الغطاس: قصبة و قلقاس!!!!واسّفندياية و غيره و غيره..  كل سنة و إنتم طيبين و ينعاد على الجميع بخير.

من الأعياد السيدية الكبرى، وواضح إن في إجماع على كده. ومعروف عندنا برضه باسم عيد الظهور الإلهي عند المستوى المتقدم شوية (رغم إنه مش العيد الوحيد للظهور الإلهي، بس ما علينا)، وبرضه واضح إن في إجماع على ده. و إلى هنا تنتهي الإجماعات.. تقريبًا!

حبيت بس أتكلم معاكم بسرعة كده في كام نقطة:

– “المسيح يسوع اتعمد علشان يعلمنا أهمية المعمودية رغم إنه ما كانش محتاج يتعمد”.. الكلام ده واقف في نص المشوار ومش مكمل للآخر، زيه زي اللي جاي. وبعدين بالمرة بقى: اتصلب علشان يعلمنا الصلب، واتجلد علشان يعلمنا الجلد، وهكذا.. بس اتولد ليه يعني مثلاً؟!!

هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت: حسب وعظنا المعاصر، تحس إن الآب توّه ما افتكر إن ده إبنه اللي بيحبه ومسرور بيه! يعني كل المزامير والنبوات في العهد القديم دي كانت إيه؟!

طبعاً الكلمتين اللي فوق دول كارفين من قوي، ليه؟

قلت لي ليه… أقول لك: لأن المسيح يسوع رب المجد لما اتعمد.. كمل قراية وها نحكي تحت.

– “القلقاس رمز والقصب رمز.. واليوستفاندي رمز..”: وننزل الانتخابات برمز قفص الخضار إن شاء الله، وده استمرار طبيعي لتماجيد شادر التوفيقية اللي مدخل كمان بلح وجوافة وليمون و…. في المعتقد القبطي.
.
.
.
كل الكلام اللي فات ده سطحي… عدم… ويدخل تحت بند العك اللي اتقدس… وده ناتج طبيعي من نتايج الأزمنة الغبرة!

نسأسأ واحدة واحدة:

بص يا سيدي، كل أعمال المسيح في الجسد هي عطايا للبشرية كلها، حتى اللي إحنا مش فاهمينها أو يبان إنها ما لهاش دعوة بينا.

تهت مني؟ طب تعالى:

+ الميلاد: باركت طبيعتي فيك من عند أبونا القديس غريغوريوس.
لما اتولد وخد طبيعتنا، جددها وأعاد خلقتنا مرة أخرى، ولكم في كتاب للكبير شروحات وفيرة. علشان كدة طبيعي جدًا تسمية بيت لحم مسقط رأس الخليقة الجديدة.

+ الختان: الإشارة الأكثر صراحة للمعمودية.
تأسيس العهد بين الله وشعبه وإعلان تقديسنا لله (التقديس في الأصول اللغوية العميقة بتعني التخصيص) ولكم في تفسير القديس لإنجيل لوقا الشرح المفصل للموضوع ده.

ها نفوت الغطاس للآخر ونكمل…..

+ الصلب: طبيعتنا احنا اللي بتجوز الموت بوعد القيامة، لكن كان هو في اتحاده العجيب غير المُدرك اللي ممكن يدوس المعصرة دي الأول عشان يعطينا قدرة موت العبور ولا يصبح الموت للهلاك.

+ القيامة: انتصارنا. ببساطة كده: الموتة خلصانة بعبور ومجد واستعلان تجديد الطبيعة وردنا مرة أخرى إلى كرامتنا الأولى: سرّ الرب أن يرده إلى رئاسته تذاكية الاتنين.

+ الصعود والجلوس في يمين الآب (ركز في الجلوس دي): يا أبويا بقى على دي، كلام ما لوش زي.. بص على القداس الغريغوري لما بيقول لك وأصعدت باكورتي إلى السماء
الله الله الله، دخولنا لمحضر الآب في بشرية الابن المتجسد، لأ وإيه بقى: أجلسنا معه في السماويات زي ما بيقول سفر الرؤيا من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي ومين يا شاطرين أول إنسان غلب؟…… برافو عليكم، الكلمة المتأنسن. خلصانة ب وآيات كتاب أهوه.

+ إرسالية الروح القدس وعمله في الكنيسة: سكنى الروح بنفسه، بلا مواهب بلا دياولو! الروح القدس، أقنوم العمل المستتر في إنساننا الداخلي حلّ علينا بشخصه وبذاته لأجل تثبيتنا في الكرمة الحقيقية وتقديسنا جسدًا حقيقيًا للمسيح يسوع (اللي بيقروا بِدَل حفيظة يرجعوا ورا شوية علشان النفس والجو كتمة كده) وطبعًا ده كان لا يمكن يتم من غير عيد الغطاس زي ما ها نحكي.

