوم 25 ديسمبر 1582. وبالتالي، لم يُحتفل بعيد الميلاد الموافق ليوم 29 كيهك إلا في 4 يناير 1583 وفقًا للتقويم الغريغوري الجديد. وبالتبعية، تحركت رأس السنة القبطية للشهداء، التي كانت توافق يوم 29 أغسطس عام 1582، لتصبح يوم 1 توت من العام 1300 للشهداء، وهو الموافق ليوم 9 سبتمبر 1583، نظرًا لأن العام السابق، 1299 للشهداء، كان عامًا كبيسًا. بينما في العام التالي، 1301 للشهداء، كانت بداية العام القبطي توافق 8 سبتمبر.
بالتبعية، أصبح يوم 21 مارس 1583 يوافق يوم 15 برمهات. أي أن الاعتدال الربيعي، الذي يعتمد عليه الحساب الأبقطي في حساب عيد القيامة، وهو يوم 25 برمهات، أصبح يوافق يوم 31 مارس 1583. ومن هذا التاريخ، أضحى هناك اختلاف في تاريخ جميع الأعياد بين الكنائس الشرقية والكنائس الغربية.
لم نشعر في مصر بهذا الفارق إلا عندما تبنى الخديوي إسماعيل عام 1875 التقويم الغريغوري [6] (التقويم الأفرنكي كما كانوا يسمونه وقتها [7]) في المعاملات الحكومية بدلاً من التقويم الهجري، وبديلاً عن التقويم القبطي في الزراعة. وقتها، أصبح يوم 29 كيهك يوافق 6 يناير، و25 برمهات أصبح يوافق 2 أبريل، نتيجة تراكم الفرق بين التقويمين. وكذلك، أصبحت رأس السنة القبطية توافق 10 سبتمبر (11 سبتمبر في السنة القبطية الكبيسة).
ولأن سنة 1900، وفقًا للتعديل الغريغوري، ليست كبيسة، بينما في التقويم القبطي كل أربع سنوات توجد سنة كبيسة دون استثناءات، تحرك التقويم القبطي يومًا إضافيًا. فأصبح عيد الميلاد يوافق 7 يناير بدلًا من 6 يناير، وأصبحت رأس السنة 11 سبتمبر بدلًا من 10 سبتمبر. كذلك، تحرك 25 برمهات إلى 3 أبريل، وهو ما جعل الفارق في موعد عيد القيامة بين الشرق والغرب يزداد. بينما بقي الوضع كما هو في القرن الحادي والعشرين؛ لأن سنة 2000، وفقًا للتعديل الغريغوري، سنة كبيسة.
على مدى السنوات التالية لتبني الكنيسة الكاثوليكية للتقويم الغريغوري، بدأت الدول في أوروبا والعالم في تبنيه تدريجيًا. كان آخر من تبناه في أوروبا روسيا عام 1917، ثم رومانيا ويوجوسلافيا في عام 1918، وأخيرًا اليونان عام 1923. على الرغم من قبول هذه الدول للتقويم واستخدامه، رفضت الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (الخلقدونية) Eastern Orthodox في هذه الدول تبني التقويم الغريغوري؛ لأنه في نظرهم كاثوليكي.
لحل هذه المشكلة، عُقد مجمع أرثوذكسي شرقي مسكوني في القسطنطينية عام 1923 لمناقشة التقويم. تبنى هذا المجمع اقتراح العالم الفلكي الصربي ميلوتين ملانكوفيتش بإصلاح التقويم اليولياني الذي تستخدمه هذه الكنائس، وإقرار تقويم يولياني مُراجع (revised Julian calendar) أدق حسابيًا من التقويم الغريغوري، وذلك عن طريق زيادة عدد السنوات القابلة للقسمة على 100 المستثناة من كونها سنوات كبيسة. أصبحت القاعدة في التقويم الجديد أن كل السنوات التي تقبل القسمة على 100 ليست كبيسة، عدا السنوات التي يتبقى فيها 200 أو 600 عند قسمتها على 900.
ووفقًا لذلك، يصبح هذا التقويم متطابقًا مع التقويم الغريغوري حتى عام 2800، حين يبدأ الفرق الحسابي الذي وضعه ميلانكوفيتش في الظهور [8].
أقرت هذا التعديل تباعًا كنائس القسطنطينية واليونان وأنطاكية وبلغاريا ورومانيا وألبانيا والإسكندرية (للروم الأرثوذكس)، ورفضته في ذلك الوقت كنائس القدس وروسيا وصربيا ومقدونيا وبولندا وجورجيا وأوكرانيا، وأصرت على الاستمرار وفقًا للتقويم اليولياني القديم.
