تخوّفات الأقباط من الذوبان وفقدان الهوية القبطية، والقائمة حتى الآن، ليست وليدة الزمن القريب، بل هي نتاج مراكمات وخبرات تاريخية مؤلمة، بدأت عقب مجمع خلقيدونية المسكوني (451م)، الذي كان بداية الانشقاق في الكنيسة الجامعة.
كان قرارنا عدمَ الاعتراف بهذا المجمع، ومقاطعة اليونانية لسانًا وفكرًا، لنبدأ مرحلة بناء لاهوت بلسان قبطي، وتتغيّر لافتتنا من كنيسة الإسكندرية
إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
. وفي المقابل، قرّرت الكنائس الخلقيدونية عدم الاعتراف بشرعية كنيستنا، واعتبرت الكنيسة الملكانية في الإسكندرية هي الشرعية حتى اليوم.
سبق هذا التراجع الإجباري لترتيبنا بين الكراسي الرسولية، من المرتبة الثانية التي احتلتها كنيسة القسطنطينية الناشئة بقرار إمبراطوري باعتبارها كرسي عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية، لنذهب نحن إلى المرتبة الثالثة.
يعقب ذلك تحولنا، بعد القرن العاشر، إلى كنيسة أقلية بعد ذهاب الغالبية إلى الإسلام، وصرنا تحت الحكم الإسلامي الذي تقلبت فيه الأنظمة والحكام، لنعيش أسوأ مرحلة تحت الحكم العثماني المظلم، الذي مدّ قهره وسلطانه إلى عموم مصر ليفرّغها من عقولها وعمالتها المتميزة، ويرسلها إلى عاصمته؛ الأستانة
، ويتركها تقتات على الخرافة، فندخل في نفق مظلم ممتد.
حتى باغتتنا الحملة الفرنسية (1798-1801م)، التي اهتمت باكتشاف مصر مجددًا، فعمل علماؤها على فحص ورصد كل صغيرة وكبيرة فيها، وسجلوا كل ذلك في أحد أهم المراجع العلمية والحياتية، مجموعة مجلدات: وصف مصر
، التي بلغت نحو 20 مجلدًا.
وفي المجلد الأول؛ المصريون المحدثون
، يُورد وصفًا لأقباط مصر وكنيستهم، بأنهم: طائفة من الهراطقة يتبعون آراء أوطاخي ونسطور، وينكرون الطبيعة المزدوجة للمسيح، ويعتبرون أنفسهم أحفادًا للمصريين القدماء
. ويستطرد الكاتب: ولعل بمقدورنا أن نفترض أن جنسهم قد استطاع أن يظلّ نقيًا بعيدًا عن الاختلاط بالإغريق، إذ ليس بينهم أي ملمح من التشابه
.
وينتهي الكاتب، بعد أن يصف كنائس وأديرة ومعيشة الأقباط، إلى أنهم –أي الأقباط– أمكنهم أن يتماسكوا في شكل أمة متحدة داخل بلد مهزوم، ويعطي مجتمعهم الصغير لمصر ، بفضل بعض الأنظمة المقتبسة من القيم الإنجيلية، مظهرًا من مظاهر الاتحاد والوفاق والألفة، وهو أمر نادر في تلك البلاد التي نُكبت بالطغيان والاستبداد
.
كان دفاع الأقباط عن هويتهم وإيمانهم بالتحصُّن بالانكفاء على الذات ومحاولة إعادة بناء لاهوتٍ سكندريٍّ على ما توفَّر لديهم من أصولٍ يونانيةٍ وقبطيةٍ، اللتين انقطعا عنهما مع التحوُّل القسري إلى العربية، على الرغم من أن كنيستهم أسَّست واحدةً من أهمِّ المدارس اللاهوتية؛ مدرسة الإسكندرية اللاهوتية
، مع مجيء القديس مرقس ببشارته، وقدَّمت للكنيسة الجامعة العديد من المباحث اللاهوتية والعقائدية، وكانت الكنيسة تختار بطاركتها وأساقفتها من مُديريها وعلمائها. وعندما تعرَّضت المدرسة للهجوم، حمل علماؤها كتبهم وأبحاثهم وكنوزهم المعرفية ولجأوا إلى الأديرة، يتحصَّنون بأسوارها ومواقعها البعيدة في عمق الصحراء، واستمرَّت الكنيسة تختار قادتها من تلاميذها حتى بعد أن صاروا رهبانًا.