+ الغطاس (محل البحث): اليوم يومك يا… (حط اسم أي حد أو وصفه مكان النقط طالما هو كائن بشري). يوم الحلول ويوم المحبة الإلهية المستعلنة. شوف يا سيدي الكبير أثناسيوس بيقول إيه:

فإن كان من أجلنا يقدِّس ذاته، ويفعل ذلك بعد أن صار إنسانًا، فمن الواضح تمامًا أن حلول الروح القدس عليه في الأردن، كان حلولًا للروح علينا نحن، بسبب أنه كان لابسًا جسدنا نحن، فلم يكن ذلك من أجل ارتقاء الكلمة ذاته، بل بالحري من أجل تقديسنا نحن، حتى نشترك في مسحته ويُقال عنا: أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم؟ [1]؟ فلما اغتسل الرب في الأردن بصفته إنسانًا، كنا نحن المغتسلين فيه وبواسطته، ولما قَبِلَ الروح القدس، كنا نحن الذين نقبله بواسطته.

(أثناسيوس، المقالة الأولى ضد الأريوسيين)

ومعلم التجسد العظيم، القديس كيرلس الإسكندري:

لقد جاء صوت الله الآب قائلًا من نحو المسيح في أثناء عماده المقدَّس: هذا هو ابني الحبيب، وكأنما بذلك كان يقبل فيه وبواسطته الإنسان الأرضي. فإن ابن الله الوحيد الحق حسب الطبيعة لما صار مثلنا، قد تعيَّن ابن الله [2]، ليس كأنه ينال ذلك لنفسه هو -إذ أنه في ذاته كان ولم يزل كما قلتُ إلهًا حقًا- بل لكي يوصِّل إلينا هذا المجد. فإنه قد صار لنا باكورةً وبكرًا وًا ثانيًا. لأجل ذلك قيل إن كل شيء فيه يصير جديدًا [3]. ونحن إذ قد خلعنا عتق آدم، أغتنينا بالجدَّة التي في المسيح.

(كيرلس الكبير، تفسير إنجيل معلمنا لوقا)

مشكلتنا اليومين دول أنه بسبب أزهى عصور التعليم صدقنا مأساة دونية الإنسان، وجرينا جري ورا مشكلة وراثة الخطية ودول طبعًا -جوز فِرد نايمين- ما ينفعش تمشي بيهم.

المسيح يسوع في معموديته، ولأول مرة منذ السقوط، جعل الطبيعة البشرية مسكنًا ومحل راحة وإقامة دائمة للروح القدس، هو فعلًا ما كانش محتاج يتعمد، صح، لكن احنا اللي كنا محتاجين اللي يرد لنا إنسانيتنا الحقيقية، يعيد لينا القدرة على قَبُول الروح القدس قبولًا أبديًا.

وعلشان كده الآب أعلنها صراحة إنه قَبِلَ إليه الإنسان مرة أخرى في الابن المتجسد لما نادى علينا في استعلان كامل وقال: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت، كنا احنا اللي بيستردنا لبنوته مش الابن؛ لأنه عمره أبدًا ما كانوا منفصلين ولا بدون استعلان.

لما تكون الخطية محور تفكيرنا، صعب نشوف الغنى ده كله في الحدث، وعشان كده كتبت في الأول إن التفاسير السطحية دي كارفة من وراثة الخطية؛ لأنها شايفة بس المعمودية بنظام “انسف حمامك القديم” ومش بتقدم محبة الله للتبني وسكنى الروح القدس.

النهاردة حضرتك وأنا والأخ اللي واقف في طابور العيش والست اللي في آخر الشارع والولد الصغير اللي هناك والبنت الحلوة أم ضفاير و.. و.. و.. كلنا بننال – باستعلان وبغنى المجد – الختم بأننا أبناء الله الآب في المسيح يسوع وبعمل الروح القدس.

بلا قلقاس بلا مخاط بلا قصب بلا سلق!!!! خلونا نركز في العيد.

ما فيش مشكلة ناكل حاجة بنحبها، بس في مشكلة لما يكون أبوك السماوي بيقول لك أنت ابني وأنت ترد عليه تقول له شكرًا على الطبخة دي!! ما يصحش برضه.

طبعاً المجال مفتوح لحضراتكم تكملوا زي ما تحبوا في بقية الموضوعات اللي تشوفوها.
طولت عليكم بس حبيت ما أفوتش المناسبة.
ثيؤفانيا [ظهور إلهي] مجيد لكل شخص.

برشح لكم كتاب أقوال مضيئة لآباء الكنيسة الجزء الخاص بمعمودية المسيح يسوع رب المجد.

وافتكروا: أي حد بيسطح لك الكلام وبخرجنا من دايرة عمل المسيح يسوع مش بس تعليمه ضد المسيح (الية بدأت كده بالمناسبة)، لا، ده أكيد من بتوع ديزني لاند!

‎ ‎ هوامش ومصادر: ‎ ‎
  1. رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس 16:3[🡁]
  2. رسالة بولس إلى رومية 1: 4 [🡁]
  3. رسالة بولس الثانية إلى كورنثوس 5: 17 [🡁]

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ماركو إيميل
‎ ‎ نحاول تخمين اهتمامك… ربما يهمك أن تقرأ أيضًا: ‎ ‎