وهكذا، أصبحت اليونان ورومانيا، على سبيل المثال، تحتفلان بعيد الميلاد في 25 ديسمبر، كما هو الحال في الغرب، بينما تحتفل به روسيا وصربيا وجورجيا في 7 يناير. ورغم تعديل التقويم وتحريك جميع الأعياد والمواسم لتتوافق مع التقويم الجديد، إلا أن جميع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ما زالت تحسب موعد عيد القيامة وفقًا للتقويم اليولياني قبل تعديله [9]، ومع ذلك تحسب أيضًا جميع الأعياد المتغيرة الأخرى.
استمرت الكنائس الأرثوذكسية المشرقية (اللا-خلقدونية) Oriental Orthodox، وهي كنائس الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس، وأنطاكية للسريان الأرثوذكس، والكنيسة الرسولية للأرمن الأرثوذكس، والكنيسة الأرثوذكسية التوحيدية الإثيوبية، والأريترية، والكنيسة السريانية الهندية، في استخدام التقويم اليولياني أو تقويمها الخاص المشابه للتقويم اليولياني، مثل التقويم القبطي في حالة الكنيسة القبطية والتقويم الإثيوبي في حالة كنيسة إثيوبيا، حتى الآن. ولكن بعد تبني معظم الكنائس الأرثوذكسية الشرقية للتقويم اليولياني المعدل في الأعياد الثابتة، بدأ هذا الموقف في التغير.
تبنت كنيسة الأرمن الأرثوذكس التقويم الغريغوري في عام 1923، وكذلك كنيسة أنطاكية للسريان الأرثوذكس التي تبنته عام 1954. ولهذا، تختلف الكنائس المشرقية في موعد الاحتفال بعيد الميلاد، بينما تتفق في موعد وطريقة حساب عيد القيامة. وبالتالي، أصبحت الغالبية العظمى من كنائس العالم تتبع التقويم الغريغوري (أو اليولياني المعدل الشبيه به) في الأعياد الثابتة وتحتفل بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر. ولم يبق على التقويم القديم سوى كنائس الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس والكنيسة التوحيدية الإثيوبية والأريترية وكنائس روسيا وصربيا وجورجيا [10].
وهكذا، أصبح العالم كله، ومعه معظم الكنائس المسيحية في وقتنا الحالي، يتبع تقويمًا شمسيًا مدققًا، وفقًا للحسابات الفلكية الحديثة، والتي أثبتت أن السنة المدارية هي في المتوسط 365 يومًا وخمس ساعات و48 دقيقة و45 ثانية، مما أدى إلى ثبات مواعيد الفصول في أيام محددة من كل عام. بينما بقيت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومعها عدد قليل من الكنائس، تستخدم التقويم المبني على سنة شمسية مقدارها 365 يومًا وست ساعات. وبالتالي، ما زال تقويمهم به خطأ يتراكم بمقدار يوم كامل كل 128 عامًا، أي أنه تقويم غير دقيق للاستخدام المدني، نظرًا لتحرك مواعيد الفصول الأربعة مبتعدة عن موعدها الطبيعي، وكذلك غير دقيق للاستخدام الطقسي، كون طريقة حساب عيد القيامة مرتبطة بموعد الاعتدال الربيعي، الذي أصبح مبتعدًا بمقدار 13 يومًا عن موعده.
إذن يمكن لنا أن نقول:
- أن التقويم المدني المصري القديم كان تقويمًا غير ثابت، حيث كان متحركًا بالنسبة للفصول الأربعة، وفاقدًا للارتباط بشروق النجم سوتيس/سيريوس/الشعرى، ولا يتزامن بدء السنة مع هذا الشروق إلا مرة واحدة كل 1460 عامًا.
- التقويم القبطي الحالي هو التقويم الإسكندري، الذي أنشأه قرار الإمبراطور أغسطس قيصر في العام 26 قبل الميلاد. وليس له أي علاقة، من جهة موعد رأس السنة أو عدد الأيام، بالتقويم المدني المصري القديم. وهو مشابه في كل شيء للتقويم اليولياني الشمسي المداري، ولا علاقة له بشروق النجم سيريوس أو السنة النجمية، بل لا تنطبق مواسمه على المواسم الأصلية للتقويم المصري القديم.
- التقويم القبطي الحالي به خطأ يتراكم بمقدار يوم كامل كل 128 عامًا، وذلك لأن السنة فيه أطول من السنة المدارية بـ 11 دقيقة و15 ثانية. وقد أدى تراكم هذا الخطأ إلى ابتعاد التقويم عن مواعيد الفصول المدارية الأربعة بمقدار 13 يومًا حتى الآن.