لكن دورة الزمن وما أصاب مصر من تراجعات وانقطاعات معرفية انعكس على الكنيسة والأديرة، التي صارت شبه خاوية تضم نفرًا من البسطاء الذين لا يدركون قيمة الكنوز التي تختزنها أقبّتها وخزائن كتبها، حتى إنهم كانوا يستخدمونها وقودًا في أفرانهم البدائية. وهنا نذكر دور المستشرقين الأوائل الذين انتبهوا لهذه الذخائر، فعكفوا على طرق أبواب الأديرة ونسخها، وإعطاء النسخ الجديدة للرهبان مقابل أخذ تلك الرقوق القديمة، الأمر الذي أبْهَج الرهبان البسطاء فكانوا يودّعونهم مصحوبين بأحرّ الدعوات وفيض الصلوات. واعتمرت مكتبات الجامعات الكبرى في العالم المتحضر والمتاحف الأشهر بتلك المخطوطات، وأبقى الله لنا بقية نعود إليها ونغترف من غناها في سعي استرداد وعينا.
لذلك كانت الكنيسة تنتفض مع كل اقتراب من العائلة الخلقيدونية. كانت تلك المرة الأولى في تاريخنا المعاصر التي يرفض فيها المجمع التعامل مع البابا يوساب الثاني، على خلفية دراسته في اليونان مبعوثًا من مدرسة الرهبان بحلوان، التي أُغلقت في حبرية البابا كيرلس السادس، وتحولت إلى مقر إقامة أسقف حلوان. وإنْ تم تصدير أزمة البابا يوساب على أنها بسبب تلميذه ملك
، وادعاء سيطرته على إدارة الكنيسة، فإنه يُحسب لهذا البابا دعمه للمنظومة التعليمية، ورعايته وتطويره للمدرسة الإكليريكية، وافتتاحه لمعهد الدراسات القبطية، وإسناده مهمة التعليم فيه إلى أساتذة جامعيين ثقات، كلٌّ في تخصصه. واللافت أن ثلاث جبهات تحالفت ضده لعزله: مجمع الأساقفة، وجماعة مدارس الأحد، وجماعة الأمة القبطية. وانتهى الأمر إلى تحديد إقامته في المستشفى القبطي، وما لبث أن وافته المنية.
وكانت المرة الثانية حين قرر البابا شنودة الثالث زيارة الفاتيكان، وتمت الزيارة في 10 مايو 1973. وفي ختام تلك الزيارة، صدر بيان مشترك، واتُّفق على تشكيل لجان للحوار، كما تسلّم البابا شنودة الثالث جزءًا من رفات القديس أثناسيوس. ووُقِّعت فيها وثائق إيمانية تؤكد على المشتركات الإيمانية بين الكنيستين، وأنهما اتفقتا على فحص ودراسة الخلافات، التي في كثير منها ناتجة عن اختلاف اللغة بين اليونانية واللاتينية، وأن الكنيستين ستواصلان السعي للتقارب. وعندما عاد، وُجِّه بعاصفة من الرفض من شيوخ المجمع يتقدمهم أسقف دير السريان الذي كان البابا يهابه، لينتهي الأمر إلى تجميد الاتفاقية، واستبدالها بجلسات التقارب المسكوني النمطية الممتدة.