- إن الفارق بين التقويمين القبطي والغريغوري يزداد بمقدار يوم واحد في السنوات الميلادية القرنّية التي لا تقبل القسمة على 400، مثل 1900 و2100. وبالتالي، سيتحرك التقويم يوماً إضافياً ابتداءً من سنة 2100 وآخر من سنة 2200، وهكذا.
- إن طريقة حساب موعد عيد الفصح/القيامة في الكنيسة القبطية، والمسماة بالأبقطي، بعد 18 قرنًا من إنشائها، ومع تحرك التقويم القبطي نسبةً إلى الفصول، أصبحت غير دقيقة في تحديد موعد العيد وفقًا لقاعدة مجمع نيقية المسكوني. وهو الموضوع الذي سنتناوله بالشرح المفصل في القسم الثاني من هذه الدراسة.
- إن ارتباط ظواهر مناخية أو مواسم زراعية بعينها بالشهور القبطية الحالية مرتبط بالتقويم السكندري بعد تثبيته في القرن الأول قبل الميلاد، وليس قبله، لأن التقويم المدني قبل ذلك كان متحركًا غير مرتبط بالمناخ أو الزراعة. ولم يكن المصري القديم يتبعه في الزراعة والحصاد، بل كان يتبع تقويمًا قمريًا مختلفًا عن التقويم المدني المتحرك. ومن هنا نستنتج أن الأمثال الشعبية العامية المرتبطة بأسماء الشهور هي وليدة العصور الوسطى بعد انتشار اللغة العربية بين المصريين.
- إن ثبات المواسم الزراعية الظاهري حتى الآن، نسبة إلى الشهور القبطية، لا يتعارض مع تحرك التقويم نسبة إلى الفصول. فالتأخر المتراكم منذ بدء تطبيق التقويم السكندري حتى الآن مقداره 13 يومًا فقط. وبالتالي، لن تختلف مواسم الزراعة مناخيًا كثيرًا، خاصة مع عدم ثبات موعد الفيضان وتحرك موعد بدئه من عام لآخر. مع ملاحظة أن مواسم الزراعة في مصر اختلفت جزئيًا، أولًا: بعد إنشاء قناطر محمد علي وسد أسوان، وثانيًا: بعد إنشاء السد العالي وانتظام الري طوال العام وعدم ارتباطه بالفيضان.
- أن تعامد الشمس على معبد الكرنك في الانقلاب الشتوي يوم 21 ديسمبر لا يعني دقة التقويم، بل يدل على دقة تصميم المعبد لدى المصريين القدماء، وارتباط ذلك بموعد الانقلاب الشتوي. حيث إن موعد الانقلاب الشتوي يتغير في التقويم عبر العصور مع تغير نظم التقويم المختلفة. وبالمثل، تعامد الشمس على معبد أبو سمبل، فأي نقطة على الأرض تتعامد عليها الشمس بنفس الزاوية مرتين كل عام، يفصل بينهما ستة أشهر، وهذا دليل على الإعجاز الهندسي، وليس على دقة التقويم.
- إن ظهور النور المقدس ليس مرتبطًا بيوم معين، بل بإقامة الصلاة في القبر المقدس من أجل ظهوره. ففي فترة احتلال الفرنجة للقدس، وقت الحملات الصليبية، واستيلاء اللاتين على كنيسة القيامة، والذي استمر لنحو 90 عامًا، ومنع بطريرك الروم من الصلاة فيها، لم يظهر النور المقدس، رغم احتفال اللاتين وقتها بعيد القيامة في نفس التوقيت الشرقي [11].
- أنه ليس صحيحًا أن قرارات المجمع المقدس غير قابلة للتعديل والتغيير. فقد نصت لائحته في المادة رقم 12:
قرارات المجمع المقدس نهائية ولا يعاد النظر فيها سوى المجمع المقدس إذا تغيرت الأسباب التي أصدر حكمه بناءً عليها
[12]، أي أنه يملك إصدار قرار جديد بخصوص التقويم إذا رأى ذلك. وقد حدث في عهد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث الكثير من التعديلات التي مست طقوس وصلوات الكنيسة المستلمة من الآباء الأولين [13]، بينما تعديل التقويم لا يمس الإيمان والطقوس في شيء، بل هو تصحيح فلكي وحسابي.