نص البيان المشترك الصادر عن لقاء
بابا الإسكندرية؛ البابا شنودة الثالث،
وبابا روما؛ البابا بولس السادس،
في مايو ١٩٧٣م.بولس السادس أسقف روما وبابا الكنيسة الكاثوليكية، وشنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرسي المرقسي؛ يقدمان الشكر لله في الروح القدس. إذ أنه بعد عودة رفات القديس مرقس إلى مصر قد نمت العلاقات بين كنيستي روما والإسكندرية، وازدادت بعد ذلك الحدث العظيم حتى أمكن الآن أن يصير بينهما لقاء شخصي وهما يرغبان في ختام اجتماعاتهما ومحادثاتهما أن يقررا معًا ما يلي :
لقد تقابلنا معًا تحدونا الرغبة في تعميق العلاقات بين كنيستينا، وإيجاد وسائط واضحة المعالم وفعالة للتغلب على العقبات التي تقف عائقًا في سبيل تعاون حقيقي بيننا في خدمة ربنا يسوع المسيح الذي أعطانا خدمة المصالحة لنصالح العالم فيه [1].
وطبقًا لتقاليدنا الرسولية المسلمة لكنيستينا والمحفوظة فيهما، ووفقًا للمجامع المسكونية الثلاثة الأولى، نقر أن لنا إيمانًا واحدًا بإله واحد مثلث الأقانيم، وبلاهوت ابن الله الوحيد الأقنوم الثاني من الثالوث القدوس كلمة الله، وضياء مجده وصورة جوهره، الذي تجسد من أجلنا متخذًا له جسدًا حقيقيًا ذا نفس عاقلة، وصار مشاركًا إيانا إنسانيتنا، ولكن بغير خطيئة.
ونقر بأن ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا يسوع المسيح إله كامل من حيث لاهوته، إنسان كامل من حيث ناسوته. وأن فيه قد اتحد اللاهوت بالناسوت اتحادًا حقيقيًا كاملًا بغير اختلاط، ولا امتزاج، ولا تشويش، ولا تغيير، ولا تقسيم، ولا افتراق. فلاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين. وأنه وهو الإله الأزلي الأبدي غير المنظور صار منظورًا في الجسد واتخذ صورة عبد، وفيه قد حفظت كل خصائص اللاهوت، وكل خصائص الناسوت جميعًا باتحاد حقيقي كامل، اتحاد لا يقبل التجزئة أو الانقسام ولا يقبل الانفصال.
نؤمن معًا أن الحياة الإلهية تمنح لنا بواسطة أسرار المسيح السبعة في كنيسته. وأن تلك الحياه الإلهية تنمو فينا وتغتذى بهذه الأسرار وهى : المعمودية، الميرون [التثبيت]، الإفخارستيا [القربان المقدس]، التوبة، مسحة المرضى، الزيجة، الكهنوت.
ونحن نكرم العذراء مريم أم النور الحقيقي ونعترف أنها دائمة البتولية، وأنها والدة الإله، وأنها تشفع فينا، وأنها بصفتها والدة الإله [ثيؤطوكوس] تفوق في كرامتها كرامة جميع الطغمات الملائكية.
ونحن لنا إلى حد كبير مفهوم واحد للكنيسة وأنها مؤسسة على الرسل. والدور الهام الذي للمجامع المسكونية، والمحلية. ولنا معًا روحانيتنا التي تعبر عنها طقوسنا خير تعبير، كما يعبر عنها القداس الإلهي تعبيرًا عميقًا. لأن القداس هو مركز وجوهر عبادتنا الجماعية، وهو قمة اتحادنا وشركتنا مع المسيح في كنيسته. ونحن نحفظ الأصوام والأعياد التي يأمرنا بها ديننا.
ونكرم ذخائر القديسين، ونستشفع بالملائكة وبالقديسين الأحياء منهم والمنتقلين، هؤلاء يؤلفون سحابة من الشهود في الكنيسة وهم ونحن ننتظر –في رجاء– المجيء الثاني لربنا عند استعلان مجده ليدين الأحياء والموتى.
ونحن نعترف بكل اتضاع أن كنائسنا غير قادرة على أن تشهد للحياة الجديدة في المسيح بصورة أكمل بسبب الانقسامات القائمة بينها، والتي تحمل وراءها تاريخًا مثقلًا بالصعوبات لعدة قرون مضت. والواقع أنه منذ عام 451 م لميلاد المسيح نشبت خلافات لاهوتية امتدت واتسعت شقتها بفعل عوامل غير لاهوتية. هذه الخلافات لا يمكن تجاهلها. وعلى الرغم من تلك الخلافات، فنحن نعيد اكتشاف أنفسنا، فنجد أن بين كنيستينا تراثًا مشتركًا ونحن نسعى بعزم وثقة في الرب أن نحقق كمال تلك الوحدة وتمامها، هذه الوحدة التي هي عطية من الرب.
ولكى ما نتمكن من إنجاز هذا العمل، نشكل لجنة مشتركة من الكنيستين مهمتها التوجيه لدراسات مشتركة في ميادين: التقليد الكنسي، وعلم آباء الكنيسة، والطقوس، وخدمة القداس [الليتورجية] واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية، وهكذا بالتعاون المشترك يمكن أن نتوصل إلى حلول للخلافات القائمة بين الكنيستين بروح التقدير المتبادل. ونستطيع أن ننادى بالإنجيل معًا بوسائل تتفق مع رسالة الرب الأصيلة وتتناسب مع احتياجات العالم المعاصر وأماله. ونعبر في نفس الوقت عن تقديرنا وتشجيعنا لأي جماعات أخرى من الدارسين ومن الرعاة من بين الكاثوليك والأرثوذكس، ممن يكرسون جهودهم في نشاط مشترك في الميادين المذكورة وما يتصل بها.
وإننا في إخلاص وإلحاح نذكر أن المحبة الحقيقية والمتأصلة في أمانة كاملة للرب الواحد يسوع المسيح، واحترام متبادل من كل طرف لتقاليد الطرف الآخر، هي عنصر جوهري في السعي نحو الشركة الكاملة.
إننا باسم هذه المحبة نرفض كل صور الجذب من كنيسة إلى أخرى، وننبذ أن يسعى أشخاص من إحدى الكنيستين إلى إزعاج طائفة من الكنيسة الأخرى وذلك بضم أعضاء إليهم من هذه الكنيسة بناء على اتجاهات فكرية أو بوسائل تتعارض مع مقتضيات المحبة المسيحية، أو مع ما يجب أن تتميز به العلاقات بين الكنيستين. ينبغي أن يُوقف هذا الجذب بكل صوره أينما يوجد. وإن على الكاثوليك والأرثوذكس أن يعملوا على تعميق وتنمية التشاور المتبادل وتبادل الرأي والتعاون في المجالات الاجتماعية والفكرية. ويجب أن يتواضعوا أمام الرب ويتضرعوا إليه، أن يتفضل وهو الذي بدأ هذا العمل فينا أن يؤتيه ثماره.
وإذ نفرح بالرب الذي منحنا بركات هذا اللقاء، تتجه أفكارنا إلى ألاف المتألمين والمشردين من شعب فلسطين، ونأسف على سوء استخدام الحجج الدينية لتحقيق أغراض سياسية في هذه المنطقة. وبرغبة حارة نتطلع إلى أزمة الشرق الأوسط حتى يسود سلام حقيقي قائم على العدل خصوصًا في تلك الأرض التي تقدست بكرازة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وموته وقيامته، وبحياة القديسة العذراء مريم هذه التي نكرمها جميعًا بصفتها والدة الإله [ثيؤطوكوس].
ليستجب لنا الله مانح جميع المواهب والعطايا يسمع صلواتنا ويبارك جهودنا.
البابا بولس السادس؛ أسقف روما وبابا الكنيسة الكاثوليكية
البابا شنودة الثالث، أسقف الإسكندرية وبابا وبطريرك الكرسي المرقسي
الفاتيكان، في ١٠ مايو سنة ١٩٧٣م
ولتزايد رباط المحبة بين الكنيستين، فقد أهدى قداسة البابا بولس السادس لقداسة البابا شنودة الثالث والوفد المرافق له، جزءًا من رفات القديس أثناسيوس الرسولي، الذي أُودع في المزار المخصص له بالكاتدرائية المرقسية بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية في القاهرة.
اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي
بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية
في ١٢ فبراير ١٩٨٨م:بمحبة الله الآب، ونعمة الابن الوحيد، وموهبة الروح القدس، فى يوم الجمعة ١٢ فبراير ١٩٨٨م. اجتمعت اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بمصر.
افتتح قداسة البابا شنودة الثالث هذا الاجتماع بالصلاة، وقد اشترك في هذا الاجتماع المونسنيور چيوفانى مورتينى القاصد الرسولي بمصر، والأب دوبريه السكرتير بسكرتارية الوحدة المسيحية للفاتيكان، ممثلين لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني ومؤهلين من قداسته للتوقيع على هذا الاتفاق. كما حضر أيضًا الأساقفة المعينون من قبل صاحب الغبطة أستفانوس الثاني غطاس بطريرك الأقباط الكاثوليك لتوقيع هذه الاتفاقية.
وقد سَرنا اللقاء التاريخي الذي تم في الفاتيكان في مايو سنة ١٩٧٣ بين قداسة البابا بولس السادس وقداسة البابا شنودة الثالث. وكان هذا هو أول لقاء بين الكنيستين منذ أكثر من خمسة عشر قرنًا من الزمان، ووجدنا أتفاقًا بيننا في كثير من نقط الإيمان، كما تقرر في ذلك اللقاء تكوين لجنة مشتركة لبحث نقط الخلاف العقائدية والإيمانية بين الكنيستين، بهدف الوصول إلى الوحدة الكنسية.
وكان قد حدث اجتماع في ڤيينا في سبتمبر سنة ١٩٧١م نظمته هيئة بروأورينتا بين لاهوتيّ الكنيسة الكاثوليكية ولاهوتيّ الكنائس الأرثوذكسية الشرقية؛ وهي كنائس الأقباط والسريان والأرمن والأثيوبيين والهنود، ووصلوا إلى اتفاق في موضوع طبيعة السيد المسيح، قبله المجمع المقدس للكنيسة القبطية في 21 يونيو ١٩٨٦م.
ونحن نشكر الله أننا الآن يمكننا أن نوقع على صيغة مشتركة تعبر عن اتفاقنا الرسمي بخصوص طبيعة السيد المسيح.
أما باقي نقاط الخلاف بين الكنيستين فستقوم اللجنة العامة للحوار المشترك بفحصها على التوالي بمشيئة الرب.
نص الاتفاق المشترك بشأن طبيعة السيد المسيح:
نحن نؤمن أن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الكلمة المتجسد هو كامل في لاهوته وكامل في ناسوته، وجعل ناسوته واحدًا مع لاهوته بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا تشويش [تداخل]، وأن لاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. وفى نفس الوقت، نحرم كلًا من تعاليم نسطور وأوطاخي.التوقيعات
وكانت المرة الثالثة حين سعى البابا تواضروس إلى استكمال ما دشّنه البابا شنودة بزيارة الفاتيكان في 10 مايو 2023، بالتزامن مع احتفال الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية بمرور 50 عامًا على يوم الصداقة
، وهو اليوم الذي زار فيه البابا شنودة الفاتيكان، وعادت فيه العلاقات بين الكنيستين. وقد قام بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، بزيارة لمصر في 28 أبريل 2017، أثمرت توقيع اتفاقية تقارب بين الكنيستين، وتنصّ على عدم إعادة معمودية أيّ من أبناء الكنيستين عند انضمامه إلى الكنيسة الأخرى. فانتفض صقور المجمع، وأعلنوا رفضهم للاتفاقية، وكاد سيناريو البابا يوساب أن يتكرر، حتى أعلنت الكنيسة القبطية أن لبسًا قد حدث فيما أُعلن بهذا الصدد، وأن النص الأصلي يتضمن: السعي جاهدين لعدم إعادة المعمودية بين كنيستينا في حالة رغبة أحد المسيحيين في الانضمام إلى الكنيسة الأخرى
.
ويبقى السؤال: ماذا حدث لنصل إلى الحالة الراهنة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في مقالٍ تالٍ.
صدر للكاتب:
كتاب: العلمانيون والكنيسة: صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