لماذا يجب تصحيح التقويم القبطي؟
أولا: أسباب علمية
في التقويم القبطي الحالي، كما ذكرنا سابقًا، أصبح الاعتدال الربيعي، والانقلاب الصيفي، والاعتدال الخريفي، والانقلاب الشتوي –أي الفصول الأربعة التي تحدد بشكل كبير النشاط البشري من زراعة وعمل وغيرها– متأخرة حاليًا عن مواعيدها المفترضة في التقويم الأصلي بـ 13 يومًا. هذا الفرق يزداد يومًا إضافيًا كل 100 عام، وبالتالي يزداد اغتراب التقويم عن الظواهر الطبيعية مع مرور الوقت. وهذا ما ينتفي معه الغرض من التقويم، إذ أن التقويم من الأصل وُضع لمساعدة الناس على معرفة مواقيت الزراعة ومواعيد المواسم المختلفة. فإن انحرف التقويم عن ذلك، وجب تصحيحه.
ثانيا: أسباب عقيدية
وفقاً للأناجيل، فإن صلب وقيامة المسيح كانا في أسبوع الفصح اليهودي. فقد أكل المسيح العشاء مع تلاميذه ليلة اكتمال القمر، أي ليلة 14 نيسان في التقويم اليهودي. ويأتي هذا العيد اليهودي دائماً في فصل الربيع، مُتحركاً بين شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل، كون التقويم اليهودي تقويمًا قمريًا شمسيًا. ولهذا وضعت القاعدة التي تنص على أن الاحتفال بالقيامة يجب أن يكون يوم الأحد التالي لاكتمال أول قمر بعد الاعتدال الربيعي (21 آذار/مارس – 25 برمهات). ولهذا استمرت كنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية في حساب عيد القيامة بهذه الطريقة: الأحد التالي لاكتمال أول قمر بعد الاعتدال الربيعي وفقاً للتقويم القبطي (25 برمهات)، وإن وقع هذا القمر يوم أحد، يقع العيد في الأحد التالي له.
ولكن 25 برمهات، مع مرور السنوات، لم يعد يتفق مع الاعتدال الربيعي، وكذلك 21 مارس في التقويم اليولياني. وهو ما دفع كنيسة روما لتبني التقويم الغريغوري، كما شرحنا سابقًا. ونتيجة لذلك، أصبح 25 برمهات يوافق الآن 3 أبريل في التقويم الغريغوري، الذي يستخدمه العالم كله. هذا الأمر يجعل عيد القيامة في بعض الأعوام يقع في شهر مايو، أي بعد قمرين كاملين من الاعتدال الربيعي الحقيقي (21 مارس) وبعد الفصح اليهودي بأكثر من شهر. وسيزداد هذا الفرق مع مرور السنين؛ فعلى سبيل التوضيح، بعد ثلاثة آلاف عام من الآن، سيكون 25 برمهات قد أصبح في نهاية أبريل، وبالتالي قد يأتي عيد القيامة في نهاية مايو أو بداية يونيو، أي بعد ثلاثة أقمار مكتملة بعد الربيع، مبتعدًا تمامًا عن الموعد الطبيعي له. وهذا يستوجب تصحيحه للعودة إلى القاعدة الموضوعة في مجمع نيقية والمتفقة مع نص الأناجيل. وإن كان هذا سيتطلب كذلك تصحيح الحساب الأبقطي، الذي يتم حساب موعد العيد عن طريقه، وهو ما سنتناوله تفصيلاً في القسم الثاني من هذه الدراسة.
ثالثا: أسباب رعوية
ضبط التقويم القبطي سيجعل موعد عيد الميلاد متفقًا مع موعد عيد الميلاد الغربي في 25 ديسمبر، وكذلك موعد عيد القيامة (في حالة تصحيح الحساب الأبقطي أيضًا)، وهو ما سيجعل حياة مئات الآلاف من المنتمين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العالم كله أكثر سهولة. فأخيرًا، أعيادهم القبطية ستكون متزامنة مع الإجازات الرسمية للبلاد التي يعيشون فيها. ولا يجب هنا أن نخلط بين ضبط التقويم وتوحيد الأعياد. فضبط التقويم سيجعل مواعيد الأعياد واحدة، ولكنه لا يعني أن الكنيسة القبطية ستتحد إيمانيًا أو طقسيًا مع الكنائس الغربية. وهو ما فعلته عدد من الكنائس المتحدة معنا في الإيمان، مثل الكنيسة الأرمنية والكنيسة السريانية، اللتان تبنتا التقويم الغريغوري في الأعياد الثابتة، ولم يؤثر ذلك على إيمانهما.
أي التقاويم أدق ؟
دائمًا ما يكون السؤال عند إثارة موضوع ضبط التقويم هو: أي التقاويم أدق؟
السؤال يجب ألا يكون عن أي من التقاويم أدق، لأن كل تقويم به نسبة تقريب ونسبة خطأ. بل يجب أن يكون عن أي تقويم يخدم الغرض من تنظيم الأنشطة البشرية بصورة أفضل. فالغرض من التقويم هو تنظيم الفصول والمواسم بطريقة تتفق مع الظواهر الطبيعية. وإذا قارنا بين التقاويم المختلفة من جهة الدقة، سنجد أن نسبة الخطأ في تحديد الاعتدال الربيعي –الذي اتفق الجميع على اتخاذه معيارًا منذ البداية، ومع اعتبار السنة المدارية الشمسية مرجعًا كونها الأنسب لتنظيم الأنشطة البشرية– هي كالآتي:
- التقويم المدني المصري القديم (السنة 365 يومًا): الخطأ يوم كل أربع سنوات.
- التقويم اليولياني والتقويم السكندري (السنة 365 يومًا ويوم إضافي كل أربع سنوات): الخطأ يوم كل 128 سنة.
- التقويم الغريغوري (السنة 365 يومًا ويوم إضافي كل أربع سنوات، عدا السنوات التي تقبل القسمة على 100 إلا إذا كانت تقبل القسمة على 400): الخطأ يوم كل 3236 سنة.
- التقويم اليولياني المراجع (السنة 365 يوما ويوم اضافي كل أربع سنوات عدا السنوات التي تقبل القسمة على 100 إلا اذا كان باقي القسمة على 900 يساوي 200 أو 600): الخطأ يوم كل 31 ألف و250 سنة.
- التقويم اليولياني المُصحح (السنة 365 يومًا ويوم إضافي كل أربع سنوات، عدا السنوات التي تقبل القسمة على 100، إلا إذا كان باقي القسمة على 900 يساوي 200 أو 600) الخطأ: يوم كل 31,250 سنة.
إذًا، لو كنا نبحث عن الأدق، فالتقويم اليولياني المُصحح المُستخدم حصرًا الآن ببعض الكنائس الأرثوذكسية الشرقية هو الأدق.
لماذا لا نعود لتقويم مبنى على السنة الفلكية النجمية؟
قد يطرح أحدهم أن ما يجب عمله ليس تصحيح التقويم القبطي ليتماشى مع السنة الشمسية المدارية، بل إعادة التقويم القبطي ليتبع السنة الفلكية النجمية التي كانت أساس ابتكاره في البداية. وعلى الرغم من أن السنة المصرية القديمة لم تكن سنة فلكية نجمية ولا سنة مدارية، كما شرحنا سابقًا، فلنتبع هذا الاقتراح ونرى ماذا سيحدث.
لكي يتبع التقويم القبطي الحالي السنة الفلكية النجمية، يجب أولًا تحريك بداية العام القبطي لتكون 1 توت موافقة للشروق النجمي للنجم سيريوس، وهو ما يوافق الآن الثالث من أغسطس في التقويم الحالي عند خط عرض 30 (أي كما لوحظ قديماً عند منف وأون). هذا سيجعل عيد الميلاد (29 كيهك) يوافق يوم 29 نوفمبر بدلاً من يوم 7 يناير.
ولأن السنة النجمية متوسطها 365,256 يومًا، أي تزيد بـ8 دقائق و9 ثوانٍ عن السنة في التقويم القبطي، وهي 365,25 يومًا، يجب إضافة يوم كبيس إضافي كل 166 عامًا ليبقى رأس السنة متزامنًا مع شروق النجم. ولأن السنة النجمية تزيد عن السنة المدارية بـ20 دقيقة و24 ثانية، فسوف يتحرك التقويم نسبةً إلى الفصول المدارية، كما يتحرك التقويم الحالي، ولكن معدل الحركة سيكون أسرع. حيث يتراكم الخطأ في موعد الفصول بمقدار يوم كل 71 عامًا، مقابل يوم كل 128 عامًا حاليًا.
أي سنصل إلى نفس النتيجة، وهي ابتعاد الأعياد، وخاصة عيد القيامة، عن مواعيدها الطبيعية باستمرار، كون عيد القيامة مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالاعتدال الربيعي، وكذلك بالفصح اليهودي، الذي يقع دائمًا في الربيع. إذن، لا فائدة من الاعتماد على سنة فلكية، في حين أن طريقة حساب عيد القيامة تعتمد على ظاهرة مرتبطة بالسنة المدارية، لا الفلكية.
أثر عدم تصحيح التقويم
في حال عدم تصحيح التقويم، سيستمر تحرك مواعيد جميع الأعياد والمواسم المدارية بعيدًا عن مواعيدها الصحيحة. والجدول التالي يوضح ذلك:
السنوات | 1 توت | عيد الميلاد 29 كيهك (28 كيهك) | الاعتدال الربيعي النظري [25 برمهات] | الاعتدال الربيعي الفلكي | نطاق عيد القيامة |
1582 | 29 أغسطس (30 أغسطس) | 25 ديسمبر | 21 مارس | 11 مارس | 23 مارس – 25 أبريل |
1584 | 8 سبتمبر | 4 يناير | 31 مارس | 21 مارس | 2 أبريل – 4 مايو |
1600 – 1699 | 8 سبتمبر (9 سبتمبر) | 4 يناير | 31 مارس | 21 مارس | 2 أبريل – 4 مايو |
1700 – 1799 | 9 سبتمبر (10 سبتمبر) | 5 يناير | 1 أبريل | 21 مارس | 3 أبريل – 5 مايو |
1800 – 1899 | 10 سبتمبر (11 سبتمبر) | 6 يناير | 2 أبريل | 21 مارس | 4 أبريل – 6 مايو |
1900 – 1999 | 11 سبتمبر (12 سبتمبر) | 7 يناير | 3 أبريل | 21 مارس | 5 أبريل – 8 مايو |
2000 – 2099 | 11 سبتمبر (12 سبتمبر) | 7 يناير | 3 أبريل | 21 مارس | 5 أبريل – 8 مايو |
2100 – 2199 | 12 سبتمبر (13 سبتمبر) | 8 يناير | 4 أبريل | 21 مارس | 6 أبريل – 9 مايو |
2200 – 2299 | 13 سبتمبر (14 سبتمبر) | 9 يناير | 5 أبريل | 21 مارس | 7 أبريل – 10 مايو |
6100 – 6199 | 12 أكتوبر (13 أكتوبر) | 8 فبراير | 5 مايو | 20 مارس [14] | 7 مايو – 9 يونيو |
أي أنّه بعد 4 آلاف عام من الآن، سيكون عيد الميلاد قد أصبح في شهر فبراير، وعيد القيامة في مايو، مبتعدًا تمامًا عن موعده المفترض ومخالفًا لمقررات مجمع نيقية بخصوص العيد. وبالتبعية، سيصبح شم النسيم، وهو الذي يُحتفل فيه بقدوم الربيع، قرب بداية فصل الصيف.
وما العمل؟
العمل هو تصحيح التقويم القبطي للشهداء لكي يعمل وفقًا لأي من التقويمين الأكثر دقة، حتى تعود الأمور إلى نصابها وطبيعتها. إما أن تصحح الكنيسة التقويم القبطي وفقًا لطريقة التقويم الغريغوري الأكثر انتشارًا، أو وفقًا لطريقة التقويم اليولياني المُراجَع، الأكثر دقة من التقويم الغريغوري، أو تتبنى تصحيحًا آخر للتقويم القبطي يعيد المواقيت إلى مواعيدها الطبيعية.
يجب أن يتم ذلك على خطوتين:
الخطوة الأولى: هي تصحيح التقويم الحالي. فإذا قررنا هذا العام تصحيح التقويم، يجب علينا حذف ثلاثة عشر يومًا من العام القبطي الحالي [15]، وهو عام 1741، حتى يعود الاعتدال الربيعي في 25 برمهات موافقًا للاعتدال الربيعي الحقيقي، وهو يوم 21 مارس. ويتم ذلك بأن تنتهي السنة مبكرًا في يوم 22 مسري [16] الموافق ليوم 28 أغسطس 2025 (بعد حذف الأيام من 23 حتى 30 مسري و5 أيام النسيء). ويبدأ العام الجديد 1742 يوم 29 أغسطس 2025 (1 توت).
يثير هنا معارضي الإصلاح أن حذف 13 يومًا من السنة يعني عدم الاحتفال بالمناسبات الطقسية في تلك الفترة المحذوفة. والرد على ذلك هو أن هذه الفترة من العام الطقسي القبطي لا يوجد بها أعياد سيّديّة كبرى أو صغرى، ولا يوجد بها أصوام إلا صوم الأربعاء والجمعة. وبالتالي، يمكن كاستثناء في عام الإصلاح جمع كل تذكارات الشهداء والقديسين والاحتفال بها في آخر أيام العام، وهو يوم 22 مسري [17].
كذلك، يعترضون على تقصير المدة بين عيد البشارة، الذي سيكون في عام الإصلاح يوم 7 أبريل (29 برمهات)، وعيد الميلاد، الذي سيصبح 25 ديسمبر (29 كيهك)، لتصبح 262 يومًا بدلًا من تسعة أشهر كاملة، أي 270 يومًا. والحقيقة أن المدة حاليًا ليست 270 يومًا، بل 275 يومًا، أي تسعة أشهر وخمسة أيام. وعلى أي حال، لا يذكر الكتاب المقدس مدة حمل العذراء، وبالتالي هي اجتهاد بشري يجوز تعديله مؤقتًا لغرض أهم، وهو إصلاح التقويم وضبط الأعياد.
الخطوة الثانية: تعديل طريقة حساب السنوات الكبيسة حتى لا يتراكم الخطأ في التقويم من جديد. ويمكن أن يتم ذلك بواحدة من الطرق الآتية:
اتباع الطريقة الغريغورية
والتي تستبعد السنوات القابلة للقسمة على 100، عدا السنوات التي تقبل القسمة على 400، من السنوات الكبيسة. ولأن التقويم القبطي تم ضبطه بحيث تكون السنة الكبيسة فيه في العام السابق للسنة الكبيسة في التقويم اليولياني، ستستمر قواعد حساب السنوات الكبيسة كما هي حتى يأتي العام 1815 للشهداء، لينتهي يوم 28 أغسطس 2099، ولا يكون عامًا كبيسًا، كون عام 2100 في التقويم الغريغوري (وكذلك في اليولياني المرجع) ليس كبيسًا. وهكذا في الأعوام القبطية التي تسبق الأعوام الغريغورية التي تقبل القسمة على 100. وستكون الأعياد (عدا عيد الميلاد) في النصف الأول من السنة الكبيسة القبطية زائدة يومًا عن مثيلاتها بالكنائس التي تتبع التقويم الغريغوري، كون اليوم الإضافي للسنة الكبيسة القبطية يضاف في نهاية شهر النسيء الموافق 29 أغسطس، بينما اليوم الإضافي في العام الغريغوري يضاف إلى شهر فبراير. بينما سوف تتطابق مواعيد الأعياد في السنوات البسيطة.
وهو ما يمكن تبسيطه وفقًا للقاعدة التي شرحها المتنيح نجيب بولس [18] في بحثه الرائد [19]:
أن تُعتبر السنوات التي رقمها الأولان هما 15 سنوات بسيطة إلا إذا كانت أرقامها التي تلي ذلك على اليسار مطروحًا منها 1 تقبل القسمة على 4 فتصير كبيسة، بمعنى:
- السنوات القبطية أرقام 1815، 1915، 2015، إلخ. تصبح سنوات بسيطة.
- والسنوات القبطية أرقام 2115، 2515، 2915، إلخ، تبقى سنوات كبيسة.
بناءً على ذلك، ستصبح أهم الأعياد القبطية الثابتة للعام البسيط وفقًا للجدول التالي (وبين القوسين موعد نفس العيد في العام الكبيس):
أسماء الأعياد | التاريخ القبطي | التاريخ الجريجوري |
عيد النيروز (رأس السنة القبطية) | 1 توت | 29 أغسطس (30 أغسطس) |
تذكار ظهور الصليب المجيد | 17 توت | 14 سبتمبر (15 سبتمبر) |
رفاع صوم الميلاد | 15 هاتور | 11 نوفمبر (12 نوفمبر) |
بدء صوم الميلاد | 16 هاتور | 12 نوفمبر (13 نوفمبر) |
عيد الميلاد المجيد | 29 كيهك (28 كيهك) | 25 ديسمبر |
عيد الختان (سيّدي صغير) | 6 طوبه | 1 يناير (2 يناير) |
عيد الغطاس (سيّدي كبير) | 11 طوبة | 6 يناير (7 يناير) |
عيد قانا الجليل (سيّدي صغير) | 13 طوبة | 8 يناير (9 يناير) |
دخول المسيح الهيكل (سيّدي صغير) | 8 أمشير | 2 فبراير (3 فبراير) |
عيد البشارة المجيد (سيّدي كبير) | 29 برمهات | 25 مارس |
دخول المسيح أرض مصر (سيّدي صغير) | 24 بشنس | 19 مايو |
عيد الرسولين بطرس وبولس | 5 أبيب | 29 يونيو |
رفاع صوم السيدة العذراء | 30 أبيب | 24 يوليو |
أول صوم السيدة العذراء | 1 مسرى | 25 يوليو |
عيد التجلي (سيدي صغير) | 13 مسرى | 6 أغسطس |
صعود جسد السيدة العذراء | 16 مسرى | 9 أغسطس |
بينما تُحسب الأعياد المتحركة المعتمدة على موعد عيد الفصح بعد حساب موعده، فعلى سبيل المثال، في العام القبطي القادم 1742، سيكون موعد العيد كالآتي:
الاعتدال الربيعي يوم 25 برمهات (الموافق 21 مارس 2026 بعد التصحيح)، واكتمال القمر الأول بعد الاعتدال الربيعي سيكون يوم الأربعاء 1 أبريل 2026.
إذن، عيد القيامة سيكون الأحد الذي يليه، أي يوم 5 أبريل 2026، الموافق 10 برمودة 1742. وبناءً على ذلك، تتحدد مواعيد كل الأعياد الأخرى وفقًا للجدول التالي:
أسماء الأعياد | التاريخ القبطي 1742 | التاريخ الجريجوري 2026 |
رفاع صوم يونان | 1 أمشير | 26 يناير 2026 |
أول صوم يونان | 2 أمشير | 27 يناير 2026 |
رفاع الصوم الكبير | 15 أمشير | 9 فبراير 2026 |
أول الصوم الكبير | 16 أمشير | 10 فبراير 2026 |
أحد الشعانين (سيّدي كبير) | 3 برمودة | 29 مارس 2026 |
خميس العهد (سيّدي صغير) | 7 برمودة | 2 أبريل 2026 |
الجمعة العظيمة | 8 برمودة | 3 أبريل 2026 |
سبت النور | 9 برمودة | 4 أبريل 2026 |
عيد القيامة المجيد (سيّدي كبير) | 10 برمودة | 5 أبريل 2026 |
شم النسيم | 11 برمودة | 6 أبريل 2026 |
أحد توما (سيّدي صغير) | 17 برمودة | 12 أبريل 2026 |
عيد الصعود (سيّدي كبير) | 19 بشنس | 14 مايو 2026 |
عيد العنصرة (سيّدي كبير) | 28 بشنس | 23 مايو 2026 |
أول صوم الرسل | 29 بشنس | 24 مايو 2026 |
أتباع الطريقة اليوليانية المراجعة
وهي التي تُستبعد من السنوات الكبيسة، السنوات القابلة للقسمة على 100، عدا السنوات التي يكون باقي قسمتها على 900 يعطي 200 أو 600. فإذا اتبعنا تلك الطريقة، ستكون طريقة حساب السنوات الكبيسة مطابقة للطريقة الغريغورية حتى العام 2800. حيث إنّه وفقًا للطريقة اليوليانية المراجعة، سيكون العام 2800 غير كبيس، وهو ما يستوجب أن يكون العام القبطي الذي يسبقه غير كبيس هو كذلك. وبالتالي، تصبح مواعيد الأعياد مطابقة للجداول السابقة.
اتباع طرق أخرى
وإن لم نرد اتباع أي من هاتين الطريقتين السابقتين في حساب السنوات الكبيسة، يمكننا ابتكار طريقتنا الخاصة عن طريق حذف يوم كل 128 عامًا من تقويمنا لتصحيح الخطأ به. فلو تم تصحيح التقويم هذا العام (2025) بحذف 13 يومًا، سيكون العام القبطي الواجب ألّا يكون كبيسًا بعد 128 عامًا، أي سيجيء في العام 2153 (الموافق لعام 1870 للشهداء)، وهكذا كل 128 عامًا. ولكن اتباع هذه الطريقة الفريدة في احتساب السنوات الكبيسة قد يعرض القائمين على التقويم للخطأ أو السهو في المستقبل.
في الختام، فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أمام خيارين: الأول هو التمسك بالتقويم القبطي كما هو، مما يعني تحرك الأعياد الثابتة والمتحركة نسبةً إلى السنة المدارية والفصول الأربعة. وهذا سيؤدي إلى وقوع عيد الميلاد بعد أربعة آلاف عام، على سبيل التوضيح، في 9 فبراير. وبالتبعية، سيقع عيد القيامة في الفترة بين 7 مايو و9 يونيو، أي بعيدًا تمامًا عن الاعتدال الربيعي، وهو موعده المحدد وفقًا لمجمع نيقية. ومع ذلك، سيتحرك عيد شم النسيم، وهو الاحتفال المصري القديم بالربيع والذي نحتفل به الآن في اليوم التالي لعيد القيامة، مبتعدًا عن الربيع ليصبح قرب بداية فصل الصيف.
الخيار الثاني: هو أن تبادر الكنيسة بإصلاح التقويم القبطي، بما يعيد الأعياد والمواسم إلى مواعيدها الطبيعية وفقًا لأي من الطرق التي ذكرناها، وذلك عن طريق لجنة من علماء الفلك والتقويم. وهذا سيحقق أيضًا وحدة مواعيد الأعياد مع جميع كنائس العالم كنقطة بداية للوحدة المسيحية المأمولة.